![]() |
تـخـلـص مـن إخـفـاقـات الـمـاضـي
]تـخـلـص مـن إخـفـاقـات الـمـاضـي
قد يتخذ المرء في الماضي قرارات واختيارات خاطئة ويبقى أثرها ملازم له ترافقه في دربه. وقد لا يشعر بخطأ هذه القرارات والاختيارات إلا بعد مضي فترة من الزمن. فما موقفنا من هذه الاختيارات الخاطئة، هل نظل نندب حظنا العاثر ونعيش في حالة ندم وهم وشتم للظروف التي أحاطت بنا أم إننا نتجاوز ذلك ولا نبالي؟ وأيّاً ما كان الأمر، فطبيعي جداً إن الإنسان يتخذ قرارات خاطئة وخصوصاً في بداية حياته، وأسباب ذلك كثيرة فصغر السن وقلة التجربة والعلم والبيئة التي عاش فيها والصحبة التي رافقها كلها تؤثر سلباً أو إيجاباً في اتخاذ القرار. ولهذا يتأخر اكتشاف معرفتنا لهذا القرار هل كان القرار يتناسب مع طموحاتنا وآمالنا أم لا. وليس من الطبيعي أن يعيش المرء في حالة إحباط وضيق بسبب هذه الاختيارات الماضية، فالله قدر لك أن تختار هذا الأمر وأن تسلك هذا الطريق وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . وفي كل خير . احرص على ما ينفعك واستعن بالله . ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا . ولكن قل : قدر الله . وما شاء فعل . فإن لو تفتح عمل الشيطان" فاللوم لا ينفع في أمر قد مضى وانقضى. ومهما يكن من شيء، فالمرء قد يجعل من إخفاقات الماضي وأخطائه نقطة انطلاقة لتحقيق النجاح، فالنجاح لا يعرف عمراً معيناً، والإنسان لا يتوقف عند مرحلة عمرية معينة؛ بل هو في حالة عطاء وعمل وكفاح مادام يملك أدوات العمل والعطاء، والمرء قد يحقق نجاحات في بداية حياته ثم تقف هذه النجاحات عند نقطة والعكس فقد يخفق المرء في بداية حياته ثم ما يلبث إلا وينهض وينجز نجاحات متتالية. ولتجاوز حالات إحباط الماضي وقلقه يمكن للمرء أن ينظر لذلك وفق التالي: أولاً: ابتعد عن العاطفة وكن موضوعياً: نعلم أن الخطأ طبيعة بشرية لا يمكن التخلص منه مطلقاً؛ فالنقص من الصفات اللازمة لنا والكمال المطلق من صفات الله عز وجل، وفق هذه النظرة يجب أن تكون نظرتنا للخطأ والفشل بإنها دروس نكتسب منها تجارب وخبرات تقربنا إلى أهدافنا. ومعظم الناس لا ينظرون إلى الخطأ بطريقة مجردة أو بمعنى آخر بطريقة تحليلية، فلو أخطاء شخص في جزئية معينة، فإنه يعمم الخطأ والإخفاق على بقية الأجزاء. والأشد من ذلك أن يتجه الخطأ إلى الشخصية، فيأخذ الإخفاق على أنه نقص في الشخصية، ولهذا مهم جداً أن تنظر إلى الخطأ بصورة موضوعية (كسبب ونتيجة) فإذا أخطاءنا في مسألة لا يعني نقص في شخصيتنا أو أن حظنا عاثر؛ بل إننا لم نسلك الطريق الصحيح، ولم نتبع السبب المناسب كما قال الله تعالى :"فاتبع سببا" فالأمور لا تؤخذ غلابا وإنما تؤخذ بإتباع الطرق الصحيحة. وأحياناً يستحوذ علينا التفكير العاطفي ونبتعد عن الموضوعية في تعاملنا مع ماضينا؛ فنعيش في حالة كئيبة وندم مقلق. فالتفكير العاطفي ينسينا أن هذا أمر مقدر علينا، والتفكير العاطفي يمنعنا أن نتخذ خطوات إيجابية ندفع القدر بقدر فننظر إلى سبب ذلك ونتجه إلى عمل آخر يقودنا إلى تحقيق نجاح جديد، والتفكير العاطفي يقودنا إلى الضجر والصخب ونفقد حالة التوازن الفكري والنفسي وننسحب عن الواقع ونعيش في خيالات وأوهام. لنكن أكثر واقعية ونعيش مع واقعنا ولا نجعل ماضينا حاضرنا فنخسر الحاضر كما خسرنا بعض ماضينا. ثانياً: انظر إلى الجانب المضيء: علينا التخلص من النظرة الجزئية كي نتصور الأشياء كما هي أو قريب من ذلك. فكل إخفاق أو فشل يحمل في طياته جانب مضيء، ولكن علينا أن ننظر ما تحت السطح لنرى ذلك الجانب، لنبتعد عن تحطيم ذواتنا ولومها وتوبيخها ولنبحث عن الجوانب الإيجابية في عملنا السابق، لا شك أننا حققنا إيجابيات كثيرة ولكننا لا ندرك هذه الإيجابيات أو إننا حصرنا الإيجابيات في قضايا معينة، ولهذا لابد أن ندرك أن كل عمل صالح هو عمل مضيء. وكل محاولة للنجاح والتقدم هو عمل مضيء، فلا نجعل الإشراقات والإضاءات عند نقطة معينة . النظر إلى الجانب الإيجابي يمنحك نوعاً من التفاؤل وتندفع النفس إلى مزيد من العمل والعطاء وتكون قادراً على إيجاد نظرة متوازنة تستطيع أن تقيم فيها أعمالك. انظر مثلاً لحاطب بن بلتعة عندما كتب بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين من أهل مكة، يخبرهم بشأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسيره لجهادهم، ليتخذ بذلك يداً عندهم، تحمي أهله، وماله بمكة، فنزل الوحي بخبره، وعمل حاطب رضي الله عنه خطير حتى وصفه عمر رضي الله عنه بالنفاق فقال لرسول الله:" دعني أضرب عنق هذا المنافق " ولكن رسول الله نظر إلى الجانب المضيء في حياة الصحابي الكريم فهو قد هاجر إلى الله ورسوله، وجاهد في سبيله، فسأله رسول الله :"ما هذا؟" فقال : يا رسول الله، إني لم أكفر بعد إيماني، ولم أفعل هذا رغبة عن الإسلام، وإنما أردت أن تكون لي عند القوم يد، أحمي بها أهلي، ومالي، فقال صلى الله عليه وسلم : " صدقكم، خلوا سبيله " وقال لعمر: "وما يدريك، أن الله اطلع على أهل بدر، فقال : اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " وأنزل الله في ذلك، صدر سورة الممتحنة. فهناك في أعمالنا مهما بلغت من السوء جوانب فيها إشراق تمدنا بأمل وتخفف عنا وطئة الإخفاق فلا ننس هذه الجوانب المشرقة في ماضينا وهي لا شك كثيرة ولكنها تحتاج منا قليل من التأمل. ثالثاً: عش لحظاتك الآنية: الماضي ذهب وما فيه من آلام وأحزان فهل نذهب بقية عمرنا حزناً وحسرة حاملين مشاعر سلبية أم إننا نستبدل الحزن بفرح والهم بسعادة ؟ إننا لكي ننجز ونستأنف حياة سعيدة نستطيع نحقق فيها طموحاتنا فعلينا أن نتخلص من سلبيات الماضي ونقذف آثاره السيئة خارج حياتنا، فالعمر قصير ومن المؤسف ـ حقاً ـ أن نجعله ينحصر في مآسي الماضي وإخفاقاته. لنعش لحظاتنا ـ وكأننا ولدنا الساعة ـ كلها تفاؤل وأمل بأن نبني مستقبلاً مشرقاً مليء بالنجاحات والإنجازات، فالنجاح لا يمكن أن نحصره في شكل معين بل هو متعدد الوجوه والأشكال فكل خير تفعله في حياتك هو إنجاز رائع يستحق أن تفتخر وتشيد به. لا تجعل الماضي يأسرك، ولا المستقبل يقلقلك ويخوفك واستمتع بلحظات حياتك التي تعيشها الآن فأنت ابن اللحظة، وصدق الشاعر في قوله: ما مضى فات والمؤمل غيبُ *** ولك الساعة التي أنت فيها وقول الآخر: تمتع بالصبح ما دمت فيه *** ولا تخف أن يزول حتى يزول لا تدع اليأس ينفذ إلى قلبك فنحن أحيانا نصنع معاناتنا بأيدينا وندمر أنفسنا بجهالتنا وضعف إيماننا. ولنطوي صفحة الماضي فالعيش فيه ـ كثيراً ـ لا يجدي شيئا، فما كان فيه من آثام نستغفر الله منها وما كان فيه من خير فنرجو أن يتقبل الله ذلك الخير ولنعش لحظتنا فإننا لا ندري قد لا ندرك الساعة التي بعدها. والله المستعان. تحياتي.. !! روعتي بكلمتي!! |
مشكوره اختي على الموضوع الرائع ..
والله يعطيك الف عافيه . |
..,,.. لهفة الااشواق..,,..
العفوو حبووبه ومشكووره على المرور تحياتي لك !! روعتي بكلمتي!! |
اليوم فقط سأعيش فيا ماضي ذهب وانتهي اغرب كشمسك
فلن ابكي عليك ولن تراني لاتذكرك لحظة لانك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعود الينا ابدا الابدين ويامستقبل أنت في عالم الغيب فلن اتعامل مع الاحلام ولن أبيع نفسي مع الاوهام ولن اتعجل ميلاد مفقود لأن غدآ لا شئ لأنة لم يخلق ولأنة لم يكن شيئآ مذكورآ يومك أيها الانسان أروع كلمة في قاموس السعادة لمن اراد الحياة في ابهي صورها واجمل حالها |
..,,,.. اميمه..,,,...
مشكوور حبووبه على المرور لا فقدتك وهـ طله تحياتي لك !! روعتي بكلمتي!! |
اختي الغاليه
روعتي بكلمتي ان اخفاقات الماضي دوما تلاحقناااااا ولكن هناك امر اسمه الحاضر وماذا يجب عليك ان تفعله هل تقف مكتوفي الايدي وتترك تلك الاخفاقات تسيطر عليك ام انك تجعلها محفزااااا لك للخوض في الحاضر ومعاصرته والنيل منه وكسب ماتستطيع كسبه بطريقة مشروعه ومرضيه لرب العالمين اختي الغاليه كل ذالك يعود على تركيبة الشخص نفسو اذا كان قادرا على تكملة مشوار حياته بدون تأثير تلك الاخفاقات عليه دمتي حلوتي بكل ود ولك مني ارق تحيه |
كلام جميل وموزون بدقة متناهية
حيث أن فيه من المعاني الشيء الكثير وانة موضوع تجتمع فيه فوائد للحياة كثيره وأنا من اللذين استفدت منة الكثير .... فأشكركي على هذا الموضوع القووووووي والمأثر في نفس الوقت وإن دل على شيء فأنما يدل على ثقافتك العالية .. وتقبلي مروري |
عزيزتي اهلين فيك ..
ماشاء الله عليكي مواضيعك كلها هايلة .. يارب دايما هيك .... تحياتي لك أختي .. مع كامل إحترامي و تقديري |
شكرا كتير على الموضوع تحفه فعلا
|
http://www.jawaher-qtr.net/uploads/8604701179.gif
مشكوووره حبيبتي بصراحه انا بواجه صعوبه من التخلص من احداث الماضي خصوصا الي بتأثر فيني بشده ولحد هالوقت بفتكر أمور حصلت معي غيرت مجرى حياتي وندمانه موووووت عليها بتمنى انساها مشكوره قلبوووووووو |
مشكوووورين حبايب قلبي على المرور
لا فقدتكم وهـ طله تحياتي العطره للجميع !! روعتي بكلمتي!! |
موضوع في قمة الروعة نخلص فيه الى حقيقة
انه لولا الخطأ لما وجد الصواب ولولا كثرة التجارب لما وصلنا لهذه النظريات والقواعد التي نعيشها |
الساعة الآن 02:49. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
منتديات روعة الكون