
اليوم سأكتب من عمق المشاعر
من دهاليز الوجدان
فأنا اليوم

ابحث عن تلك الطفلة التي بداخلي فلقد افتقدها منذ زمن
وأصبحت الدروب تبعد بيننا إلى درجة إنني نسيت حتى ملامحها
فقررت أن احزم
كل شي
لكي
ارحل
مني
من
خارجي
إلى
أعماقي
فغصت
عميقاً
و
نقبت
طويلاً
و
بحثت
هنا وهناك
و
أخيرا
وجدتها
وجدتها هناك
مختبئة في إحدى الزوايا المظلمة
تنظر
تراقب
تتأمل
كانت
تلعب بدميتها بصمت
ولا تزال تلك البسمة التي اعشقها
مرسومة بكل براءة العالم على محياها الجميل
جلست أمامها
واستقرت
عيني بعينها
ابتسمت.....وتأملت وجهي مطولا
تمتمت بصوت منخفض
تغيرتي كثيرا؟
وخيم الصمت على المكان
ومرة أخرى أتى صوتها الناعم
يخترق السكون
لتسألني بكل هدوء وبراءة
أين كنتي؟
افتقدتك
انتظرتك سنين طوال
ولم تأتي وإثارتي الغياب
والبعد
وتركتني وحدي
متخبطة
لاشي معي
سوى
ذكريات بسيطة
وصوت ضحكاتك الرنانة
وهذي الدمية
التي عندما اشتاق اليك
احضنها
بكل قوة
لعلني
احظي بقليل من رائحة عطرك
الذي أحب
فسكت
فلم أجد كلمات حينها
تسعفني
تنقذني
فما كان مني إلا أن
أطرقت رأسي وبكيت
بكيت طويلاً
وتساقط من عيني الدموع
لتستقر بيدي
لتذكرني بمرارة ماذا يعني
إنني كبرت
وإنني لم اعد تلك الطفلة
التي اشعر إنها ضمرت داخلي
إلا إن اختفت
ولم يبقى منها سوى
صور مبعثرة
ودفتر به رسومات ملونة
بشكل عشوائي
وبقايا من عطر
الياسمين
قابع وحيدا في درج غرفتي
لا
اليوم قررت
لن اكبر
لن انسي أناشيد الطفولة
و سأركض حافية على شاطئ البحر
كما اعتدت
وأموت فرحا وإنا أراقب قطرات المطر
وهي تهطل على وجهي
وتبلل شعري
وكعادتي اتركه من دون تمشيط
كم اشتقت لحملها وإطعامها
لا
يا طفلتي عودي الي
لا ترحلي
فأنا
أخاف
أخاف
أخاف
أن اكبــــــــــــــــــــــــــــر

الموضوع الاصلي
من روعة الكون