قربت منها نوره وصارت تبكي , وحاولت ريما تكون قويه من برا ع الرغم من إنها كانت منهارة داخليا وجواها يبكي والجرح داخلها ينزف بقوة : (( خلاص نوقا لا تقلبيها غم أنا ما فيني شي الحمدلله ))
في هاللحظه دخلوا عليهم العائله كلها واول وحده ركضت لبنتها هي أم فراس , ضمتها بقوة وبكت بحظنها وهي تقول : (( ليش ما قلتي لي ليش؟؟ ليش ما علمتيني , ليش عانيتي لوحدك يا ماما ))
بعدت عن حضن امها وهي تقول لها بحنان : (( ماما ما فيني شي شويه تعب وراح يروح ))
طارق الي كان داخل معاهم استغرب قوة ريما , كان متوقع انها اول وحده تنهار وتبكي لما تشوف امها , الا انه استغرب صمودها وقوتها وصارت هي الي تهدي امها مو الام هي الي تهديها
ابتسمت ريما لامها وهي تقول : (( ماما إنتي كذا تشككي بقدرات الدكتور طارق , خلاص ماما أنا بيدين آمنه مثل ما يقولوا ))
الجده مسحت دموعها وقربت من ريما وهي تقول : (( يا ليت الي فيك فيني , أنا عجوز وخلاص ما بقى لي شي بهالدنيا بس إنتي توك بشبابك ))
ريما : (( بسم الله عليك يمه شيخه لا تقولي كذا , وبعدين ايش فيكم قلبتوها هم )) والتفتت ع طارق وقالت : (( دكتور طارق تكلم قول لهم إن مرضي مو بالخطوره الي متصورينها , تراهم شاكين بقدراتك ))
طارق الي كان قوي ومتعود ع هالمواقف وقف مذهول لاول مره !!! عمره ما صادف مثل هالموقف!! المريضه فيه هي الي تهدي اهلها !!!
ولكن موقفها شده كثير وخلاه يتعجب ويطالع ريما باعجاب كبير بشخصها وهو يقول : (( الله يهديكم ايش فيكم قلبتوها مناحه؟؟؟ ترى البنت ما فيها شي بس تدلع علينا شوي تبي تعرف غلاتها ))
قربت أم مشاري من أم فراس وسحبتها وهي تقول : (( خلاص يا أم فراس الله يهديك البنت طيبه شوفيها قدامك , وبعدين المفروض احنا ندعمها مو نضيق صدرها ))
طالع طارق ريما وقال لها قبل يطلع من الغرفة : (( أنا طالع الحين بس قبل ما اطلع من المستشفى راح أمرك ونتكلم شوي , إلي أبيه منك الحين ترتاحي )) والتفت ع أم فراس وقال : (( الزيارة ساعة وحده وصرفوا نفسكم , وترى أنا إلي راح اجي اتاكد انكم مشيتوا مو الممرضة ))
ومثل ما قال طارق غاب عنهم ساعة ورجع لقى الكل موجود عندها ومطنشين اوامره وكانوا ع نفس حالهم صياح وريما تهدي فيهم
دخل معصب وهو يقول : (( الحين هذا وعدكم لي؟؟ يله أشوف وروني عرض أكتافكم من غير مطرود ))
قامت الجدة خايفة منه وع الرغم من قوتها وقدرتها السحرية ع فرض سيطرتها ع كل أفراد العائلة صغير وكبير إلا إنها تخاف من طارق ومن قوة شخصيته
الجدة : (( يله يله لا ينهبل علينا الشايب ))
حاول طارق انه ما يبتسم بس كلامها خلاه يبتسم غصب وهو يقول : (( يله ضفي عيالك معاك و أنتي طالعه ))
ضحك أبو طارق وقال لولده : (( ما تستحي تقول ضفي عيالك أنا أبوك يالخبل ))
طارق : (( لو سمحت إحنا بمكان عمل عاملني برسميه , انت أبوي بس بالبيت هنا مالك سيطرة علي ))
الجدة : (( وجع انهبلت انت , احترم أبوك ))
التفت عليها وبنظره ثاقبة قال : (( ايش قلتي؟؟؟ ))
راحت الجدة تركض وتطلع بسرعة هرب من عيون طارق ووراها أبو طارق والعمة أم مشاري والبنات وبعدها أم فراس ودعت بنتها ببوسه وبتمنيات الشفاء لها وقبل تطلع نادتها ريما وقالت : (( ماما أروى ومشاري لا يوصل لهم خبر تكفين , ما ابي انكد عليهم ))
تنهدت أم فراس وقالت : (( ما راح أقول لهم شي اصلا ما في يديهم حل ))
أما نجلاء إلي كانت ساكته طول الوقت قربت من ريما وهمست بإذنها قبل تطلع وقالت : (( أنصحك تخلي طارق يسوي لك العملية يمكن يكون الفرج بيده ويقتلك ويريحنا منك )) وطلعت وتركتها
بس ريما كانت عينها ع نجلاء لما طلعت من الغرفة وتفكر بكلامها!!!
