لقد شن يهود الأرض على عرب فلسطين الحرب في صراحة ووقاحة,و أعلنوا الجهاد الديني بالتطوع و التبرع,و سلحوا ذؤيانهم بالمنايا و المنى,و أغدقوا في مهذار الكلام.فانطلقوا يبذرون الظلم في شتى الأماكن و يضرمون النار في أجواف المنازل و يتهدلون في أطراف الوطن المترامية.و فشلت جميع محاولاتهم في تحقيق ما يرنون إليه,و دفعوهم في وجه الحق و العدل و الإنصاف و الشرف.حتى إذا أدركوا أن سياستهم الرامية فشلت في تحقيق ما يرنون إليه,انطلقوا,يحرقون الحقول و يقطعون السبل و يحصرون المؤمنين الآمنين في أجواف المنازل.و لكن هيهات فتاريخ المسلمين حافل بانتفاضات الشعوب ضد الظلم و الطغيان ,ضد الغزو و الاستعمار.فها هو شعبنا في أرض الإسراء هب ينفض عن كاهليه غبار الذل و الخنوع و الرضوخ,نهض يخلق حريته.و أدرل أن المباحثات و المشاورات و التأييد المعنوي و أروقة الكلام لن تجدي نفعا لأنها مجرد هراء أكل الدهر عليها و شرب.فالتحرر يتطلب بذلا و تضحية و إراقة دماء.فانطلقوا أبناؤهم يتسابقون للشهادة أطفالا و رجال و نساء و فتيات خلفت على أرض الأجداد الغبراء السفور و القهر.يقاتلون عدوا عادى الحق و العدل و الإنصاف و الشرف.
عظمت أيها الشعب! م أجل انتفاضتك!حبذا أشبالك!و نعم الشعب أنت!! في جبينهم تتمثل ملاحم البطولات و تقرأ في قسماتهم تاريخا مشرقا تهفو له النفوس و ترتاح له القلوب و في عيونهم يأتلق صفاء العروبة, و تقرأفيها أنشودة الظفر المنتصر المعقود على راية الأولين.فترهف القلوب و الآذان لبطولاتهم و تصير فتنة للسامعين.
أيها الوطن الغالي:
"سر حاملا مشعل حريتك, متخذا من قرآنك منهجا,جاعلا سيرة أجدادك عمرو و عمر بن الخطاب و صلاح الدين الأيوبي
منارة هاديا.
فواشتيافي لك أيها الوطن الغالي و لشمسك التي تسفع جلدي.فالوردة الحمراء ليست إلا قطرة من دم الشهداء فيك.و الياسمين الأبيض ليس إلا لمحة من نورك ,و النرجس الأصفر ليس إلا تبراً ذائبا من شعاعك المضيء.فالليل لن يطول و الضنك بيني و بينك لن يحول و شمس الاستقلال ستشرق بإذن الله العلي القدير.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون