الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
كما كل المواضيع التي يحض الإسلام عليها نجد إخوتنا بارك الله فيهم يضعون الإسلام في قفص الاتهام ويدافعون عنه ويقعون في حيره في تبني الآراء تجاه تلك القضايا وفي إبداء النصيحة على أساس الحكم الشرعي. ومنها تعدد الزوجات والزواج المبكر وغيرها من المواضيع التي لا مجال لذكرها الآن والتي ينطبق عليها ما ينطبق على ما نحن بصدده والحقيقة أن الحسن ما حسنه الشرع والقبيح ما قبحه الشرع بغض النظر عن الواقع ومن أراد النصيحة لله ورسوله فلا بد له من أن ينصح على أساس الحكم الشرعي لكي لا يقع في الندامة لاحقا لأن الشرع جاء لإصلاح المجتمع والنهوض به وغير ذلك هو الخطأ بعينه ومن الخطأ القول به.
الزواج المبكر هو مصطلح أطلقه الغرب الكافر ، وإحتظنتة جمعياتنا النسوية ومنها التبشيرية ، فهو مصطلح وليد وضيع جديد ، ليس له سابق عهد ، ويريدون به تأخير الشاب والفتاة عن الزواج ، ولهم به أهداف بعيدة المدى ، ونحن كشعب مسلم محافظ نلمس الأثر السلبي لهذا المصطلح على حياتنا كإسلاميين .
إن من السياسات المقصودة والمبتغاة من تأخير الزواج ، هو الانحراف الخلقي ،و الانحلال ، والتشرذم للمجتمع ، حيث أن غريزة الجنس الموجودة في كلى الجنسين " الذكر والأنثى " دفعت الشباب إلى ارتكاب المحرمات ، وسلك طرق غير شرعية في إشباع هذه الغريزة ، وهذا الهدف هو ما يراد تحقيقه مِن مَن أطلق مصطلح " الزواج المبكر " .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس هيئة الأمم ، وليس جمعية تحديد النسل ، وليس المستعمر الكافر ، قاله سيدنا وقائدنا ، قاله من إن قال شيء التزمنا به وإن نهانا عن شيء انتهينا ، هو رسول الله الذي هو أخّبر منّا بحالنا وأنفسنا .
فعندما يخاطب معشر الشباب ، ويطلب من المستطيع أن يتزوج ، ولم يقل لنا من اكتمل عقله ، ولم يقل من كان يقدر على تحمل المسؤولية ، ولم يقل من كان راكز ومتزن ، بل قال " يا معشر الشباب " ، والشباب هم سن البلوغ ، وسمي هذا السن بالبلوغ لأنه يبلغ من الرجل والأنثى ما يحتاج إليه كلى الجنسين ليكمل مسيرة حياته ، وأهم هذه الأمور ، بلوغ العقل ، واتساع الإدراك .
أما من يقول بأن سن البلوغ غير كافي للزواج ، حيث لا يتمتع الرجل ولا المرأة في هذا العمر بالعقل المتزن ونظرة الإدراك الكافية ، أقول أنا أن كل شخص على وجه الحياة ، ما دام حيا فهو في نضوج مستمر ويكبر عقلة أكثر وتتسع نظرة للحياة ، ويدرك الأمور أكثر .
فالذي قضى من عمره 60 عام ، له خبرة وله نضوج عقلي أكثر من الذي قضى من عمرة 50 عام ، والذي عمره 40 عام له خبرة في الحياة ونضوج أكثر في العقل والمعرفة مِن الذي قضى من عمره 30 عام ، وهلم جرى ، فالعقل في نضوج مستمر إلى أن يموت الإنسان ، فلا اكتمال لنضوج العقل في سن معين ، فهو في نضوج مستمر كما قلت ، وفي كسب خبرات مختلفة كل يوم .
وهنا فأن من ينادي بتأخير سن الزواج، له أهداف ليست من ديننا، ولا يحض عليها ديننا، عدا أن كثير من الروايات عن السلف الصالح نقرأ بها عن تخفيض المهور للحض على الزواج.
فمن استطاع الباءة فليتزوج ، فسن البلوغ كافي بالدليل النقلي : حديث الرسول ، وبالدليل العقلي أيضا ، كما كتبت في الأعلى .
وأما المشكلة الحقيقية فهي ليست بالزواج المبكر ولكنها في أن كثيراً من شبابنا لسن مؤهلات لحمل مسؤولية زوج وبيت وأولاد ولا يحسنًّ تربيتهم عندما يصبحن أمهات ومن ناحية أخرى عدم وجود الأم الواعية التي ترشد الفتاة وتعلمها كيف تدير أمور أسرتها ونحن حين نضع اللوم على الزواج المبكر في حصول الطلاق نكون سطحيي التفكير فعدم الوعي وفساد المناهج التربوية وعدم وعي الفتيات و الأهل هو السبب الحقيقي وراء حدوث الطلاق والكثير من المشاكل الاجتماعية الأخرى الخطيرة والتي ربما لا تصل إلى حد الطلاق ولكنها تسير بالأسرة نحو القلق والاضطراب. ومن المؤسف أن الفتاة لا تدرك فوائد الزواج المبكر وايجابياته إلا بعد فوات الأوان ساعة لا ينفع الندم فيجب إن لا نتردد أبدا بالنصيحة به والسعي بالعودة إلى ما فيه خير دنيانا وآخرتنا ونشر كل فضيلة في المجتمع وكل ما يسير بالمجتمع نحو الرقي والتطور .
|