منتديات روعة الكون

منتديات روعة الكون (http://roo3.net/vb/)
-   الـمـنـتـدى الإسـلامــي (http://roo3.net/vb/f4.html)
-   -   هل هيكل سليمان .. هو المسجد الأقصى ..؟!!! (http://roo3.net/vb/t5741.html)

محمد الحسيني 26-05-2007 07:54

هل هيكل سليمان .. هو المسجد الأقصى ..؟!!!
 
هل هيكل سليمان .. هو المسجد الأقصى ..؟!!!

دكتور مهندس / محمد الحسيني إسماعيل


بداية ؛ يجب إلقاء الضوء على بني إسرائيل من منظور " القرآن المجيد " .. ( أو العهد الحديث ) [1] . فبني إسرائيل هم أولاد النبي يعقوب [2] ( عليه السلام ) .. وهم المسلمون الأوائل في المنطقة العربية . وكما سبق وأن بينا [3] .. أن الله ( عز وجل ) لم ينزل سوى الإسلام دينا على جميع الأنبياء والرسل . وربما كان هذا المنظور بديهيا أو منطقيا .. طالما وأن الدين مصدره الله ( عز وجل ) وليس مصدره الإنسان .. وطالما وأن الله ( عز وجل ) واحد ولا متغير .. فلابد وأن يكون الدين ـ هو الآخر ـ واحد ولا متغير . وهكذا يصبح الإسلام هو الدين الصادر عن المولى ( عز وجل ) منذ عهد : آدم .. مارا بنوح وإبراهيم .. ويعقوب ويوسف .. وموسى وعيسى .. منتهيا بمحمد .. عليهم جميعا السلام . ولهذا كانت وصية إبراهيم ( عليه السلام ) لبنيه .. كما كانت وصية يعقوب ـ أي إسرائيل ـ أيضا لبنيه .. الالتزام الكامل بالدين الإسلامي من بعد موتهما كما يأتي هذا في قوله تعالى ..

[ وَوَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللَّـهَ اصْطفَىَ لَكُمُ الدِّيـنَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوتُ إذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِى قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ ءَابائِكَ إبْرَاهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) ] ( القرآن المجيد : البقرة )

وهكذا يصبح أولاد يعقوب ( عليه السلام ) وأحفاده ـ أي بنو إسرائيل ـ هم المسلمون الأوائل في منطقة الشرق الاوسط بشهادة القرآن المجيد . ويظل حال بني إسرائيل على الإسلام دينا منذ عهد يعقوب ( أي إسرائيل ) وحتى بعثة موسى ( عليه السلام ) . ولم يكن لبعثة موسى .. أي أهداف تبشيرية بالدين الإسلامي في فرعون أو الشعب المصري .. بل اقتصرت ـ هذه البعثة ـ على طلب موسى ( عليه السلام ) من فرعون مصر بالسماح له أن يأخذ بني إسرائيل .. والخروج بهم من مصر .. بعد أن اضطهدهم هذا الفرعون اضطهادا بالغا أثناء إقامتهم فيها . وكان هذا الطلب صدعا للأمر الإلهي الصادر عن المولى ( عز وجل ) لموسى وأخيه هارون .. كما جـاء ذلك في قوله تعالى ..

[ فأتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولاَ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ (16) أنْ أرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إسْرائِيلَ (17) ] ( القرآن المجيد : الشعراء )

فهذه هي رسالة موسى ( عليه السلام ) .. [ أنْ أرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إسْرائِيل َ ] .. أي لا تبشير ولا دعوة لفرعون لاعتناق الدين الإسلامي أو خلافه . بل تمحورت الرسالة حول مجرد السماح لبني إسرائيل بالخروج مع موسى ( عليه السلام ) من مصر . وقصة الخروج هي قصة دينية مشهورة ومعروفة تقريبا للجميع . حيث تنتهي هذه القصة بمحاولة فرعون مصر من منع موسى ومعه بني إسرائيل من الخروج من مصر فيقوم بمطاردتهما واللحاق بهما .. حيث ينتهي الأمر به بالغرق في أليم .. في البحر الأحمر .. هو وجنوده . وينجي الله ( عز وجل ) نبيه موسى ومن معه من بني إسرائيل من ظلم هذا الفرعون الجائر .

ومع كل المعجزات المادية التي صاحبت خروج بني إسرائيل ـ مع موسى ـ من مصر إلا إنهم لم يمتثلوا للأمر الإلهي القاضي بعبادته وحده عز وجل ..!!! بل قاموا بالشرك به .. وعبادة الأوثان ..!!! فيقضى الله ( عز وجل ) عليهم بالتيه في صحراء سيناء وتخومها لمدى أربعين سنة حتى يتغير هـذا الجيل الفاسد .. لتأتي أجيال أخرى من بعده .. قد تكون أحسن حالا من سابقتها . وتتنزل التوراة ـ أي أسفار الشريعة / الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم ـ في هذه الأثناء .. أي في فترة التيه .. على موسى ( عليه السلام ) .. ثم يموت موسى بعد ذلك .. ويدفن في سيناء .. ويخلفه في قيادة الشعب الإسرائيلي من بعده : " يشوع بن نون " ..

ويأتي " يشوع بن نون " ـ وعلى حسب روايات الكتاب المقدس ـ ليرسي قواعد السلب والنهب والقتل .. والإبادة الجماعية ويجعلها شرعة دينية واجبة الاتباع في الكتاب المقدس . فهو ذلك الخليفة الذي بدأ مسلسل الإرهاب والإبادة والقتل ضد شعوب مدن هذه المنطقة .. ونهب ممتلكاتهم .. وإباحة أعراضهم .. والاستيلاء على أرضهم بدون وجه حق . ونظرا لتناقض هذه الأعمال الإجرامية مع معطيات الدين ـ الإسلامي ـ الحق .. فقد لزم أن يقوم بنو إسرائيل بتحريف نصوص الكتاب المقدس عن واقع التنزيل الإلهي .. حتى يمكنهم الاستناد إلي مسوغ .. أو تفويض إلهي .. لتبرير كل ما يقترفونه من آثـام وإجرام .. ضد شعوب هذه المنطقة .. وضد شعوب العالم أجمع فيما بعد .

فالمعلوم جيدا أن : " شعوب العالم " من المنظور التلمودي [4] هم ذلك : " الجوييم " .. أي هم تلك الحيوانات التي خلقها " الله " لبني إسرائيل في صورة بشر ..!!! لكي يستبيحوا دمائـها .. ويهدروا أعراضها .. وينهبوا أموالها ..!!! وهكـذا ظهرت لعنة بني إسرائيل على هذه المنطقة .. منذ تولي يشوع بن نون خلافة الشعب اليهودي عقب موت موسى ( عليه السلام ) .. وحتى وقتنا المعاصر .


• هل هيكل سليمان .. هو المسجد الأقصى ..؟!!!

وهكذا ؛ لم يكن الدين اليهودي ـ من المنظور الإسلامي ـ سوى إحدى النسخ الأولى للديانة الإسلامية نفسها ( One of the versions of the Islamic Religion ) . وبالتالي ما كان ينبغي أن يطلق عليها اسم الديانة اليهودية .. بل كان ينبغي أن يكون اسمها الطبيعي هو الدين الإسلامي [5] . وبديهي ؛ ما يقال ـ هنا ـ عن الديانة اليهودية والتوراة ، يقال أيضا عن الديانة المسيحية والإنجيل .

فالمولى ( عز وجل ) يبين لنا ـ في قرآنه المجيد ـ أنه .. طالما وأنه ( أي الله ) واحد ولا متغير .. فلابد وأن يكون الدين الصادر عنه ـ هو الآخر ـ واحد ولا متغير . فالدين من المنظور الإسلامي ليس سوى : البلاغ الصادر عن الله ( سبحانه وتعالى ) الخالق المطلق للوجود ( الكون والأكوان المتطابقة ) .. وللبشرية جمعاء لتعريفها بالغايات من خلقها وحتمية تحقيقها لهذه الغايات .. حتى تنال الخلاص المأمول والسعادة الأبدية المنشودة .

وبالتالي ؛ لا ينبغي أن يكون للبشرية ديانات مختلفة بل هو دين واحد صادر عن الخالق المطلق الواحد لها ولهذا الوجود .. طالما وأن الغايات من الخلق لا متغيرة .. وأن هذا الدين : هو الدين الإسلامي [6] . كما وأن " القرآن المجيد " من المنظور الإسلامي ليس سوى : " العهد الحديث : The Modern Testament " .. بالنسبة إلى الديانات السابقة عليه .. كما جاء هذا في حديث الرسول ( ص ) [7] ..

[ .. عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ فَهْمُ الْعَقْلِ وَنُورُ الْحِكْمَةِ وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ وَأَحْدَثُ الْكُتُبِ بِالرَّحْمَنِ عَهْدًا .. ]

وكما جاء في قوله تعالى ..

[ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ .. (48) ] ( القرآن المجيد : المائدة )

[ التفسير : مصدقا لما بين يديه : بما قبله / من الكتاب ومهيمن : شاهدا ( عليه ) والكتاب بمعنى كتب الله السابقة على القرآن مثل : صحائف إبراهيم .. وتوراة موسى .. ومزامير داود .. وإنجيل عيسى ]

أي أن القرآن المجيد هو آخر الكتب أو الرسالات الصادرة عن المولى ( عز وجل ) للبشرية جمعاء لا تخصيصية فيه لجنس أو قوم أو لون .. بل هو كتاب صادر لكل البشر .. كما توضح هذا آياته الكريمة بنصوص لا لبس فيها ولا غموض .

ومن هذا المنظور يصبح كلا من داود وسليمان ـ عليهما السلام ـ هما من أنبياء الله لا مرية في هذا .. كما وأن دينهما هو الإسلام [8] .. وبذلك يكون داود وسليمان هما أول من أقاما الخلافة الإسلامية في هذه المنطقة .. منطقة الشرق الأوسط . وبهذا لم يكن أجداد اليهود الحاليين سوى المسلمين الأوائل في هذه المنطقة . ويترتب على هـذه المعاني السابقة ما يلي :

أولا : أن الله ( عز وجل ) قد مكن لداود وسليمان ( عليهما السلام ) من إقامة أول خلافة إسلامية في هذه المنطقة . وبديهي لابد وأن تكون هذه الخلافة قد قامت على أسس مختلفة تماما عما ورد ذكره في الكتاب المقدس .. أي لا قتل / ولا إبادة / ولا تطهير عرقي لشعوب المنطقة / ولا إحلال .. بل يمكن أن تكون قد قامت هذه الخلافة الإسلامية .. بسيناريو مشابه كثيرا لسيناريو الدعوة في زمن الرسول محمد ( ص ) . وبقيت هذه الخلافة الإسلامية قائمة ما دام المسلمون الأوائل ( أي أجداد اليهود الحاليين ) قائمين على حدود الله وشرائعه .. وكذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

ولكن ـ وبكل أسف ـ بحيودهم عن الدين الحق .. وعصيانهم .. وكفرهم .. وإشراكهم بعبادة الله .. وعبادة الأصنام ( كما بيّن هذا الكتاب المقدس ) أصبحوا يهودا .. وليسوا مسلمين لله عز وجل . ولهذا عاقبهم الله بإزالة ملكهم .. أي إزالة الخلافة الإسلامية من هذه المنطقة [9] .. لأنها لم تعد إسلامية بأي حال من الأحوال . وقد نبه المولى ( عز وجل ) إلى ذلك بقيامهم بتحريف الكتب المنزلة على أنبيائهم من بعد علم .. كما جاء في قوله تعالى ..

[ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) ] ( القرآن المجيد : البقرة )

ثانيا : عندما أُسْرِيَ برسول الله ( ص ) ـ في رحلة الإسراء والمعراج ( عام 621 م ) ـ من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بأورشليم ( القدس ) .. ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى ( الأكوان المتطابقة أو الموازية [10] ) .. ليعود بعدها إلى مكة ليروي عن هذه الرحلة وحكمتها .. كان عليه أن يأتي بدليل صدق ـ مادي ـ على حدوث هذه الـرحلة . وهنا يسأله قومه عن وصف المسجد الأقصى ومنهم من سبق وأن رآه .. فقال صلى الله عليه وسلم [11] :

[ .. فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ .. فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ .. فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ ( أي جاء به الملاك جبريل عليه السلام ) وَأَنَا أَنْظُرُ حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عِقَالٍ أَوْ عُقَيْلٍ .. فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ .. فَقَالَ الْقَوْمُ أَمَّا النَّعْتُ فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَصَابَ .. ]

وهكذا وصف الرسول ( ص ) المسجد الأقصى وهو ينظر إليه كدليل صدق على حدوث هذه الرحلة المعجزة . وبهذا المعنى لا يسعنا سوى أن نقول أن المسجد الأقصى كان موجودا بالفعل قبل هجرة الرسول إلى المدينة .. أي قبل بناء أول مسجد في الإسلام .. أي مسجد الرسول بالمدينة . وبهذا المعنى ؛ يصبح المسجد الأقصى هو الإرث الطبيعي للخلافة الإسلامية التي أنشأها داود وسليمان [12] ( عليهما السلام ) .. في هذه المنطقة .

وبديهي ؛ بزوال الخلافة الإسلامية وتحريف الدين أدخلت التماثيل والأصنام والصور في داخل المسجد الأقصى ( على سبيل المثال : أدخل يربعام عجلين ذهبيين في المعبد اليهودي كما قاد الأمة للخطية / التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص : 768 ) .. تماما كما أدخلت هذه الأوثان ـ من قبل ـ في المسجد الحرام بمكة . وبظهور الإسلام ـ وكما هو معلوم بالضرورة ـ أزال الرسول ( ص ) هذه الأصنام والوثنيات من داخل المسجد الحرام بعد أن قام بفتح مكة .

وبالتالي ؛ فمن المتوقع أن يكون الخليفة عمر بن الخطاب قد قام بإزالة مثل هذه الوثنيات والأصنام ـ في حالة وجودها ـ في المسجد الأقصى عند فتحه للقدس ( أي لأورشليم ) .. كما فعل الرسول بالمسجد الحرام .. عند فتحه لمكة .

ثالثا : تستخدم لفظ أو كلمة " هيكل : Temple " في الكتاب المقدس مـرادفة لكلمـة : " بيت الـرب : the house of the Lord " . وكما هو معلوم أن لفظ : " بيت الله " .. أو .. " بيوت الله " .. هو نفس اللفظ الذي يطلقه الإسلام على المساجد .. كما يأتي هذا في قوله تعالى ..

[ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) ] ( القرآن المجيد : النور )

وبهذا المعنى يصبح الهيكل هو المسجد في الدين الإسلامي .

رابعا : وبهذا المعنى السابق .. طالما وأن الهيكل ـ في حقيقة الأمر ـ هو المسجد في الدين الإسلامي .. ونظرا لكون داود وسليمان ( عليهما السلام ) من أنبياء الله .. ويدعون بنفس دعوة الأنبياء جميعا .. وهي ألا وهي الإسلام .. وعبادة الله الواحد الأحد .. فلابد وأن يكون ما قام سليمان ( عليه السلام ) ببنائه هو مسجد .. وليس معبدا يحوي أصناما ..!!! لذا ؛ لا ينبغي أن يحوي هيكل سليمان ( أو بمعنى أدق مسجد سليمان ) في داخله أي تماثيل لملائكة أو شياطين ( الكاروبيم ) أو مذبح .. أو خلافه .. كما هو الحال مع الهيكل المزمع إنشاؤه ـ في الوقت الحاضر ـ من واقع وصف الكتاب المقدس ( على النحو الذي بيناه في مقال : هيكل سليمان وعبادة الشيطان ) .

فمثل هذه الأوثان أو الأصنام هي ما حاربه الإسلام منذ بداية ظهوره . فقد كانت التماثيل أو الأصنام وصور الملائكة تملأ الكعبة ( بيت الله الحرام ) قبل ظهور الإسلام . ثم أمر الرسول بهدم هذه التماثيل أو الأصنام وإزالة الصور منها عقب فتحه لمكة . وهنا يمكننا رؤية الخلاف الجوهري بين اليهودية الحالية وأصنامها في المعابد ( تماثيل الكاروبيم .. والمذبح ) .. والمسيحية الحالية وأصنامها في الكنائس ( تماثيل المسيح .. والصليب .. والعذراء .. والمذبح ) .. وبين الإسلام .. دين التوحيد الخالص .. الذي لا يحوي أيا من هذه الوثنيات الفكرية داخل المساجد .

خامسا : والآن .. إذا ما قطع اليهود أو ادعوا ـ أو حتى برهنوا ـ بأي صورة من الصور .. على أن المسجد الأقصى قد بني في مكان الهيكل .. فلن يكون معنى هذا سوى أن المسجد الأقصى نفسه ـ ميراث الخلافة الإسلامية ـ هو الهيكل الحق .. لأنه ميراث النبي سليمان
( عليه السلام ) الداعي للإسلام .

وتفيد الروايات التاريخية ـ عن الرسول ( ص ) ـ بأن المسجد الأقصى قد شيد بعد المسجد الحرام بأربعين سنة . ولما كان إبراهيم ( عليه السلام ) . هو الذي رفع قواعد المسجد الحرام بمكة حوالي سنة 2150 ق. م. ، لذلك يعتبر هو أول بان للمسجد الحرام . وبالتالي ؛ يكون المسجد الأقصى قد شيد بعد المسجد الحرام وفي نهاية أيام إبراهيم ( عليه السلام ) تقريبا .. أي حوالي سنة 2100 ق. م. أي قبل بداية أول ظهور لبني إسرائيل في التاريخ بأكثر من 100 سنة على أقل تقدير .. لأن بني إسرائيل هم أحفاد إبراهيم ( عليه السلام ) . وهناك روايات أخرى تفيد بأن المسجد الأقصى قد شيده يعقوب أي إسرائيل ( عليه السلام ) وجدده فيما بعد سليمان .. وبالتالي يكون " هيكل سليمان " هو " المسجد الأقصى .

وبذلك تكون المساجد الثلاثة الأولى التي بنيت على كوكب الأرض هي : المسجد الحرام ( بمكة ) بني حوالي سنة 2150 ق.م. / ثم المسجد الأقصى ( بالقدس ) بني حوالي سنة 2100 ق. م. ـ وقد جُدّده أو أعاد بنائه سليمان ( عليه السلام ) سنة 959 ق. م. / ثم المسجد النبوي والذي تم بنائه في المدينة سنة 622 ميلادية .

هذا وقد عمل الإسلام ـ منذ بداية ظهوره ـ على إزالة كل آثار الوثنية من أصنام وتماثيل وصور ومذابح من داخل بيوت الله ..!!! وبالتالي يكون الإسلام قد صحح فكر بيوت الله ( أي المساجد ) وما ينبغي أن يكون عليه : " الهيكل " أي : " بيت الرب " الحق . وبالتالي يصبح المسجد الأقصى .. هو مسجد سليمان (  ) الحق .. وليس " هيكل سليمان الوثني " المزمع إنشاؤه في الوقت الحاضر ( أنظر مقال الكاتب السابق : هيكل سليمان وعبـادة الشيطان ـ دراسة من واقـع نصوص الكتاب المقدس ) .

ومما سبق نرى ؛ حتى بفرض صحة زعم اليهود بأن سليمان قد قام ببناء " هيكله الوثني " في سنة 959 ق. م. في منطقة المسجد الأقصى .. فليس لهم الحق في المنطقة لكون وجود المسجد الأقصى قبل هذا التاريخ بحوالي 1200 سنة ..!!!

وجدير بالذكر بأنه ليس هناك أدنى تجاوز في وصف الهيكل الذي تحاول إسرائيل إنشاؤه في الوقت الحاضر باسم : " هيكل سليمان الوثني " .. لأن الكتاب المقدس نفسه يعترف صراحة .. بأن سليمان .. هو ذلك : " الحكيم " الذي أدخـل عبادة الأصنام إلى إسرائيل ..!!! على النحو السابق ذكره في مقال الكاتب السابق : " هيكل سليمان وعبادة الشيطان .. " ( أنظر كذلك : التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ـ سفر الملوك الأول / ص : 697 ) . وبهذا المعنى يمكن القطع بأن الهيكل الموصوف في الكتاب المقدس هو أحد الهياكل أو المعابد الوثنية .. والتي قام سليمان بإنشائها ـ على زعم الكتاب المقدس ـ إرضاء لزوجاته السبعمائة .. والذي كان يهيم بهن حبا وشوقا .. كما يذكر ذلك الكتاب المقدس صراحـة [ ( 1مل 11 : 1-12) / أنظر كذلك مقال الكاتب : " هيكل سليمان وعبادة الشيطان ـ دراسة من واقع نصوص الكتاب المقدس ] .

