أضع بين أيديكم خاطرة كتبتها اليوم وأنا غير مدرك لماذا أكتبها .. لكن أحسستُ أن لدي الكثير والكثير .. وأريده أن يُكتب فبدأت بالكتابة دون أن أتحكم بقلمي .. وكأنني سيلاً يجرف معه كل ما أمامه .. و لكثرة ما كتبت .. قمت بتقسيمها لعدة فصول .. وبصراحة كتبتها بدون أن أضع لها نهاية لأنني لا أريد لها نهاية ...
( الفصل الأول )
صاح العُشّاق .. الليلُ سامِرُنا ..
وصارعوا لوصلِهِ والسموّ بساعاته ..
لا الليلُ عانقهم .. ولا العشيق لهم مداوياً ..
ارتفعت صرخاتُهم .. والساعةُ لا تُطمئنهم ..
تزدادُ تكتكتُها .. للفجرِ مُعلِنةً .. وعيناي ..
كقُرصِ الشمسُ .. يطغى احمرارُها ..
الكون .. شاهداً لجحدها ..
والليلُ .. زكّى الشاهد ..
في العاشرة .. والواحدة بعد العاشرة ..
اختراعاً .. كم ساعدني .. لكن اشتد كرهي لهُ ..
المكتومُ به كثير .. وأسوارهُ كسور الصين ..
بِكُلِ ليلةٍ بعد المنتصف .. بسببه يعلو السعير ..
وأُحِسُ به .. عند الفجر يختفي .. وهيامهُ يتجدد بمواعيد ..
كان .. وكان ..
والوأد في ذاك الزمان ..
جاء بحُرمتهِ سيداً .. قد عاب هذا الأوانِ ..
ووثّقهُ العليم المنان ..
عرفتُ قدراً .. لفقيدٍ ذهب بالأماني .. وبحثتُ عنه ..
بعد أن حُلَّ وثاقي ..
ازداد الرجاء ولم يكن .. لدي خيار ..
كان بالقلب .. لهُ كالبركان ..
ولِعقِّهِ .. لملمني ببهتان ..
فهل .. أُجبر بتدليلهٍ .. أو ببرهان ؟..
أهلك الرحيم بالطوفان شراً ..
وأسس الكون .. من الكُلِ بزوجٍ ..
وطوت السنين على كاهلها .. بتأريخ جريراً في زمانهِ ..
وأبنُ القيس من قبلهِ ..
لكن خلافي لأولئك ..
لم يخطُر في بالي .. ما اتضح لي يوماً من الأيام ..
أن العنان سوف يُطلق مبتدأً بعذابي ..
لم أتخيل .. بأن هذه الأشواك كلها .. تنمو بريٍ مني ..
أنظُرُ إليها بتجرُدٍ .. وبعبيرها أُصبِحُ أعمى ..
ظننتُ أن عُمري قد ابتدأ .. ومراكب الهيام قد رست بموانئي ..
حتى بِتُ أرى منها العذاب .. وأُقلِدُهُ بأنني أعمى ..
لم أتوقع من أول وهلة .. ما ارتمت له ..
أين ما وعدتني به من غرام ..
وعشقٍ وهيام ..
أين الصدق .. وإخلاص الحياة ..
أخذني قلبي إلى بعيد .. وأتى بي ..
تجردت من كُل أحاسيسها .. وتقمصت دور الهائمة لي ..
رَسَمتْ الابتسامة .. بوجنتيها ..
ولونّت لي الدنيا بكيانِها .. زهوراً .. ونثرَت العبير في أركانها ..
جدباء كانت أرضي .. وبالغيث وعدتني ..
ذُهِلتُ .. وبصدمةٍ صُعِقت ..
في ساعةٍ سمعت .. وبالحيلة ظُللت ..
تناسيت .. وبالغفلةِ تحليت ..
أحببتُها .. ولثوب العفو ألبستها ..
تجاهلت ما يدور في الأيام .. ومرت مني بغرام ..
حتى باتت تغمقّ الألوان ..
والليل لا يمرُ دون همزٍ .. وأسرار ..
من السماء غضبٌ بزلزال ..
وفي الأرض ندمٌ من عصيان ..
شُلّ تفكيري ..
في ليلةٍ لم أعرف ملامح لها ..
وعجزتُ عن وصف شجرةٍ .. تعرّت أغصانها ..
لكن ما أيقنتهُ ..
أن الخريف قد .. زار هذا البستان ..
عندما يزورها طيف الغمام ..
عديمةٌ أحاسيس الحياة ..
يستبشرُ من تُقبِلُ عليه ..
وتعبسُ بوجه من تقتربُ منه ..
وتُكشِرُ عن أنيابها .. لمن تحتضنه ..
عباراتٌ من الأسى .. تتردد من قلمي ..
وكأنما تُنحت وتُرسم بدمي ..
احترامي ..
( الفصل الثاني قريباً )
الموضوع الاصلي
من روعة الكون