سابقا لما كنت بين جسدك وظلك كنت تحلمين أن يجيء الربيع ، ونحن في صومعة الشتاء
سابقا لما كنت تركضين هاربة من الصيف أن يغطي بحرارته أنوثتك التي رفضتني كنت أبردها بشتاء يهب من بين زفراتي .
واليوم أنتهى الربيع ، وولى الصيف ، وأقبل الخريف بكل التخاريف .
أقبلت نحوك أنشد الأمل
وأطلع على بحبوحة الأسرار التي تملكينها
لكنك ما زلت غير مقتنعة ، ما زلت تبحثين وتبحثين بين الأشياء القديمة .
ألا تذكرين يوم كنا عند الساقية .
يومها عرفت أنك وقفت على قلبي ووضعت علما أحمر يجري منه دمي ولا يصيب شراييني
ألا تذكرين وقفنا على جسد الآمال
نخط بيدينا حكاية رواها الماء في ليلة البدر
ألا تذكرين الحجارة الصغيرة عندما أبت إلا أن تقفز في الماء انتحارا
ما الذي جعلها تفعل فعلها ؟
ما الذي جعلها تستطيب الاستجادة بروحها على أن تبقى ؟
ألا تذكرين يومها كيف كنا ؟
ألا تذكرين يومها عندما اختلفت أيدينا حول أجسادنا ؟
حتى كادت لقوة التصاقنا أن تختلف أضلاعنا فنتمازج .
إن الحجارة رأت ارتعاشة الخريف
فجادت بنفسها
حتى لا ترى ابتعادنا عن بعض
فهلا تعودين ؟!!
ألا تعودين ؟!!
ألا تنامين بين جفني المسهدين ؟!!
عودي حتى تعود ارتعاشة الخريف
الـــــــطــــــفـــــــل الأديـــــــــب
صاحب منتهى الأمل
الموضوع الاصلي
من روعة الكون