![]() |
ابن القسيس الذي أسلم
في الطائرة التي أقلتني من جدة متجهة الى باريس قابلته بعد أن عرفته ، كان قد أرخى رأسه على وسادة المقعد وأراد أن يغفو، فقلت له: السلام عليكم أبا محمد، أين أنت يا رجل، إنها لصدفة جميلة أن ألتقي بك هنا في الطائرة، ولن أدعك تنام فليس هناك وقت للنوم، ألا ترى هؤلاء المضيفين والمضيفات يحتاجون إلى دعوة ونصح وإرشاد ، قم وشمر عن ساعد الجد لعل اللّه أن يهدي أحدهم على يدك فيكون ذلك خيراً لك من حمر النعم ، ألسنا أمة داعية؟! لم النوم؟!! قم لا راحة بعد اليوم !! فرفع الرجل بصره وحدق بي ، وما أن عرفني حتى هب واقفاً وهو يقول : دكتور سرحان غير معقول !! لا أراك على الأرض لأجدك في السماء، أهلاً أهلاً، لم أكن أتوقع أن أراك على الطائرة، ولكنك حقيقة كنت في بالي، فقد توقعت أن أراك في فرنسا أو جنوب إفريقيا .. ألا زلت تعمل هناك مديراً لمكتب الرابطة ! ولكن أخبرني ما هذه اللحظات الجميلة التي أراك واقفاً فيها أمامي في الطائرة !! إنني لا أصدق عيني .. - صدق يا أخي صدق ألا تراني أقف أمامك بشحمي ولحمي ، بم كنت تفكر أراك شارد الذهن . - نعم كنت أفكر في ذلك الطفل ذي العشر سنوات الذي قابلته في جوهانسبرج، والذي أسلم ولم يسلم والده القسيس . - ماذا طفل أسلم ووالده قسيس .. قم .. قم حالاً وأخبرني عن هذه القصة، فإنني أشم رائحة قصة جميلة، قصة عطرة، هيا بربك أخبرني . - إنها قصة أغرب من الخيال ولكن اللّه سبحانه وتعالى إذا أراد شيئاً فإنه يمضيه، بيده ملكوت كل شيء سبحانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء . وإليك القصة : كنت في مدينة جوهانسبرج وكنت أصلي مرة في مسجد ، فإذا بطفل عمره عشر سنوات يلبس ثياباً عربية، أي ثوباً أبيض وعباءة عربية خليجية تحملها كتفاه، وعلى رأسه الكوفية والعقال، فشدني منظره فليس من عادة أهل جنوب أفريقيا أن يلبسوا كذلك فهم يلبسون البنطال والقميص ويضعون كوفية على رؤوسهم أو أنهم يلبسون الزي الإسلامي الذي يمتاز به مسلمو الهند والباكستان، فمر من جانبي وألقى علي تحية الإسلام فرددت عليه التحية وقلت له: هل أنت سعودي؟!! فقال لي: لا، أنا مسلم أنتمي لكل أقطار الإسلام .. فتعجبت وسألته: لماذا تلبس هذا الزي الخليجي؟!؟ فرد علي: لأني أعتز به فهو زي المسلمين .. فمر رجل يعرف الصبي وقال: اسأله كيف أسلم ؟! فتعجبت من سؤال الرجل بأن أسأل الغلام كيف أسلم .. فقلت للرجل: أو ليس مسلماً ؟!! ثم توجهت بسؤال للصبي : ألم تكن مسلماً من قبل ؟! ألست من عائلة مسلمة ؟! ثم تدافعت الأسئلة في رأسي، ولكن الصبي قال لي: سأقول لك الحكاية من بدايتها حتى نهايتها، ولكن أولاً قل لي من أين أنت؟ فقلت: أنا من مكة المكرمة !! وما أن سمع الطفل جوابي بأني من مكة المكرمة حتى اندفع نحوي يريد معانقتي وتقبيلي وأخذ يقول : من مكة!! من مكة!! وما أسعدني أن أرى رجلاً من مكة المكرمة بلد اللّه الحرام ، إني أتشوق لرؤيتها .. فتعجبت من كلام الطفل وقلت له : بربك أخبرني عن قصتك .. فقال الطفل : ولدت لأب كاثوليكي قسيس يعيش في مدينة شيكاغو بأمريكا ، وهناك ترعرت وتعلمت القراءة والكتابة في روضة أمريكية تابعة للكنيسة ، ولكن والدي كان يعتني بي عناية كبيرة من الناحية التعليمية فكان دائماً ما يصحبني للكنيسة ويخصص لي رجلاً يعلمني ويربيني ، ثم يتركني والدي في مكتبة الكنيسة لأطالع المجلات الخاصة بالأطفال والمصبوغة بقصص المسيحية .. وفي يوم من الأيام بينما كنت في مكتبة الكنيسة امتدت يدي الى كتاب موضوع على أحد أرفف المكتبة ، فقرأت عنوان الكتاب فإذا به كتاب الإنجيل وكان كتاباً مهترئاً ، ولفضولي أردت أن أتصفح الكتاب وسبحان اللّه ما أن فتحت الكتاب حتى سقطت عيناي (ومن أول نظرة) على سطر عجيب فقرأت آية تقول : وهذه ترجمتها بتصرف : (وقال المسيح : سيأتي نبي عربي من بعدي اسمه أحمد) ، فتعجبت من تلك العبارة وهرعت إلى والدي وأنا أسأله بكل بساطة ولكن بتعجب : والدي والدي أقرأت هذا الكلام في هذا الإنجيل ؟!! فرد والدي : وما هو ؟ فقلت : هنا في هذه الصفحة كلام عجيب يقول المسيح فيه إن نبياً عربياً سيأتي من بعده ، من هو يا أبي النبي العربي الذي يذكره المسيح بأنه سيأتي من بعده ؟ ويذكر أن اسمه أحمد ؟ وهل أتى أم ليس بعد يا والدي ؟!! وصدقوني أيها الإخوة ، لقد شعرت بأني أريد أن تطول الرحلة لأدرك بقية القصة فلقد شدتني القصة وأحداثها منذ بدأها أبو محمد .. فقلت : أكمل يا أبا محمد فالوقت قصير .. فقال أبو محمد : لا تقاطعني لو أردتني أن أكمل !! فقلت له : هون عليك أبا محمد ، أريد معرفة بقية القصة بسرعة .. فقال أبو محمد : فاذا بالقسيس يصرخ في الطفل البريء ويصيح فيه : من أين أتيت بهذا الكتاب ؟! - من المكتبة يا والدي ، مكتبة الكنيسة ، مكتبتك الخاصة التي تقرأ فيها . - أرني هذا الكتاب، إن ما فيه كذب وافتراء على السيد المسيح . - ولكنه في الكتاب، في الإنجيل يا والدي، ألا ترى ذلك مكتوباً في الإنجيل . - مالك ولهذا فأنت لا تفهم هذه الأمور أنت لا زلت صغيراً، هيا بنا إلى المنزل، فسحبني والدي من يدي وأخذني إلى المنزل وأخذ يصيح بي ويتوعدني وبأنه سيفعل بي كذا وكذا إذا أنا لم أترك ذلك الأمر، ولكنني عرفت أن هناك سراً يريد والدي أن يخفيه علي، ولكن اللّه هداني بأن أبدأ البحث عن كل ما هو عربي لأصل إلى النتيجة ، فأخذت أبحث عن العرب لأسألهم فوجدت مطعماً عربياً في بلدتنا ، فدخلت وسألت عن النبي العربي ، فقال لي صاحب المطعم : اذهب إلى مسجد المسلمين ، وهناك سيحدثونك عن ذلك أفضل مني ، فذهب الطفل للمسجد وصاح في المسجد : هل هناك عرب في المسجد ؟! فقال له أحدهم : ماذا تريد من العرب ؟! فقال لهم : أريد أن أسأل عن النبي العربي أحمد ؟ فقال له أحدهم : تفضل اجلس ، وماذا تريد أن تعرف عن النبي العربي ؟! قال : لقد قرأت أن المسيح يقول في الإنجيل الذي قرأته في مكتبة الكنيسة أن نبياً عربياً اسمه أحمد سيأتي من بعده ، فهل هذا صحيح ؟! قال الرجل : هل قرأت ذلك حقاً ؟! إن ما تقوله صحيح يا بني ونحن المسلمون أتباع النبي العربي محمد صلى اللّه عليه وسلم ولقد ذكر قرآننا مثل ما ذكرته لنا الآن . فصاح الطفل وكأنه وجد ضالته : أصحيح ذلك ؟!! - نعم صحيح ، انتظر قليلاً ، وذهب الرجل واحضر معه نسخة مترجمة لمعاني القرآن الكريم وأخرج الآية من سورة الصف التي تقول : { ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} . فصاح الطفل : أرني إياها ، فأراه الرجل الآية المترجمة ، فصاح الطفل : يا إلـهي كما هي في الإنجيل ، لم يكذب المسيح ، ولكن والدي كذب علي ، كيف أفعل أيها الرجل لأكون من أتباع هذا النبي (محمد صلى اللّه عليه وسلم). فقال : أن تشهد أن لا اله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن المسيح عيسى بن مريم عبده ورسوله . فقال الطفل : أشهد أنه لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبده ورسوله بشر بهذا النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم ، ما أسعدني اليوم سأذهب لوالدي وأبشره ، وانطلق الطفل فرحاً لوالده القسيس. - والدي والدي لقد عرفت الحقيقة، إن العرب موجودون في أمريكا والمسلمين موجودون في أمريكا، وهم أتباع محمد صلى اللّه عليه وسلم، ولقد شاهدت القرآن عندهم يذكر نفس الآية التي أريتك إياها في الإنجيل، لقد أسلمت، أنا مسلم الآن يا والدي، هيا أسلم معي لابد أن تتبع هذا النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم، هكذا أخبرنا عيسى في الإنجيل . فإذا بالقسيس وكأن صاعقة نزلت على رأسه، فسحب ابنه الصغير وأدخله في غرفة صغيرة وأغلق عليه الباب ساجناً إياه، وطلب بعدم الرأفة معه، وظل في السجن أسابيع يؤتى إليه بالطعام والشراب ثم يغلق عليه مرة أخرى، وعندما خاف أن يفتضح أمره لدى السلطات الحكومية - بعد أن أخذت المدرسة التي يدرس فيها الابن تبعث تسأل عن غياب الابن - وخاف أن يتطور الأمر وقد يؤدي به إلى السجن، ففكر في نفي ابنه إلى تنزانيا في أفريقيا حيث يعيش والدا القسيس، وبالفعل نفاه إلى هناك وأخبر والديه بأن لا يرحموه إذا ما هو عاد لكلامه وهذيانه كما يزعمون، وأن كلفهم الأمر بأن يقتلوه فليقتلوه هناك، ففي إفريقيا لن يبحث عنه أحد !! سافر الطفل إلى تنزانيا ولكنه لم ينس إسلامه وأخذ يبحث عن العرب والمسلمين حتى وجد مسجداً فدخله وجلس إلى المسلمين وأخبرهم بخبره فعطفوا عليه وأخذوا يعلمونه الإسلام، ولكن الجد اكتشف أمره فأخذه وسجنه كما فعل والده من قبل، ثم أخذ في تعذيب الغلام ولكنه لم ينجح في إعادة الطفل عن عزمه ولم يستطع أن يثنيه عما يريد أن يقوم به، وزاده السجن والتعذيب تثبيتاً وقوة للمضي فيما أراد له اللّه وفي نهاية المطاف أراد جده أن يتخلص منه، فوضع له السم في الطعام ولكن اللّه لطف به ولم يقتل في تلك الجريمة البشعة، فبعد أن أكل قليلاً من الطعام أحس أن أحشاءه تؤلمه فتقيأ ثم قذف بنفسه من الغرفة التي كان بها إلى شرفة ومنها إلى الحديقة التي غادرها سريعاً إلى جماعة المسجد الذين أسرعوا بتقديم العلاج اللازم له حتى شفاه اللّه سبحانه وتعالى، بعدها أخبرهم أن يخفوه لديهم ثم هربوه إلى أثيوبيا مع أحدهم فأسلم على يده في أثيوبيا عشرات من الناس دعاهم إلى الإسلام !! - ماذا أسلم على يده عشرات من الناس؟!! سألت أبا محمد .. فصاح بي أن أصمت إن أردت أن يواصل حديثه فأسرعت بالصمت المطبق !! فقال أبو محمد، قال لي الغلام: ثم خاف المسلمون علي فأرسلوني إلى جنوب إفريقيا، وها أنذا هنا في جنوب أفريقيا، أجالس العلماء وأحضر اجتماعات الدعاة أين ما وجدت، وأدعو الناس للإسلام هذا الدين الحق دين الفطرة، الدين الذي أمرنا اللّه أن نتبعه، الدين الخاتم، الدين الذي بشر به المسيح عليه السلام بأن النبي محمد سيأتي من بعده وعلى العالم أن يتبعه، إن المسيحيين لو اتبعوا ما جاء في المسيحية الحقيقية، لسعدوا في الدنيا والآخرة، فها هو الإنجيل غير المحرف الذي وجدته في مكتبة الكنيسة بشيكاغو يقول ذلك، لقد دلني اللّه على ذلك الكتاب ومن أول صفحة أفتحها وأول سطر أقرأه تقول لي الآيات: (قال المسيح إن نبياً عربياً سيأتي من بعدي اسمه أحمد) يا إلهي ما أرحمك ما أعظمك هديتني من حيث لا أحتسب وأنا ابن القسيس الذي ينكر ويجحد ذلك!! لقد دمعت عيناي يا دكتور وأنا أستمع إلى ذلك الطفل الصغير المعجزة، في تلك السن الصغيرة يهديه اللّه بمعجزة لم أكن أتصورها، يقطع كل هذه المسافات هارباً بدينه، لقد استمعت إليه وصافحته وقبلته وقلت له بأن اللّه سيكتب الخير على يديه ان شاء اللّه، ثم ودعني الصغير وتوارى في المسجد، ولن أنسى ذلك الوجه المشع بالنور والإيمان وجه ذلك الطفل الصغير، الذي سمى نفسه محمداً . فقلت لأبي محمد: لقد أثرت فيّ يا رجل، إنها قصة عجيبة، لقد شوقتني لرؤية هذا الطفل الصغير ولم أكمل كلامي حتى سمعت صوت المضيف يخبرنا أن نلزم أماكننا فلقد قرب وصولنا إلى مطار شارل ديجول الدولي في باريس . فجلست في مكاني وأنا أردد: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن اللّه يهدي من يشاء} . وسافرت مرة إلى جنوب أفريقيا وصورة الطفل محمد في مخيلتي لم تتركني، وأخذت أسأل عنه فكانوا يقولون لي إنه كان هنا وسافر إلى مدينة أخرى يدعو الناس إلى اللّه، وكنت متشوقاً أن ألقاه وسألقاه يوماً ان شاء اللّه، وإذا طال بنا العمر، فهل أنتم متشوقون أيضاً ؟! |
معلمة اللاهوت ميري واتسون
(درست اللاهوت في ثماني سنوات.. واهتديت إلى الإسلام في أسبوع) معلمة اللاهوت "ميري واتسون" بعد إسلامها درست اللاهوت في ثماني سنوات.. واهتديت إلى الإسلام في أسبوع يوم إسلامي يوم ميلادي.. والمسلمون بحاجة إلى قوة الإيمان بين الشك واليقين مسافات، وبين الشر والخير خطوات، اجتازتها "ميري واتسون" معلمة اللاهوت سابقاً بإحدى جامعات الفلبين، والمنصِّرة والقسيسة التي تحولت بفضل الله إلى داعية إسلامية تنطلق بدعوتها من بريدة بالمملكة العربية السعودية بمركز توعية الجاليات بالقصيم، لتروي لنا كيف وصلت إلى شاطئ الإسلام وتسمت باسم خديجة. بياناتك الشخصية قبل وبعد الإسلام؟ << أحمد الله على نعمة الإسلام، كان اسمي قبل الإسلام "ميري" ولديَّ سبعة أبناء بين البنين والبنات من زوج فلبيني، فأنا أمريكية المولد في ولاية أوهايو، وعشت معظم شبابي بين لوس أنجلوس والفلبين، والآن بعد الإسلام ولله الحمد اسمي خديجة، وقد اخترته لأن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ كانت أرملة وكذلك أنا كنت أرملة، وكان لديها أولاد، وأنا كذلك، وكانت تبلغ من العمر 40 عاماً عندما تزوجت من النبي صلى الله عليه وسلم، وآمنت بما أنزل عليه، وكذلك أنا كنت في الأربعينيات، عندما اعتنقت الإسلام، كما أنني معجبة جداً بشخصيتها، لأنها عندما نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم آزرته وشجعته دون تردد، لذلك فأنا أحب شخصيتها. حدثينا عن رحلتك مع النصرانية : << كان لديَّ ثلاث درجات علمية: درجة من كلية ثلاث سنوات في أمريكا، وبكالوريوس في علم اللاهوت بالفلبين، ومعلمة اللاهوت في كليتين، فقد كنت لاهوتية وأستاذاً محاضراً وقسيسة ومنصِّرة، كذلك عملت في الإذاعة بمحطة الدين النصراني لإذاعة الوعظ المسيحي، وكذلك ضيفة على برامج أخرى في التلفاز، وكتبت مقالات ضد الإسلام قبل توبتي، فأسأل الله أن يغفر لي، فلقد كنت متعصبة جداً للنصرانية . ما نقطة تحولك إذن من منصِّرة إلى داعية إسلامية؟ << كنت في إحدى الحملات التنصيرية إلى الفلبين لإلقاء بعض المحاضرات، فإذا بأستاذ محاضر فلبيني جاء من إحدى الدول العربية، لاحظت عليه أموراً غريبة، فأخذت أسأله وألحّ عليه حتى عرفت أنه أسلم هناك، ولا أحد يعرف بإسلامه وقتئذ . وكيف تخطيت هذه الحواجز وصولاً إلى الإسلام؟ << بعدما سمعت عن الإسلام من هذا الدكتور الفلبيني راودتني أسئلة كثيرة: لماذا أسلم؟ ولماذا بدل دينه؟ لابد من أن هناك شيئاً في هذا الدين وفيما تقوله النصرانية عنه!؟ ففكرت في صديقة قديمة فلبينية أسلمت وكانت تعمل بالمملكة العربية السعودية، فذهبت إليها، وبدأت أسألها عن الإسلام، وأول شيء سألتها عنه معاملة النساء، لأن النصرانية تعتقد أن النساء المسلمات وحقوقهن في المستوى الأدنى في دينهن، وهذا غير صحيح طبعاً، كما كنت أعتقد أن الإسلام يسمح للأزواج بضرب زوجاتهم، لذلك هن مختبئات وكائنات في منازلهن دائماً!!. ارتحت كثيراً لكلامها فاستطردت أسألها عن الله عز وجل، وعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما عرضت عليَّ أن أذهب إلى المركز الإسلامي ترددت، فشجعتني، فدعوت "الرب" وابتهلت إليه حتى يهديني، وذهبت فاندهشوا جداً من معلوماتي الغزيرة عن النصرانية ومعتقداتي الخاطئة عن الإسلام، وصححوا ذلك لي، وأعطوني كتيبات أخذت أقرأ فيها كل يوم وأتحدث إليهم ثلاث ساعات يومياً لمدة أسبوع، كنت قد قرأت بنهايته 12 كتاباً، وكانت تلك المرة الأولى التي أقرأ فيها كتباً لمؤلفين مسلمين والنتيجة أنني اكتشفت أن الكتب التي قد كنت قرأتها من قبل لمؤلفين نصارى ممتلئة بسوء الفهم والمغالطات عن الإسلام والمسلمين، لذلك عاودت السؤال مرة أخرى عن حقيقة القرآن الكريم، وهذه الكلمات التي تُقال في الصلاة . وفي نهاية الأسبوع عرفت أنه دين الحق، وأن الله وحده لا شريك له، وأنه هو الذي يغفر الذنوب والخطايا، وينقذنا من عذاب الآخرة، لكن لم يكن الإسلام قد استقر في قلبي بعد، لأن الشيطان دائماً يشعل فتيل الخوف والقلق في النفـــس، فكثف لي مركز التوعية الإسلامي المحاضرات، وابتهلت إلى الله أن يهديني، وفي خلال الشهر الثاني شعرت في ليلة ـ وأنا مستلقية على فراشـــي وكاد النوم يقارب جفوني ـ بشيء غريب استقر في قلبي ، فاعتدلت من فوري وقلت يا رب أنا مؤمنة لك وحدك، ونطقت بالشهادة وشعرت بعدها باطمئنان وراحة تعم كل بدني، والحمد لله على الإسلام، ولم أندم أبداً على هذا اليوم الذي يعتبر يوم ميلادي. وكيف تسير رحلتك مع الإسلام الآن؟ << بعد إسلامي تركت عملي كأستاذة في كليتي، وبعد شهور عدة طلب مني أن أنظم جلسات أو ندوات نسوية للدراسات الإسلامية في مركز إسلامي بالفلبين حيث موطن إقامتي، وظللت أعمل به تقريباً لمدة سنة ونصف، ثم عملت بمركز توعية الجاليات بالقصيم ـ القسم النسائي كداعية إسلامية خاصة متحدثة باللغة الفلبينية بجانب لغتي الأصلية . وماذا عن أولادك؟ << عندما كنت أعمل بالمركز الإسلامي بالفلبين كنت أحضر للبيت بعض الكتيبات والمجلات وأتركها بالمنزل على الطاولة "متعمدة" عسى أن يهدي الله ابني "كريستوفر" إلى الإسلام، إذ إنه الوحيد الذي يعيش معي، وبالفعل بدأ هو وصديقه يقرآنها ويتركانها كما هي تماماً، كذلك كان لديَّ "منبه أذان" فأخذ يستمع إليه مراراً وتكراراً وأنا بالخارج ثم أخبرني بعد ذلك برغبته في الإسلام، ففرحت جداً وشجعته ثم جاء إخوة عدة من المركز الإسلامي لمناقشته في الإسلام وعلى أثرها أعلن الشهادة وهو ابني الوحيد الذي اعتنق الإسلام في الوقت الحالي، وسمى نفسه عمر، وأدعو الله أن يمنَّ على باقي أولادي بنعمة الإسلام . ما الذي أعجبك في دين الإسلام؟ << الإسلام هو الطريق الأكمل والأمثل للحياة، بمعنى آخر هو البوصلة التي توجه كل مظاهر الحياة في الاقتصاد والاجتماع وغيرها حتى الأسرة وكيفية التعامل بين أفرادها . ما أكثر الآيات التي أثارت قلبك؟ << قوله تعالى: ((هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون)) . فهي تعني لي الكثير وقد ساعدتني وقت الشدة. ما نوعية الكتب التي قرأتها؟ << أحب القراءة جداً، فقد قرأت في البخاري ومسلم والسيرة النبوية، وعن بعض الصحابة والصحابيات بجانب تفسير القرآن طبعاً وكتب غيرها كثيرة. الخوض في أجواء جديدة له متاعب، فما الصعوبات التي واجهتها؟ << كنت أعيش بين أمريكا والفلبين كما أن بناتي جميعهن متزوجات هناك وعندما أسلمت كان رد ثلاث من بناتي عنيفاً إزاء اعتناقي الإسلام والباقيات اعتبرنه حرية شخصية، كما أن بيتي وتليفوني وضعا تحت المراقبة، فقررت الاستقرار في الفلبين، لكن تنكر لي أهل زوجي لأني من قبل كنت مرتبطة بهم لأن أبي وأمي ميتين، لذلك بكيت ثلاثة أيام، وعندما كنت أظهر في الشارع بهذا الزي كان الأطفال ينادون عليَّ بالشيخة أو الخيمة، فكنت أعتبر هذا بمثابة دعوة إلى الإسلام، كما تجنبني كل من يعرفني تماماً. { إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين * وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون * وما أرسلوا عليهم حافظين * فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الأرائك ينظرون * هل ثُوِّب الكفارُ ما كانوا يفعلون} هل حضرت ندوات أو مؤتمرات بعد اعتناق الإسلام؟ << لم أحضر، ولكن ألقيت العديد من المحاضرات عنه في الجامعات والكليات بالفلبين، وقد دعيت من قبل رؤساء بعض الدول لإجراء محاورات بين مسلمة ونصرانية لكن لا أحب هذه المحاورات لأن أسلوبها عنيف في النقاش، وأنا لا أحب هذه الطريقة في الدعوة بل أفضل الأسلوب الهادئ لا سيما اهتمامنا بالشخص نفسه أولاً ثم دعوته ثانياً . ما رأيك فيما يُقال عن خطة عمرها ربع القرن المقبل لتنصير المسلمين؟ << بعد قراءتي عن الإسلام وفي الإسلام علمت لماذا الإسلام مضطهد من جميع الديانات؛ لأنه أكثر الديانات انتشاراً على مستوى العالم، وأن المسلمين أقوى ناس لأنهم لا يبدلون دينهم ولا يرضون غيره بديلاً، ذلك أن دين الإسلام هو دين الحق وأي دين آخر لن يعطيهم ما يعطيه لهم الإسلام. ماذا تأملين لنفسك وللإسلام؟ << لنفسي ـ إن شاء الله ـ سأذهب إلى إفريقيا، لأدرس بها وأعمل بالدعوة، كما آمل أن أزور مصر لأرى فرعونها الذي ذُكر في القرآن، وجعله الله آية للناس، أما بالنسبة للإسلام، فنحن نحتاج إلى إظهار صحته وقوته وحسنه، وسط البيئات التي يحدث فيها تعتيم أو تشويش إعلامي. كما نحتاج إلى مسلمين أقوياء الإيمان، إيمانهم لا يفتر، يقومون بالدعوة إلى الله . |
امرأه تنطق بالشهادتين عند الممات
القصة : كان زميل لي في العمل قال لي الاتي كان اخي في القصر العيني ليحجز لاجراء عمليه، فجأه جاء شاب ومعه امه فقال الشاب لهذا الشيخ دع امي بجواركم حتي احجز لها لاجراء عمليه فاخذت المرأه تنظر الي الشيخ وتتعجب وفجأه نظرت الي الشيخ نظره عجب ثم قالت اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ثم ماتت جاء ابنها فاخبروه فاخذ يبكي بكاء مريرا فلما اخبروه انها نطقت الشهاده جعل يسبها ويقول فيها ما ليس فيها ثم اقسم ان لا يستلمها ويدعها في القصر حتى وحتى فاستلم الاخ هذه الطيبه ثم غسلوها وصلوا عليها ودفنت بمقابر المسلمين يا له من حسن خاتمه اللهم تقبل منها ومنا يا أرحم الراحمين . |
حوار مثير ... بين جواهر و جوليا00!؟
( الحجاب ) جوليا : أنتم حجابكم يغطي الوجه ؟ جواهر : ايه جوليا : الله يعينكم كتمه مع الحر جواهر : ايه صح بس نار جهنم أحر وأبي الكل يعرف شي أنا مسلمة وأفتخر بحجابي ما تضايقت منه وفي نزعته عذابي ولا يشرفني تركه يااحبابي انا مصونة بيني وبين الغريب الف حاجز وحاجز كثير يتمنون يحضون مني بشي بس لا..لا .... انا فوق انا نجمة محد يوصلها..انافي القمة محد يحصلها (الا بشرع الله ) بس فيه أقلية لهم رأي مخالف بس صوتهم عاااااالي العفن مهما كان قليل ريحته قوية .. (قيادة السيارة) جوليا : ماتسوقون انتم صح ؟ جواهر : لا طبعا جوليا : اهاليكم مايوثقون فيكم ؟ جواهر : انامسلمة ويشرفني ماأسوق...اناملكه عمرك سمعتي ملكه تسوق ؟ انااغلى من العين والموق ... اناالحمدلله مكاني فوق فيه من يتولى امري ويخدمني بذوق ويوديني لأقل وأبعد مشوار مايعوق جوليا : ليه ماتطلعون لحالكم ؟ جواهر : لأني اغلى من أن أترك لحالي في الشارع في من يبي يذوق طعمي الحالي في الشارع في الصالح والطالح يتمنى يجي قبالي اهلي يخافون علي انا غالية يخافون علي حتى في نظرة غريب حانيه يخافون على سمعتي لاتخدشها كلمه نابيه يخافون على كرامتي لا تنجرح وتنكسرسمعتي السامية بس في اقلية لهم رأي مخالف بس صوتهم عااااالي العفن مهما كان قليل ريحته قوية (المساواة) جوليا : انتم مظلومات مررره صح ؟ جواهر : لا جوليا : اجل ليه رجالكم حرموكم من المساواه ؟؟ جواهر : ومن قال أنّا نريدالمساواه اناامرأه ... انا انثى اناضعفي هو سلاحي هو فخري وعزي وكفاحي انااختلف عن الرجل ...انا لي قلب وجل كيف اواجه الدنيا بثقل... ماابغى مساواة في العمل كيف احمي اسرتي اجل ؟ انا ابي احد مسؤول عني وانا له متابعة مااعرف انا اشيل همي ..يامر وانا اسمعه جوليا : وش تعرفين اجل ؟ جواهر : اعرف اسعده بودي وشوقي اللي اجمعه امسح جبينه بيدي ولا اترك فرصه لمدمعه ماابغى مساواة....اناخلقني الله ... ويعرف اللي ابغاه بس في اقلية لهم رأي مخالف بس صوتهم عااالي العفن مهماكان قليل ريحته قوية (التعدد) جوليا : ياصبركم على رجالكم حاقرينكم صح ؟ جواهر : لا جوليا : اجل ليش الواحد مايقتنع بزوجته وبس مثلاً العربي يتعدد بالزوجات لا وبالدس جواهر : شريعة الله انا مسلمة قبل اكون عربية ...وأعرف اللي خلق البشرية هواللي عطى الرجال الصلاحية...وموعيب ان التعدد منتشر هنيه هذا شرف لي ولكل بنيه...ان اوامرالله تتنفذ وبحسن نيه بس في اقليه لهم رأي مخالف بس صوتهم عااالي العفن مهما كان قليل ريحته قويه |
قصه مؤثرة
كنت يوما في زيارة لأحد الأصدقاء ومعي إبني عبدالرحمن ولم يتجاوز السبع سنوات وبينما صديقي في المطبخ لإعداد الشاي .. إحتجت إستعمال جهازه .... وأنا أستخدم برنامج الكتابة ... أخذ إبني يداعبني ويمازحني ويطلب مني أن أشغل له نشيد عن طريق برنامج الريل بلاير (ويظن أن لدى صديقي نفس تلك الأناشيد) وحاولت أن أفهمه أن تلك الأناشيد ليست في هذا الجهاز .. ولكنه أبى إلا أن اجرب له وأبحث... وعندها قلت له أنظر بنفسك ... وكان يعرف كيفية فتح ملفات الأناشيد والقرآن الكريم و المحاضرات ... وبينما هو يبحث في الملفات نظرت إلى ملف وإذا به تحت إسم ... سفينة البحر ... فقلت لعله برنامج أو صور عن تلك السفينة.... وبينما انا أفكر ما بالملف .. لم يمهلني ولدي وقام بفتح الملف... ولاحول ولا قوة إلى بالله ... لقد كان الملف عبارة عن لقطة قذرة يمارس بها الجنس ... تسمر ولدي اما تلك اللقطة ... وبدأ قلبي ينبض وأرتعدت فرائصي ... ماذا أعمل ... ولم أتمالك نفسي إلا وأنا أمسك بعيني ولدي وأغمضها قسرا ,اضع يدي الإخرى على الجهاز (الش! اشة) .... وفجأة قمت بإغلاق الجهاز ... وإبني مصدوم مما رأى .... لم أستطع النظر إليه وبدأ قلبي ينبض وكانت الأفكار تدور برأسي ... كيف أعلمه .. ماذا أقول له ... كيف أخرجه من هذا الوحل الذى رآه .... وكيف وكيف ... بينما أنا كذلك ... نظر لي ولدي وهو يقول ... بابا ... عموا هذا مهو طيب ... وإنت دايما تقول لا تصاحب إلا الطيبين ... كيف تصاحب عموا ... بابا ... أوعدني أنك ما تكلمو عموا بعد اليوم ... نزلت هذه الكلمات كالبرد الشافي على قلبي .. قبلت رأسه وقلت له وأنا أعدك يا بني أن لا أصاحب الأشرار ... ولكن أريد منك شي واحد ... قال ما هو ... قلت أن تقول لعموا هذا حرام ... فوعدني بذلك وأنطلق إلى صديقي بالمطبخ وقال له ... عموا ... عموا ... ممكن اقولك شئ 0 وكان صديقي يحب عبدالرحمن كثيرا، ... جاوبه صديقي وهو منشغل بتحضير الشاي ... ما هوا يا حبيبي ... قال ولدي ... عموا .. انت تحب ربنا ... أجاب صديقي وبدأ يلتفت إلى إبني وهو يقول هو في أحد ما يحب ربنا .. فقال إبني ... وتبغى ربنا يحبك ... ترك صديقي ما بيدة وإستدار على إبني وهو يقول .. ليه تقول الكلام دا يا حبيبي وأخذ يمسح على رأسه ... فقال إبني له! .. عموا الكمبيوتر حقك في شي ربنا ما يحبه ... عموا ... وتلعثم إبني ولم يدري ما يقول ... تسمر زميلي ... وقد علم ما يقصد إبني ... عندها ضم صغيري وأخذت الدموع تنهمر من عينيه ,,, وهو يقول .. سامحني يا حبيبي ... وضمه مرة أخرى وهو يقول يارب سامحني ... يارب سامحني .. كيف ألقاك وأنا أعصيك ... دخلت عليه .. وقد كنت أسمع الحوار الذي دار بينهما ... ولم أدري ما أفعل ... وكان صغيري يقول له عموا أنا احبك وبابا يحبك ونبغاك تكون معانا في الجنة ... إزداد زميلي بالبكاء والتضرع ... وهو يقول ... لقد أهدى لي إبنك حياتي ... واخذ يبكي ... عندها أخذت بتذكيره بالله والتوبة ... وأن الله يغفر الذنوب جميعا ... وهو يقول ... لقد أهدى إلي إبنك حياتي ... لم أعرف كيف مر الموقف .. كلما أذكره أنني تركته وذهبت إلى بيتي ومعي إبني وهو على حاله تلك من التضرع لله بأن يغفر له .. والبكاء بين يديه .... في منتصف الليل ... دقت سماعة التلفون ... قمت لأجيب ... ما تراه قد حصل ... وإذا به أخوه زميلي الأصغر ,,, يقول يا عم صالح ادرك صاحبك ... يريدك أن تأتي الساعة ... ومعك إبنك عبدالرحمن ... ذهبت إلى غرفة إبني ,,, وأيقظته وأخذته معي وكلي قلق ماالذي حدث لصديقي ... دخلت بسرعة ومعي عبدالرحمن ... ورأيت صديقي وهو يبكي كما تركناه ... سلمت عليه وما إن رآى إبني حتى عانقة ... وقال هذا الذي أهدى إلى حياتي .. هذا الذي هداني ... بدأء صديقي يتمتم بكلمات في نفسه .. وكانت الغرفة مليئة بأقربائة ... ماالذي حدث ... وسط هذه الدهشة من الجميع ... قال لي إبني ... بابا .. عموا يقول لا إله إلا الله ... بابا عموا يحب الله ... فجأه ... سقط صديقي مغشيا عليه ... ومات صديقي وهو بين يدي عبدالرحمن . |
بسم الله الرحمن الرحيم
ومازالت بعض كلمات الطبيب ترن في إذني .. نقص صفائح .... اللوكيميا .. بالأمس كنت أقلب دفتري الخاص لأجد قصة كتبتها قبل سنتين حيث حصلت لي واستفدت منها الكثير والكثير سأطرحها عليكم أحبتي لعل الله أن ينفع بما استفدت منها في أحد الأيام قدر الله لي أن أصاب ببقع زرقاء (كدمات ) أصابت جسدي وخرجت من غير سبب إنما كانت تخرج هكذا أحسست بخوف شديد من ذلك فما سبب هذه الكدمات يا ترى ؟! كنت أخفي ذلك عن الجميع فلم أخبر عنها أحد وكل ما سألني أحدهم عنها أخبرته أن لا داعي للخوف هو عارض بسيط وسيزول وفي داخلي آلاف المخاوف والشكوك ولكن لم أرغب في أن يشعر أحد بذلك وبعد عدة أيام أصر علي زميل لي أن أذهب للمستشفى فما الذي يضرني لو ذهبت !! لكن في بداية الأمر رفضت لان الخوف يسيطر على داخلي كنت أخاف أن يكون سرطان الدم (اللوكيميا) ولكن بعد إصرار والدتي حفظها الله علي أن أذهب للمستشفى قررت أن أذهب صباح الخميس إلى مستوصف قريب من المنزل لم انم تلك الليلة فالشيطان يلعب برأسي بالأفكار - وافق هذا الحدث وجود والدي خارج أرض الوطن للعلاج من السرطان كفانا الله وإياكم من هذا المرض – ولم أصدق أن يوماً جديداً قد ابتدأ خرجت من المنزل متجها إلى المستوصف وما إن دخلت على الطبيب ورأى جسدي حتى قال لي مباشرة احتمال كبير نقص في الصفائح الدموية زاد خوفي حينما سمعت ذلك الكلام وجن جنوني أكثر حين بدأ الطبيب يتكلم ويفصل في الأمر ولم أعد أعي ما يقول قال لي بعد أن أنهى كلامه لا بد من تحليل عاجل لمعرفة نسبة الصفائح في الدم وحينما تخرج النتيجة إذا كان هناك نقص فلابد من مراجعة مستشفى مختص بأسرع وقت ومد لي ورقة التحاليل و أنا في ذلك الوقت لم أعد أرى شيئا ولا أعي شيئا أحسست بدوار وحرارة في صدري ومازالت بعض كلمات الطبيب ترن في إذني .. نقص صفائح .... اللوكيميا .. سرعة مراجعة أحد المستشفيات المتخصصة ... هذه الكلمات التي كانت ترن في إذني وقتها ( للمعلومية نقص الصفائح الدموية أنواع ونوع منه يحدث كأحد الأعراض أو المضاعفات الناتجة عن اللوكيميا ) ذهبت إلى المختبر أخذوا مني العينة سألتهم متى تخرج النتيجة قالوا بعد ساعة تقريباً, آآآه ما أطول الساعة في ذلك الوقت خرجت من المستوصف لا أعلم أين أذهب في هذه الساعة ركبت سيارتي ولا أعلم أين أذهب أأعود إلى المنزل وأخبر والدتي التي تنتظرني هناك ؟ أم أهيم في الشوارع حتى تمر هذه الساعة لكن أخيرا قررت العودة للمنزل دخلت المنزل بخطى ثقيلة قابلتني أمي وأخواتي قاول بشر وش صار وش قالوا لك ؟!!قلت لهم يعني وش تبغونه يقول زي ما كنت متوقع وش راح يقول ... ألتزم الجميع الصمت و اكتسى الوجوه الهم وبدء الحزن على وجه أمي وأخواتي في كل ثانية أرى الساعة لعل الوقت يمر سريعا ولكن ما أطولها من ساعة أنها سنوات وليست ساعة واحدة فقط الكل يترقب النتيجة , حينها شعرت بإحساس غريب لا يمكن أن أصوره بالكلمات لم أعد أطيق أن يكلمني أحد أغلقت جوالي وجلست بين أهلي لعل الوقت يمر سريعا كلما رفعت رأسي رأيت الحزن في وجه أمي بدت دمعة مني أحاول أن أخفيها عنهم حتى لا يروها فكفاية ما حل بهم من حزن . وحينما دقت الساعة معلنة مرور انتهاء ساعة من الانتظار قمت مسرعا ً إلى غرفتي وأمسكت بالهاتف لأتصل بالمختبر لأخذ النتيجة وأغلقت الباب لا أريد أن يكون أحد معي وقتها خوفاً من الصدمة التي سأواجا حاولت الاتصال عدة مرات لكن لا أحد يجيب و استمريت مصراً على الاتصال المتواصل إلى أن أجابت موظفة المختبر وحينما سألتها طلبت مني الانتظار قليلا لإحضار النتيجة لم تأخذ سوى ثواني ولكني أحسست بأنها ساعات من ثقل الهم الذي أشعر فيه أتت وقالت الحمد الله النتائج جيده لم أصدق حينما سمعت الخبر وكررت السؤال عليها وأجابتني بنفس الإجابة كررت السؤال عدة مرات حتى أحسست أنها ملت من التكرار لتقول بإمكانك الحضور لأخذ النتيجة بنفسك أغلقت السماعة وسجدت شكراً لله خرجت مسرعاً من غرفتي فإذا بأخواتي عند الباب ها بشر قلت الحمد لله الأمور طبيعية نزلت مسرعاً إلى أمي فتحت الباب عليها فإذا بها في مصلاها تصلي وقد اغرورقت عيناها بالدموع التي كانت تخفيها عني فقلت لها أمي أبشرك النتائج طبيعية فأخذت تحمد الله وتشكره وهي تبكي بالرغم من أني أخذت النتيجة بالهاتف إلا أنني لم أقتنع خرجت للمسجد لصلاة الظهر وبعد الصلاة مباشرة توجهت للمستوصف لأخذ النتائج لأرها بنفسي والله إنها لحظات شعرت بها لا توصف لكن الحمد لله على كل حال . بعد عدة أيام أصرت على والدتي أن أعيد النتائج في أحد المستشفيات مرة أخرى ذهبت إلى الإسعاف وكان معي أحد أصدقائي الأعزاء وهو الذي أصر على في بداية الأمر أن أذهب للمستشفى ذهبت لإسعاف أحد المستشفيات الكبرى وما إن دخلت على الطبيب حتى أمر بأخذ تحليل دم بشكل عاجل عاد إلى قلبي الرعب وكالعادة التحليل يحتاج ساعة طلب مني صديقي أن نذهب ونعود مرة أخرى لأخذ النتيجة لكني رفضت قلت بتروح رح لحالك أنا ما راح أتحرك من هنا إلا بعد ما أخذ النتيجة أخذت أسير في ممر المستشفى ذهابا وإيابا حتى أن كل من رأني حس بتوتري الذي لم أستطع معه الجلوس على الكرسي ولكن بعد مرور ساعة من أطول الساعات ذهبت لأرى النتيجة فقال لي الطبيب لحظة يجب أن أعرض النتائج على الاستشاري ولم يقل غير ذلك حاولت أن أستفسر منه لكنه لم يجب عندها عادت إلي الوساوس والشكوك وجن جنوني ومرت اللحظات ثقيلة إلى أن عاد الطبيب وقال لي الأمور سليمة و لا داعي للقلق عندنا حمدت الله على نعمه وعدت من حيث أتيت ولكن ما أضعفك يا ابن آدم كل ذلك تفعله لعارض بسيط مر بك .. أ.ه ومن هذه الحادثة استفدت الكثير والكثير وتعلمت أن الإنسان حينما يصاب بمرض فإن إصابته لها فوائد ومن هذه الفوائد والتي تعلمتها من قصتي السابقة : 1/ إن من فوائد المرض والبلاء أنه يبين للإنسان كم هو ضعيف مهما بلغت قوته، فقير مهما بلغ غناه، فيذكره ذلك الشعور الذي يحس به عند مرضه بربه الغني الذي كمل في غناه، القوي الذي كمل في قوته، فليلجأ إلى مولاه بعد أن كان غافلاً عنه، 2/ من فوائد المرض والبلاء أنه يريك نعم الله عليك كما لم ترها من قبل، ففي حال المرض يشعر الإنسان شعوراً حقيقياً بنعمة الصحة، ويشعر أيضاً بتفريطه في هذه النعمة التي أنعم الله بها عليه سنين طوالاً، وهو مع ذلك لم يؤد حق الشكر فيها، ومن ثم يعاهد ربه فيما يستقبل من أمره أن يكون شاكراً على النعماء، صابراً على البلاء 3/ ومن فوائد الأمراض: تخويف العبد (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) [المؤمنون:76]، (وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الزخرف:48]، فما ابتلاه الله إلا ليخوفه لعله أن يرجع إلى ربه، أخرج الإمام أبو داود عن عامر مرفوعاً: { إن المؤمن إذا أصابه سقم ثم أعفاه منه كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل، وإن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه ولم أرسلوه }. 4/ اللذة الكبرى التي يجدها المريض ساعة اللجوء إلى الله ، هندما يدعوه مخلصاً مضطراً وأخيرا أخوتي أنوه على انه يجب على المريض أن لا يخاف من الحقيقة .. بل عليه المبادرة للمستشفى !!! فذهاب المريض للمستشفى من بداية المرض أفضل بكثير من تأخير الذهاب لأن إمكانية العلاج تكون اكبر في بداية المرض ويمكن السيطره عليه على خلاف لو تباطأ المريض في الذهاب إلى المستشفى منذ البداية |
قصة غرق السفينة تيتانيك
آيات الله البيّنات فى غرق \"التايتانك\" ألجـــ 1ــــزء {وقالوا من أشدّ منا قوّة ,أولم يروا أن الله الذى خلقهم هو أشد منهم قوّة} سورة \"فصّلت\" بقلم الأستاذ الدكتور مهندس/ مصطفى محمد الجمال أستاذ متفرغ – كلية الهندسة- جامعة الإسكندرية نبدأ بعد الصلاة على رسول الله صلىالله عليه وعلى آله وصحبه وأنصاره وكل من اتبع سنته إلى يوم الدين وسلم، بهذا المسلسل والذي يحتوي على حكم الله الكثيرة ومواعظ علمية يقينية، أتى ذكر ومسح عنها في آيات التدبر في كلمات السور القرآنية. يقول تعالى: \"هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِحَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ المَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (10/22)\"صدق الله العظيم. هذه الآية الكريمة تحدثنا عن مجموعة من الظواهر البحرية الفريدة وتغير حال البحر من طبيعته الهادئة إلى طبيعة أخرى فجائية ديناميكية متغيرة مع الوقت والقيمة مما يؤدي إلى حوادث غرق السفن مهما عظمت أبعادها ومهما امتلكت من سبل التقنيات، فعلى النحو المعلوم لنا الآن من أن التغير في حال البحر يصاحبه تغيرات مماثلة في درجات الحرارة والضغوط بما يجعل رواده يدعون الله خشية الغرق وما أن ينجيهم الله من الغرق حتى يعودوا إلى غيهم وطاغوتهم وعدم إخلاصهم لله والشرك به سبحانه وتعالى وأن عقاب الله لهذه الفئة الضالة سيكون شديد. ومن أمثلة هذه الحقائق العلمية هو ما حدث للسفينة التيتانيك. ومسألة الغرابة في حادث غرق هذه السفينة العملاقة ليس فقط لكونهالحادث الذي أسفر عن غرق أضخم سفينة ركاب آنذاك، وغرق معظم ركابها، ولكن الغرابة في إيجاد تفسير منطقي لحدوث الحادث، إذ كان يعتقد فيما مضى أن أسباب الحادث هو ارتطام السفينة بأحد الجبال الجليدية، مما أحدث صوتا مدويا أدى إلى انشطار السفينة وغرقها بعد مدة قصيرة، بينما تبين حديثا وبعد تحديد موقع غرق التيتانيك باستخدام معدات حديثة وتقنيات الأقمار الصناعية من أن أقرب جبل من الجبال الجليدية يبعد قرابة ثمانية أميال بحرية ( الميل البحري يساوي85ر1 كيلومترا تقريبا)، بمعنىآخر أن سبب الغرق صار لغزا ًعلمياً، وما أن توصل الإنسان إلى صنع إنسان آلي يمكنه الغوص في أعماق المحيط ويمكن توجي عن طريق جهاز خاص من بعيد أعلىسطح المياه، وبعد أن تم تزويده بمعدات قطع الحديد، حتى تمكن من أخذ عينات من أجزاء معينة من بدن السفينة الغارق، وتم تحليلها وإجراء التجارب عليها في المختبرات فأتضح لهم في استجلاء أن أسباب الغرق لم تكن كما كان يتصور الناس آنذاك بارتطامها بجبل من الجليد بل إن السبب الحقيقي يكمن في حدوث تغيرات فلزية في معدن المادة المصنع منها بدن السفينة، وتحول جزيئات المعدن من حالة الممطولية والجساءة العالية إلى مرحلة الهشاشة الفجائية والتي أفقدت المادة لحظيا متانتها وأن هذا التحول يصحبه صوت مدوي يشبه صوت الارتطام. دعونا الآن ندخل في القصة الحقيقية للغرق والتي أثبتتها التجارب العلمية اليقينية. وإليكم بعض التفاصيل المختصرة عن السفينة والتي كان لها شقيقتين إحداهما السفينة أوليمبيك\"Olympic\" والتي بنيت عام 1910 وتم تخريجها عام 1935 والسفينة بريطانيك \"Britannic\"والتي تم إنزالها عام 1914 وارتطمت بلغم وغرقت عام 1916 والسفن الثلاث تم بناؤهم في إحدى ترسانات بلفاست بإيرلندا. أولا: موجز تواريخ البناء والتجارب والتشغيل: تاريخ إنشاء بنائها يعود إلى 31 مارس عام 1909 تاريخ تدشينها وإنزالها 31 مايو عام 1911 تاريخ الانتهاء من تجهيزاتها 31 مارس عام 1912 ثانيا: تفاصيل موجز لرحلة البداية والنهاية: -غادرت ميناء ساوث أمبتون بجنوب المملكة المتحدة البريطانية يوم 10 إبريل عام 1912 -اتجهت إلى ميناء شوربيرج بفرنسا بعد حوالي ستة ساعات من الإبحار وصلت في نفس اليوم. -غادرت ميناء شوربيرج متجهة الي ميناء كوينز تاون بأيرلندا في نفس اليوم بعد أن مكثت حوالي ساعتين. - وصلت إلى ميناء كوينز تاون حوالي ظهر يوم 11 إبريل عام 1912. -غادرت ميناء كوينز تاون متجهة إلى ميناء نيويورك الساعة الواحدة والنصف ظهراًمن نفس اليوم. -تاريخ الغرق Titanic founderedكان الساعة 20ر2 بعد ظهر يوم 15 إبريل عام 1912. - تاريخ كشف وتحديد موضع الغرق كان يوم أول سبتمبر عام 1985 وتم وجود واكتشاف الحطام في موقع يبعد حوالي 5ر2 ميل بحري عن سطح المحيط وكان ذلك عن طريق مجموعة بحثية مشتركة من الفرنسيين والأمريكيين. -إجمالي عدد الركاب والطاقم في رحلة المغادرة من ميناء كوينز تاون بأيرلندا 2238 فردا. - عدد المفقودين في حادث الغرق 1523 فردا. بينهم 815 راكبو688 فرد طاقم أي أن عدد الناجين من هذا الحادث هو 715 شخصا فقط بين طاقم وركاب، أي أقل من 32% من مجموع المتواجدين علىسطح السفينة. ثالثا: موجز بتفاصيل البيانات الإحصائية والتصميمية للسفينة: طول السفينة المسجل 259,909 متراً . الطول الكلي للسفينة131ر269 مترا . العرض 201ر28 مترا . العمق 171ر18 مترا . الحمولة الكلية المسجلة 46326 الحمولة الصافية المسجلة 21831 القدرة المحركة الكلية 46000 حصان عند سرعة قدرها 21 عقدة (العقدة تساوي ميل بحري مقطوع في الساعة والميل البحري يساوي ما يقارب 85ر1 كيلومتر). - عدد ركاب الدرجة الأولي 735 راكب. - عدد ركاب الدرجة الثانية 674 راكب. - عدد ركاب الدرجة الثالثة 1026 راكب. - السعة الإجمالية لعدد الركاب على سطحالسفينة 2435 راكب. - عدد أفراد الطاقم 885 فردا. - سعة زوارق الإنقاذ والنجاة الإجمالية علىسطح السفينة بعدد 20 زورقا بسعة 1178 فردا. أي أقل من نصف عدد الركاب والطاقم!!!. لقد تم تصميم السفينة وفقا لنظرية السفينة التي لن تغرق وتم تطبيق نظريات حسابات الطفو ودراسة وتحديد المسافات بين القواطع السدودة للمياه، وكذا حسابات ما يسمىبطول التغريق ثم حساب ما نعرفه نحن باسم معامل التقسيم الفرعي، والذي ينتح عنه طول السماح للعنبر والذي إذا ما غرق هذا الطول من السفينة فإن الطفو الاحتياطي لها سيقاوم عملية الغرق الكلي للسفينة. إلا أن الله أراد لهذه السفينة علي الرغم من كافة الاحتياطات الحسابية وأعمال التصاميم الهندسية أن يغرقها في رحلتها الأولى. توضح سلم السفينة وكيف أنه كان تحفة معمارية فقد بنيت السفينة مثل القصر وتوضح الصورة جهة اليمين إحدى الساعات التي تم وضعها داخل الكبائن وتوضح الصورة مدىعظمة وأبهة محتويات السفينة من الداخل. تفاصيل أسباب الغرق العلمية: من أسباب الكوارث في حياتنا هو الكفر بالله وتحدينا لمشيئته ففي فلم تم إنتاجه لتخليد قصة غرق السفينة \"التيتانيكR.M.S. Titanic \"يمكن أن نشاهد أحد الأميرات البريطانية وهي تقوم بتدشين السفينة وتستمع إلى شرح من المهندس الألماني الذي قام بتصميمها وهو يحدثها عن إجراءات الأمان والإمكانيات الخارقة التي تتمتع بها، وعلى الفور تسأله الأميرة هل يمكن لهذه السفينة أن تغرق، فأجابها المهندس على الفور \" الله لا يستطيع أن يغرقه ولكنها غرقت في رحلتها الأولى على الرغم من قيام مصممها ومعه مجموعة من المهندسين البريطانيين من عمل حسابات نعرفها نحن الآن باسم حسابات التغريق وفيها يتم دراسة تقسيم السفينة إلى أجزاء وعنابر بأطوال مسموحة، أي تحديد أطوال العنابر التي حال امتلاؤها لمياه البحر فإنها لن تغرق. إلا أن ما حدث في هذه الباخرة إنما هو شيء جدير بالدراسة وإلقاء الضوء عليه. ترك الربان عجلة القيادة إلى ضابط أول السفينة، حيث كانت قد اقتربت كثيراًمن ميناء الوصول وعلىبعد سويعات قليلة من ميناء نيويورك وذلك حتى يتمكن من تقديم واجب الضيافة والحفاوة بكبراء القوم من ركاب السفينة، وكانت هذه هي بداية النهاية. إذ ما أن تبين للضابط الأول وجود هالة من السواد تنبئ عن وجود جبل من الجليد في طريق الإبحار وتبعد عن مقدمة السفينة آنذاك بمسافة حوالي ثمانية أميال بحرية حتى أعطي القرار الخاطئ بإصداره الأوامر بتحويل وتغيير مسار السفينة فجأة من قيمة الصفر إلى أقصى قيمة لوضع الدفة مما نتج عنه إجهادات عصر فجائية للبدن نتج عنها حدوث شرخ بسطح السفينة والذي هيأت الظروف له الانتشار بسرعة الصوت في المادة مما أدي إلى إنشطار السفينة إلى جزئين غرق الجزء الأمامي منها في التو وفي اللحظة بينما ظل الجزء الخلفي يقاوم الغرق لمدة حوالي ساعتين ونصف الساعة كانت كافية لإنقاذ أقل من نصف عدد الركاب بينما غرق جميع من كانوا جهة المقدم من السفينة. وغرقت السفينة في مياه المحيط في المسافة بين سواحل نيويورك وكندا، وقد ظن البعض خطئا أن السفينة قد ارتطمت بجبل من الجليد مع أن موضع غرقها كان يبعد عن أقرب جبل للجليد في المنطقة بقيمة تقدر بخمسة أميال بحرية أي مسافة تقدر بحوالي 10 كيلومترات. معنى هذا هو أن مادة الصلب فالسفينة هي الجسم الهندسي الوحيد الذي إذا ما حدث وأن مال إلى أحد الجوانب فإنه يعود لوضعه الرأسي مرة أخرى نتيجة تخليق عزوم استعدال داخلية يتم تخليقها ذاتيا حسب خطة توزيع التي تم تصنيع البدن منها كانت تعاني آنذاك فقرا في الممطولية يصل إلى درجة الاضمحلال عند درجات الحرارة المنخفضة. وتصف لنا آيات الله في القرآن الكريم حقيقة علمية مؤكدة عن اتزان وسلامة السفن أثناء إبحارها فلننظر إلى قوله سبحانه وتعالى في سورة يونس:بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: \"وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرِيهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (11/41)\" صدق الله العظيم. الأحمال والبعد البياني فيما بين محصلة مراكز الثقل ومركز الطفو، وهذا التخليق الإلهي يسمي هندسيا باسم عزوم القصور الذاتي لجسم السفينة. لهذا كله فقد وضعت لنا هذه الكلمات أسسا حسابيا لو تمعنا فيها لما حدث لنا من تخلف ولكان لنا شأن آخر بين أمم الحاضر. وسوف نتناول موضوع استقرار السفن وعلاقته بمجريها ومرساها في بحث آخر قريب إن شاء الله تعالى. توضح السفينة وهي مشرفة على الغرق بعد أن انفصل عنها النصف الأمامي وإنشطارها إلى نصفين، وقد غرق النصف الأمامي تماما في لحظات وغرق معه كل من كان فيه من أرواح سواء من الركاب أو الطاقم، بينما ظل الجزء الثاني والذي يحتوي علىالمؤخرةللسفينة طافيا حتى تم إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح، وغرق هذا النصف الثاني أيضا وابتلعته مياه البحر بعد سويعات قليلة لم تتجاوز الساعتين والنصف. |
اللهم من أدخل السرور في قلوبنا .. فأدخله في قلبه
كان هناك تاجر كبير يعاني من مرض سرطاني في الصدر ... هذا التاجر لم يترك وسيلة الا سلكها ... ولكن لم يجديه نفعا... نصحوه السفر الى الدول المتقدمه في مجال الطب .. لعله يجد مخرجا من الالام المبرحة التي كادت تفتك بصدره الضعيف والذي لا يملك حولا ..ولا قوة ... ولكن لم يسعفه الطب بتقدمه ولا العلماء بعلمهم الجم في هذا المجال .. الخصب الذي اشبع بحوثا ..عن اسباب ظهور وإنتشار هذا الداء . المهم .. رجع التاجر الى بلده ..وقرر أن يموت على فراشه وبين ابنائه وزوجته المخلصة الباكية على حاله .. وكان ذلك في اخر ايام العشر الاواخر من رمضان وقرب العيد ساءت الحاله يوما بعد أخر ..والرجل ينتظر منيته ..والالالم تزداد يوما بعد اخر وتشتد وطئتها بلا رحمة أو هوادة . في الوقت كان الناس يستعدون ليوم العيد والمتبقى على دخوله يومان . وكان يعوده الكثيرين .. مشفقين على حاله البائس ... ولكن كان من الزوار شيخ معروف بحكمته وصلاحه .. وبعد أن عرف القصة كاملة.. اشار اليه أن يبحث عن أسرة فقيرة جدا ..واخبره أن يتصدق عليهم .. وأن تكون الصدقة غنية .. اي يغنيهم وليس فقط لكفاف الحاجة وسد الرمق .. وقال له العيد على دخول ,, فأشترى لهذه الاسرة كل ما تحتاجه ويحتاجه الابناء ويحتاجه البيت مثل ما كنت تفعل تماما ببيتك وأهلك . سمع التاجر النصيحة.. وأمر أحد العاملين لدى متاجره المخلصين بالبحث عن اسرة فقيرة ..ودلوه الناس على امرأة لديها اطفال أيتام .. جاء هذا العامل وطرق بيت الارملة المسكينة الفقيرة .. وأخبرها أنه مرسل من سيده التاجر لكي يعطيكم (حق الله) .. ووجد العامل ايتاما عراة الا من ساتر,, وأم منكسرة لاتملك حتى قوت يومها . وقام العامل بشراء ملابس جديدة للاطفال الايتام وكسوة جديدة كذلك للمراة .. من القماش الغالي ,, وشراء المواد الغذائية بكافة انواعها .. حتى الحلوى اشتراها للاطفال .. والالعاب والاحذية.. وقام ايضا بشراء اثاث جديد .. ودفع فوق كله مبلغا كبيرا للارملة المسكينة .. وكانت المناسبة سعيدة للام والاطفال كون أن العيد على الابواب .. وأنتهى العامل من مهمته التي كلفه به سيده ... وهم بالخروج من منزل السيدة عندها دوى رحيق القلوب وعطر النفوس .. وهو اذان العصر ... عندها شاهد المرأة ترفع يدها الى السماء وهي تذرف دموع متتالية من عينيها المجهدة وقالت (اللهم من أدخل السرور في قلوبنا .. اللهم اسألك أن تدخل السرور في قلبه) رجع العامل بعد أن سمع الدعوة الصالحة والصادرة من قلب أمراة منكسرة .. الى سيده ..وكانت المفاجأة ... فقد رأى سيده يقف على رجليه ضاحكا فرحا كاد يرقص من فرحه ... ففرح العامل ,اخبره القصة كاملة ... فسأله سيده متى كانت هذه الدعوة ؟.. قال عند اذان العصر... فقال التاجر ..والذي نفسي بيده ..انني شعرت في تلك اللحظة وعند الاذان وكأن ملكا مسح على صدري .. والان كما تراني لااشعر بأي الم . هذه القصة ليست من نسج الخيال .. بل سمعتها من شيخ فاضل في احد المساجد .. في شهر رمضان . والله على ما أقوله شهيد . لقد كانت من فطنة الرجل الصالح تذكره للحديث الشريف.. جاء رجل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله اي الناس أحب الى الله؟ واي الاعمال أحب الى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحب الناس الى الله تعالى انفعهم للناس وأحب الاعمال الى الله عزوجل، سرور يدخله على مسلم، او يكشف عنه كربة او يقضي عنه ديناً، او يطرد عنه جوعاً، .. الحديث وصدق عليه افضل الصلاة والسلام . |
المرأة التي بكى ملك الموت عندما قبض روحها
القصة السلام عليكم اليكم هذه القصه الواقعيه المرأة التى بكت ملك الموت عندما قبض روحها .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورد في بعض الآثار أنَّ الله عز وجل أرسل ملك الموت ليقبض روح امرأة من الناس فلما أتاها ملك الموت ليقبض روحها وجدها وحيدة مع رضيعاً لها ترضعه وهما في صحراء قاحلة ليس حولهما أحد، عندما رأى ملك الموت مشهدها ومعها رضيعها وليس حولهما أحد وهو قد أتى لقبض روحها، هنا لم يتمالك نفسه فدمعت عيناه من ذلك المشهد رحمة بذلك الرضيع، غير أنه مأمور للمضي لما أرسل له، فقبض روح الأم ومضى ، كما أمره ربه: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) بعد هذا الموقف - لملك الموت - بسنوات طويلة أرسله الله ليقبض روح رجل من الناس فلما أتى ملك الموت إلى الرجل المأمور بقبض روحه وجده شيخاً طاعناً في السن متوكئاً على عصاه عند حداد ويطلب من الحداد أن يصنع له قاعدة من الحديد يضعها في أسفل العصى حتى لاتحته الأرض ويوصي الحداد بأن تكون قوية لتبقى عصاه سنين طويله . عند ذلك لم يتمالك ملك الموت نفسه ضاحكاً ومتعجباً من شدة تمسك وحرص هذا الشيخ وطول أمله بالعيش بعد هذا العمر المديد، ولم يعلم بأنه لم يتبقى من عمره إلاَّ لحظات . فأوحى الله إلى ملك الموت قائلاً: فبعزتي وجلالي إنَّ الذي أبكاك هو الذي أضحكك سبحانك ربي ما أحكمك سبحانك ربي ما أعدلك سبحانك ربي ما أرحمك نعم ذلك الرضيع الذي بكى ملك الموت عندما قبض روح أمه هو ذلك الشيخ الذي ضحك ملك الموت من شدة حرصه وطول أمله وقفه : فالنعلم يا اخواني أن كل انسان مكتوب رزقه على الله متى يعيش وكيف يعيش والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته |
الإيمان سبيل الاطمئنان
قصة لفضيلة الشيخ علي الطنطاوي لما كنت في رحلة المشرق، وامتدت بي تسعة أشهر تباعاً كنت أفكر في بناتي هل عرّاهن شيء؟ هل أصابتهن مصيبة؟ ثم أقول لنفسي: يا نفس ويحك، هل كنت تخافين لو كان معهنّ أخ يحنو عليهنّ أو جد يحفظهنّ، فكيف تخافين والحافظ هو الله، ولو كنت أنا معهن هل أملك لهنّ شيئاً إن قدر الله الضر عليهنّ؟ فلا ألبث أن أشعر بالاطمئنان. ودهمني مرة هم مقيم مقعد، وجعلت أفكر في طريق الخلاص، وأضرب الأخماس بالأسداس، ولا أزال مع ذلك مشفقاً مما يأتي به الغد، ثم قلت: ما أجهلني إذ أحسب أني أنا المدبر لأمري وأحمل هم غدي على ظهري، ومن كان يدبر أمري لما كنت طفلاً رضيعاً ملقى على الأرض كالوسادة لا أعي ولا أنطق ولا أستطيع أن أحمي نفسي من العقرب إن دبّت إليّ، والنار إن شبت إلى جنبي، أو البعوضة إن طنّت حولي؟ ومن رعاني قبل ذلك جنيناً، وبعد ذلك صبياً؟ أفيتخلى الله الآن عني ؟ ورأيت كأن الهم ثقل كان على كتفي وألقى عني، ونمت مطمئناً . وباب الاطمئنان، والطريق إلى بلوغ حلاوة الإيمان هو الدعاء، ادع الله دائماً، واسأله ما جلّ ودقّ من حاجتك، فإن الدعاء في ذاته عبادة، و ليس المدار فيه على اللفظ البليغ، والعبارات الجامعة، وما يدعو به الخطباء على المنابر، يريدون إعجاب الناس بحفظهم وبيانهم، أكثر مما يريدون الإجابة، فإنّ هؤلاء كمن يتكلم كلاماً طويلاً في الهاتف (التليفون)، وشريط الهاتف مقطوع، بل المدار على حضور القلب، واضطرار الداعي، وتحقق الإخلاص، ورب كلمة عامية خافتة مع الإخلاص والاضطرار أقرب إلى الإجابة من كل الأدعية المأثورة تلقى من طرف اللسان. فإن أنت أدمت صحبة الصالحين و مراقبة الله، و لازمت الدعاء وجدت ليلة القدر في كل يوم، ولو لم تـفد من هذا السلوك إلا راحة النفس، ولذة الروح لكفى فكيف وأنت واجد مع ذلك سعادة الأخرى، ورضا الله . |
قصة فتاة أبكت الملائكة !!!!