ومما يؤكد هذا المعنى ؛ أن مترجم الكتاب المقدس إلى اللغة العربية لم يشأ أن يتورط في استخدام كلمة : " معبد " عند ترجمته لكلمة : " Temple " بالإنجليزية .. ( نسخة الملك جيمس : KJV ) والتي تعني : "معبد " .. لأنه يعلم تماما أن كلمة : " معبد " ـ في اللغة العربية ـ تطلق على معابد الديانات الوثنية القديمة . ولهذا استخدم المترجم إلى العربية كلمة : " هيكل " بدلا من كلمة " معبد " . والغريب أن كلمة : " معبد " لم ترد ذكرها في الكتاب المقدس الصادر بالعربية ولا مرة بعهديه القديم أو الجديد .. علما بأن كلمة : " معبد " هي الكلمة السائدة في الترجمة الإنجليزية للكتاب المقدس عند الحديث عن معابد اليهود . مع ملاحظة أن كلا من الترجمتين العربية والإنجليزية للكتاب المقدس .. صادرة عن نفس اللغات الأصلية وهي : العبرانية والكلدانية واليونانية .

ونخلص من هذا التحليل السابق ؛ بأن على اليهود الآن .. ومعهم العالم الغربي المغيب فكريا وعقليا ( بفعل الإعلام الصهيوني ) .. إذا ما قطعوا بأن المسجد الأقصى قد بُـنِيَ في مكان هيكل سليمان ( وليس العكس ) .. فلن يكون معنى هذا سوى أن المسجد الأقصى نفسه هو الهيكل الحقيقي لسليمان ( عليه السلام ) .. أي هو بيت الله الحق . وبالتالي ؛ فإذا ما أرادوا الوقوف بين يدي الله حقا وصدقا .. لكي يجدوا لهم خلاصا أبديا .. فما عليهم ـ الآن ـ سوى أن يخلعوا نعالهم .. وأن يخلعوا ثوب الوثنية والكفر من فكرهم المتردي .. وأن يدخلوا المسجد الأقصى ( the house of the LORD ) .. " هيكل الرب " الحق .. و " بيت الرب " الحق .. ليسجدوا لله حمدا وشكرا لأنهم اهتدوا إلى الدين الحق وليتعانقوا مع المسلمين .. وليكفروا عما قدمت أيديهم في حقهم .. ومن آثـام في حق الدين الإسلامي العظيم .. وفي حق البشرية جمعاء ..!!!

ولكن هيهات .. هيهات .. أن يفعلوا هذا ..

[ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) ] ( القرآن المجيد : الأنفال )

ولا أقصد بهذه الآية الكريمة أن أسد عليهم باب الرحمة .. وباب التوبة المفتوح على مصراعيه أمامهم .. كما جاء في قوله تعالى لبني إسرائيل ..

[ عَسَى رَبُّكُمْ أنْ يَرْحَمَكُمْ وَإنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) ] ( القرآن المجيد : الإسراء )

ولكن لم أذكر تلك الآية الكريمة الأولى سوى أن أدلل على واقع التجارب الدامية والمريرة التي مر بها ويمر بها دين الله الحق ( الدين الإسلامي ) ـ حتى الآن ـ على أيدي بني إسرائيل .. والمسيحية المغيبة فكريا وعقليا حتى الوقت الحاضر ..!!!

وإلى حديث آخر إن شاء الله تعالى ..

موقع الكاتب على الإنترنت : www.truth-4u.com


****************

• هوامش المقالة :

[1] كما قال الرسول ( ص ) ..

[ .. عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ فَهْمُ الْعَقْلِ وَنُورُ الْحِكْمَةِ وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ وَأَحْدَثُ الْكُتُبِ بِالرَّحْمَنِ عَهْدًا .. ]

رواه عمرو بن عاصم عن كعب .. " سنن الدارمي " .. حديث رقم 3193 ( موسوعة الحديث الشريف الإلكترونية : الإصدار الأول 1, 1 / شركة صخر لبرامج الحاسب ) .

[2] " يعقوب " هو " إسرائيل " . وعلى حسب رواية الكتاب المقدس .. فقد أمسك يعقوب بـ " الله " ـ يغفر لنا الله هذا التجاوز اللفظي ـ وهو يتمشى على سطح الأرض .. وبعد أن دارت بينهما معركة استطاع يعقوب أن يأسر " الله " .. ولم يتركه إلا بعد أن يباركه .. ثم ليغير اسمه من يعقوب إلى إسرائيل ..!!! لتفاصيل هذه المعركة المذهلة ، ورأي قداسة البابا شنودة الثالث ، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، أنظر مرجع الكاتب السابق : " الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " .

[3] " الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " . لمؤلف هذا الكتاب . يطلب من مكتبة وهبة.

[4] " التلمود " : هو الكتاب الأهم بين الكتب اليهودية . وهو مستودع التراث اليهودي كله سواء التاريخي أو الجغرافي أو السياسي أو الأدبي . ويحتوي التلمود على " التوراة " وهي أسفار موسى الخمسة .. وهو القسم الرئيسي أو القسم التأسيسي للتلمود ، ثم يأتي بعد ذلك : " المشناة : Mishnah " وهي تعليق على التوراة وشرح لها . ومن بعد المشناة تأتي : " الجمارا : Gemarah " وهي هوامش وتعليقات على المشناة . ثم ظهر بعد ذلك شروحات وتعليقات وأطروحات صغيرة سميت : " توسيفوث : Tosephoth " ضمت إليه . وينقسم التلمود بشكل عام إلى ستة أجزاء تتناول جميع نـواحي الحيـاة اليهوديـة من القضايـا الخطيرة .. إلى التسلية والترفيه . وقد ضم التلمود بين دفتيه التراث اليهودي كله .

[5] لتفاصيل هذا المعنى أنظر : " الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " . نفس مؤلف هذا الكتاب . مكتبة وهبة .

[6] لابد من التنبه بأن محور الغايات من خلق الإنسان هو الإيمان المبني على العقل بتوابعه .. وهو ما يعني التعرف على الدين الحق من بين الديانات الوثنية باستخدام البرهان والمنطق العلمي .

[7] رواه عمرو بن عاصم عن كعب .. " سنن الدارمي " .. حديث رقم 3193 ( موسوعة الحديث الشريف الإلكترونية : الإصدار الأول 1, 1 / شركة صخر لبرامج الحاسب )

[8] " الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " . نفس مؤلف هذا الكتاب . مكتبة وهبة .

[9] من المعروف تاريخيا ؛ أنه عقب موت سليمان ( عليه السلام ) في عام 930 ق. م. انقسم بنو إسرائيل على أنفسهم وكونوا مملكتين مختلفتين : " مملكة يهوذا " في الجنوب .. سكنها سبطي يهوذا وبنيامين وكانت عاصمتها أورشليم . و " مملكة إسرائيل " في الشمال وسكنها العشرة أسباط الباقية من أبناء يعقوب أي إسرائيل ( عليه السلام ) .. وكانت عاصمتها شكيم ثم ترصة ثم السامرة . ودارت الحرب الأهلية بين المملكتين لمدة سنتين في الفترة من 734 ق. م. إلى 732 ق.م. وعقب ظهور الحضارة الآشورية ـ في شمال نهر دجلة في العراق ـ قامت هذه الحضارة بتدمير مملكة إسرائيل وسبي بني إسرائيل على يد شلمنأسر عام 722 ق.م. ثم ظهرت بعدها الحضارة البابلية ـ في جنوب نهر الفرات ـ حيث قامت بتدمير مملكة يهوذا في الجنوب ( على يد نبوخذناصر ) في عام 586 ق.م. وتدمير مدينة القدس والهيكل .. كما تم سبي بني إسرائيل إلى مدينة بابل ( مدينة الحلة العراقية الآن ) . ويضيف الكتاب المقدس بأن ملوك المملكتين قد قاموا باستكمال إدخال عبادة الأصنام إلى إسرائيل .. وهي العبادة التي بدأها سليمان ( عليه السلام ) ..!!! ( لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى مرجع الكاتب السابق : " بنو إسرائيل .. من التاريخ القديم وحتى الوقت الحاضر " ؛ مكتبة وهبة . جمهورية مصر .

[10] " الدين والعلم .. وقصور الفكر البشري " ؛ نفس مؤلف هذا الكتاب . مكتبة وهبة .

[11] رواه ابن عباس .. " مسند أحمد " .. حديث رقم 2680 ( موسوعة الحديث الشريف الإلكترونية : الإصدار الأول 1.1 / شركة صخر لبرامج الحاسب )

محمدبن خالد 27-05-2007 12:51

جزاك الله خير معلومات فعلا قيمه


الساعة الآن 12:21.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

منتديات روعة الكون