" يمكن كلامك يا جولي صح وتكون يدين طارق إلي كانت تحاول تخنق الطفل هي نفس اليدين إلي راح تقتلني؟؟ يمكن فعلا هذا تفسير الحلم ويكون الفرج بيده !! يمكن ينهي عذابي بهالعملية؟ ايه هذا تفسير الحلم ماله تفسير ثاني؟؟؟ "
رفعت راسها لطارق الي كان يراقبها بصمت وقالت له باصرار : (( دكتور طارق أنا موافقه ع العملية ))
عقد حواجبه وقال : (( معقولة هالساعه الي جلستي فيها مع امك غيرتك هالتغير؟؟ ))
ريما باصرار : (( ابي انهي هالمعاناة بسرعه ))
ابتسم طارق وهو يقول : (( تنهيها إن شاء الله بشفائك ))
ببرود قالت : (( يمكن , ومتى راح اسوي العمليه ))
قرب منها طارق وهو يقول : (( انشالله الاسبوع هذا بس فيه عندي بعض الاستفسارات منك وبعض الامور الي ودي اكلمك فيها ))
ريما : (( تفضل ))
طارق : (( ريما إنتي سبق اجهضتي؟؟ ))
التفتت له مستغربه وقالت : (( مين قال لك؟ ))
طارق : (( الوالده , ريما لازم اعرف أي مرض ثاني تعاني منه او أي عمليات سويتيها قبل ع شان لا سمح الله ما يصير شي بالعمليه ))
ريما : (( لا أنا ما عمري سويت أي عمليه , وبالنسبه للاجهاض فهي كذبة مني ))
عقد حواجبه باستغراب وقال بتساؤل : (( كذبه؟؟ ليش؟؟ ))
ابتسمت بألم لما مرت عليها ذكرى مشاري والكذبه الي كذبتها عليه ع شان تبعده عنها : (( ابي اوهم اهلي إن تعبي بسبب الحمل ع شان ما يحسوا بالمرض الي اعاني منه , ولما قررت إني اترك العلاج قلت لهم إني اجهضت , بس أنا اصلا ما كنت حامل ))
صدمات طارق كل شوي تزيد لما يسمع كلامها ويشوف افعالها؟؟ مو عارف كيف قادره تصير قوية رغم المرض والالم الي تعاني منه ؟؟ وشلون ضحت بعمرها ع شان بس ما تدخل الحزن ع بيت اهلها؟؟؟
لما حست ريما بنظراته الي كانت تتاملها , ابتسمت له وقالت : (( ادري انك مستغرب , بس أنا تعلمت اشياء كثير بالشهور الي راحت خلتني اكبر مليون سنه وافكر بعقلي قبل قلبي ))
طارق : (( صدق ما أقول الا الله يكلمك بعقلك , مع إني ما عرفك الا من كم ساعة الا إني كل دقيقة اكتشف فيك صفات غريبة وعمري ما توقعت إن فيه انثى تحملها ))
نزلت عينها للسرير وقالت : (( لو مريت بالتجارب الي أنا مريت فيها ما كان قلت هالكلام , أنا وصلت لمرحلة الاحباط واليأس وكل شي عندي الحين متساوي , عشت او مت مو فارقة معاي كثير ))
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
الجوهره كانت بالمستشفى مع تركي , وهو طول الوقت يتأفف من وجودها ويحسسها انها شخص مو مرغوب فيه الا انها لزقت له لزقة مو طبيعية
الجوهرة : (( تركي ايش رايك أجيب كرسي وأطلعك تتمشى برا الغرفة تغير جو ))
طالعها بحقد وقال : (( لا والله تبي تموتيني ؟؟ يكفي إني متكسر بسببك , تبي تكملي الباقي , بالله لك وجه تتكلمي أصلا؟ ))
تنهدت بحزن وقالت : (( تركي للمرة المليون أقول لك إني آسفة , بليز سامحني , ورب البيت إني أغبى وحده بالدنيا بليز سامحني سامحني سامحني ))
بعناد قال تركي : (( ما راح أسامحك ))
بقهر حطت الجوهرة يديها ع خصرها وقالت : (( و ليش إن شاء الله ؟؟ ))
طالعها باحتقار وقال : (( خير انشالله تعالي اصفقيني كف!!! أنا حر ما أبي أسامحك ))
بقهر قالت الجوهرة : (( بس أنا ندمانه ))
تركي : (( يله بس عن الكلام الكثير وروحي جيبي لي مويه ميت عطش ))
قامت بسرعة من مكانها وهي تقول : (( من عيوني ثواني ))
صرخ تركي عليها قبل تطلع : (( ثواني ترى يا ويلك لو مرت دقيقة و أنتي ما جبتيها ))
راحت تركض وتطلب من الممرضة مويه وبسرعة البرق رجعت للغرفة وهي ميتة خوف من إنها تأخرت عليه , وأول ما دخلت وشافته يرفع عيونه عن ساعته ويطالع الجوهرة بكل حقد , وهالشي خلاها ترتعش من الخوف وتقول بتردد : (( ما تأخرت صح؟؟ ))
مد يده وأخذ منها المويه بعنف وهو يقول : (( دقيقة إلا ثانية , لو انك تاخرتي ثانية كان كبيت هالمويه بوجهك ))
جواها ودها تشيلة وترمية من الشباك , بس خوفها من زعله خلاها تبلع تعصيبتها وتبتسم له بحب : (( تمون لو تكب علي مويه حارة كمان ))
--------------------------------------------------------------------------------
|