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على أطيب الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين قرأت هذه القصة المؤثرة وأحببت نقلها لكم ونصيحتي لكم أعزائي هي قراءة القرآن الكريم ففي القرآن عبر وقصص تفيدكم في هذه الحياة واليكم القصة،،، فتاه أبكت الملائكة هذه القصة حدثت لفتاه تدرس في إحدى الجامعات في دولة خليجية وكانت تدرس في إحدى التخصصات الدينية . وكان لها صوت جميل فكانت تقرأ القرآن كل ليلة وكانت قراءتها جميلة جدا ... أمها كل ليلة عندما تذهب إلى غرفتها تقف عند الباب فتسمع قراءة ابنتها بذلك الصوت الجميل . وهكـــــذا دامت الأيام . وفي إحدى الأيام مرضت هذه البنت وذهب بها أهلها إلى المستشفى فمكثت فيه عدة أيام . إلى أن وافها الأجل هناك في ذلك المستشفى . فصعق الأهل بالخبر عندما علموا من إدارة المستشفى . فكان وقع هذا الخبر ثقيل على أمها . وإذ بيوم العزاء الأول يمر كالسنة على أمها الذي تفطر قلبها بعد وفاة ابنتها . وعندما ذهب المعزون . قامت الأم إلى غرفة ابنتها حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل فعندما قربت الأم من الباب فإذا بها تسمع صوت أشبة ما يشبه بالبكاء الخفيف والأصوات كانت كثيرة وصوتها خفيف . ففزعت الأم ولم تدخل الغرفة... وعند الصباح أخبرت الأهل بما سمعته قرب غرفة ابنتها الليلة الماضية وذهب الأهل ودخلوا الغرفة ولم يجدوا فيها شيئا . وإذا اليوم الثاني وفي نفس الوقت ذهبت الأم إلى غرفت ابنتها و إذا به نفس الصوت ... وأخبرت زوجها بما سمعته . وقال لها عند الصباح نذهب ونتأكد من ذلك لعلك تتوهمين بتلك الأصوات وفعلا عندما أتى الصباح ذهب وتأكدوا ولا يوجد شيء على الإطلاق . وكانت الأم متأكدة مما سمعت و أخبرت إحدى صديقاتها بما سمعت وأشارت لها بأن تذهب إلى أحد الشيوخ وتخبره بما يحدث وفعلا أصرت الأم وأخبرت أحد الشيوخ عن هذه القصة فتعجب الشيخ من ما سمع وقال أريد أن أحضر إلى البيت في ذلك الوقت ... وعندما أتى الشيخ اتجهوا به نحو الغرفة واخبروه بما كانت تفعله ابنتهم من قراءة للقرآن في كل ليلة وعندما اقتربوا من الغرفة وإذا بذلك الصوت نفسه وسمعه الشيخ وإذا بالشيخ يبكي فقالوا له ما لذي يبكيك ؟؟ فقال الله اكبر هذا صوت بكاء الملائكة إن الملائكة في كل ليلة عندما كانت تقرأ القرآن البنت كانوا ينزلون ويستمعون إلى قراءتها فهم يفتقدون ذلك الصوت الذي كانوا يحضرون كل ليلة ويستمعون له .. الله أكبر . الله أكبر هنيئا لها ما حصلت عليه من درجة |
قصة حقيقية حدثت فعلاً في لنـدن
هذه قصة حقيقية حدثت فعلاً في لندن، أحداثها تقشعر لها الأبدان من رحمة الله تعالى في عباده المخلصين..... خرجت فتاة عربية (مسلمة) من النوع الملتزم بتعاليم الدين الحنيف إلى عزيمة لأحدى صديقاتها وأمضت معظم الليل عندهم، ولم تدرك ذلك إلا عندما دقت الساعة مشيرة إلى أن الوقت قد تعدى منتصف الليل، الآن هي متأخرة وبعيدة عن منزلها. طلبت منها صاحبتها أن تنام عندها للغد ولكنها لظروف مرض والدتها فقد فضلت العودة إلى البيت برغم التأخير. نصحتها صاحبتها بأن تذهب إلى بيتها بالحافلة مع أن القطار قد يكون أسرع، وتعلمون أن لندن (مدينة الضباب) مليئة بالمجرمين والقتلة وخاصة في مثل ذلك الوقت!! وبالأخص محطات القطارات فحاولت أن تهديء نفسها وأن تقتنع بأن ليس هناك أي خطر. وقررت الفتاة أن تسلك طريق القطار لكي تصل إلى البيت بسرعة، وعندما نزلت إلى المحطة والتي عادة ما تكون تحت الأرض استعرضت مع نفسها الحوادث التي سمعتها وقرأتها عن جرائم القتل التي تحدث في تلك المحطات في فترات ما بعد منتصف الليل، فما أن دخلت صالة الإنتظار حتى وجدتها خالية من الناس إلا ذلك الرجل، خافت الفتاة في البداية لأنها مع هذا الرجل لوحديهما، ولكن استجمعت قواها وحاولت أن تتذكر كل ما تحفظه من القرآن الكريم، وظلت تمشي وتقرأ القران وأدعية الحفظ والتوسل إلى الله العلي الكبير الحفيظ أن يحفظها من كل مكروه وسوء حتى مشت من خلف الرجل ثم ركبت القطار الذي أوصلها بسرعة إلى البيت. في اليوم التالي كان الخبر الذي صدمها، حيث أن قنوات التلفزيون هناك تبث مباشرة عن جرائم القتل أول بأول وهو أنها قرأت في الجريدة وشاهدت على التلفزيون عن جريمة قتل لفتاة حدثت في نفس المحطة التي كانت بها بالأمس وبعد أقل من ساعة على صعودها القطار، وقد قبض على القاتل بسبب مرور بعض أفراد الشرطة صدفة في ذلك الوقت. ذهبت الفتاة إلى مركز الشرطة وقالت بأنها كانت هناك بنفس الموعد مع رجل كان لوحده، وطلب منها أن تتعرف على القاتل فتعرفت عليه وهو ذاك الرجل الذي كان معها بالمحطة. هنا طلبت الفتاة أن تسأل القاتل سؤالا، وبعد الإقناع قبلت الشرطة الطلب. سألت الفتاة الرجل: هل تذكرني؟ رد الرجل عليها: هل أعرفك؟ قالت: أنا التي كنت في المحطة قبل وقوع الحادث!! قال: نعم تذكرتك. قالت: لم لم تقتلني بدلا من تلك الفتاة التي قتلتها؟؟!! قال: كيف لي أن أقتلك, وقد كان يمشي على جانبيك رجلان ضخمان !!!!!! سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم الذي لجأت إليه وتوسلت إليه بالدعاء أن يحفظها، فقد كان يحرسها الله تعالى بملكين على هيئة رجلين وهي لم تراهما. عودوا إلى الله تعالى بالتقرب إليه بالاستغفار والتوبة وأداء الصلوات والدعاء فإن الله قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه... وهنا أذكركم بقوله تعالى في مخاطبة المسرفين على الذنوب: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم} الزمر 53 توبوا إليه وادعوه وسبحوه دوما وكبروه سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك اللهم ونتوب إليك. |
قصص واقعية 100%
كاتب القصص الدكتور خالد بن عبدالعزيز الجبير في يوم الأثنين الساعة العاشرة والنصف كنت مناوبا في الإسعاف وليتني لم أناوب، إذ بثلاثة شباب يحملون رابعا في بطانية ويضعونه أمامي، ماذا أرى؟... ...شابا مسكينا قد توفي قبل ثلاث أو أربع ساعات متيبسا وفي يده اليمنى كأس خمر شرب منه حتى مات ***** في حج عام 1421هـ كنت في طواف الوداع بل في الشوط الأخير من طواف الوداع وإذا برجل على يميني يتنفس بصعوبه يكاد أن يقع، التقطه أحد الأخوة لكي يخرجه خارج المطاف وما أن تواسى جسده على سطح الحرم إلا وفتح عيناه، ونظر إلى السماء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم خرجت روحة في أطهر موقع وأطهر مكان في وجه الأرض وأفضل مكان على كلمة الحق لا إله إلا الله.. ***** وفي يوم الخميس الساعة الحادية عشر صباحا ذهبت إلى أحد المستشفيات لأرى مريضا من المرضى هناك وما أن دخلت المستشفى إلا وقد وجدت رجال الأمن يحوطون دورة المياه، عرفني أحدهم فقال يادكتور لو سمحت تعال وأنظر مافي هذه الدوره جئت وفتح لي الباب ونظرت فماذا أرى؟ شابا مسكينا جالسا على كرسي الحمام الأفرنجي بيده اليمنى أبرة مخدر وباقي المخدر على الأرض حركته لأعرف هل هو حي أمميت وإذا به يأتي أمامي متيبسا على شكل الحمام الأفرنجي ولقد مات في أقبح مكان على وجه الأرض على معصية من معاصي الله... ****** في صلاة الفجر كنت في أحد المساجد وأقيمت الصلاة وكبر الإمام وركع الركعة الأولى ثم نهض للركعة الثانية فإذا برجل على يميني يقع أمامي! وأنتهت الصلاة الإمام أستعجل فحصت الرجل وإذا بروحه خرجت في روضة من رياض مساجد الله ******* في صلاة الفجر وأنا أصلي الفجر في مسجد من مساجد مدينة الرياض وبعد الإنتهاء من الصلاة هممت بالخروج من بابه الشرقي، وإذا برجل يسبقني للخروج قدم رجله اليسرى وما أن قال وهو يقدم رجله اليسرى بسم الله إلا وكأنه أستدرك! وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم سقط على عتبة المسجد بعد أن صلى صلاة الفجر في جماعة وهو في ذمة الله... **** في شهر شعبان وبالتحديد في1422/8/16 في أحد مساجد مدينة الرياض صلى بنا الإمام صلاة العصر وبعد الإنتهاء من الصلاة وفي محرابه ذكرنا وقرأ علينا من كتاب رياض الصالحين وعندما أنتهى قال الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين وإذا به ينكب على وج وعلى كتاب رياض الصالحين وتخرج روحه في محرابه وآخر علمه من هذه الدنيا حمدا لله وصلاة وسلاما على أفضل خلق الله... ***** في يوم من الأيام كنت مناوبا في قسم الجراحة إذ أدخلوا شاب في العشرينات للحوادث وتحول للعناية المركزة بسبب حادث سيارة على الخط السريع، كان معه ثلاثة توفوا من أصحابة أو أقاربه لا أدري. وتوقعوا من مكان بعد أيضا معهم!!!! إنها عاهرة روسية مصابة بكسر في الذراع فقط، هذا الشاب ظل ينازع في الروح عدة ساعات، أتى أهله أخوه كان يراه وهو يموت أخبرني الجراح بعد ذلك أن هذا الأخ لم تظهر عليه علامات التأثر كأن الذي يموت ليس أخ له. الشباب الأربعة ماتوا والفاسقة مصابة بكسر في الذراع....... أي خاتمة أسوا من هذه الخاتمة. لا حول ولا قوة إلا بالله... ****** هذه قصص ذكرتها من أجل أن نعتبر منها بدلا من أن تكون خاتمة أحدنا قصة يعتبر منها الآخرين والعياذ بالله، فيا أخي وأختي والله إني حريص على أن تنال رضا الله عز وجل وتكون من عباده المؤمنين فتكون من أهل حسن الخاتمة وتفوز بالجنة نسأل الله أن يجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم لقائه.. *أدعوا لكاتبها وناقلها بحسن الخاتمه اللهم آمين* د.خالد بن عبدالعزيز الجبير |
ليتها بي يا أخي وليست بك
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته """""""""""""""""""""" قصة والله أبكتني وقطعت سياط قلبي قال لي ... كنا نتذكر أنا وأخي في الله هذه الآية.. (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) فتزيد محبتنا ورباطنا .. مضت سنينا طوالا وإذا في بيتي وسمعت أن أخي يرقد في المستشفى من مرض ألم به .. كان وقوع الخبر علي كالصاعقة معقول أخي وحبيبي في المستشفى .. مستحيل تفكرت بضع دقائق باجمل مواقف اخوتنا هرعت أسارع خطاي إلى المستشفى .. أريد أن أنظر إلى أخي أكلمه .. أحتضنه إلى صدري .. أقبله .. أرى حاله .. فإذا بي بمنظر لايستوعب ابدا...! أخي في حالة إعياء شديد .. ليتها فيا ياأخي وليست بك )): ليتها فيا أنا .. إحتضنت أخي بين ذراعي العاجزتين.. فإذا بوالده يدخل علينا سلمت عليه وقلت له : ياوالد أنت تعلم بالعلاقة التي بيني وبين ابنك .. فأسألك بالذي رفع السماء بلا عمد ..أستحلفك بالله ياعم أن تجعلني أنا من يرافقه في المستشفى.! قال لي: إذهب إلى أهلك وسيرافقه أحد إخوانه قلت : لا أستطيع فراقه .. فأسألك بالله أن تجعلني أرافقه وبعد جهد جهيد سمح لي والده مضت ليالي وأنا أرافق أخي .. ومكثت عند صاحبي وهو على سريره يقوم ساعة ويغفو ساعة بين آلامه وبين مرضه يغيب ويفيق ومضى علينا أكثر من شهر ونحن على هذه الحالة إذا فتح عينيه...طار قلبي فرحا وإذا فقد وعيه... يكاد قلبي يتفطر حزنا وفي تلك الليلة بينما يغطينا الليل , ويخيم السكون على جوانب غرفتنا كنت نائم تحت سريره لكي أحس بكل حركة يتحركها اخي أحسست أن سريره يتحرك بقوة ,,,,, ! فزعت.. )): ونهضت بسرعة ونظرت إلى حبيبي أخي في الله فإذا بعينيه شاخصتان في السماء يا الله رحماك إنه يحتضر أخي يحتضر )): كاد أن يجن جنوني وعقلي يطير يارب ماذا أفعل؟؟؟؟ لو أحضرت الأطباء لأزعجوه وأتعبوه ....! ماذا أفعل وقلبي يريد أن يفارق الحياة؟؟؟؟؟ )): فما كان مني إلا أن أقعدته وضممته إلى صدري بقوة أشم أنفاسه الأخيرة فلما نظرت إليه ...نظر ألي وتبسم اااااااااااه ما أجملها من بسمة إفتقدتها منذا أكثر من شهر ما أجملك ياحبيبي وأنت تتبسم قال... أشهد الله أني أحبك في الله..والله ياأخي إني أرى جنات الخلود الان لم أستطع صرت أبكي وأقبله بشكل هستيري واحتضنته بقوة فقال لي مرة أخرى.. أشهد الله أني أحبك في الله وأسأل الله أن يجمعني بك في جنات الخلود أشهد الله أني أحبك في الله وأسأل الله أن يجمعني بك في جنات الخلود أشهد الله أني أحبك في الله وأسأل الله أن يجمعني بك في جنات الخلود ثم فاضت روحه إلى باريها ربنا أتنا في الدنيا حسنه و في الاخرة حسنه و قنا عذاب النار ,, اللهم ارزقنا حسن الخااتمه ,, |
لأمي عين واحدة
كان لأمي عين واحدة... وقد كرهتها... لأنها كانت تسبب لي الإحراج. وكانت تعمل طاهية في المدرسة التي أتعلم فيها لتعيل العائلة. ذات يوم...في المرحلة الابتدائية جاءت لتطمئن عَلي. أحسست بالإحراج فعلاً ... كيف فعلت هذا بي؟! تجاهلتها, ورميتها بنظرة مليئة بالكره. وفي اليوم التالي قال أحد التلامذة ... أمك بعين واحده ... أووووه وحينها تمنيت أن أدفن نفسي، وأن تختفي امي من حياتي. في اليوم التالي واجهتها : لقد جعلتِ مني أضحوكة, لِم لا تموتين ؟!! ولكنها لم تُجب!!! لم أكن متردداً فيما قلت ولم أفكر بكلامي لأني كنت غاضباً جداً . ولم أبالي لمشاعرها ... وأردت مغادرة المكان.. درست بجد وحصلتُ على منحة للدراسة في سنغافورة. وفعلاً.. ذهبت .. ودرست .. ثم تزوجت .. واشتريت بيتاً .. وأنجبت أولاداً وكنت سعيداً ومرتاحاً في حياتي. وفي يوم من الأيام ..أتت أمي لزيارتي ولم تكن قد رأتني منذ سنوات ولم ترى أحفادها أبداً! وقفت على الباب وأخذ أولادي يضحكون... صرخت: كيف تجرأتِ وأتيت لتخيفي اطفالي؟.. اخرجي حالاً!!! أجابت بهدوء: (آسفة .. أخطأتٌ العنوان على ما يبدو).. واختفت.... وذات يوم وصلتني رسالة من المدرسة تدعوني لجمع الشمل العائلي. فكذبت على زوجتي وأخبرتها أنني سأذهب في رحلة عمل... بعد الاجتماع ذهبت الى البيت القديم الذي كنا نعيش فيه, للفضول فقط!!!. أخبرني الجيران أن أمي.... توفيت. لم أذرف ولو دمعة واحدة !! قاموا بتسليمي رسالة من أمي .... ابني الحبيب.. لطالما فكرت بك.. آسفة لمجيئي إلى سنغافورة وإخافة أولادك. كنت سعيدة جداً عندما سمعتُ أنك سوف تأتي للاجتماع. ولكني قد لا أستطيع مغادرة السرير لرؤيتك. آسفة لأنني سببت لك الإحراج مراتٍ ومرات في حياتك. هل تعلم... لقد تعرضتَ لحادثٍ عندما كنتَ صغيراً وقد فقدتَ عينك. وكأي أم, لم استطع أن أتركك تكبر بعينٍ واحدةٍ... ولِذا... أعطيتكَ عيني ..... وكنتُ سعيدة وفخورة جداً لأن ابني يستطيع رؤية العالم بعيني. .....مع حبي..... .....أمــــــــــــك..... سبحان الله: إذا كانت هذه رحمة الأم بولدها فكيف برحمة الله سبحانه؟!! يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن لله مئة رحمة قسم منها رحمة بين جميع الخلائق بها يتراحمون وبها يتعاطفون وبها تعطف الوحش على أولادها وأخر تسعة وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة ) ويقول أيضاً: (عن عمر بن الخطاب أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأةٌ من السبي تبتغي إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا: أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟ قلنا: لا والله – وهي تقدر أن لا تطرحه فقال: الله أرحم بعباده من هذه بولدها ) وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم نحمد الله تعالى على نعمة الإسلام |
فتاة تختار درجتها من الجنة
قالت والدمع في عينيها، وغصة في حلقها تدفعها حيناً وتغلبها أحياناً أخرى لقد سكن حبها في قلبي منذ أن رأيتها .. ابتسامتها العذبة .. كلماتها الرقيقة .. نور الإيمان الذي يشع من وجا .. صفاؤها .. نقاؤها .. كل شيء فيها جعلني اتخذها الصديقة والحبيبة .. إليها أبث أحزاني فتعزيني .. أشكو ضعف إيماني فتعظني وتذكرني .. اتأملها تردد آيات القرآن الكريم الذي تحفظه، فأشعر بنقصي وضعفي .. الكل يستمع إليها، والكل يحبها .. لقد كانت مشعل هداية للجميع .. أعرضت عن الدنيا .. لم تشغلها فتن هذا الزمان .. الموضات .. الصرخات .. الموديلات الحديثة .. لا تعنيها شيء .. بسيطة في ملبسها .. في مأكلها .. حديثها ذكر وقراءة قرآن .. أمر بالمعروف .. نهي عن المنكر .. تأنس بحديثها النفوس .. هجم المرض عليها .. تمكن من جسدها .. أنتشر في خلاياها .. صارحها الجميع .. إنه السرطان .. لم يصل إلى قلبها .. لم يحطمه .. ظل قوياً بالإيمان .. صابراً محتسباً .. راضياً بقضاء الله وقدره .. لم يتوقف لسانها عن الذكر .. ترد آيات القرآن الكريم فتجد سلواها وعزائها فيه .. ظلت صابرة محتسبة..مؤمنة بربها راضية بقضائه وقدره.. وحانت اللحظة الحاسمة .. وجاءت سكرة الموت .. غصصه .. آلامه .. فجأة .... صارت تردد .. لا.. أريد درجة أعلى .. لا.. أريد درجة أعلى .. تعجب أهلها .. قالوا: إنها الحمى .. لابد أنها تهذي .. ظلت تردد .. لا.. أريد درجة أعلى .. وأخيراً ابتسمت ابتسامة عريضة .. سكن بعدها كل شيء في جسدها .. قد صعدت الروح إلى خالقها .. لقد ماتت بعد أن أختارت درجتها في الجنة .. اسأل الله أن يجعلها من أصحاب الفردوس الأعلى .. ماتت حافظة للقرآن .. داعية إلى الإيمان .. حريصة على الصلاة .. مواظبة على الطاعات .. لم تغرها الدنيا بشهواته وملذاتها .. حفظها الله بحفظها القرآن الكريم .. قصة من الواقع |
قصة تحولي من السنة إلى التشيع ثم العودة إلى الحق مرة أخرى
هذه الرسالة موجهة من أخ مصري كان محبا لآل البيت كغيره من المسلمين، وكان يظن أن الرافضة يحبون آل البيت كما يحبهم هو.. والرسالة موجهة إلى أخت شيعية تريد الحق فأجابها الأخ أسد مصر: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد وآل محمد السلام عليكم ورحمة الله قرأت موضوعك المطروح بالمنتدى بعنوان -- سؤال للإخوة الموالين: من أين آخذ العلم عن أهل البيت؟ وقد شعرت بجديتك فى بحثك عن الحق، لأن هذا السؤال لا يطرحه إلا من كان يبحث عن الحق فعلا.. أختى الفاضلة -- اسمحي لي أن أهديك هذه القصة الواقعية وبها بعض الأمور التي تجول فى رأسك، وسأرد على سؤالك بعد أن أسردها إن شاء الله تعالى. أبدأ سرد هذه الحكاية بكوني مسلما من أهل السنة، يحب الله و رسوله وأهل بيته وأصحابه، لكن حبي لعلى بن أبى طالب كان أكثر من حبي لباقي الصحابة، وعشق سيرته يجري في دمي، ومن فرط حبي له أن كنت وأنا أطالع سيرته وفضائله كأنني أجده يتحرك أمامي، وأنفعل بهذه الشخصية التي تربت في بيت النبوة. فكان حب على يفوق حب كل الصحابة، مع اعترافي بفضلهم ومقامهم رضي الله عنهم أجمعين، هذا الحب الموجود داخل قلبي بلغ حتى أنني رأيت رؤيا منامية للإمام على يدق على بابي، ففتحت ووجدته أمامي يبتسم لى ويمسح بحنان على وجهي.. لا أستطيع وصف سعادتي حينها، وكنت أتمنى أن تكون نهاية عمري عند نهاية تلك الرؤيا.. حب نما فى قلبي لا أستطيع مع وجوده تقبل فكرة أن هذا الصحابي الجليل يمكن أن ينازعه أحد فى أمر إلا كان الآخر على خطأ، لم يستطيع قلبى ان يجمع فى الحب بين حب على بن ابى طالب ومن اختلف معه من الصحابة. قرأت التاريخ بهذا الحب لعلى رضى الله عنه وشعرت انه صاحب مظلومية مع بعضهم، وعلى وجه الخصوص معاوية بن ابى سفيان رضى الله عنه، وكنت وقتها لا اترضى عن معاوية كونه نازع حبيبى على رضى الله عنه وكان الحق مع على. كنت احزن عندما اتذكر هذه الخلافات، وكنت ولا زلت احزن وابكى حينما اسمع او أقرأ قصة استشهاد الحسين بن على رضى الله عنه، كرهت يزيد بن معاوية كونه مشبوه فى أما انه امر بقتله او تهاون فى حمايته او ان جيشه يظن عدم اهمية الحسين وعلو مقام ابن بنت النبى صلى الله عليه وآله وسلم وسيد شباب اهل الجنة، وكونه يقتل بهذه البشاعة فى خلافة يزيد. وهل يزيد كان له يد فى ذلك حتى لو بطريقة غير مباشرة، وهل يزيد أنتقم من قاتليه او حزن على مقتله او فرح بالتخلص منه او او او او... امور وشكوك قوية جعلتنى اكره يزيد. قصة أغتيال حمزة رضى الله عنه على يد وحشى والتمثيل بجثته الشريفة كانت داخلة فيها هند.. لماذا يا بنى امية؟ حمزة عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسيد الشهداء واسد الله لكم فى قتله نصيب ولكم فى التمثيل بجثته شبهة؟ على بن ابى طالب رضى الله عنه ابن عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصهره الذى اعطى له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومنحه الكثير من الاوسمة وكافأه بقوله صلى الله عليه وسلم سأعطي الراية غدا لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ينازعه معاوية ويصعب عليه حمل الخلافة وينازعه، الحسين ابن بنت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، يقتل فى عهد يزيد بن معاوية فى حادث يعتبر مآساه بشعة لا نتحمل سماعه وما حدث له ولاهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم.. كل هذه الامور كانت تتزاحم فى راسى وبدلا من ان اسأل عنها اهل العلم سألت من دونهم وكان الرد اما بعدم المعرفة واما بـ "تلك امة قد خلت".. واصبحت اعيش على قناعة بهذه المظلومية لاهل البيت. السقوط فى البئر دخلت البالتوك حديث عهد اجهل غرفه الدينية وعقائدها، لفتتت نظرى غرفة الشيعة الرئيسية وقتها وتسمى "الغدير" وكنت لا اعرف عقائد الشيعة الاثنى عشرية ولا الشيعة عموما وكل ما كنت اعتقده انهم يحبون على بن ابى طالب مثلى وينتصرون له بهذا التشيع.. قابلت شيخ مصرى اسمه حسن شحاته.. تعجبت من وجود شيخ مصرى شيعى! سألته عن المكتبات المصرية التى يوجد بها كتاب نهج البلاغة وجاوبنى وفرح بسؤالى واخبر من بالغرفة ان اهل مصر معروفين بحب اهل البيت.. بدأت اشتاق لسيرة الامام اكثر وأتحرى اى رابط به موضوعات عن سيرته وفوجئت بطرح كم كبير جدا من الاحاديث النبوية لفضائل الامام واحقيته بالخلافة. لم يتبادر الى ذهنى ان منها الصحيح ومنها الضعيف فقد استقرت الفكرة الخاطئة فى رأسى من ان الاسلام قد مر بفترة سياسية اثناء حكم الدولة الاموية ضغط فيها الحكام على العلماء ورواة الاحاديث فضعفوا ما ارادوا تضعيفة وغيروا وبدلوا فى السنة. وصلت الى قناعتى هذه بناء على فكرى السابق لدخول غرف الشيعة، وأصبحت أرى احقية الامام بالخلافة بعدما قرات الشقشقية وبعض الاحاديث التى تم طرحها امامى وانا مصدق بها ولا انظر الى صحتها من ضعفها تحت تأثير الفكرة السابقة عن تسييس الاسلام. اعلان تشيعى ظللت في الغرفة مواظبا، وكان فيها شيخ شيعى اسمه "اسد الحق" يتابع معى، ومرت ايام وبعدها اعلنت تشيعى وشهدت ان عليا ولي الله وقدمته على باقى الخلفاء، وكانت عقيدتى زيدية دون ان اعرف ان هناك فرقة شيعية اسمها زيدية. لم استطيع ان العن الخلفاء ولا ام المؤمنين ولا علماء المسلمين من السنة وكنت اكره هذا اللعن المقترن بالصلاة على محمد وآل محمد، وكنت اكره الدخول فى التعرض لأم المؤمنين عائشة إكراما للرسول صلى الله عليه وسلم. لا أنسى ذلك اليوم وكم تسببت فى آلام معنوية لإخوتى من أهل السنة وكم جاءتني رسائلهم على الخاص وعبرت عن حزنهم واساهم، وكم اثرت فى رسائلهم على الخاص وما بها من اشفاق على اخيهم الساذج الجاهل بهذه المصيدة الرافضية. بداية الفضيحة بدأت ابحث عن الأمر الطبيعى وهو كيف اعرف مصادر تلقى العلم عن اهل البيت.. ما هى الكتب التى علي ان اقتنيها؟ وما هى الاحكام؟ وكيف اتعرف على الفقه الشيعى الامامى؟ ظللت خمسة ايام بغرفة الشيعة كل يوم اقضى بها اكثر من 12 إلى 16 ساعة. سمعت الشيخ سلام الجزائرى وهو يلقى سلسلة محاضرات في الغرفة حول اثبات اسلام ابى طالب، أبي الإمام علي، وانه لم يكن كافر، وان اهل السنة يكفرون عم النبى الذى كان يرعاه ويكفله اثناء وقبل الدعوة، لكن بصراحة لم اجد فى هذه المحاضرات طرح علمى مقنع، بل وجدت ان الامر برمته اتهام لأهل السنة بلا ردود علمية او استدلال عقلى مقبول. وجدت عبارة الوهابية تتكرر كثيرا وانهم مجسمة وانهم يكفرون كل الطوائف وانهم وانهم.. فتساءلت من المقصود بالوهابية؟ أهم اصحاب الدعوة السلفية؟ فقيل: نعم اتباع ابن تيمية الـ... ومحمد بن عبد الوهاب الـ... وهم بهم كذا وكذا.. طبعا تعجبت، لان لى اقارب ومعارف ملتزمين بهذا المنهج، وهم على خلق ولم اجدهم يكفرون ولا يجسمون، وجدت كل رواد الغرفة يسبون ويلعنون شيخين من شيوخ السنة؛ الشيخ عثمان الخميس والشيخ الدمشقية حفظهما الله.. ووجدت ان المسألة ليست اخلاقية بالمرة والسباب (شغال) بكل الاساليب القذرة.. وكذلك وجدت ان الغرفة لا تناقش موضوعات دينية ولا اسمع بها قرآنا يتلى، ووجدت أيضا ان كل مواضيع الغرفة هى الطعن فى الصحابة ووصفهم بابشع الصفات.. لقد سمعت تسجيلا للشيخ الشيعى حسن شحاتة يقول وهو يتباهى انه يربى اولاده من صغرهم على لعن الاول والثانى والثالث عند دخولهم الخلاء! انظر إلى التربية الاسلامية! بصراحة لم اجد ما يمتعنى بالغرفة غير "علي عالي، علي عالي".. كنت اسمعها فاتشنج وابكى بكاء هستيريا واشعر بالفخر والفرح والحزن وشعور محب يسمع انشودة فى من يحبه.. بدات اسأل الشيخ اسد عن كيفية آداء العبادات كما كان يؤديها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته. بدأت بالوضوء والصلاة، فوجدت شوشرة فى الرد وبلبلة فى الغرفة وكأنهم لم يعتادوا على تلك المعارف.. لم اسمع بحديث عن هيئة الصلاة، ولم اسمع عموما قال الله وقال الرسول فى المواضيع المطروحة بالغرفة. طبعا الشيخ اسد كان يدارى عنى اشياء هو يعلم اننى لو عرفتها سانفر منه ومن تشيعه. بدأت اتجول بغرف الشيعة واستمع لمناقشاتهم، وبدأت الاحظ اكثر عدم تشغيل القرآن فى كل غرفهم. وشعرت ان الجو العام للغرف غير اسلامى وكأنها غرف تعارف بين مولاى ومولاتى والمايك ينتقل بكلمة الصلاة على محمد وآل محمد اسمعها من حين لآخر ولا اسمع احاديث لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا آيات للقرآن الذى نزل عليه.. وكلها مهاترات، فأطلب منهم تشغيل "علي عالي" حتى اعيش فى حالة النشوة بعيدا عن مهاتراتهم. وقررت ان اهتم بتحصيل العلم والمعرفة من المواقع الشيعية على الاقل حتى اجد الكتب العلمية. الصدمة الاولى الصدمة الاولى كانت فى اول موقع زرته.. بحثت عن اسماء اهل البيت واسماء اولادهم وفوجئت بـ"ابو بكر" و"عمر" و"عثمان"! سالت الشيخ: يا شيخ كيف يسمي الامام اولاده باسماء من غصبوا منه الخلافة؟ رد الشيخ برد عجيب من ان هذه الاسماء ليست حكرا على الخلفاء وان هناك أناسا كثيرين يحملون نفس تلك الاسماء، فقلت له: يا شيخ انها مجتمعة فهل يعقل ان تكون غير مقصودة او انها جاءت بالصدفة؟ فقال لى ان مسألة الاسماء لم تثبت وهناك من ينفيها من العلماء! امور عجيبة كنت اسمعها وأقرأها مثل الاستدلال الغبى لنفى منقبة ثانى اثنين.. يقولون انها منقصة، لماذا كان ابو بكر خائفا وحزينا؟ وهل دليل الصحبة يكون دليل محبة! والادهى والأمر ان منهم من يقول ان ابا بكر الصديق رضى الله عنه لم يكن مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الغار، وان المقصود شخص آخر! فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزوجة حيدرة رضى الله عنهما يكسر ضلعها ويسقط جنينها وتهدد بحرق بيتها.. فسألت نفسي اين حيدرة؟ على بن ابى طالب رضى الله عنه قيل أنه لم يبايع وقيل انه بايع وجر بالقوة.. انا لا اقبل هذا الوصف الجبان لعلي وحاشاه ان يكون كما وصفوه. طيب اين ضربة سيفه التى تعادل... واين شجاعته التى كانت معروفة وكان يلبى حين يسمع اخرجوا شجعانكم؟ أهذا على الذى خرج لعمرو بن ود؟ أهذا الذى انشد فخرا: انا الذى سمتنى امى حيدرة؟ أين حيدرة الكرار؟ فهمت ان القوم يبدلون فى وصف على حبيبى كما يحلو لهم مرات شجاع ليث واسد الله الغالب والكرار وطبعا هذا هو الصحيح، ومرات بهذه الصورة المخزية من سكوته على اهانة زوجته وبنت النبى صلى الله عليه وآله وسلم وليس اهانة فقط بل كسر ضلع واسقاط جنين وهو ساكت والمسلمين ايضا ساكتون ولا يدافعون عن بنت النبى صلى الله عليه وآله وسلم.. شعرت بدوار فى راسى واحسست باننى يجب ان اواجه الامر، وجاءت المواجهة بقدر الله. يتبـــــــع |
تابعــــــ قصة تحولي من السنة إلى التشيع ثم العودة إلى الحق مرة أخرى ـــــــــــع
المواجهة مع النفس وانا اتجول بين الغرف وجدت غرفة بعنوان "انصار اهل البيت". اعتقدت انها شيعية ودخلت فوجدتها سنية وكان هناك نقاش مطروح بين الشيعة والسنة فاستمعت وكنت لأول مرة اسمع نقاشا للقضايا العقائدية بين الاستدلال الشيعى والسنى فى غرفة سنية، وكنت من قبل استمع اليه واشارك في غرف الشيعة.. شعرت بان استدلالات السنة قوية، فظننت ان المحاور الشيعى ضعيف وقمت احاور بنفسى فوجدت الادلة تمطر فوق رأسى من اول حديث الغدير والاعتقاد بالتنصيب ومرورا بآية التطهير وحديث منزلة هارون من موسى وحديث الثقلين والرد على "لكل قوم هاد" والتصدق بالخاتم فى "انما وليكم الله" والمباهلة بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونصارى نجران وحديث الكساء واسباب نزول الايات وتفاسيرها من الكتب المعتبرة وسبب مقولة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فى كل موضع واشياء وحقائق اسقطت على رأسى.. وترضي الله عن اصحاب البيعة تحت الشجرة و"محمد والذين معه" و"السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار".. ناقشت كل هذه الايات والاحاديث ووقفت عند حقيقة وهى قول الشيعة الاثنى عشرية ان الصحابة ارتدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبقى منهم الا ثلاثة او اربعة يعتبر ضرب من الهبل والعبط ولا يقنع أى طفل فما بالك بالبالغين؟ المهم فى قضية الطعن فى الصحابة هو الخطر الذى شعرت به من كونى اذا لازمت هذه العقيدة اخرجت من ترضى عنهم الله من رضاه، وكيف ذلك وانا مؤمن بالكتاب وانه كلام الله وكيف يترضى الله عنهم واثنى عليهم وانا اخالف فتكون مخالفتى هى مخالفة لله؟ وهذه القناعة هى ما جعلتنى الان اترضى عن معاوية وقد كنت لا اترضى عليه من قبل وحتى من قبل تشيعى.. المسألة هامة.. جنة ونار.. شعرت انه دين جديد، وواجهت نفسى بقناعتى.. انا احب عليا رضى الله عنه وقلبى متشيع له فى ما تعرض له، وانا معه، ولو كنت معاصرا له كنت ساتشيع له وهذا ظنى.. لكن هذا الدين ليس هو الذى يناسب فطرتى وعقلى ولا اجد به توحيدا ابدا ولا أشم منه رائحة التوحيد ابدا. التبرؤ من التشيع الباطل لم أرض عن نفسى دفن رأسى فى الرمال دون مواجهة حقيقة الموقف، وشعرت بالخزى والعار يخنقنى ويطبق على نفسى، وصدعت بكلمة الحق فى غرفة انصار اهل البيت، وحمدت الله على ان امدنى بالعون ويسر لى السبل لملاقاة الاحباء من اخوانى السنة الذين ناقشونى ووضحوا لى الحقائق.. وطلب منى الاخوة ان اذهب لغرفة السرداب لاعلان التبرؤ من التشيع الباطل وفعلا دخلت وكانت اول مرة ادخل فيها غرفة السرداب وكان الشيخ الدمشقية حفظه الله موجودا وأعلنت تبرئى من هذا الدين الرافضى وعرفت لماذا يكره الرافضة هذا الشيخ؛ لأنه يلهب شيوخهم ومحاوريهم بسوط الحق ويفضح معتقداتهم الفاسدة وأعلنت وتبت إلى الله وبكيت حين تذكرت الاخوة من اهل السنة الذين سمعونى وانا اعلن سقوطى فى البئر الرافضى وكم أحزنتهم وكم كنت اود ان اعرفهم اننى رجعت عن هذا الامر، وعاهدت نفسى ان اكفر عن هذه السقطة بان افعل كل ما استطيعه لاظهار حقيقة هذا المعتقد. ولله الحمد والمنة جاءتني فرصة المواجهة مع الضال المضل الذى تشيعت على يده ووجدته داخل غرفتنا يتأسد وطلبت منه ان اناظره بعلمى القليل فى اى عقيدة يعتقدها من امامة او عصمة او غيبة او رجعة او بداء، فهرب الاسد الرافضى بعدما أعددنا الغرفة للمناظرة بحجة انه يريد المباهلة ولا يريد المناظرة، وأقسم بالله اننى لم اكن محضرا للمناقشة ولا للمناظرة ولكنى كنت واثقا من نصر الله، واشفيت غليلى منه وقويت عقيدتى اكثر وانا ارى شيخى الذى تشيعت على يده يهرب من اثبات عصمة الائمة، واقسم بالله اننى على استعداد لمباهلته فى امر لن يتصوره وهو اين يحب على بن ابى طالب اكثر.. انا.. ام هو. الأخت الشيعية الباحثة عن الحق حكيت لك حكايتى مع الشيعة لما بها من عبرة وتساؤلات، وانا اعرف انها تجوب رأسك وأعرف انه طالما أنت بدأت رحلة البحث عن الحق فمن الاكيد ان تكونى صدمت بالحقائق التى صدمت انا بها من قبلك، واعتقد أنه يمكنني الآن ان اقول لك إنه لا يوجد عند الاخوة الموالين اجابة على سؤالك لانه لا يوجد اصلا علاقة بين ما عند اهل البيت من علم وما عند الشيعة من خرافات وخزعبلات، ولن تجدى كتابا واحدا تستطيعين ان تحترميه، ولن تجدى رواية الا وجدت ما يناقضها ولن تشمى رائحة التوحيد فى هذا الدين، ولن تجدى الا محاولة لتفصيل دين على مقاس فكرة بشرية، ولكن الخياط المكلف بالتفصيل لم يحسن الصناعة وترك الكثير من الرقع والترهلات.. أتعرفين لماذا؟ لأن هناك نظرية تقول إن الجريمة مهما أتقنها مقترفها لا تكون ابدا جريمة كاملة بل المجرم دائما وابدا يترك اثرا على جريمته. رسالة ودية لعامة الشيعة ايها المساكين المغرر بكم، انا اعرف حبكم لاهل البيت ولا أنكره عليكم كما تنكرونه علينا، ولكني أحب أن أسألكم: - ما هو شعوركم مع كل هزيمة لشيوخكم؟ - ما هو شعوركم يا من تحبون اهل البيت وانتم تشاهدون وتسمعون شيوخكم يتهربون من تكفير من قال بتحريف القرآن؟ - ما هو شعوركم وانتم تشاهدون شيخا من الحوزة على قناة فضائية يعرف انه أتى للمناظرة والدفاع عن عقيدتكم ولا يعرف ما هو تعريف الحديث الصحيح عند الشيعة وليس السنة؟ - ما هو شعوركم وانتم ترضون بعقيدة تجل وتوقر وتعظم من يتمتع بنسائكم؟ وأنا أعرف أن رجولتكم وفطرتكم ترفض ذلك.. - ما الحاجة لسؤال غير الله من الأموات وترك الحي الذي لا يموت؟ أنا لا أطلب منكم إلا شيئا واحدا: لا تخالفوا عقولكم لو استيقظت.. اختى الشيعية التي تبحث عن الحق، تعمدت أن أقدم الموضوع بصورة غير تقليدية، وابتعدت عن الردود النقلية لأنها موجودة في المنتدى، فأريدك ان تتصفحيها والاخوة والاخوات لن يبخلوا عليك بأية معلومة.. ونسأل الله لنا ولك الهداية ولعامة الشيعة وأخص بالدعاء الباحثين منهم عن الحق.. اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
سنــ 9 ــــــــوات يريد حفظ الصحيحين
حضرتُ محاضرة (والقصة لصاحبها) لشيخنا ناصر العمر - حفظه الله - في مدينة تبوك مغرب الأربعاء 19/5/1425هـ فذكر قصة عجيبة . أحد الطلاب وعمره (9) سنوات جاء إلى أحد المشايخ الذي يعتنون بتحفيظ الأحاديث . قال الطالب للشيخ : أريد أن أحفظ الصحيحين . تعجب الشيخ وقال : أنت صغير يابُني . قال الطالب : ولو كنت صغيراً فأنا أريد ذلك . قال الشيخ : إذن هل تعلم أن من شروط التسجيل في دورة حفظ الحديث أن يكون الطالب قد حفظ القرآن . قال الطالب : نعم ، وأنا حافظ للقرآن وإن شئت فاختبرني . قال الشيخ : وبدأت ُ اختبره ، فعجبت ُمن حفظه . وهو الآن قد بدأ في حفظ حديث. ......................................... قلتُ:وهذه الهمة وإلا فلا ، وعجباً لذلك الغلام الذي ارتفع بهمته على كثير من الرجال وإذا كانت النفوس كباراً ***** تعبت في مرادها الأجسام |
ربما تبكون اذا قرأتم هذه القصة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد : ارسل هذه القصة الى كل تائب وتائبة ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم والى كل من تدفعه نسائم الطاعة الى الدخول في رياض التوبة ان لا يخافوا ولا يحزنوا لان فرحة الله بعودة التائب اليه اشد من فرحة الام حين ترى وليدها لاول مرة هو سكير عربيد لا يهمه شيء اللائم والنائم والضاحك والباكي عنده سواء لا يأبه للوقت ولا لسوء العاقبة, كل ما يهمه من الامر هو الخمر . يعمل قليلا ويسكر كثيرا, نصحه رفاقه في العمل مرات ومرات: يا رجل اتق الله في نفسك ومالك وولدك وبيتك اتق الله في دينك أيعقل ان تبذل كل هذا الجهد وتتعب كل هذا التعب ثم تبدده في طريق الشيطان؟ حذره رب عمله من مغبة افعاله هذه ولكن لا حياة لمن تنادي ثم هدده بالفصل من العمل ولكنه تراجع وتنازل عن تهديده رأفة باسرته . زوجته صابرة محتسبة صبرها عند الذي لا يضيع اجر المحسنين, كلمته في هذا الامر مئات المرات ولكن لا فائدة ترجى منه . شكته لاهله واهلها فحذروه ووعظوه ولا من مجيب وذهبت كل النصائح ادراج الرياح وما كان جوابه في كل مرة الا: انا حر افعل ما اريد عليكم انفسكم . يعود من عمله في الرابعة مساء ليستحم ويتزين ويلبس احسن ما عنده من ثياب وكأنه ذاهب للقاء امير او وزير, يعودعند الفجر يجر معصيته مرة وتجره مرارا وتتعثر قدماه احداهما بالاخرى وتسمع زوجته طرق الباب فتذهب لفتحه لتجده يترنح يمنة ويسرة او لتجده ممددا على الارض, تنادي اطفالها ليعينوها على سحبه الى الداخل وفي اليوم التالي لا يستطيع النهوض من فراشه وكيف ينهض وقد بات ليلته في حضن الشيطان الرجيم يصحو عصرا مزبدا مرعدا يريد اكلا وشربا وقهوة وسجائر ثم يبدأ بتوزيع الاوامر والنواهي آمرا زوجته بان تمسح له الحذاء لان عنده موعد مع الشيطان ورفاقه . وما ان تكون هناك فرصة للحديث حتى تستغلها تلك المسكينة بكلماتها الهادئة: يا ابن الحلال اما آن لك ان تتوب عن هذه المعاصي وتعد الى الله ؟ الا يكفي ما نحن فيه ؟ كدنا نهلك من الجوع والفضائح معا, ارحم عيالك ونفسك ولا تلقها في التهلكة يرفع غطاء الخمر عن عقله قليلا وينظر اليها نظرة الحانق على عدوه ويصرخ في وجا: اين ملابسي اريد الخروج . تصلي ام العيال وتناشد ربها ان يتوب على زوجها مما هو فيه ((اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس الى من تكلني)) ثم تنفجر باكية, ويراها طفلاها فيشاركانها البكاء والدعاء اللهم اهده الى صراطك المستقيم ويعود الاطفال ليسالوا امهم ما هذا الذي فيه ابانا ؟ امجنون هو ام به شيء من مرض ؟ والمسكينة تقول ادعوا الله له بالشفاء لعله يستجيب لكما ووقعت الواقعة فبعد ان انهى ليلته العفنة في احدى الحانات لم يجد معه من النقود ما يكفي لتلك النشوة الزائفة الخبيثة وانهال عليه صاحب الشيطان بالسب والشتم: نحن لم نفتح هذه الخمارة لندين ونستدين حتى وان كنت من زبائننا الدائمين . الا لعنة الله على الشيطان ليس له صاحب ولا صديق فما ان يظفر منك بمعصية حتى يتبرأ منك, قفل عائدا الى بيته يجر معصيته مرة وتجره مرارا . كعادته عاد الى البيت فجرا وفتح له الباب وقعت عيناه على طفلته بنت التاسعة ولكن هذه المرة يراها بغير العين التي كان يراها فيها سابقا: اي بنية ما الذي ايقظك في مثل هذه الساعة من الليل ؟ واجابته الصغيرة ونور البراءة في وجا انه الفجر يا ابت قمت لاصلي الفجر هل صليت يا ابت ام ننتظرك لنصلي سوية ؟ وكأن صاعقة ضربته فقال مرتعشا لا ...... لم اصل بعد, قالت الصغيرة لعل الوقت لم يحن بعد سأوقظ امي واخي لنصلي معا اذن, قال لا .........لا استطيع اريد النوم فقط قد نصلي معا غدا ان شاء الله . جلس على الاريكة ليستريح فجائته الصغيرة تمسح خديه بيديها الصغيرتين وتقول: يا ابت ما صليت صلاة الا ودعوت لك فيها لانني احبك فهل تدعو لي انت ياابي ؟ صمت الرجل برهة احس بانها دهرا وتفصد جبينه عرقا بماذا يجيبها ؟ واخذ كل مأخذ وهو يقول في نفسه قد سألتك ابنتك سؤالا بسيطا لا تستطع الاجابة عليه فكيف بك غدا عندما يسألك الله عن كل اعمالك هذه فبماذا ستجيبه ؟ اتخجل من ابنتك ولا تخجل من الله ؟ بدأ يتمتم بكلمات بينه وبين نفسه كانه يهذي هذي المحموم..... الله .... الصلاة....الموت وبينما هو في تمتماته واذا بالمؤذن يرفع كلمة الحق الى عنان السماء ... الله اكبر الله اكبر اقشعر لها بدنه وفاضت عينه لكأنه يسمعها لاول مرة في حياته وبكى حتى سمعت زوجته بكائه فجائت تربت على ظهره: لا عليك يا ابن عم ان كان قد الم بك شيء احضرنا لك الطبيب نظر اليها نظرة الطفل العائد الى امه بعد غيبة طويلة والدموع في عينيه: نعم الزوجة انت ونعم الام انت, مسح دموعه باكمام قميصه وقال لها: ايقظي الولد للصلاة ريثما اعود ذهب الى الحمام تطهر وتوضأ وعاد بعد دقائق فوجدهم في انتظاره كأنه يراهم لاول مرة: يا حسرة نفسي على نفسي, قد كنت في غفلة عن هذا, امن المعقول ان تكون عندي كل هذه النعم واكفر بها لا والله لن افعلها ثانية ما حييت اعتدل بقامته اعتدال المريض اذا صح وقال بنبرة الخطيب اذا تكلم هيا يا بني انت الامام لصلاة هذا الفجر وغدا ساكون انا الامام او نصليها في المسجد افضل, هيا خذوني معكم الى اين ؟ الى طريق التوبة ........ الى طريق الله وبكت زوجته وبكى الاطفال وبكى هو وبكيت انا رغم انني انا الراوي لهذه القصة وربما تبكون انتم اذا قرأتموها اتدرون لماذا ؟ لاننا عندما نصل الى نقطة التماس مع الله ونلقي بانفسنا في احضانه لا بد لكل منا ان يبكي . اللهم تب علينا انك انت التواب الرحيم .....اللهم آمين |
توبة عند قبر
بسم الله الرحمن الرحيم كنت في غفلة عن ديني وفرائضي، أخذتني هذه الدنيا بعيدا عن ربي، ألهتني الملذات والشهوات، لم أكن أقتنع بأن هناك إله، ربما أنني بسبب ما توفر لديّ من أسباب الدنيا وملذات الحياة التي قلما أن تتوفر لشاب في سني . شرب خمر، ولا صلاة ولا صيام، كنت أقرب للإلحاد من الأيمان . إلاّ أن كانت فيّ خصال أعتقد أن ربي أحبها فيّ ونماها وزرعها كنت أكره الزنا وكنت صادق ولو ضد مصلحتى وأحب الخير للناس، وأساعد المحتاج، وأعطف على إقربائي الفقراء . لكن كل هذا بدون أيمان وبدون إسلام وصلاة لا شيء وكنت لا أحب أن أجلس مع المطاوعة . حتى جاءت يوم الإرادة الربانية، حيث كان لي أبن عم لي وهو صديقي العزيز دائما كنا متلازمين في رحلاتنا وفجراتنا ومعاصينا، وكان أيضاً لدية الخصال الطيبة التي ذكرتها، وهذا أعتقد نابع من طيب الأصل حيث أن أجدادي كانوا علماء أو صالحين ولديهم مؤلفات جليلة، ولكن سبحان الله مغيّر الأحوال التي أختلفت فينا وصرنا من الملحدين (بمعنى الكلمة) . فأراد ربنا أن يكرمنا نحن الأثنين بطريقة خاصة وقوية وشديدة التأثير . في عمان (وفي بلدة ريفية صغيرة من المنطقة الداخلية) تحيط هذه البلدة الجبال وكأنها وقعت من السماء في حفرة من الحفر الجبلية، تتميز هذه البلدة وهي بلدتي التي تربيت ونشأت وأقمت فيها، أحبها كثيراً، تتميز بالأفلاج (وهي عبارة عن جداول من الينابيع) الحارة المعدنية . وكانت لنا ( وأبني عمي ) أوقات نستحم بها فيها في الفلج . يوماُ ما قررنا أن نذهب للأستحمام من الفلج، وأخترنا وقت بُعيد صلاة العشاء، حيث الهدوء والسكينة، بعيداً عن الحركة والأصوات (على الرغم بأن البلدة نفسها هادية ساكنة) فهذا سكون على سكون، وأخترنا مكان للإستحمام بقرب من المقبرة (ونحن نسميها في عمان ـ المدينة أحتراماً للموتى) وأن هذه المقبرة قديمة جداً ربما تصل مئات السنين على الرغم بأن البلدة تستخدمها، إلاّ أن شواهد القبور القديمة ما زالت باقية كأنها دفنت بالأمس . وكان على الفلج بركة (حوض للإستحمام أو بالأحرى بالأستجمام حيت المياه المعدنية الكبريتية وغيرها من المعادن) . وكان عادتنا أن نستجم بالإزار (حيث بقية من الحياء في قلوبنا) والإزار ما غطى السرة إلى ما دون الركبة . ودخلنا البركة وجلسنا على أحد الرفص فيها، وبدأنا تذوق السكون والهدوء وبدأت الأعصاب وعضلات الجسم التي أنهكها العمل بالإسترخاء، وبدأنا مطالعة النجوم (لأن المكان بعيد عن أضواء البلدة) وقمنا بالتمعن في السماء وندقق في نجومها ومجراتها، بدأنا نهمس في أذن بعض ونقول هل يُعقل بأن هذا الكون بلا صانع، هل هذا الجمال السماوي الأخاذ بلا مبدع . نعم أنه لابد له من مبدع وهل يعقل يا ربيع (أبن عمي) بتركيبتك هذه بلا مصور رأس وعينين وشفتين و و و و . بدأت في هذه اللحظة تدور أفكار في رأسينا . وكنا نهمس ثم نسكت نفكر، ثم نهمس ثم نسكت ونفكر، بعد فترة ساعة زمن، قال أبن عمي هل تسمع ما أسمع، ماذا تسمع يا ربيع، أسمع صوت إنسان يتألم، عجيب هل بدأت تخرف يا ربيع . رد ربيع : لا ولكني أسمعه أنه إنسان يتأوه من الألم . قلت له من أي جهة، قال من هذه الجهة وأشار إلى المدينة (المقبرة) . قال ربيع : دعنى أتبع الصوت . خرج من البركة، وأنتظرت الخبر بفارغ الصبر . فخلال تلك الثواني، أسمع الآن الصوت، إنه صوت رجل يتألم، عجيب، من أين هنا رجل، ربما هناك أحدهم قد ألقي بعيداً بعد ما فعل فيه أحد شيئاً أو أو أو وبدأت الأفكار تدور في رأسي، سوف أنتظر ربيع حتى يرجع بالخبر . بعد دقيقتين جاء ربيع مهرولاً نحوي، وبدأ بلم ثيابه ولبسها بدون أن يتكلم، كانت عيناه وتعابير وج كالمفجوع ورجلاه أراهما ترتعشان، مما جعلني أيضا في فزع وأقول له : أيش هناك، خبرني . لم يتسطع التكلم، وأشار بيد مرتعشه إلى المقبرة، ولا يستطيع التكلم مما رأى . بهذه الطريقة أثار فضولي بشكل شديد والمجازفة لرؤية ما رآه ربيع . فأتجهت صوب المدينة ( المقبرة ) وصوب الصوت، وبدأت أحدد مكان الصوت، أنه في المقبرة، وقفزت الجدار المحيط بالمقبرة (وكان غير مرتفع ربما قدم واحد فقط عن الأرض)، وتبعت الصوت، ومشيت نحوه، ووقفت لما علمت أن الصوت تحت رجلي أنه صادر من قبر قديم جداً، فلما تيقنت أن الصوت من القبر، في هذه اللحظة جاءتني حالة كأن أحداً ما رش ماءً يغلي عليّ، ووقف كل شعر رأسي وشعر جسمي، وبدأت الأرض تدور من حولي، فخشيت أن أسقط، فعدت مهرولاً نحو ربيع، الذي جمع ملابسه وملابسي ووضعها في السيارة . فأما أنا فلم يأتيني النوم تلك الليلة . وكان لي أبناء عم قضاة ومتدينين، فأتصلت بأحدهم في تلك الليلة وقلت له أريدك ضروري الليلة لأمر هام، وذهبت لمنزله، حيث قد جهز المجلس بالأطعمة (على عادت أهل عمان في الكرم) وكان الساعة تقريباً الثالثة صباحاً . وقصصت عليه القصة، فأفادني بكلام طيب عن نعيم القبر وعذابه، وأن ربنا يحبنا لخصال فينا طيبة، فأراد لنا أن نرى قدرته وغضبه لمن عصى . اللهم ثبتنا على الأيمان والعمل الخالص لوج الكريم . قصة واقعية |
<< كاكا >> يعتنق الاسلام ويؤكد أنه ولد ليكون مسلماً
سبت 14 أكتوبر 2006م، 22 رمضان 1427 هـ وريكاردو إيزيكسون دو سانتوس ليتي المعروف << كاكا >> لاعب وسط نادي ميلان الايطالي ومنتخب البرازيل لكرة القدم من مواليد 22 أبريل 1982 دبي - العربية نت أعلن لاعب وسط نادي ميلان الايطالي ومنتخب البرازيل لكرة القدم كاكا اعتناقه الدين الاسلامي بعدما قرأ مجموعة من الكتب عن الاسلام حصل عليها اثناء زيارته الى الكويت الاسبوع الماضي برفقة منتخب بلاده الذي خاض مباراة ودية ضد نادي الكويت الكويتي. وذكر الموقع الرسمي للاعب البرازيلي إعلان إسلام اللاعب عن قناعة تامة. ونقلت صحيفة "الرياضية" السعودية اليوم الجمعة 13-10-2006 , تصريحات ادلى بها كاكا للموقع قال فيها: «الإسلام يحمل رسالة هادفة إلى السلام والمحبة ومن الجيد أن يكون المرء مسلماً لأن شخصية الإسلام تتجسد في المسلم كما لو أنه ولد ليكون مسلماً، وأمر الديانة هو حرية شخصية لا يمكن لأي أحد التدخل فيها وأنا على قناعة تامة بإسلامي وكوني مسلماً لا يعني أن يقل عطائي أو نقصان جزء من جسدي أو ما شابه، أتمنى أن لا تتغير نظرة الناس إلي بعد إسلامي وخاصة إدارة نادي الميلان ولاعبيه وإدارة منتخب البرازيل ولاعبيه أيضاً وغيرهم من المقربين والمحبين لي». |
قصتي مع رمضان
(القصة من فم الراوي) سأحكي لكم قصتي المحزنة، إنها قصة مأساة، قصة رددها اللسان طويلا وكتبها القلم مرارا، لذالك فأنتم تعرفونها، ولكني انقلبت إلى الوراء لأذكركم بقصتي المؤلمة : في يوم كنت غافلا عن كتاب الله، عاصيا لأوامره، كنت ألهو وألعب وأغتر بالحياة الدنيا، كنت أتمشى مع رفقاء السوء معتقدا أنهم يسلونني أو يستمتعون بصحبتي، ولكن لا لقد فات الأوان للندم والإعتذار فقد أفسدوني ليسرقوا مني أغلى ما أملك وهو حلاوة الإيمان،، أفسدوا هيئتي الخارجية والداخلية أيضا، فقد كتبوا في نفسي معتقدات لا أصل لها قالوا أن الصلاة لا تفيد وأنها فقط تأدية حركات .. قالوا أن الصوم لا معنى له وأنك مخلوق كي تملئ معدتك بالطعام الهني .. قالوا أن الزكاة ليست فرض .. قالوا وقالوا الكثير............ وعندما كنت أسمع صوت الأذان، يخشع قلبي له ولكن ... ولكن ماذا ؟!؟!! .... لقد كان رفقاء السوء يلاحقوني في كل أقوالي وأفعالي وحتى حركاتي البسيطة، كانوا ينهوني عن كل شيئ يرضي الله، كانوا أصدقاء سيئين ..! ولكني للأسف اعترفت بعد فوات الأوان .. في يوم كنت أتمشى على رصيف أحد الشوارع وحيدا وكان بجانب هذا الشارع مســـجد ضخم كبير، تلتف حوله عددا كبيرا من السيرات الواقفة، أما أصحابها فقد كانوا يستعدون بلهفة وشوق وسعادة غامرة على وجوم، يستعدون ويتهيؤون لشئ ما !! ترى ما هو ؟؟ ..... حاولت أن أتذكر ما قاله لنا أستاذ التربية الإسلامية أمس ولكن دون جدوى فقد كنت أتحدث مع زملائي عن موضوع سخيف ..! ليتني انتبهت إلى ماقاله المدرس ..! سألت أحد المارة : إذا سمحت، كم التاريخ اليوم الهجري ؟ فأجابني مستغربا : تريد التاريخ الهجري فهو 1 / رمضان / 1422 عصف كلام هذا الرجل بقلبي، حين تذكرت أخيرا ما قاله المدرس .... اليوم هو اليوم الأول من شهر رمضان، اليوم تغير كل شئ في نفسي، انقلب كل شئ في قلبي .. وفي هذه الأثناء علا صوت الأذان الذي لم أسمع كلمات جميلة قبل هذا اليوم قط !! ياله من صوت رائع !!!! ...... يا لها من كلمات عذبة !!!! ... وبشعور لا إرادي غيرت طريقي واتجهت إلى هذا المسجد......... حمدت الله لأنني لم أكن مع هؤلاء الرفاق السيئين .. فتحت باب المسجد وهممت بالدخول،، كان معلق على الباب دعاء دخول المسجد .. دخلت إليه ونسمات عليلة باردة حركت خصلات شعري المنسدلة على جبيني بل إنها حركت قلبي الصغير الذي كان ينتظر هذه التحية القلبية حين دخولي للمسجد....... توجهت إلى الشيخ المؤذن أو الإمام هناك، كان يستند على كرسيه في أول الصف كان شيخا وقورا، يمسك في يده مسباحة جميلة ويسبح الله ! ..... سلمت عليه ورد علي التحية بأحسن منها .. سألته : -- ياعم هنا تصلون التراويح ؟ تصلون صلاة الجمعة ؟ تصلون الصلوات الخمس ؟؟؟ -- نعم يا بني ..! ولكن لماذا تسأل ؟؟ -- أنا يا سيدي جئت إلى هنا عندك فقط لأقابلك وأحكي لك قصتي . -- خيرا إن شاء الله ... !!! قل يا بني . -- أنا يا عمي شاب عصى الله سنين طويلة، فهل من توبة تكفر عني هذه الآثام العظيمة التي ارتكبتها طيلة عمري،، فقد ضلني أصدقائي الطيبين الذين كنت احسبهم، ولكنهم سيئين، أشرار لقد ضلوني عن الذكر بعد إذ جائني، وكان أولهم الشيطان، كنت أتبعه وينصحني ولكن نصيحة الغير واثق من نفسه .. كان يسهل لي كل الطرق كي أعمل السيئات وأتلذ لذ بها وأعصي الله في كل مرة .. فأنا الآن عزمت على التوبة والرجوع إلى الخالق الغفور، فهل من مكان إلى جوارك يسع قلبي الصغير بالجلوس فيه ؟؟! -- بالتأكيد يا عزيزي،،، سمعت قصتك المؤلمة والإقرار على الرجوع والتوبة .. فاذهب فاتوضأ ثم ائتني إلى هنا .. ففعلت ما أمر به الشيخ الفاضل، ثم توجهت إليه مرة أخرى وتذكرت تلك النسمة الرقيقة التي حركت شعري وقلبي معا وحركت في نفسي الشعور بالندم .. علمني الشيخ كل شيئ عن الإسلام الصحيح، وتلاوة القرآن، ونصحني بدخول المعاهد الإسلامية في أي مدينة كي أتعلم العلوم الإسلامية وتجويد القرآن وحفظه..... والتزمت بما أوصاني به الشيخ.. وبدأت في حفظ القرآن،،،،، ومرت سنين طويلة حتى رأيت اسمي منشورا في مجلة مع صورتي .. وقرأت تحتها، فلان بن فلان ... الذي ختم القرآن حفظا وتجويدا حصل على جائزة قدرها (---------) بالإضافة إلى مثوبة من الله ومغفرة منه وجنة عالية... وأخيرا .......... وبعد أن سمعتم قصتي أحكموا عليها أنتم بأنفسكم ...... وأخيرا وليس آخرا ما عساي أن أقول :: ( الحمد لله الذي هداني لهذا وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله ) |
قصة حزينة....
ملئت نفسى بالكثير من الحزن والالم ..... وبعض التساؤلات هل فعلا هناك حب يسمو الى هذه الدرجة ان ندفع حياتنا ثمنا لاجل فقدان محب او ان يؤثر فقدان هذا الحبيب فينا الى درجة المرض والموت من اجله مع انى غير متاكدة بوجود هكذا حب فى زمننا هذا الا اننى قراته واحسست به مع قصة هذه الفتاة التعيسة الحظ واحببت ان تقرؤا هذه القصة الحقيقة معى ..... يكاد المرض ينهش بجسدي .. يحاول القضاء على بسمتي .. يحاول القضاء على طفولتي .. لم اكمل عامي العشرين .. إلا وهذا المرض قد افترس جسدي باكلمه .. بدأ الألم بوخزة سريعه بقلبي .. وتوالت الوخزات .. وبدأت نوبات الألم .. تألمت بصمت .. لم يشعر أحد بمرضي الخطير .. كنتُ اصبر على المرض .. اخفيه عن اعينهم .. لا اريد ان يصيبهم الحزن .. مرت ليالي وانا ابكي واتأوه بصمت .. ومع مرور الايام .. بدأتُ أشعر بأن المرض قد بدأ ينتقل من قلبي لبقية اعضاء جسدي النحيل .. إلى أن وصل لاخمص قدميّ .. بدأت الهالات السوداء تتمركز تحت عينايّ البريئتان .. بدأت الشحوب تغزو محيايّ الطفوليّ .. كنتُ متردده للذهاب للطبيب .. ولكني وصلتُ لحاله .. لا استطيع فيها تحمل الالم ذهبت وكنتُ متوقعه ما سأسمعه ... اجريتُ الفحوصات المتعبه والممله تقدم اليّ الطبيب والارتباك واضحٌ على محياه .. سألني كم عمركِ يا صغيرتي اجبته .. سأكمل عامي العشرين بعد خمسة اشهر فطأطأ رأسه وسكت لبرهة .. ألن أكمل عامي العشرين يا دكتور الاعمار بيد الله ولكن أشعر بأني لن أكمله .. فالمرض قد سيطر على جسدي .. صغيرتي .. منذ متى وتعرفين عن معاناتك ومرضك منذ سنه ..... "عندما افترقت عنه" من يعلم من اهلك لا احد .. سوى دفاتري وكتبي .. فقـــــــــــــط ......... نعم .. لم اخبر اجدا .. حتى لا يعيشوا بحزن ابدي فأنا أعلم .. أن والدتي .. ستحزن كثيرا لفراقي .. فأنا ابنتها الوحيده .. ولطالما حلمت ان تراني بفستاني الابيض .. وتحمل اطفالي على كتفها . . وينادوننها جدتي ولكن هيهات .. فأنا أشعر .. بألمي .. فلم يبقى الا القليل .. ولكني ما زلت اقبلها صباحا .. بوجه مشرق .. واقرصها .. واداعبها .. لانني لا اريد ان اشعرها باي تغيير .. حاولت ان اخبر اخي .. ولكني وجدته مشغولا بتجهيزاته لزفافه .. يأتي ليلا لغرفتي منهك .. يجلس بجانبي على السرير .. يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل .. يخبرني ماذا اشترى لها من هدايا .. وعن مفاجأته لها برحله لمدة شهر لاستراليا .. يخبرني عن شوقه لهذا اليوم الذي لم يبقى عليه الا خمسة اشهر ... فكيف اخبره بمرضي .. وهو بغاية السعاده اتود مني ان اقتل فرحته اما والدي .. فانأ ظللت طوال عمري خجوله منه رغم انني دائما اختلس النظرات اليه فانأ احبه كثيرا .. واراه قدوتي كنتُ احلم بفتى احلام يشبه والدي .. هل علمت الان يا دكتور لماذا لم اخبرهم حتى لا يعيشوا الحزن فلو اخبرتهم .. لما جهز اخي لزفافه ولما رأيتُ السعاده تشع من عينا والدتي ووالدي رغم مرور 30 عاما على زفافهم الا ان الحب ما زال يحيط بينهما دكتور .. ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله لذا سأترك معك هذا الصندوق ... به وصيه صغيره .. اتمنى ان تسلمها لوالدتي يوم وفاتي صغيرتي .. ماهذا الكلام .. فالله قادر على كل شيء اطمأن ايماني بالله كبير .. ولولا هذا الايمان .. لما استطعت ان اصبر هكذا على المرض ولكن .. العمر ينتهي واود ان اكتب كلمات لوالدتي تقراها بعد وفاتي هل تعدني بذلك حسنا .. اعطني الصندوق ولا تنسي اخذ الادويه .. متى امرّ عليك .. تعالي بعد اسبوعين .. وان شعرتِ بتعب فاتصلي بي فورا حسنا .. الى اللقاء .. شكرا لك يا دكتور .. ذهبت لمنزلي .. انفردتُ في غرفتي اخذت ادويتي .. قرأتُ آيات من القرآن .. واستلقيت على السرير لآخذ قسطا من الراحه .. ومرت الساعات .. تلو الساعات .. وكانت اخر اللحظات .. وفُتحت الوصيه .. وقرأها الدكتور .. قراها والكل بكى معه .. قرأ كلمات تلك الطفله الشابه .. كتبتها بخط جميل .. كتبت .. لوالدتها .. احبكِ .. والدتي .. كنتِ صديقتي .. اختي .. والدتي .. اعذريني لان مرضي كان السر الوحيد بيننا .. ولكن لم اقوى ان اخبركِ اني مصابه بالسرطان .. لم اقوى ان تسهري معي وتري نوبات ألمي .. لم اقوى ان اقتل الابتسامه من على محياك الجميل والدتي .. اتعلمين كنتُ احسدك على امر ما .. سأخبرك اياه الان حسدتك مرارا على عشق والدي لكِ .. فلم ارى بحياتي قصة حب تضاهي حبكما .. وكنت احلم بشاب يأخذني بين ذراعيه .. ويحيطني بالحب ل30 عام مثلكما ولكن شاء الله ان لا اكمل عامي العشرين .. والدتي .. لا تبكي على وفاتي .. اخي الحبيب .. كم احببتك .. واحببت مغامراتنا معا .. وكم كنتُ سعيده عندما اكون معك وصديقاتي يطلن النظر اليك معجبات بك .. .. لا اريدك ان تؤجل زواجك .. ولكن لي طلب بسيط .. ان رزقك الله بطفله .. فاطلق عليها اسمي .. شوق .. والدي .. فخري وعزتي .. فرحي وسروري .. لو تعلم مقدار احترامي لك .. مقدار الحب الكبير الذي يكنه قلب لك .. والدي انت مثال الاب الرائع .. لن اوصيك على والدتي .. لانني اعلم ما بينكما من حب صادق.. دكتوري .. اشكرك من اعماق قلبي .. لكتمانك سر شـــوق .. لا تنسوني من الدعاء .. .. وقضى السرطان .. علىجسدي .. " شــــــــــــــــــــــــــــــــــوق ..................... رحمك الله شوق ................... " |
مدمـن فـي الحـج
يجلس وحيدا ... يمشي وحيدا ... ينام وحيداً دمعة تترقرق في عينيه، يكفكفها بين حين وآخر تابعته بنظري، تساءلت : هل هو فعلاً وحيد ؟ راقبته وهو يتنقل بين المشاعر، ليس له أم يرعاها ولا زوجة يهتم بشأنها تيقنت من وحدته مضى اليوم الأول من أيام التشريق تخلى عن وحدته قليلاً شارك الحجيج مجالس الذكر، والذكريات وفي لحظة صفاء، أنفردت به جانباً نظرت إليه نظرة تجاوزت حدود المكان والزمان بادلني النظرة، أرخى برأسه إلى الأرض تبدو لغزاً محيراً بالنسبة لي نظر إليّ وقال : ولماذا ؟ شاب مثلك، لاتبدو عليه ملامح الاستقامة، يحج وحده، لا يرافقه أبٌ ولا أم ولست حديث عهدٍ بزواج فتأتي بزوجتك، ولا رفقاء لك قال: وربما قلت في نفسك، ومظاهر الانحراف تبدو عليك لم استطع أن أخفي مشاعري عليه وهو يقول هذه الكلمات التي كتمتها منذ لحظات أسمع قصتي، وستعرف سر اللغز أنصت له وقد زادني هدوئه شوقاً للسماع نشأت في أسرة متوسطة الحال، أبي رجلٌ صالح، وأمي أيضاً، كبرت وكبرت آمالهما في أن أصبح طبيباً أو مهندساً أو طياراً، ولكنني جلبت لهما الأحزان، بعد أن تعرفت على رفقاء سوء، قادوني للسهر واللهو والعبث ثم قادوني للتدخين، و طبعاً دخلت معهم عالم المخدرات كان الأمر سراً، ولكن مدمن المخدرات لا يحتفظ بسره، كل شيء يفضحه ضعف البدن، الهم والغم، الغضب السريع، النوم الكثير، كثرة الخروج والسهر، كل شيء، يفضح سره .. نصائح وتوجيهات أبي ضاعت بين طيش الشباب وعناد المراهق، وسكرة الشهوة والمخدرات .. هربت من البيت، نصائح أبي، ترهقني، تجعلني أغضب أحب أبي لا أريد أن أواج، أمسيت لا أعود إلا مع طلوع الفجر . قد يكون نائم، أو يتظاهر بالنوم، لم أكن أحاول أن أعرف ماذا يحدث المهم أن أتسلل إلى سريري لكي أنام .. إلى أن جاءت تلك الليلة عدت إلى البيت, فتحت الباب، تسللت كعادتي، خطوت نحو الغرفة شعرت بحاجة إلى الماء، توجهت نحو المطبخ، تسلل إلى سمعي صوت تتبعته بهدوء، ظهر لي ضوء خافت، سرت نحوه، وهناك على الباب وقفت أنظر ماذا يحدث، كدت أن أسقط على الأرض رعشة سرت في جسدي، أصابتني قشعريرة، شعرت بهزةٍ زلزلت كياني إنه صوت أبي يدعو لي في ظلام الليل إنه أبي يبكي وينتحب إنه أبي الذي ما رأيته يبكي في يوم من الأيام، يبكي وأنا السبب أسرعت نحو غرفتي، وأخذت أبكي، أنا يا أبي أنا من أجرى دمعك أنا من أبكى قلبك، أنا دمعتك وكنت تأمل أن أكون بسمتك أنا بكاؤك وكنت تأمل أن أكون سعادتك، أنا حزنك وشقاءك أنا بؤسك وعناءك، أنا يا أبي، يا رب، أرحمني يا رب شقاء حياتي وجلبت لمن أحبوني الشقاء لم يشعر أبي بما حدث وفي اليوم الثاني كتبت اسمي في حملة الحج ولهذا تجدني وحيداً دمعة أبي أحرقتني، أحرقتني، أحرقتني وجئت إلى هذه المشاعر لتطفئ نار المخدرات التي كادت أن تحرق أبي قبل أن تحرقني، ثم أنخرط في البكاء لم أتمكن من منع دموعي التي أبت إلا أن تشاركه البكاء اللهم ثبته، اللهم ثبته، اللهم أقر عينه برضا والديه عليه |
نصف ساعة في قبـر....فمـاذا رأى؟
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اخوتي في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليكم هذه القصة العجيبة المبكية الموقظة من الغفلة .. هل زرتم القبور يوما؟؟ إذاً اقرأوا رجــل يحكـــي قصتــه فيقــول ..... نصف ساعه تحت الأرض أكيد مجنون .. أو انه لديه مصيبة .. والحق أن لدي مصيبة أي شخص كان قد رأني متسلقا صور المقبره في هذه الساعة من الليل كان ليقول هذا الكلام * * * كانت البدايه عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان لديه قبرا في منزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى .. ( رب ارجعون رب ارجعون ) .. ثم يقوم منتفضا ويقول ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل .. حدث أن فاتتني صلاة الفجر وهي صلاة لو دأب عليها المسلم لأحس بضيقة شديده عندما تفوته طوال اليوم .. ثم تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني .. فقلت لابد وفي الأمر شئ .. ثم تكررت للمرة الثالثه على التوالي ... هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لاتركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار قررت ان ادخل القبر حتى أؤدبها ... ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله ... وكل يوم اقول لنفسي دع هذا الأمر غدا .. وجلست اسول في هذا الأمر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى .. حينها قلت كفى ... وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة ذهبت بعد منتصف الليل .. حتى لا يراني أحد وتفكرت .. هل أدخل من الباب ؟ .. حينها سأوقض حارس المقبره ... أو لعله غير موجود ... أم أتسور السور .. إن اوقضته لعله يقول لي تعال في الغد .. او حتى يمنعني وحينها يضيع قسمي .. فقررت أن اتسور السور .. ورفعت ثوبي وتلثمت بواسطة الشماغ واستعنت بالله وصعدت برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع ... إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة .. ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سوادا ... تلك الليلة ... كانت ظلمة حالكة ... سكون رهيب .. هذا هو صمت القبور بحق تأملتها كثيرا من أعلى السور .. واستنشقت هوائها.. نعم إنها رائحة القبور .. أميزها عن الف رائحه ..رائحة الحنوط .. رائحة بها طعم الموت الصافي .. وجلست اتفكر للحظات مرت كالسنين .. إيه أيتها القبور .. ما أشد صمتك .. وما أشد ما تخفيه .. ضحك ونعيم .. وصراخ وعذاب اليم .. ماذا سيقول لي اهلك لو حدثتهم .. لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم ( الصلاة وما ملكت أيمانكم ) قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحاله .. فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبه .. وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .. وهبطت داخل المقبره .. وأحسست حينها برجفة في القلب .. والتصقت بالجدار ولا أدري لكي أحتمي من ماذا ؟ .. عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها ... نعم أنا لست جبانا ... أم لعلي شعرت بالخوف حقا!!! نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحه والتي تنتظر ساكنيها .. إنها أشد بقع المقبرة سوادا وكأنها تناديني .. مشتاقة إلي ... وجلست أمشي محاذرا بين القبور .. وكلما تجاوزت قبرا تساءلت .. أشقي أم سعيد ؟ .. شقي بسبب ماذا .. أضيّع الصلاة . .. أم كان من اهل الغناء والطرب .. أم كان من أهل الزنى .. لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض .. وأن شبابه لن يفنى .. وأنه لن يموت كمن مات قبله ...أم أنه قال ما زال في العمر بقية ... سبحان من قهر الخلق بالموت أبصرت الممر ... حتى إذا وصلت اليه ووضعت قدمي عليه اسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساري .. وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية .. ثم بدأت أولى خطواتي .. بدت وكأنها دهر .. اين سرعة قدمي .. ما أثقلهما الآن .. تمنيت ان تطول المسافة ولا تنتهي ابدا .. لأنني أعلم ما ينتظرني هناك .. اعلم ... فقد رأيته كثيرا .. ولكن هذه المرة مختلفة تماما أفكار عجيبة .. بل أكاد اسمع همهمة خلف أذني .. نعم ... اسمع همهمة جلية ... وكأن شخصا يتنفس خلف أذني .. خفت أن أنظر خلفي .. خفت أن أرى أشخاصا يلوحون إلي من بعيد .. خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت ... بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان ولا يهمني شئ طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه فلا يهمني أخيرا أبصرت القبور المفتوحة .. اكاد اقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت اشد منها سوادا .. كيف أتتني الجرأة حتى اصل بخطواتي إلى هنا ؟.. بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟.. وأي شئ ينتظرني في الأسفل .. فكرت بالإكتفاء بالوقوف .. و أن اصوم ثلاثة ايام .. ولكن لا .. لن اصل الى هنا ثم اقف .. يجب ان اكمل .. ولكن لن أنزل إليه مباشرة ... بل سأجلس خارجه قليلا حتى تأنس نفسي ما أشد ظلمته .. وما أشد ضيقه .. كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة .. سبحان الله .. يبدوا أن الجو قد ازداد برودة .. أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر.. هل هذا صوت الريح .. ليس ريحا .. لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! ...هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟ استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. ثم انزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي امام صدري اتأمل هذا المشهد العجيب إنه المكان الذي لا مفر منه ابدا .. سبحان الله .. نسعى لكي نحصل على كل شئ . وهذه هي النهاية .. لاشئ كم تنازعنا في الدنيا .. اغتبنا .. تركنا الصلاة .. آثرنا الغناء على القرآن .. والكارثة اننا نعلم أن هذا مصيرنا .. وقد حذرنا الله ورغم ذلك نتجاهل .. ثم أشحت وجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت... وكأني خفت أن يرد علي أحدهم يا أهل القبور .. مالكم .. أين أصواتكم .. أين أبناؤكم عنكم اليوم .. أين أموالكم .. أين وأين .. كيف هو الحساب .. اخبروني عن ضمة القبر .. أتكسر الأضلاع ..أخبروني عن منكر و نكير .. أخبروني عن حالكم مع الدود .. سبحان الله .. نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد او لا يوافق شهيتنا .. واليوم نحن الطعام لابد من النزول إلى القبر قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي .. وأنا أفكر .. ماذا لو انهال علي التراب فجأة ... ماذا لو ضم القبر علي مرة واحده ... ثم نمت على ظهري واغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي ... حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد ... ما أشده من موقف وأنا حي .. فكيف سيكون عند الموت ؟ فكرت أن أنظر إلى اللحد .. هو بجانبي ... والله لا أعلم شيئا أشد منه ظلمه .. وياللعجب .. رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه .. فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف خفت أن انظر اليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران الى بقسوة .. أو أن أرى وجها شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا إلى الأعلى متجاهلني تماما .. او كما سمعت من شيخ دفن العديد من الموتى أنه رأى رجلا جحظت عيناه بين يديه إلى الخارج وسال الدم من أنفه .. وكأنه ضرب بمطرقة من حديد لو نزلت على جبل لدكته لتركه الصلاة ... ومازال يحلم بهذا المنظر كل يوم .. حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد .. ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أيا من هذه المناظر .. رغم علمي أن اللحد خاليا .. ولكن تكفي هذه الأفكار حتى أمتنع تماما وإن كنت جلست انظر إليه من طرف خفي كل لحظة ثم تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله إن للموت سكرات تخيلت جسدي يرتجف بقوه وانا ارفع يدي محاولا ارجاع روحي وصراخ أهلي من حولي عاليا أين الطبيب أين الطبيب ( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين ) تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون لا إله إلا الله ... تخيلتهم يمشون بي سريعا إلى القبر وتخيلت صديقا ... اعلم انه يحب أن يكون أول من ينزل إلى القبر .. تخيلته يحمل رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع ويصرخ فيهم .. جهزوا الطوب ... تخيلت احمد .... كعادته يجري ممسكا إبريقا من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا علي التراب .. تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. تخيلت شيخنا يصيح فيهم ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .. أدعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل ثم رحلوا وتركوني وكأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادما قد ظهروا بأصوات مفزعة .. وأشكال مخيفة .. لا مفر منهم ينادون بعضهم البعض.. أهو العبد العاصي ؟... فيقول الآخر نعم ..فيقول .. أمشيع متروك ... أم محمول ليس له مفر ؟ ... فيقول الآخر بل محمول إلينا .. فيقول هلموا إليه حتى يعلم إن الله عزيز ذو انتقام . . رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين ... ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة .. أ**** مثلك يعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته .. لا نجاة لك منا اليوم ... أصرخ ليس لصراخك مجيب فجلست اصرخ رب ارجعون ... رب ارجعون ... وكأني بصوت يهز القبر والسماوات يملأني يئسا يقول ( كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) حتى بكيت ماشاء الله ان ابكي .. وقلت الحمدلله رب العالمين .. مازال هناك وقت للتوبة استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسورا ... وقد عرفت قدري وبان لي ضعفي وأخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر وعدت وأنا أقول سبحان من قهر الخلق بالموت خاتمة من ظن أن هذه الآية لهوا وعبثا فليترك صلاته وليفعل ما يشاء (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون) وليلهو وليسوف في توبته فيوما قريبا سيقتص الحق لنفسه وويل لمن كان خصمه القهار ولم يبالي بتحذيره ... ولم يبالي بعقوبته ... ولم يبالي بتخويفه أسألكم بالله أي شجاعة فيكم حتى لا تخيفكم هذه الآية [60من سورة الإسراء ] قال تعالى((وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً ))اللهم بلغت اللهم فاشهد منقول للفائدة ليعلم القارئ انها تذكرة فليغتنم الفرصة لاعلان التوبة والاقلاع عن المعاصي اسال الله التوفيق للجميع لتوبة صادقة نصوح |
فتاة تختار درجتها من الجنـة
قالت والدمع في عينيها، وغصة في حلقها تدفعها حيناً وتغلبها أحياناً أخرى لقد سكن حبها في قلبي منذ أن رأيتها .. ابتسامتها العذبة .. كلماتها الرقيقة .. نور الإيمان الذي يشع من وجا .. صفاؤها .. نقاؤها .. كل شيء فيها جعلني اتخذها الصديقة والحبيبة .. إليها أبث أحزاني فتعزيني .. أشكو ضعف إيماني فتعظني وتذكرني .. اتأملها تردد آيات القرآن الكريم الذي تحفظه، فأشعر بنقصي وضعفي .. الكل يستمع إليها، والكل يحبها .. لقد كانت مشعل هداية للجميع .. أعرضت عن الدنيا .. لم تشغلها فتن هذا الزمان .. الموضات .. الصرخات .. الموديلات الحديثة .. لا تعنيها شيء .. بسيطة في ملبسها .. في مأكلها .. حديثها ذكر وقراءة قرآن .. أمر بالمعروف .. نهي عن المنكر .. تأنس بحديثها النفوس .. هجم المرض عليها .. تمكن من جسدها .. أنتشر في خلاياها .. صارحها الجميع .. إنه السرطان .. لم يصل إلى قلبها .. لم يحطمه .. ظل قوياً بالإيمان .. صابراً محتسباً .. راضياً بقضاء الله وقدره .. لم يتوقف لسانها عن الذكر .. ترد آيات القرآن الكريم فتجد سلواها وعزائها فيه .. ظلت صابرة محتسبة..مؤمنة بربها راضية بقضائه وقدره.. وحانت اللحظة الحاسمة .. وجاءت سكرة الموت .. غصصه .. آلامه .. فجأة .... صارت تردد .. لا.. أريد درجة أعلى .. لا.. أريد درجة أعلى .. تعجب أهلها .. قالوا: إنها الحمى .. لابد أنها تهذي .. ظلت تردد .. لا.. أريد درجة أعلى .. وأخيراً ابتسمت ابتسامة عريضة .. سكن بعدها كل شيء في جسدها .. قد صعدت الروح إلى خالقها .. لقد ماتت بعد أن أختارت درجتها في الجنة .. اسأل الله أن يجعلها من أصحاب الفردوس الأعلى .. ماتت حافظة للقرآن .. داعية إلى الإيمان .. حريصة على الصلاة .. مواظبة على الطاعات .. لم تغرها الدنيا بشهواته وملذاتها .. حفظها الله بحفظها القرآن الكريم .. |
غسلوني و كفنوني و لازلت حية
أحسست بتعب وببعض الألم...اتجهتُ إلى أمي اشتكي إليها كعادتي... تحسست جبهتي براحتها النقية..ثم ناولتني مخفضا للحرارة وقالت لي:حرارتك مرتفعه قليلا.. اذهبي وارتاحي وبإذن الله ستكونين بخير... نفذت ما قالته والدتي...واستلقيتٌ على سريري... شعرتُ بالنعااااااااااس............ وحينها....أحسست ببرودة شديدة في أطرافي.... حاولتُ تحريك أصابع قدمي فلم استطع!!!! شعرتُ بشيء يسري في أوصالي!! أيقنتُ وقتها انه الموت لا محالة!!!! مرّت سنوات عمري كلها أمام عيني في لحظات... كم أذنبت؟!! وكم أسرفت؟!! وكم قسوت؟!! وكم؟؟ ...وكم؟؟ ....وكم؟؟ كيف سألاقي ربي وهذه افعالي!!! لم أعد اشعر بشيء****سوى بتسارع أنفاسي.. ضيقا شديدا في صدري... لســــــــــــــــــاني!! مالذي جرى له هو الآخر؟؟؟ لا استطيع الكلام ..حاولتُ أن انطق بالشهادتين... ولم استطع حتى ان اراجع اقوالي!! لـ ـــحــ ــظـــ ــــ ـــات............وسكن كل شيء... ولم يعد في هذا الجسد روح... فقد فاضت لخالقها........... دخلت أختي الغرفة...نادتني.....ونادتني فلم اجبها......ظنّت بأنني نائمة.. اقتربت مني وحركتني فلم اجبها أيضا... أسرعت إلى أمي الحبيبة....جاءت أمي وحملتني في حضنها...نادتني وحركتني بقوة.. وهي تناديني...وما من مجيب لها!!! ليتني استطيع أن أرد عليكِ يا أمّـــــــــاه..كم تجاهلت نداءك حين كنت استطيع الاجابه.. ...دوت صرخة من أمي ملأت المكان..استيقظ أبي من قيلولته... جاء يركض فزعا...سمع صراخ أمي وبكاء إخوتي...الذين تجمهروا حولي!!! حملني...واسندني...وكذلك ناداني...ولم يجد مني جواب.......!!! ردد...لاحول ولا قوة إلا بالله...إنا لله وإنا إليه راجعون.. أغمض عيناي وأغلق فمي............وغطـــــــــاني...!! لازالوا يبكون ...وضعوني ليلتها في غرفة باردة...باردة جدا.... هذا صوت عمتي....وتلك الأخرى جدتي...كلهم هـــنا يبكون فقدي... تلك تقول..كانت رحمة الله عليها......وكانت....والأخرى تقول كانت.....وكانت...... أتُراهم يذكرونني بالخير!!!!!!! أم يغتابونني كما كنت افعل بالناس...!! وفي اليوم التالي.. جاؤوا إلي وحملوني...ووضعوني على تلك الخشبة.... التي طالما خفت منها...وكنت ابغضها.... والآن وضعوني عليها عنوة...دون أن يأخذوا برأيي....!! بدأوا بقص ملابسي...ونزعها..لم استطع منعهم!! فقد أصبحت جمـــــــــــــادا!! غســـــلوني.....وطهروني....وبذلك البياض لفّوني وكفنوني!!!! وهنا جاء دور الأحباب والأصحاب....ليودعونني الوداع الأخير!! انهالوا عليّ بقبلاتهم...ودموعهم قد ملأت عيونهم.... وبعدها.....حملوني على الاكتـــــــــــــــــــاف!! ((وحدّووووه ........لا الـــــــــــــــه إلا الله)) قالوها بعد أن حملوني...تلك الكلمات التي كنت أخاف سماعها... واهربُ حتى لا أرى منظر الجنازة..... ولكن الآن لا مفر لي فقد أصبحت....جنــــــــــــازة..... وضعوني بالسيارة..حيث سيأخذونني إلى مسكني الجديد.. الدنيا لم تعد كما كانت...أراها بااااااااهته...لاشيء يوحي بالجمال فيها...!! وصلنا إلى ذلك المسجد ..الذي أحببته مُذ كنت طفله.. أذكر أنني كنت أتمنى أن أصلي في قسم الرجال... لكن أبي كان ينهرني ويقول:اذهبي مع أمك فأنت امرأة!! لكنني الآن سأدخل قسم الرجال..ولكن ليس على قدميّ.. بل.........محمولة على الاكتــــــــاف!! وضعوني وبدأوا بالصلاة... وبعد أن انتهوا...عادوا وحملوني من جديد.. ليذهبوا إلى تلك المقبرة!!.....كم هو اسمها جااااف!! تلك الحفرة التي هناك...هي بيتي الجديد!! التراب مبللا...يبدو أن مطرا أصاب هذه المقبرة... كم كنت اعشق اللعب بالتراب...والعبث بالطين مع الصغار... ولكني اليوم سأسكن هنا...وكل ما حولي تراب!!!!!!!! وضعوني وبداوا بوضع التراب فوقي.. ما هذه الظلمـــة الحااااالكة!!! لقد دفنـــــــــــــــــــــــــوني!!! ودفنوا معي كل ذكرياتي...فقد تناثر مابقي مني مع ذرات التراب.. رحلتُ عن هذه الدنيا رحيلا بلا عودة.. أحسستُ ببرودة على جبيني...فتحتُ عيني !! فإذا بها أمي الغالية...وضعت كفها على جبيني لتطمئن عليّ... قمتُ فزعه..أتصبب عرقا..فما شاهدته ليس بهيّن!!!!! رأيتُ تلك الورقة على حافة سريري.. وقد كتبت بها قبل فترة.. ((كوني متفائلة فالحياة بين يديكِ)) مزّقتها.....وعلى شفتيّ ابتسامة باااااااهتة.... يخالطها... خوف من الموت... ورغبة في الجنة... ورجاء في عفو الخالق |
مَـنْ يسكـن قلبـي
انسل من بين زملائه، توجه نحو السطح لعله يعود، هذا ما كنت أظنه سيحدث تنقلت بين الطلاب، ضحكاتهم، تعليقاتهم الساخرة، حركتهم في أنحاء السفينة وهم يتابعون الأسماك من وراء النوافذ الزجاجية ينطلقون ورائها من مكان لآخر، كانت لحظات من السعادة وتجربة جديدة لم يعيشوها من قبل توجهت نحو الباب المؤدي إلى السطح، ثم تجولت ببصري بين الطلاب ابحث عنه لم يعد ؟ ماذا حدث له ؟ أسرعت نحو السطح، بحثت عنه وهناك .. في مؤخرة السفينة، جلس متكئاً واضعاً يده على خده، ينظر إلى البحر وأمواجه، ويرنو ببصره إلى السماء بين الحين والآخر قد استغرق في تفكير عميق اقتربت منه، لم يشعر بي هتفت به ما أسعدها من فتاة تلك التي ملكت قلبك انتبه من غفلته، التفت نحوي أعدت العبارة ما أسعدها من فتاة تلك التي ملكت قلبك أرخى رأسه وضعت يدي على كتفه هل تحبها؟ لم تنطق شفتاه، تحدثت عيناه، بدا عليه الحياء والحرج لم يستطع أن يضع عينه في عيني همست له : هل تستحق هذا الحب؟ أطلقها زفرة من صدره لا .. لا تستحق هذا الحب يا أستاذ لماذا لا تمنح الحب لمن يستحقه ؟ من هو ؟ إنه الله، الذي خلقك، خلق هذا البحر، وهذه السماء هذا القلب الذي ينبض بين جنبيك هذه العيون التي تبصر بها هذا الجمال التفت إلي وقد عاد إليه هدوئه واتزانه إنني أحب الله صورتها في جهاز هاتفك، أليس كذلك ؟ هز رأسه موافقاً تذكرها في كل لحظة، حين تنام، وحين تستيقظ بل هي في حياتك كما قال الشاعر: خيالك في عيني وذكرك في فمي ومثواك في قلبي فأين تغيب هذا حالك معها، أنا متأكد من ذلك سأترك لك هذا السؤال، لأعود إلى زملائك أسفل السفينة، وأنا على يقين أنك ستصل للإجابة، وحينها أنا على استعداد أن اسمعك كن صادقا هل تحب الله ؟ هل منحت قلبك لمن يستحق ؟ نزلت إلى أسفل، و أخذت أرمقه وهو لا يشعر عاد يحلق من جديد، يقلب بصره بين السماء والأرض عدت إلى الطلاب، لازالوا يستمتعون بمطاردة الأسماك شاركتهم فرحتهم، تنقلت بينهم، شعرت بالسعادة وأنا معهم أبصرته يخطو نحوي، ابتعدت عن الطلاب وقف بين يدي، يحمل هاتفه النقال تفضل يا أستاذ قم بحذف جميع الصور الخاصة بــ وسكت عند هذه الكلمة ولم يكمل, أعرضت عنه قُم أنت بالحذف، أنت صاحب القرار بدأ يحذف الصور واحدة بعد أخرى حتى انتهى استاذ.. التفت إليه ترقرقت الدمعة في عينيه، سقطت أحدها على خده ساعدني يا أستاذ: أريد أن أمنح قلبي لمن يستحق أريد أن يسكن قلبي حب الله وضعت يدي على كتفه، دعوت له من قلبي اللهم تقبل توبته، اللهم حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه |
حنيـن لسيـد العالميـن الكل ينتظر، الكل يترقب، إنها أول جمعة بل أول خطبة سيخطبها النبي صلى الله عليه وسلم على منبره الجديد، والذي صنعه له الأنصار بعد أن كان يستند إلى جذع نخلة أثناء خطبته ... ها هو ذا المنبر يقف شامخاً في واجهة المسجد بدرجاته الثلاث الجميع سيرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقف خطيباً يعلم ويوجه الصحابة، ينذرهم النار يبشرهم بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ... اللحظات تمضي في مسجد رسول الله، أشعة الشمس تتسلل من خلال السقف المصنوع من جريد النخل، ظلال الأشياء توحي باقتراب وقت الزوال واقتراب حضور النبي صلى الله عليه وسلم ... بلال مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم يتحفز ينتظر الإمام ... دوي الصحابة بالقرآن يبعث في النفوس السكينة والطمأنينة ... منظر رائع، الأجساد متقاربة، والقلوب متحابة، اجتمعت قلوبهم على محبة الله ورسوله، فرحل الحقد والحسد والضغينة من قلوبهم، وسكن الحب العظيم لكل شيء يقربهم من حب الله ورسوله ... خرج النبي صلى الله عليه وسلم، توجهت الأبصار نحوه تراقبه تكاد قلوبهم تطير شوقاً إليه ودوا لو أنهم يقومون فيقبلونه ويقفون بين يديه، لكنهم لن يفعلوا فهو لا يحب ذلك منهم، بل لقد نهاهم عن القيام له، وطاعته لديهم مقدمة على ما تهوى أنفسهم ... تعلقت أبصارهم به ترقبه يسير في تواضع وخشية نحو المنبر تجاوز الجذع الذي كان يستند إليه قبل اليوم، صعد الدرجة الأولى والثانية والثالثة ارتفع عالياً، راح يتطلع إلى أصحابة، سكن كل شيء، أنصتت الجوارح خشعت الأبصار إلا صوتاً واحداً انطلق ليعلن نوبة بكاء، ارتج لها المسجد بحث الجميع عن ثكلى تحن لفقد الزوج أو الولد، أو صبي يئن شوقاً إلى أمه أو أبيه أو ثور جاء يشكو ظلماً فهو يخور خواراً حتى يسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فينقذه من ظلمٍ حل به، أو ناقة جاءت تصيح لمّا علمت من رحمة محمد صلى الله عليه وسلم بالحيوانات ... لم يعثروا على شيءٍ من ذلك، وعادوا ليبحثوا عن مصدر الصوت من جديد ... اتفقت الأبصار والأسماع على أن مصدر الصوت هو جذع النخلة الذي كان قبل اليوم منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ... تنقلت أبصارهم بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الجذع ... رق النبي صلى الله عليه وسلم للصوت فنزل من على منبره ومشى نحو الجذع أحتضنه بين يديه حتى سكن بكاؤه، وهدأ خواره ثم عاد إلى منبره، وقال : لو لم احتضنه لحنّ إلى يوم القيامة كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها ... كان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال : يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله شوقاً إليه لمكانه من الله فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه ... انظر أصل القصة في البداية والنهاية لابن كثير المجلد السادس *** إخواني في الله حتى نكون من اتباع المصطفى صلوات الله وسلامه عليه لابد ان نتعلم مقتضيات شهادة ان محمدا رسول الله ثم نعمل بها وهي: (( تصديقه فيما اخبر، وطاعته فيما امر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وان لا يعبد الله الا بما شرع )) . |
قطـرة مـاء توقـظ الايمـان
أظلمت الدنيا في عينيه .... فلم يعد يرى شيئأً .... يمم وج تلقاء المنزل .... هو لا يتذكر كيف سار ؟ ولا كيف وصل ؟ أغلق الباب خلفه .... وانطلق نحو غرفته .... أطفأ الأنوار .... أغلق كل شيء يصدر صوتاً .... قضى على كل شيء ينبض بالحياة .... شدة الحر لم تجبره على فتح جهاز التكييف .... ألقى بنفسه على سريره وألقى بوسادته على وج .... أغمض عينيه فانطلقت الدموع تجري على خديه .... كظم نشيجه وأنينه .... وفي هدأة السكون .... ومن بين الظلام الذي تسربل به .... تسلل صوتٌ ضعيف إلى سمعه .... تك ؛ تك ؛ تك .... أطبق بالوسادة على أذنيه .... لكن الصوت زلزل كيانه .... انتفض من فراشه صوب نظره نحو الحائط فلم يرَ شيئاً .... ظن الصوت من الساعة، قذف بإحدى الآلات القريبة منه نحوها .... صوت الانكسار ومن بعده الارتطام، هزت جوانحه .... لكنه تحمل فالصوت حتماً سينقطع .... عاد الهدوء إليه، وعاد هو ليستلقي على سريره .... ولكن الصوت عاد تك ؛ تك ؛ تك ؛ مرةً أخرى إليه .... انتفض من فراشه .... أضاء الأنوار .... وراح يتتبع مصدر الصوت .... بحث في كل مكان فلم يعثر عليه .... عاد إلى غرفته، حاول أن يتناسى الصوت .... وضع وسادة أكبر من الأولى ....لكن الصوت لازال يقض مضجعه .... خرج مرة أخرى، شدة الغضب، جعلته أكثر تركيزاً .... توجه نحو المطبخ .... زفر زفرة شديدة .... أعلن فيها الانتصار .... وجدته صرخ بها في غضب .... توجه نحو محبس الماء والذي كان تتساقط منه قطرات ماء على بعض الأواني النحاسية .... أمسك به حاول إغلاقه، لكن محاولته باءت بالفشل .... أطبق عليه بيديه وبكل ما أوتي من قوة، فانكسر المحبس وانطلق الماء كالشلال .... حاول إيقافه فتبلل وجه وجسده .... أسرع نحو المحبس الرئيسي ليغلقه .... توقف الماء .... فانطلقت منه ضحكة شعر معها بأن الحياة بدأت تدب في جسده .... أطبق على تلك الضحكة بشفتيه .... لكن مشاعر السعادة بدأت تتسلل إلى قلبه كما تسلل ذلك الصوت قبل لحظات .... بدأ يفكر في سر الماء وسر الحياة .... تذكر قول الله عز وجل :{ وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي ...} الآية. سبحان الله انطلقت من شفتيه، أعلن بها الانتصار على النفس .... توجه نحو الغرفة أضاء الأنوار، غير ملابسه .... توضأ شعر وهو يتوضأ أن الهم والحزن يتناثر مع ماء الوضوء .... نظر في المرآة إلى وج تغير كل شيء، ذهب العبوس والبؤس .... تردد بين جنبيه : أرحنا بها يا بلال، أرحنا بها يا بلال .... صلى لله ركعتين، ما أجملهما، شعر وكأنه لأول مرة يصلي .... شعر بحاجته للنوم، وضع رأسه وهو يردد: اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، آمنت بالله، آمنت بالله .... أغمض عينيه وقد ذاق حلاوة الإيمان .... رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.... *** سبحان مسبب الأسباب سبحان الله له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن اللهم اهدنا صراطك المستقيم |
توبـة داعيـة غـزة
أشرقت الشمس على بلدتي ... غردت العصافير على ما تبقى فيها من شجر ... تسللت أشعة الشمس الدافئة من خلال النافذة لتعانق صفحة خدي ... فزعت ، نظرت إلى ساعتي، لم يبق سوى دقائق معدودة على الموعد ... نفضت الغطاء وأسرعت أغسل وجهي وألبس ثيابي ... ألقيت بنظرة من خلال النافذة، كان منظر التلاميذ وهم يحملون حقائبهم المدرسية على ظهورهم جميلاً ، وأجمل من ذلك براءة الأطفال التي تنبعث من أعينهم، رغم مظاهر الدمار التي أحاطت بهم، وملامح البؤس والفقر والحرمان الذي جلبه لهم الاحتلال الصهيوني ... خرجت من غرفتي، أمي وأبي قد جلسا يتناولان الافطار، ألقيت عليهما نظرة خاطفة، ارتد بصري بسرعة، لم استطع أن أملي عيني منهما ، شعرت بأن نظراتهما الحزينة كلمات لاذعة تعاتبني وتوبخني، وأحياناً تتوسل إليّ : لماذا لا تصلي ياولدي ؟... وقفت لحظة تمنيت لو أنني أعود طفلاً صغيراً تمطره أمه بالقبلات، أما أبوه فيربت على شعره وهو يردد : لا تفسدي الولد نريده مجاهداً يطرد اليهود من أرضنا ... أسرعت بالخروج هروباً من تأنيب الضمير الذي حاصرني في تلك اللحظة ... خرجت من البيت ومع أول خطوة أخطوها تبخرت لحظة الألم التي شعرت بها قبل ثواني معدودة ... 0-0-0-0-0-0-0 ضاقت الطرقات بالناس، اختلطت الأصوات، إنه يوم جديد يحمل الكثير من الأماني والأحلام ... حركة الناس طبيعية، السيارات، المحلات، المصانع، المتاجر والأسواق، كل شيء في بلدي طبيعي ... وفجأة ... اهتزت الأرض تحت أقدامنا ... اضطرب الناس، عم الذعر والخوف في كل مكان ... طائرات إف 15 الأمريكية تحلق في السماء تطلق صواريخها على بلدتي، وتنشق الأرض عن مدرعات ومصفحات يقودها أحفاد القردة والخنازير ... اشتعلت النيران، أرتفعت الصرخات، أصوات الانفجارات تنبعث من جهات شتى ... لم أعد أسمع سوى ضجيج القصف والتدمير والطائرات المحلقة وهي ترسل النار لتحرق الأرض وتدمر المنازل ... تقدم أبطال الحجارة شباباً وأطفالاً يحملون حجارتهم ، يقذفون بها الأعداء ، بصدورهم العارية وقفوا أمام الدبابات، كان منظراً رهيباً، انطلقت رصاصات الغدر والمكر لتحصد أرواح الشباب والأطفال، وتنفس عن الحقد والغل اليهودي ... انطلقت الرصاصات لتغتال سبعة عشر شاباً وعشرات من الجرحى بل الموتى ولكن بقلوب تنبض ... القنابل السامة والمسيلة للدموع أحالت النهار إلى ليل، تلتفت يمينا وشمالاً فلا ترى إلا سيارات الاسعاف تسعف جريحاً، أو تنقل شهيداً .... لا ترى إلا الدموع ولا تسمع إلا البكاء ... انطلقت أجري وأجري، أبحث عن مكان أختبئ فيه ... تركت عملي، هربت من البيت فالجنود الصهاينة يداهمون المنازل بحثاً عن الشباب ... وهناك في المخبأ الآمن ... تذكرت طفولتي وأحلامي أن أقتل اليهود ... تردد في سمعي كلمات كنت أشدو بها عندما كنت صغيراً : خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود ... عادت أماني من جديد كطيف يمر بذاكرتي ... أمي .. أتمنى أن أجاهد في سبيل الله ... أتمنى أن أقتل اليهود وأطردهم من بلدي ... جرت دمعة على خدي حينما شعرت وكأن أمي تربت بيدها على شعري ، وهي تقول : غداً تكبر ياولدي وتحقق حلمك، قول : إن شاء الله، وهنا عدت إلى الواقع وصرخت : إن شاء الله، إن شاء الله ... وقفت، هممت أن أركض، أن أعود إلى بلدتي ... أن أحمل حجراً، أن أقتل يهودياً أو أُقتل ... تقدمت خطوات ألقيت نظرة على بلدتي، وقفت ولم استطع مواصلة الركض، سيطر الخوف على قلبي، جلست وضعت رأسي بين يديّ، بكيت بكاءً صامتاً، لم تجري له دموعي، اضطرب له صدري ... أنت جبان .. همست بها لنفسي، نعم أنت جبان بل أنت كاذب ... صرخت ... لا أريد أن أموت ... كيف ألقى ربي؟ كيف ألقى ربي ؟... تذكرت حينها غفلتي وذنوبي، تذكرت الصلاة التي تركتها منذ زمن بعيد، تذكرت أبي وأمي، تذكرت إخوتي وأقاربي، والناصحون في بلدتي، كيف ألقى ربي؟ وأنا تارك للصلاة بالكلية، نعم تارك للصلاة بالكلية ... هل تدري ماذا تعني هذه الكلمات ؟ ... العهد الدي ببننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ... نعم ..نعم لا أريد أن أموت ... يجب أن أصلح مابيني وبين ربي ... يارب ... أتوب إليك واستغفرك ... مضى ذلك اليوم، لكن الغارة لا تزال مستمرة، مداهمة المنازل توقفت، عدت مع من عاد نواسي الجرحى ونشيع القتلى، إنهم الأبطال الذين دافعوا عن أرضنا، بكيت كثيراً، وبكيت أكثر كلما تذكرت أن ضعفي وخوري جعلني أهرب من مواجهة العدو، لم استطع أن أنام، قمت أصلي وأصلي، عاهدت ربي على المحافظة على الصلاة ... لقد أفقت من غفلتي، فالحمد لك ياربي أن حفظتني وأمهلتني لأعود إليك، سأعود داعية إلى الله، داعية إلى قتل اليهود وطردهم من بلدي، وليعلم أحفاد القردة والخنازير أن القتل والتعذيب أن الهدم والتدمير لن يزيد أمتنا إلا قوة وعودة، وكما عدت أنا عاد الكثير ... هذه قصة شاب فلسطيني كتبتها بقلمي بعد أن أرسلها لنا أختمها بكلماته إذ يقول: والحمدلله من ذلك اليوم وأنا ملتزم بالصلاة والحمدلله وأتمنى من الله أن يرزقني حور طين وعين في أقرب وقت .. يارب العالمين وبارك الله فيكم ... طريق التوبة( قصة من الواقع) |
أستـاذ ينقـذ طالبـه
أستاذي العزيز .... شكراً في تلك الأرض البعيدة حيث الطبيعة الساحرة والجمال الأخاذ ... حيث الجبال تقف شامخة وهي تبتسم فقد كساها اللون الأخضر بهجةً وأنساً .... جبال لكنها تختلف عن جبالنا العابسة والتي كساها اللون الرمادي ثوب الحزن .... هناك أطلقتها زفرة شعرت بحرارتها تعانق صفحات خدي وأنا أتأمل في وجوه غريبة لا تعرفني ولا أعرفها.... حينها شعرت بالحرية والانطلاق فلا قيود تكبلني ولا عيون تراقبني .... افعل ما شئت وتمتع كما تشاء فأنت غريب وهم غرباء ..... شعرت في تلك اللحظة أن الحياء الذي يمنعني كلما هممت بالمعاصي قد تركته في بلدي .... شعرت أن الخوف الذي يحول بيني وبين الشهوات قد تلاشى .... هناك قررت أن أعقد صداقة حميمة مع إبليس .... خلعت ملابسي وتخلصت من كل شيء يذكرني بالماضي وخرجت في الطرقات .... تجولت بعيني في الرائح والغادي .... بقايا من الحياء تعاودني كلما وقعت عيني على امرأة ... اعلنت الحرب على الإرهاب الذي يعاودني بين لحظة وأخرى ... استعنت فيها بخبرات الرفقاء .... توالت النصائح من كل حدب وصوب ... هيا .. اعتمد على نفسك، ممّ تخاف ؟... مضى الوقت سريعاً شعرت بعدها بالفشل .... وقفت حيران لا أدري ماذا أفعل ؟ اقترب مني رجل ومعه فتاتان .... صوبت نظري إليهما ثم أرخيت رأسي .... قلت في نفسي :ألا تستح ألا ترى الرجل الذي معهما ؟ ربما يكون مسكين .... سألني : هل أنت زائر ؟ قلت له : نعم ... سكت لحظة وتقدمت الفتاتان نحوي بعد أن أشار لهما .... شعرت بالحرج والخوف .... هل ترغب في اصطحاب أحدهما ؟ قالها بلهجة ركيكة لكنها انطلقت كالسهم أصابتني الدهشة وانعقد لساني وتصبب العرق مني... لحظة من الصمت، جعلت الرجل يتقدم نحوي ويمسك بيدي هيا اختر ولن نختلف ... تأملت الفتاتين ... اخترت أحدهما ؟ سرت معها في طرقات المدينة وعند أحد المطاعم توقفت .... دخلنا المطعم وفي أول طاولة جلسنا .... عندها ودعت الحياء الوداع الأخير، أما الخوف قد أدرجته في أكفانه ... جلست وعيناي لا تتجاوز حدود الفتاة .... وهناك في طاولة بعيدة جلس رجل يرمقني بنظرات لم أتنبه له في أول الأمر.... تلك النظرات أثارت اهتمام الفتاة معي .... التفت نحو الرجل فقد شعرت بالغضب يتسلل إليّ ... همهمت : حتى هنا ؟؟! صوبت نظري نحوه ... عندها انعقد لساني، وبدت الدهشة على وجهي شعرت وكأن صفعة قوية نزلت على رأسي... دارت بي الأرض من هول المفاجأة .... لقد كان الرجل أستاذي في الجامعة .... كان يصوب نظره بقوة نحوي ... أغمضت عيني، تحولت بنظري إلى مكان آخر .... رعشة سرت في جسدي ... الخوف والحياء عادا يدبان من جديد ... لم أعد أرى شيئاً، ولم أعد أسمع شيئاً ... أما الفتاة فظلت ساكنة تراقب ما يحدث .... التفت بهدوء نحو أستاذي ثم أرخيت رأسي ... لا زال ينظر نحوي .... أغمضت عيني ، وبدأت الهواجس والأفكار تتزاحم في رأسي ... وما شأنه بي ؟....لماذ ينظر إلي بهذه الطريقة ؟ اذهب إليه وأسمعه كلاماً يكف عنك ؟ هل أنت خائف منه ؟ ولماذا أخاف ؟ سوف يفضحني في الجامعة .... اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انطلقت عفوية من لساني .... اتبعتها بضحكة لم تتجاوز حدود صدري ... تستعيذ من الشيطان وهو بجانبك .... بل أنت ماجئت إلى هنا إلا لتكون رفيقاً للشيطان قمت من مكاني ، توجهت نحو المغسلة .... سألت نفسي : أتستحين من الناس ولا تستحين من الله ؟.... تخافين من بشر ولا تخافين من خالق البشر ؟ أنا شاب ولا زلت صغيراً ومثلي كثير ..... صراع رهيب ، دوامة الأفكار تبعدني وتقربني .... أخذت كمية من الماء نضحتها على وجهي ، أغمضت عيني ... وقبل أن أفتح عيني شعرت بيد تهز كتفي .... التفت وإذا بأستاذي يقف أمامي ... بعزته وذلي ، بقوته وضعفي ، بهيبته وانكساري .... صرخ بي فانطلقت كلماته صادقة تخترق جسدي تخاطب قلبي .... أما تتقي الله تقطع هذه المسافات الشاسعة لتعصي الله ؟.... أما تخشى الموت أن يبغتك وأنت مع هذه الفاجرة ؟... أنت ... أنت تفعل جريمة الزنا .... يا أسفا عليك ... كيف أطعت الشيطان وخسرت دينك ؟.... أما تخشى من الإيدز والهربس والسيلان أن ينتقل إليك ويذيقك الآلام بسبب لذة وقتية؟.... كيف تقابل ربك وأنت على هذه الحالة ؟.... أما تستحي ممن خلقك ؟.... سيل الكلمات لا يتوقف كأنها أمواج بحر هادرة حطمت كل الصخور الجاثمة على صدري ... جرت الدموع على خدي ، لم أنطق بكلمة .... سكت لحظة لما رأى دموعي ثم قال : الآن تخرج من هذا المكان وتتخلص من هذه الفتاة ، وأنا أوعدك بأن لا أفضحك ؟..... خرج من المغسلة وتركني مع نفسي لحظات ..... مسحت دموعي وأنا أسألها : لمن هذه الدموع ؟ لم أملك الإجابة ..... شعرت بأنني أختنق ، شعرت بالضيق ركضت نحو الشارع توجهت بنظري إلى السماء ... يارب ... يارب ... لك الحمد فقد أرسلت لي من ينقذني من أوحال المعصية ومستنقع الرذيلة .... لك الحمد أرسلت لي من لا أراه في مدينتي الصغيرة ليراني في هذه البلاد الكبيرة .... شعرت بأن دموعي تحولت إلى قوة هائلة تحطم القيود والأغلال الجاثمة على صدري ، وأن أنفاسي تعود إلي مرة أخرى .... سكنت نفسي واطمأن فؤادي وأنا أضع قدمي في ساحة المطار مفارقاً تلك البلاد التي تدعوك إلى الفاحشة .... مستقبلاً وطني ، مشتاقأً لرؤية أستاذي .... شكراً أستاذي فقد انتشلتني من مستنقع الرذيلة ووحل الفاحشة .... |
إجابـة رائعـة قادتنـي للتوبـة
قصة من الواقع أشعث أغبر في زي رياضي، قد أنهكني التعب، وأرهقني الركض في أرجاء الملعب .... أسير في الطرقات أتجه نحو منزلي ... استأنس بلحظات الصراع بين النهار المودع والليل الذي أعلن الانتصار .... وصلت إلى المنزل تخلصت من آلامي وآهاتي، ألقيت بالزي الرياضي، وتحت الماء تخلصت من أوساخي وأدراني، توضأت لكي أصلي صلاة المغرب الذي ذهب وقته، لكن لا بأس فأنا أحسن من كثير من الشباب الذين لا يصلون .... ارتديت البنطال والقميص، وركعت ثلاث ركعات لم أشعر ماذا قلت فيها، لكنني أتذكر مقطع لأغنية داعب فؤادي وأنا ساجد ... خرجت من المنزل، توجهت نحو محل الخياط فهو المكان الذي أجتمع فيه مع الجيران والأصدقاء، قضيت وقتاً ممتعاً معهم تبادلنا فيها الضحكات والطرائف، فقد كنت محبوباً ودوداً مع الجميع .... هممت بالخروج ولكنّ قدمين غليظتين، ويداً أمسكت بي بقوة حالت بيني وبين الخروج، التفت لصاحبها وكان رجلاً ذا لحية كثة يدعى محمد عبدالرحمن، وقلت له: اتركني أذهب فأنا مشغول، نظر إليّ وقال: لن أدعك تذهب حتى تجيب على سؤالي .... توقعت السؤال أن يكون دينياً، فشعرت بالغرور يتسلل إلى نفسي، وقلت بصوت الواثق: سل وسوف أجيب، فقال: لماذا خلقت يا عبدالله ؟ ..... شعرت بالانتصار، سوف أجيبه إجابة تلجمه وتخرسه، حتى لا يعود إلى سؤالي مرة أخرى.... وقلت بصوت متقعر متفيقه، يقول الله عز وجل:{ وماخلقت الجن والأنس إلا ليعبدون } ونظرت إليه بسخرية، أنتظر الثناء والمدح .... وفي لحظة الانتصار، أنزل قدميه، وبحركة غريبة ترك يدي، وقال بسخرية واضحة: اذهب.... وقفت في مكاني لحظة فقد فاجأني موقفه، ولكنه كرر الكلمة: اذهب .... خرجت من المحل والغضب والدهشة قد تمكنا مني، تساؤلات كثيرة بدأت تطاردني .... لماذ عاملني بهذه الطريقة ؟ لقد كانت إجابتي رائعة ... لماذا يسخر مني ؟ وماذا فعلت حتى يسخر مني ؟ لماذا لم يثني عليّ كعادته ؟ لقد تغير اليوم، ومع طول الطريق نسيت ما حدث وسرت في الطريق أقطعه بالشعر والغناء، وقلت لنفسي : لا عليك فأنت على خير عظيم، أما هو فمعقد وليس في مستواك العلمي... وفي طريق العودة تسلل ما حدث من محمد إلى عقلي والذي بدأ يفكر بعمق فيما حدث .... قلت لنفسي : السؤال كان سهلاً جداً، فلماذا سألني ؟ ... الإجابة كانت متوقعة وليست دليلاً على ذكائي .... توقفت عند كلمة ذكائي، وقلت : هل أنت ذكي ؟ هكذا قالوا عني …. لكنني عدت إلى الآية، وما خلقت تفيد النفي، إلا ليعبدون تفيد الإثبات، والنفي والإثبات يفيدان الحصر، وهذا يعني أنني ما خلقت للعب واللّهو والعبث، بل خلقت لعبادة الله وحده، وتذكرت قول الله عز وجل :{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} …. عدت لنفسي ذكرتها بماضيها، ساءلتها … حاورتها …. أنت قد أجبت على محمد، والآن أجيبي على نفسك، هل حققت العبودية لله ؟ هل أنت تحبين الله عز وجل ؟ هل … هل …. أسئلة كثيرة حاصرتني ؟ …. الغناء قد ملأ قلبك، في سهوك ويقظتك، في حزنك وفرحك، سهر بالليل على البرامج الإذاعية، شعر غزلي، وأغاني ماجنة، صرفت همك في تنسيق الكلمات وكتابتها، ثم إرسالها إلى الصحف، لعب الكرة وتفريط في الصلوات ثم جلسات وسهرات لا يذكر فيها اسم الله بل سخرية واستهزاء، غيبة ونميمة، ومشاهدة وسماع لما حرم الله من المسلسلات والأفلام والأغاني التي تذهب بالرجولة …. وكانت الإجابة : لا … لا لم تحققي العبودية بل كنت تسعين إلى الشهرة والمجد … كيف يا نفس تدّعين الفهم والعلم وتنطقين به، وأنت لا تعملين بما تعلمين، كم كنت غافلاً وجاهلاً مغرورا …. اقتربت من المنزل واقتربت من الهداية والتوبة، وقبل أن أصل كنت قد وصلت إلى القرار، لا للرجوع للأيام الماضية، وداعاً للغناء، للشعر التافه، والكتابة بلا هدف، وداعاً للسهر على ما حرم الله …. سوف أبدأ من جديد، سوف انتقي من الماضي أجمله، شكراً محمد قد وصلت الآن … صليت العشاء وبعد ساعات من زيادة الإيمان، تسلل الشيطان والهوى إلى نفسي، لا زلت شاباً وقد بدأت الثمرة، فالصحف تنشر لك، وكلماتك سوف تغنى عما قليل، بل هي عنوان الشريط القادم إلى الساحة، لا تتعجل بالقرار …. وبدأ الصراع في داخلي يتفاعل، صراع رهيب بين شهوات وملذات، وحقيقة كانت غائبة ثم ظهرت لي جلية، أنا الذي أجبت وأنا الذي أدنت نفسي …. وأنا في حيرتي ودهشتي، رأيت صديقاً قديماً لعبنا سوياً الكرة، وغاب فترة ثم عاد … اندهشت عندما رأيته، ثوب قصير ولحية قد زينت وج، فرحت برؤيته دعاني لمرافقته، ركبت معه السيارة وذهبنا لأحد التسجيلات الإسلامية … انشرح صدري وشعرت أن الله أرسله لي ليثبتني على ما عزمت فعله، منحني بعض الأشرطة الإسلامية وقد كان يمنحني الأشرطة الغنائية فيما مضى …. شعرت بالسعادة التي فقدتها زمناً طويلاً وقررت أن أسير في طريق التائبين …… |
إنـه يطاردنـي
وقفت على الباب تنتظر .. يدٌ على الجرس والأخرى على مقبض الباب تضربه حيناً وحيناً تلصق أذنها بالباب تنتظر أن تسمع صوتاً قادماً يفرج عنها لحظات الخوف والترقب .. تصبب عرقها .. تصاعدت أنفاسها تسارعت نبضات قلبها.. نظرت إلى السماء أغمضت عينيها فأشعة الشمس الحارقة كادت أن تذهب بنورهما .. عادت إلى الجرس .. يدها الممسكة بمقبض الباب تكاد تخلعه .. تصرخ بصوتٍ مخنوق لا يتجاوز أذنيها .. افتحوا الباب أرجوكم .. افتحوا الباب أرجوكم .. نظرت إلى الساعة .. الوقت يمضي ببطءٍ شديد .. إنها الثانية عشرة ظهراً الجميع عاد من زيارات العيد وألقى بجسده على السرير .. لن يسمعكِ أحد هكذا قالت لنفسها وهي تتأمل الشارع الساكن .. جرت الدموع على خديها .. تمنت لو أنها رفضت النزول من سيارة زوجها حين أمرها همست : ليتني لم أنزل .. ليته يعود .. لن أغضبه .. لكنها عادت تقول : لا .. إنه قاس وظالم .. لن أغفر له ما صنعه بي اليوم .. اجتمع الحزن والخوف عليها .. لم تعد تبصر شيئاً .. عادت تنظر إلى الباب .. وتراقب الطريق لعل أحداً يأتي ليفتح لها الباب .. أبصرت رجلاً قادماً من بعيد .. لم يتبين لها من هو ؟ .. مسحت دموعها .. دققت النظر في القادم .. أحست بالخطر يحدق بها .. نظرات القادم مريبة .. تكاد تلتهمها .. أنفاسه تصل إلى سمعها إنه يقترب منها .. أخذت تضرب بيديها الباب .. لم يبق لها أمل .. اقترب منها أكثر وأكثر .. جمعت عباءتها على جسدها .. وانطلقت تجري وتجري بعيداً عنه .. وقفت تسترد أنفاسها .. نظرت خلفها .. لا زال يتبعها .. رفعت عينيها إلى السماء .. الشمس ترسل أشعتها الحارقة .. الطرقات خالية .. أبواب المنازل والنوافذ مغلقة سكون قاتل يقضي على بقايا الأمل في صدرها .. شعرت بأنها في صحراء مقفرة .. كل شيء فيها يقول لا ملجأ لك في الأرض .. يارب .. يارب .. انطلقت من شفتيها لم تتذكر كلمة تضيفها إليها .. ظلت تردد : يارب .. يارب .. عاودت الركض من جديد .. لم تلتفت وراءها .. سارت في طريقٍ تعرفه .. وكلما أحاط بها اليأس .. رددت : يارب .. يارب ..فاستعادت قوتها .. أبصرت الباب الذي تعرفه .. أسرعت نحوه .. احتضنته بجسدها .. طرقت الباب بيديها ورأسها .. كل جزءٍ من جسدها كان يطرق معها بكاؤها نحيبها وحتى ضربات قلبها شاركت معها .. صوتٌ قادمٌ من وراء الباب يهدد ويتوعد الطارق المزعج .. سقطت على ركبتيها .. تحول البكاء إلى أنين بصوتٍ مرتفع .. نظرت خلفها .. توقف الرجل عن مطاردتها .. ألقى بنظرةٍ أخيرة ثم استدار إلى الوراء ليغيب بسرعة عن نظرها انفتح الباب .. سقطت بين يدي أخيها وهي تردد : إنه ورائي .. إنه يطاردني .. المجرم تركني في الطريق ولم ينتظر المجرم .. المجرم .. ثم غابت عن الوعي .. قصة من الواقع |
دمــعة علـى القبــر
وقف على القبر ... غاب عن أصحابه ... جرى الدمع على خديه، بلل لحيته الكثة، نشفها بكمه .. أخذ ينكت بعود على الأرض ... تحلقوا من حوله، تعجب البعض من حالته .. إنها عادته كلما وقف على القبر، هكذا قال الذين يعرفونه ... تركوه يبكي وفي صدورهم عشرات الأسئلة ... أليس هو أمير المؤمنين ؟... أليس هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ؟ ... أليس هو ذو النورين ؟... أليس هو من قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم ؟... أليس هو من تستحي منه الملائكة ؟ ... أسئلة كثيرة والاجابة لها : نعم .. نعم .. هو عثمان بن عفان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ... تقدم أحدهم منه، يحمل سؤالاً لم يجدوا له إجابة ... ( تذكر الجنة فلا تبكي ، وتبكي من هذا ) ؟ ... أطرق برأسه ، وعاد ينكت بعوده من جديد ... الجميع ينتظر الإجابة ... أطرق برأسه .. عاد بذاكرته إلى الوراء ... تذكر حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ... أنطلق صوته ضعيفاً ، قائلاً : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه ))... الحديث صحيح أخرجه أحمد ... اللّهم اجرنا من عذاب القبر وعذاب النار اللّهم اجرنا من عذاب القبر وعذاب النار اللّهم يا أرحم الراحمين إرحمنا يا كريم, أنت على كل شيء قدير. اللهم يا ارحم الراحمين ارحمنا يا كريم اللهم يا ارحم الراحمين ارحمنا يا كريم اللهم يا ارحم الراحمين ارحمنا يا كريم |
تــــــــــوبــة خــلــــــــــود
خلود .. خلود .. هيا يا إبنتي لقد تأخرنا على السوق .. أسرعت في لبس العباءة .. أعتنيت كثيراً بالنقاب نظرت إلى المرآة نظرة أخيرة... هكذا أبدو أجمل أسرعتُ نحو أمي .. كانت غاضبة مني بسبب التأخير وزاد غضبها وحنقها عندما رأتني ألبس عباءتي الجديدة ونقابي المطرز .. ما هذا ياخلود هل ستخرجين بهذا اللباس وماذا في هذا اللباس .. أمي أنت لا تثقين بي وما كنت كذلك فلن أذهب معك إلى السوق ولن أذهب إلى فرح ابنة خالي .. تظاهرتُ بالبكاء .. وقبل أن أعود كانت أمي تعلن الاستسلام تنقلنا بين المحلات التجارية .. كانت لحظات من الفرح تمكنت خلالها من شراء كل ما أحب .. وفجأة .. شعرت بأن قدماي لم تعودا قادرتين على حملي لبثت لحظة في مكاني .. صوت أمي يستحثني على السير حاولت التقدم .. ولكنني لم استطع ؟ حاولت أن أتكلم .. تعثرت الكلمات في شفتيّ .. أقبلت أمي نحوي خلود .. لماذا توقفتِ ؟ .. هيا يا بنتي لم يبق لنا إلا شراء الحذاء .. أمي .. نطقت بها بكل صعوبة .. أشعر بتعب شديد .. لا استطيع المشي أكثر .. حسناً .. انتظري هنا .. لن نتأخر .. وقفت في وسط السوق أراقب المتسوقين وأقلب نظري في واجهات المحلات التجارية شعرت بتحسنٍ بسيط ، وقدرة على السير قمت من مكاني اقتربت من إحدى اللوحات الدعائية .. تناهى إلى سمعي صوت شاب يقترب مني .. لم التفت نحوه اقترب أكثر فأكثر .. تظاهرت بعدم السماع .. تشاغلت بمراقبة المعروضات .. خطواته تقترب وكلماته بدت واضحة لي ّ .. وقف أمامي .. أمطرني بالكلمات الرقيقة .. أعرضت عنه .. واصل محاولاته لأتحدث إليه لم أمنحه الفرصة للحديث معي .. أخــــــــــذ يصــــــــــف جســـــــــدي شعرت برعشة تسري في أطرافي .. قطرات العرق تصببت على وجهي شعرت بالخوف الشديد .. واصل هو الوصف بأسلوبٍ حقير وقذر شعرت بأنني أقف أمام هذا الشاب عارية .. وأن عباءتي المخصرة منحته الفرصة ليتعرف على أجزاء جسدي .. توجهت إلى الله وسألته أن يصرف عني هذا الشاب تضرعت إليه .. سقطت دموعي على خدي .. بكيت بحرقة .. كدت أن أصرخ .. تمنيت أن تنشق الأرض وتبتلعني .. أنا السبب .. أنا من منحه الفرصة ليصفني بهذه الطريقة .. وفجأة .. أطلق الشاب آخر سهامه وسبابه قبل أن ينصرف الظاهر ما لنا فيك نصيب .. وأتبعها بكلمة قبيحة .. ابتعد عني .. وأخذتُ أنا أبكي بحرقة لقد كانت كلماته سهام مسمومة تخترق جسدي ، تصل إلى قلبي أحرقتني .. زلزلتني .. كدت أن أسقط على الأرض توجهت إلى الله .. انبعثت الكلمات من أعماق وجداني يارب .. يارب أغفر لي .. يارب سامحني كم كنت مغرورة بنفسي .. ليتني سمعت كلام أمي ليتها ضربتني .. ليتها صرخت في وجهي أنا لا أثق بك ما دمت تلبسين هذه العباءة .. تذكرت خالتي .. وهي تنصحني كلما رأتني بهذه العباءة " خلود يا ابنتي رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة " " خلود احذري من غضب الله عليك " خلود .. تذكري حديث النبي صلى الله عليه وسلم (صنفان من أهل النار .. نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يجدن ريح الجنة) خلود .. هذه العباءة تعرضك للذئاب الكل يحتقرك الكل ينظر إليك على أنك ...... خلود أنا لا استطيع أن أنطق بها .. نظرت إلى عباءتي .. حذائي .. غطاء رأسي .. نقابي جلست في أقرب مقعد .. وأخذت أبكي .. أقبلت أمي ومعها أختي .. عيناي المتورمتان من البكاء بعثت الخوف في قلبها أسرعت نحوي .. سألتني : خلود لماذا تبكين ؟ .. هل نذهب بك إلى المستشفى ؟ رفعت رأسي نحو أمي .. مسحت دمعتي .. لا .. لا داعي للذهاب إلى المستشفى .. لقد ذهب المرض ذهب المرض .. الحمد لله .. لقد ذهب ولن يعود بإذن الله .. وقفت إلى جانب أمي التي قالت : لقد انتهينا لنعد إلى البيت .. لا .. لم ننته بعد .. أريد أن أشتري الدواء نعم يا أمي .. هيا إلى بائع العباءات .. أريد شراء عباءة رأس إنها الدواء لمرضي .. أحتضنتني أمي وأخذت تردد الحمد لله .. الحمد لله |
قصة تحولي من مذهب الإباضية ، إلى مذهب أهل الحق أهل السنة والجماعة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فهذه قصة رجوعي من مذهب الإباضية(والكلام لصاحبه)، إلى مذهب أهل الحق، وطريقة أهل الاستقامة، وقد سبق لي أن ذكرت شيئا من هذا في السبلة الإباضية، ولكن تعجل بعض من هناك بالتكذيب، وكأنهم لا يعلمون أن كثيرا من الإباضية في عمان وخارجها قد تركوا مذهب آبائهم إلى مذهب أهل السنة والجماعة، وهذا أمر معلوم لكل من يعيش في عمان تقريبا، بل لا أظن أحدا من أهل عمان إلا ويعرف واحدا أو أكثر ممن ترك المذهب الإباضي ورجع إلى مذهب الحق، ثم إن الله – عز وجل – أراد أن يكشف تسرع أولئك المكذبين، فدخل السبلة بعض من يعرفني شخصيا، وهو من الإباضية، فصرح بأني كنت إباضيا، ثم رجعت إلى مذهب أهل السنة والجماعة، فالحمد لله أن جعل لي من يصدقني . على أية حال، فليس المراد من سياق هذه القصة أن يصدق الناس أني كنت إباضيا أو لا، ولكن المراد أن يطلع المنصف على السبب الذي جعلني أترك مذهب الآباء والأجداد، لعله إن سلك طريقي أن يصل إلى نفس القناعة التي وصلت إليها . وأول ذلك أني كنت يوما من الأيام أصلي في مسجد حينا على الهيئة الإباضية، فجاءني رجل من أهل المسجد وقال: "يا أخي لم لا تكبر تكبيرة الإحرام، فالصلاة لا تصح إلا بتكبيرة الإحرام"، طبعا أنا كنت أكبر تكبيرة الإحرام، لكني لم أكن أرفع يدي مع التكبير لأن هذا هو المذهب الإباضي، مع أن أحاديث الرفع كثيرة وكثيرة جدا، منها في الصحيحين وغيرها، بل هي متواترة. على أية حال قلت له: "بل أنا أكبر تكبيرة الإحرام، ولكن سرا" فقال لي: "إذن لا أراك ترفع يديك!" قلت له: "نحن الإباضية لا نرفع أيدينا في تكبيرة الإحرام"، وظننت أن هذا الجواب كاف له ليتركني وشأني ولكنه قال: "أنت إباضي!" قلت: "نعم" قال: "لا يمكن أن أتركك على هذا المذهب، هذا من المذاهب الضالة" فكبرت هذه الكلمة عليَ، واستعظمتها جدا، ولذلك ينبغي الرفق في الدعوة، خاصة مع الذين لا يعلمون شيئا فذكر لي كلاما يستدل به على ذلك، لكني لا أذكر منه شيئا الآن، لأني لم أكن أفهم ما يقول، على أية حال، أحدث هذا عندي شكا، فلما ذهبت إلى عمان جئت أحد أخوالي فقصصت له ما سبق، فأعطاني كتاب الحق الدامغ، ولكني أيضا لم أفهم منه شيئا، لأنه كان فوق المستوى، ولكن رأى أحد طلبة العلم عندي الكتاب، فأخذه وقرأه، ثم أعطاني محاضرة حوله، لكني أيضا لم أفهم شيئا، لأن ذلك كله كان فوق المستوى، وفي هذا فائدة مهمة للداعية، وهي أن يحدث الناس على قدر عقولهم، لأن المراد هداية الناس، فلو كلم الناس بما لا يفهمونه لم يستفد الناس من فعله شيئا . ثم إني في أحد سفراتي إلى عمان جلست مع خال لي فسألته عن الخلاف بين أهل السنة والإباضية، حيث كنت أظن سابقا أن الخلاف إنما هو في الصلاة فقط، الإباضية يسدلون أيديهم وأهل السنة يكفتونها، يضعونها على صدورهم فأعلمني أن الخلاف أوسع من ذلك، وأن أهل السنة مشبهة فقلت له: "وما معنى مشبهة؟" قال: "أي أنهم يشبهون الله بعباده، فيقولون: الله له يد كيد البشر" فاستعظمت هذا ورأيت أن مذهب أهل السنة من أبطل ما يكون، وطبعا فرحت بهذا من قرارة نفسي، لأني كنت أريد أن يكون الإباضية هم على الحق، لأنه المذهب الذي ولدت عليه، والذي رأيت كل أهلي عليه، بل كنت إذا جاءنا ضيف فصلى على مذهب أهل السنة استنكرت فعله جدا، فذهبت إلى أهل السنة، وعرضت على أحد طلبة العلم ما علمته من خالي وقلت له: "أنتم مشبهة، لأنكم تقولون: إن لله يدا كأيدي الناس" فقال لي: "أعوذ بالله، بل نحن نقول: الله له يد تليق به، كما أن للمخلوق يدا تليق به" ثم طرح علي هذا السؤال: "هل الله يسمع؟" قلت: "نعم" قال: "يسمع كسمعنا؟" قلت له: "لا" قال: "كذلك الله له يد لا كأيدنا" وأعطاني الدليل على ذلك وهو قوله تعالى: "بل يداه مبسوطتان"، وقوله تعالى لإبليس: "ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي". فاطمأنت نفسي لذلك جدا، ووقع كلامه في قلبي موقعا عظيما، ورأيت أنه كلام سلس مفهوم واضح موافق للفطرة، فقنعت به، وصرت من يومها أصلي على مذهب أهل السنة ثم إني ذهبت إلى عمان مرة أخرى، فقلت لخالي: "أهل السنة ليسوا مشبهة، بل يقولون: الله له صفات تليق به، كما أن للمخلوق صفات تليق به، وصفة الله لا تشبه صفة المخلوق" فلم يعرف ما يقول، لأنه كان مبتدئا في العلم ولكنه حول مجرى الكلام فقال: "هل تعلم أن ابن تيمية يقول: إن الله يستوي على جناح بعوضة؟" فقلت: له: "وما معنى يستوي؟" قال: "يجلس" قلت: "ومن ابن تيمية هذا؟" قال: "عالم من علماء السنة" فانقدح في نفسي أن هذا الرجل يتبرأ منه أهل السنة، لأنه لا يمكن لأحد أن يقبل مثل هذه المقولة فرجعت إلى طلاب العلم من أهل السنة فسألتهم عن ذلك فقال لي أحدهم: "ليس بصحيح، ابن تيمية لا يقول ذلك، ومن زعم أن ابن تيمية يقوله فليأت بكلامه" وفهمني أن ابن تيمية إمام عظيم، وأن العلماء اتفقوا على توثيقه [طبعا إلا من شذ] يتبـــــــــــــــــــــع |
تابــــــــــــــع
ثم إني بعد أن قرأت كتب ابن تيمية عرفت أصل المسألة، وهو أن ابن تيمية نقل عن عثمان بن سعيد الدارمي في رده على المريسي أنه – أي المريسي – أنكر أن يكون الله فوق العرش، فقال الدارمي: "ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته" [انظر نقض تأسيس الجهمية (1/568)] وهذا أولا: ليس من كلام ابن تيمية، بل نقله عن الدارمي وثانيا: هذا من باب فرض ما لم يكن، كقوله تعالى: "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا" وكقوله: "ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض"، وكقوله: "قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين"، ونحوها من الآيات فكل هذا من باب التنزل وفرض المستحيل، فهذا كما ترى ليس فيه غضاضة على الإطلاق، والله قد استوى على العرش وهو مخلوق من مخلوقاته جل وعلا، فهو لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. على أية حال هذه كان بداية سلسة كذبات سمعتها على هذا الإمام العظيم، ليس من خالي، إنما من غيره فيما بعد، وكثير منها تولى كبرها بعض من يكتب في السبلة العمانية وفي النية إن يسر الله أن أجمع بعض ذلك وأرد عليه، ذبا عن عرض هذا الإمام العظيم، فيعلم الله كم له من فضل علي خاصة، وعلى المسلمين عامة، اللهم اجزه عنا خير الجزاء، اللهم اجمعنا به في دار كرامتك. بعد ذلك ما زلت أتردد بين الفريقين، فأسمع حجة هؤلاء، وحجة هؤلاء، ثم أقارن وأذكر أن من الأمور التي استوقفتني مسألة نزول الرب – عز وجل – إلى السماء الدنيا، فإن خالي قال لي مرة: "إن أهل السنة يثبتون أن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا"، وكنت قد حضرت محاضرة لأحد أهل السنة تكلم فيها عن هذه المسألة، ووضح أنهم يؤمنون بأن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا، وأن هذا هو نص كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – كما ثبت في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له". فقلت لخالي: "نعم أهل السنة يثبتون ذلك على ما جاء به الحديث" فقال لي: "ولكن قال الشيخ أحمد الخليلي: إن ثلث الليل يدور حول العالم، فحين ينتهي ثلث من منطقة يذهب إلى التي تليها من جهة الغرب، وهكذا، فثلث الليل لا يزال حول العالم يدور، فهل معنى هذا أن الله يبقى نازلا إلى الأبد؟" فرأيت أن هذا الدليل قوي جدا، ولم أستطع الانفكاك عنه فغيرت مذهبي على الفور إلى مذهب الإباضية، وصرت أصلي مسبلا يدي، وصرت على يقين أن هذا الدليل لا مدفع له، وشعرت حينها أني قوي، كالجندي الذي معه سلاح يجزم أن عدوه لا يمكنه أن يمتلك سلاحا يقاومه، فصرت كلما لقيت أحدا شرحت له هذا الدليل الذي وصلني من قبل الخليلي، من شدة فرحي بما سمعت. حتى قابلت مرة أحد أهل السنة العوام فأخبرته بما قاله الخليلي، فقال: "أنا لا أعرف الجواب، ولكن سآخذك إلى من هو أعلم مني" فقلت: "نعم" وكنت على يقين أنه سيفاجأ بهذا الجواب، وكنت أظن أن هذه الحجة من عند الخليلي لم يسبقه إليها أحد، فلما ذهبنا عند الرجل، وكان من طلبة العلم الحريصين، شرح له صاحبي المسألة، وسمع الرجل الدليل مني إلا أنه فاجأني بأن قال: "هذه شبهة قديمة معروفة، وقد أجاب عليها الشيخ ابن عثيمين في فتاواه، وسأهديك منها نسخة"، وواعدني أن آتيه بالغد وفي اليوم التالي حضر إلى المسجد فعلا، وأعطاني نسخة من فتاوى الشيخ ابن عثيمين، وكتبا أخرى، ويعلم الله، كم كانت فرحتي بتلك الهدية وهذه لفتة مهمة إلى الدعاة، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "تهادوا تحابوا" فكم أثرت هديته في نفسي، ولما شعرت أنها تخصني زاد اهتمامي بالكتاب، وكنت أول مرة أسمع فيها بالشيخ ابن عثيمين، فأراني الرجل مكان الفتوى المطلوبة ثم قال لي: "اقرأ الكتاب فسيفيدك جدا" وفعلا قرأت الكتاب من أوله إلى آخره، واستفدت منه أمورا عظيمة، منها: تعريف أهل السنة والجماعة ومنها: تقسيم التوحيد ومعاني كل قسم ومنها: طريقة أهل السنة في الإثبات، والأدلة على ذلك، وأنهم غير مشبهة، بل ينكرون على المشبهة ومنها: تحريم التصوير، وأنه وسيلة إلى الشرك ومنها: تحريم البناء على القبور، والغلو فيها، إلى غير ذلك من الفوائد العظيمة ومما كان يزيدني اهتماما بالكتاب تمكن صاحبه، وسهولة عبارته، وقوة أدلته، ولم أكن أتصور حينها أن يقدر الله لي التتلمذ علي يدي هذا الرجل العظيم، وأني سأكون ممن يجلس في حلقاته، ويسمع منه مباشرة، ولكن لله على عباده ألطاف كثيرة ويعلم الله أني من يومها لم أحب عالما من العلماء الذين التقيت بهم كما أحببت ذلك الشيخ العظيم، الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله رحمة واسعة - . وهنا لفتة مهمة أيضا إلى الدعاة: وهي أن نشر كتب أمثال هؤلاء العلماء فيه من الخير الشيء الكثير، وخاصة كتب الفتاوى، لأنها تتناول أسئلة الناس التي تدور بينهم، والتي يكثر السؤال عنها، ولأنها تراعي مستوى العوام، أو المبتدئين، وفيها تعليق الناس بأهل العلم الكبار، فيعلم الله كم لذلك الرجل الذي أعطاني كتاب الشيخ ابن عثيمين من فضل علي بما أهداني. والمقصود، أني قرأت فتوى الشيخ حول الشبهة المذكورة، وإليكم نص السؤال، وجوابه: جاء في مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (1/102) سؤال رقم (102) ما نصه: "سئل الشيخ – أعلى الله درجته في الهديين -: من المعلوم أن الليل يدور على الكرة الأرضية، والله – عز وجل – ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فمقتضى ذلك أن يكون كل الليل في السماء الدنيا، فما الجواب عن ذلك؟ فأجاب بقوله: الواجب علينا أن نؤمن بما وصف الله وسمى به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله – صلى الله عليه وسلم – من غير تحرف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، فالتحريف في النصوص والتعطيل في المعتقد، والتكييف في الصفة، والتمثيل أيضا في الصفة ، إلا أنه أخص من التكييف؛ لأنه تكييف مقيد بمماثلة فيجب أن تبرأ عقيدتنا من هذه المحاذير الأربعة ويجب على الإنسان أن يمنع نفسه عن السؤال بـ (لم)؟ وكيف؟ فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، وكذا يمنع نفسه عن التفكير في الكيفية وهذا الطريق إذا سلكه الإنسان استراح كثيرا، وهذه حال السلف – رحمهم الله -، ولهذا جاء رجل إلى مالك بن أنس – رحمه الله – قال: يا أبا عبد الله "الرحمن على العرش استوى"، كيف استوى؟، فأطرق برأسه وعلته الرحضاء، وقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا" وهذا الذي يقول: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر كل ليلة، فيلزم من هذا أن يكون كل الليل في السماء الدينا؛ لأن الليل يدور على جميع الأرض، فالثلث ينتقل من هذا المكان إلى هذا المكان الآخر؟ جوابنا عليه أن نقول: هذا سؤال لم يسأله الصحابة – رضوان الله عليهم -، ولو كان هذا يرد على قلب المؤمن المستسلم لبينه الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم - ونقول: ما دام ثلث الليل الأخير في هذه الجهة باقيا فالنزول فيها محقق، ومتى انتهى الليل انتفى النزول، ونحن لا ندرك كيفية نزول الله، ولا نحيط به علما، ونعلم أنه سبحانه ليس كمثله شيء، وعلينا أن نستسلم، وأن نقول: سمعنا، وآمنا، واتبعنا، وأطعنا، هذه وظيفتنا " اهـ . وهذا الجواب كاف شاف كما ترى، فالله – عز وجل – أخبرنا على لسان نبيه، أنه ينزل في الثلث الأخير من الليل، فنحن نؤمن بهذا، فأينما كان الثلث الأخير فهنالك النزول، ثم إنه من المتفق عليه بيننا وبين الإباضية أنه لا ينبغي للإنسان أن يخوض في صفات الله – عز وجل – بالتفكير، والتكييف بل ينبغي عليه أن يكف عن هذا، فما بال علماء الإباضية يعرضون مثل هذه الشبه، مع أننا جميعا متفقون أنه ينبغي عدم الخوض فيها؟!! على أية حال عرفت حينها أن أهل السنة يقولون إزاء النصوص: سمعنا وأطعنا، فإذا لم تتقبل عقولهم شيء اتهموها، وآمنوا بالنص، ولم يردوا النص لأجل شيء يقوم في عقولهم، وأن هذه الطريقة أسلم، وأحكم، وأعلم، وهي طريقة الصحابة، ومن بعدهم من علماء الأمة، ومن سلكها نجا، ومن تنكبها هلك فلو عرضنا نصوص الكتاب والسنة على عقولنا لرددنا الكثير مما لا يقبله عقل كثير من الناس، والواجب عدم معارضة النصوص إذا ثبتت. ومن يومها استفدت درسا عظيما، وهو التسليم لكتاب الله، وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام -، وعدم الاعتراض عليهما، فصار عندي قناعة تامة بمذهب أهل السنة في صفات الله – عز و جل -، وذلك بفضل قراءتي لفتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى-. ورجعت بعدها أصلي صلاة أهل السنة، أكفت يدي، كما يكفتون. بعدها تزايد حضوري لحلقات طلاب العلم من أهل السنة والجماعة عندنا في الإمارات، وصرت أواظب على الدروس في أيام معينة من الأسبوع، فدرست كتاب الأصول الثلاثة، وبعض كتاب التوحيد، كلاهما للشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله- وحضرت بعض حلقات العقيدة، وأظن أنها كانت حول كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، فعرفت الكثير من مبادئ أهل السنة والجماعة في الصفات ومن القواعد المفيدة التي درستها: (أن القول في الصفات كالقول في الذات)، فالصفات تابعة للذات، فمن أثبت لله ذاتا لا تشبه الذوات فليثبت له صفات لا تشبه الصفات فلله – عز وجل – يد لا كأيدينا، وله وجه لا كوجهنا، وله سمع لا كسمعنا، وله بصر لا كبصرنا، وله علم لا كعلمنا، وله عزة لا كعزتنا، كما أن له ذاتا ليست كذواتنا، كل ذلك سواء. ومن القواعد المفيدة التي درستها: (أن كل معطل مشبه)، فكل من عطل صفة من صفات الله إنما عطلها لأنه فهم منها التشبيه، ولو أنه ما فهم التشبيه من تلك الصفة لأثبتها فهو حين يقرأ قوله تعالى: " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) "، يفهم أن هاتين اليدين كيدي المخلوق، فلأجل هذا يضطر إلى أن يؤول، ويقول: ليست اليد هنا على معناها الحقيقي، بل هي بمعنى المباشرة، أو بمعنى القوة، أو غير ذلك من المعاني، والذي جعله يتؤل الآية أنه فهم منها التشبيه، وليس كذلك، فليس الأمر على ما ذكر، بل القرآن ليس ظاهره تشبها، حاشا وكلا، قال نعيم بن حماد الخزاعى شيخ البخارى: "من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيها". على أية حال: كانت هذه المرحلة مرحلة تعلم لمبادئ أهل السنة والجماعة عموما، ولعقيدتهم في الصفات خصوصا. فكنت إذا ذهبت إلى عمان عند أخوالي أناقشهم في بعض ما تعلمته يعجزون عن مجاراتي، لأنهم لم يكونوا بدرجة عالية من الدراية بمذهبهم، وهذا زادني تثبيتا على ما أنا عليه. ثم إنني ذهبت مرة لزيارة أحد طلاب العلم من أهل السنة والجماعة، فذكرت له قصتي، وبعض ما كان يجري بيني وبين أخوالي وغيرهم من أهلي وقلت له: "أريد أن أذهب إلى الشيخ أحمد الخليلي"، لعلي أجد عنده شيئا زائدا فنصحني ألا أذهب إليه، ولكني لم أقنع بكلامه، لأني كنت أرى أنه من تمام الإنصاف أن أسمع حججهم كاملة ثم في نهاية المجلس أعارني كتابا نفيسا بعنوان: "إثبات علو الرحمن، من قول فرعون لهامان"، لأسامة القصاص، وهو كتاب نفيس في بابه، فزدت قناعة بما توصلت إليه من الحق، والحمد لله . يتبــــــــــــــــــــــــع |
تابـــــــــــــــع
ثم إنه لم يتيسر لي أن أذهب إلى الشيخ أحمد الخليلي – مفتي عمان -، ولكني كنت أقرأ بعض كتب الإباضية كلما ذهبت إلى عمان، وأذكر أني كنت إذا أمسكت بكتاب من كتبهم أقول قبل أن أفتحه: "اللهم إن كان الحق في هذا الكتاب فأرني إياه"، ولكني لم أكن أرى إلا ما يزيد ثقتي بصدق مذهب أهل السنة والجماعة. كل ذلك كان وأنا في مرحلة الثانوية العامة، وما بعدها بقليل، وبعد مرحلة الثانوية العامة صرت على مفترق الطرق، إما أن أذهب إلى إحدى شركات الطيران لأدرس وأتخرج طيارا، وإما أن أذهب إلى الجامعة الإسلامية، ولله الحمد قبلت في الجامعة الإسلامية قبل استدعائي إلى معهد الطيران للدراسة، فلما بدأت بالجامعة ودخل حبها قلبي استدعيت للطيران، ولكن هيهات وقد تعلق القلب بالمدينة النبوية، ومسجدها، وجامعتها، فلم أبغ بذلك بدلا، ولله الحمد. مع أن قلبي كان أميل إلى الذهاب للطيران قبل ذلك، بل كنت أعد ذهابي للجامعة الإسلامية لما ذهبت استغلال وقت فراغ قبل أن أحزم حقائبي وأتوجه إلى الطيران، ولكن أعان الله بكرمه، ولطف رحمته بأن نشبت بالجامعة، فلم أبغ بها بدلا، ولله الحمد والمنة. وفي الجامعة الإسلامية حصل لي تحول كبير في حياتي فهنالك عاشرت علماء أهل السنة، وتعلمت منهم، ونهلت من آدابهم، وكان أخي في الإمارات إذا أشكل عليه شيء كلمني في الهاتف وسألت له العلماء عن إشكاله فكشفوه لي وأذكر أن من أول الإشكالات التي عرضت علي هناك مسألة الحد وإثباتها لله – عز وجل -، فسألت عنها العلماء، فكان أول من سألت من أهل العلم الشيخ: (محمد أمان الجامي – رحمه الله-) وكان متخصصا في العقيدة وكنا قد انتهينا لتونا من صلاة الفجر في المسجد النبوي الشريف، وكانت للشيخ حلقة في العقيدة بعد صلاة الفجر، فسألته قبل أن يجلس على كرسيه قلت: "يا شيخ هل أهل السنة يثبتون الحد لله – عز وجل -؟" فقال: "وما الذي تعنيه بالحد؟" فارتبكت، فلما رأى مني الارتباك قال لي: "يا ولدي! اذهب وادرس العقيدة" وأمرني أن أركز على الأصول وأن لا أهتم بالمسائل العارضة الآن فانصرفت من عنده مهموما؛ لأني كنت أريد الجواب حالا، ولكني عرفت أن تلك الكلمة من الشيخ أراد بها أن يربيني، وخاصة لما رأى عدم فقهي للسؤال الذي سألت عنه، فما فائدة جواب لإنسان لا يدري معنى السؤال الذي يسأله؟ ولكني لم أدرك ذلك في حينه، فما زلت أفتش حتى علمت قاعدة أهل السنة في مثل هذا، وهو ما ذكره ابن أبي العز الحنفي في شرحه للعقيدة الطحاوية (ص218، ط . المكتب الإسلامي، تخريج الألباني) قال – عند شرحه لقول الطحاوي: "وتعالى عن الحدود والغايات"- : "أن الناس في إطلاق مثل هذه الألفاظ ثلاثة أقوال: فطائفة تنفيها، وطائفة تثبتها، وطائفة تفصل، وهم المتبعون للسلف، فلا يطلقون نفيها ولا إثباتها إلا إذا تبين ما أثبت بها فهو ثابت، وما نفي بها فهو منفي لأن المتأخرين قد صارت هذه الألفاظ في اصطلاحهم فيها إحمال وإبهام، كغيرها من الألفاظ الاصطلاحية، فليس كلهم يستعملها في نفس معناها اللغوي ولهذا كان النفاة ينفون بها حقا وباطلا، ويذكرون عن مثبتيها مالا يقولون به وبعض المثبتين لها يدخل لها معنى باطلا مخالفا لقول السلف، ولما دل عليه الكتاب والميزان، ولم يرد نص من الكتاب ولا من السنة بنفيها ولا إثباتها، وليس لنا أن نصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه، ولا وصفه به رسوله نفيا ولا إثباتا، وإنما نحن متبعون لا مبتدعون فالواجب أن يُنظر في هذا الباب – أعني باب الصفات – فما أثبته الله ورسوله أثبتناه، وما نفاه الله ورسوله نفيناه، والألفاظ التي ورد بها النص يُعتصم بها في الإثبات والنفي، فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني وأما الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتها فلا تطلق حتى يُنظر في مقصود قائلها، فإن كان معنى صحيحا قبل، لكن ينبغي التعبير عنه بألفاظ النصوص، دون الألفاظ المجملة، إلا عند الحاجة مع قرائن تبين المراد، والحاجة مثل أن يكون الخطاب مع من لا يتم المقصود معه إن لم يخاطب بها، ونحو ذلك " اهـ كلامه رحمه الله. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – [مجموع الفتاوى (3/308)]: "والسلف والأئمة الذين ذموا وبدعوا الكلام في الجوهر، والجسم، والعرض تضمن كلامهم ذم من يُدخل المعاني التي يقصدها هؤلاء بهذه الألفاظ في أصول الدين، في دلائله وفي مسائله نفيا وإثباتا، فأما إذا عرف المعاني الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة، وعبر عنها لمن يفهم بهذه الألفاظ؛ ليتبين ما وافق الحق من معاني هؤلاء وما خالفه؛ فهذا عظيم المنفعة، وهو من الحكم بالكتاب بين الناس فيما اختلفوا فيه" اهـ كلامه – رحمه الله -. فلفظة الحد كما ترى ليست من الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة، فيُستفصل فيها فإن كان مراد قائلها حقا فإن الحق يقبل، ولكن الأولى التعبير به تعبيرا شرعيا، وإن كان مراد قائلها أمرا باطلا فإنها ترد، فإن أراد بالحد أن الله مستو على عرشه، بائن من خلقه، منفصل عنهم، كان كلامه حقا، وإن أراد بالحد أن الله محدود، وأنه محشور في مكان يحده، فهذا باطل ولا شك، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وما أحسن ما نقله الذهبي في السير في ترجمة أبي القاسم التيمي [السير (20/85)] قال: "سئل أبو القاسم التيمي - رحمه الله - هل يجوز أن يقال لله حد أو لا؟، وهل جرى هذا الخلاف في السلف؟ فأجاب: هذه مسألة أستعفي من الجواب عنها لغموضها وقلة وقوفي على غرض السائل منها، لكني أشير إلى بعض ما بلغني، تكلَّم أهل الحقائق في تفسير الحد بعبارات مختلفة محصولها: أن حد كل شيء موضع بينونته عن غيره، فإن كان غرض القائل ليس لله حد: (لا يحيط علم الحقائق به)، فهو مصيب، وإن كان غرضه بذلك: (لا يحيط علمه تعالى بنفسه)، فهو ضال، أو كان غرضه أن الله بذاته في كل مكان فهو أيضا ضال . قلت [والقائل هو الذهبي]: الصواب الكف عن إطلاق ذلك؛ إذ لم يأت فيه نص، ولو فرضنا أن المعنى صحيح، فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله خوفا من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا" اهـ . وهذا كما ترى أمر واضح جلي، وحقا: "إنما شفاء العي السؤال". وهكذا استمرت الفوائد تنهال علي من علماء أهل السنة في المدينة، ومن طلابها وأذكر ذات مرة أني قابلت رجلا من أهل عمان إباضيا يصلي في المسجد النبوي الشريف، فتعرفت عليه، وتعرف علي، فلما عرف أني سني جرى بيني وبينه حوار حول استواء الله على العرش، فقلت له: "يا أخي الكريم الاستواء بمعنى الارتفاع والعلو، كما قال تعالى: "وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون، لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه ..."، وقوله تعالى عن سفينة نوح: "واستوت على الجودي"، فالاستواء العلو والاستقرار، والله يقول في سبع مواضع من القرآن إنه استوى على العرش منها قوله تعالى: "الرحمن على العرش استوى"، وقوله: "... ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا"، ويثبت أنه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض "يدبر الأمر من السماء إلى الأرض في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون"، وأذكر أني استوقفته عند هذه الآية، فقلت له تأمل سياق الآيات في سورة السجدة، وشدة وضوحها على استواء الله – عز وجل -، ففتحت معه المصحف – لأني لم أكن أحفظها – وقرأتها عليه، يقول تعالى: "الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون، يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون". فقلت له: تأمل هذه الآيات كيف هي صريحة في إثبات علو الله، واستوائه على عرشه، ففي أولها أثبت لنفسه الاستواء على العرش، ثم أخبر أنه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم أخبر أن الأمر يرفع إليه، فإن كانت هذه الآية يجوز أن يسلط عليها التأويل فليست هناك آية لا يمكن أن تأول، وعلى هذا يعود القرآن كله مؤولا، وعليه فلا يستفاد الهدى منه، بل يتوقف استفادة الهدى من القرآن على أقوال الناس من المشايخ المتبوعين ثم الله قد وصف قرآنه بأنه مبين، كما قال تعالى: "والكتاب المبين"، وقال: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"، فالقرآن ميسر، والذي يقول: إن هذه الآيات على خلاف ظاهرها – مع أنها نص في علو الله، واستوائه – فهذا يزعم أن القرآن غير مبين. واستطرادا هنا أقول: إن الشيخ أحمد الخليلي اشتد نكيره على عبد الرحيم الطحان لما قال: "لا قرآن بلا سنة"، مع أنه يقصد أن من أخذ القرآن وترك السنة فإنه يضل، وسياق كلامه كله في هذا المعنى، فأنكر الشيخ أحمد عليه، وساق في إنكاره عليه الآيتين التين ذكرت وأمثالها من الآيات التي تدل على أن القرآن فيه الهدى، وقوله حق لا مرية فيه ولكن العجب أنه أيد قول الباحثة التي قدم لرسالتها الموسومة بـ "رؤية الله بين المثبتين والنافين" حيث تقول المؤلفة في (ص26): "وقد يقول قائل: إنه إذا كان الله تعالى غير مستقر على العرش، وغير جسمه [هكذ ] فما معنى الآيات، والأحاديث التي جاءت في القرآن الكريم، وعلى لسان سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – والتي ظاهرها يوهم ذلك؟ ولعل أبلغ رد على هذا السؤال أن نقول: إن المقصود من ذكر هذه الآيات والأحاديث هو الامتحان، والاختبار، هل يفهمها الناس على حقيقتها فيقعون في تشبيه الله بالحوادث فيضلون بذلك، أو يفهمونها بما يتفق مع النصوص الصريحة الدالة على أن الله منزه عن صفات الحوادث، وأنه ليس كمثله شيء، ومع دلالة العقل السليم على أن الله وهو القديم الباقي لو اتصف بالحادث يكون حادثا، لأن الحادث له أول، والقديم لا أول له ..." الخ كلامها. وهذا يدل على أن الإباضية يرون أن أكثر آيات القرآن يدل ظاهرها على الضلال، لأنك لا تكاد تمر على آية من آيات القرآن إلا وفيها صفة من صفات الله، بل القرآن كله كلام الله، فإذا كان أكثر أو كثير من آيات القرآن يدل ظاهرها على الضلال فهل يجوز أن يوصف مع هذا بأنه مبين؟ ثم إن كنا نحتاج إلى تأويل تلكم الآيات الكثيرة فمن يؤلها لنا؟ لا شك أنهم المشايخ – أعني مشائخ الإباضية – وعلى هذا فلا يؤخذ الهدى من القرآن، إنما يؤخذ من المشائخ، فلم ينكر الخليلي إذا على من قال: "لا قرآن بلا سنة"، وهو أحسن حالا ممن يدل كلامه على أنه (لا قرآن بلا قول المشائخ)؟. كل هذا استطراد، ولنرجع إلى صاحبنا فإني لما سقت له الآيات التي تدل على العلو، لم يجد لها مدفعا، قال لي "أنا لا أسلم بهذا الكلام، ولا أقول: إن الله فوق السماء" قلت له: فأين الله؟ قال: "في كل مكان" وهو يظن أن هذه عقيدة الإباضية، وليست كذلك، بل عقيدتهم أن الله ليس داخل العالم ولا خارجه، ولكنه اعتقدها لأنه يظن أنها عقيدة الآباء، وليس معه في ذلك دليل، وهذا من العجب!! أن يتعصب الإنسان لشيء لا دليل عليه، وهذا حال أكثر الإباضية، بل أكثر البشر إنما يتعصبون لما ألفوه، ولما أخذوه من آبائهم، وإن لم يكن معهم دليل يتبــــــــــــــــــــــــــــــع |
الساعة الآن 03:54. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
منتديات روعة الكون