حوار في الحب
وسط هذا الزحام الكوني يعلو ضجيج الحياة000 عند رأس 
العمر، على مفترق يقفان متباعدين ، ويقول :
_ متاعب شتى تدفعنا للتنافر ، وبين ضلوعنا توق للتشبث بمزق الأيام
_ وتقول :
_ هكذا يدفعون بنا الى رحم الظلام العقيم000 تلال من صقيع تغطي
ما كنا نمتلك من حقول دفء ومحبة.
_ يسرقون وقتنا ، ويمنحوننا أحصنة من خشب .
_ لم يتركوا للفرح موضع وردة .. نسفوا البيوت وابتعدوا ، أحرقوا
شجرة التوت الوحيدة قرب تنور بيتنا الصغير ، حيث كنا نغزل المواويل تحت ظلها 
لنبعد عنا شبح الحزن ووحشة الأيام ، وحيث كنا نظن ان الحب وحده يبقى 
_ وحيث انتظرتك لنهرب معا في شعاب الشفق .
_ سيطلع من رماد شجرة التوت شجر اّخر.. وسوف نعيد للوردة نضرتها
ولتنور بيتنا الصغير حكايته .
_ أضعت عناوين وجهك وكان بي شوق للقاء .. فتشت قوافل الأنهار ، قافلة ، قافلة ،
ولم أعثر على وجهك كي أوضبه في حقيبة الريح .
_ ما جدوى ان نمتلك حقيبة من الريح ولا نمتلك عنوانا للرسائل التائهة ، 
_ وقبل أن يفوت وقت الريح ، ويتقاسم الشجر الغياب ، ويغلق الحب نوافذه 
تعالي نبن جدارا متينا للحب .
_ تعالي نسوّر هذه الأزهار بسياج من المحبة
_ تعالي نعد للموج بهجة الهدير 
_ تعالي نبن بيتا يليق بالحب 
_ أعدني الى أحضان ثغرك قبل أوان الفراق، أعدني ، وبعد أذكرك :
يوم حملتني على أجنحة الحلم ، وكان فرحنا أطول من قامة اللوز ويوم 
وعدتني بان تعيد لي ما شتتته الأيام ويوم ماتت مناغات الطفولة على
حدود غابات الإبادة .. ويوم ؟ ويوم ؟ .. يوم رميتني بوردة   
            
            
            
            الموضوع الاصلي 
            
            من روعة الكون