اعتراف بحب أبدي
فتحت عيني على الوجود فإذا بي أبصر عالمي عكس رؤيتي للعالم الآن.
في الصبا حيث كل شيء جميل ورائع، تبتسم لي الطيور بزقزقتها..
لكني مع كامل الأسف تعلمت من هذا العالم طريقة صيدها..
إذ منذ ذلك الوقت وأنا أصطاد.
من اصطياد الطيور في الحقول والوهاد، إلى اصطياد الأسماك في الوديان، حتى وقت غير بعيد عني، تعلمت اصطياد الفتيات..
كنت أسحرهن بكلماتي إلى أن يقعن في شباكي، وفي أغلب الأحيان حين تقع فريستي في شرك الحب، أكون قد ابتعدت عنها بأميال..
كوني لم أجد فيما يسمونه حبا ما أتوق إليه، لأن أحلامي أكبر من هذا الحب، حيث اخترت لفلكي ونسقي حبا آخر، نسجته في مخيلتي أولا..
وما زاد من يقيني اتجاه حبي الخاص، كوني تعلمته من الذكر الحكيم، ومن مدينة أفلاطون الفاضلة، ومن حب عنترة لعبلة، وحب قيس لليلى .. .
حبي حب التضحية والإيمان المنقطع النظير..
حبي عشقي لإلهي..
حبي بعيد عنك سيدتي.. بعد السماء عن الأرض..
فلو أنك جعلت من شهوتك ذات النصف ثانية..
لو أنك جعلتها لا شيء.. لأحببتك.. ونصبتك تاج أحلامي.. وبريق عمري إلى ما لانهاية..
فأنا أبحث سيدتي عن الخلود في هذه الدنيا.. لكن الشهوة زائلة..
لم يتعافى هذا الكون بعد..
لم يتعافى من غيبوبته ومن سباته القديم..
أين نحن من يوسف الجميل الساحر، وعيون الفتيات قطعن أيديهن لسحره الجذاب..
أرضخ لهن ..؟
أرضخ لامرأة العزيز..؟
بالكاد لم ولن يفعل، حتى وإن وجد في زماننا هذا.. حيث الفتيات تنصبن ملكات للجمال..
فتكن في أبهى صورة ..
حيث تتباهى الفتيات بخصورهن وأردافهن.. في الشارع العام.. وبجانب الطرقات.. حيث نجد المقاهي تكثر من الكراسي بمحاذاة الرصيف..
حتى يستمتع مرتادوها إلى خصور الفتيات وإلى نهودهن..
حسبي من هؤلاء صلاة وتعفف، إلى أن يكرمني الله بشغل قار وزوجة صالحة.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون