شروق العمر الحياة - 04/11/07//
في إحدى مدارس البنات تعمل اختصاصية اجتماعية بكل إخلاص. خلال مشوارها حصدت عشرات الجوائز ورشحت لأكثر من منصب قيادي، إلا أنها تأبى أن تبارح صغيراتها في المدرسة.
لمدة اربع سنوات وهي تنال جائزة التميز، جاءها خطاب شكر من مدير التعليم على مجهوداتها، وبعد هذا الخطاب بشهر فقط يأتيها خطاب آخر من مدير التعليم بتحويلها للتحقيق بسبب ياسر القحطاني!
ففي احد الأيام غابت معلمة عن فصلها وتطوعت الاختصاصية الاجتماعية بسد الفراغ نيابة عنها ودخلت الفصل وكان الثالث الابتدائي ومعها صحيفة «الحياة» تقرأها. جلست تداعب الطالبات وطلبت منهن أن يجلسن بهدوء ويمارسن الرسم. وجلست هي وأخرجت صحيفتها وجلست تقرأ في صفحاتها، وجاءتها طالبة وجلست بجوارها تنظر الى الصفحات معها وما إن وصلت للصفحة الرياضية حتى سألتها الطالبة تعرفين هذا اللاعب قالت ايه هذا ياسر القحطاني، قالت الصغيرة: تحبينه؟
قالت لها الاختصاصية: إيه لأنه يلعب للهلال.
فقالت الصغيرة: اجل أنا بأحبه وبحب الهلال.
ضحكت الاختصاصية وفرحت أن منحت الهلال مشجعة جديدة.
في اليوم التالي فوجئت مديرة المدرسة باتصال من ولي أمر الطالبة يطلب فيه سحب ملف ابنته من المدرسة، لأنها مدرسة فاسدة تحث على الرذيلة.
صعقت المديرة وسألته عن القصة.. فأخبرها بقصة ابنته مع الاختصاصية الاجتماعية.
هنا هدأت المديرة ووعدت الأب بالتحقيق في الموضوع.
استدعت المديرة الاختصاصية وسألتها عن الشكوى فأخبرتها بكل شيء.
قالت لها المديرة: ألا تعلمين أن الكلام في الرياضة ممنوع في مدارس البنات؟ فما بالك بقراءة الصفحات الرياضية وتعليم الصغيرات عن اللاعبين.
قالت لها الاختصاصية: ولكن كل البيوت تعرف الرياضة وتعرف اللاعبين. وغرفة ابنتي مليئة بصورهم وأكيد أن أبناءك وبناتك مثلها،
طال الجدل بينهما.. ولم يصلا إلى نتيجة.
وبعد مدة تحولت الشكوى من ولي الأمر إلى الإدارة العامة وشكلت لجان تحقيق لحراسة الفضيلة في المدارس ونزع فتيل الفتنة منها!
مجتمعنا يعاني من ازدواجية شديدة.. يمارس شيئاً وينادي بأشياء خلافه. ودائماً هناك حابل ونابل وعدم وضوح للرؤية.
لماذا تظل متابعة المرأة لها محفوفة بالمخاطر.
حتى عندما تفرح المرأة بوطنها ومنتخبها الكل يتهمها.. وإذا كانت حاضرة في مباراة خارجية تتنافس وكالات الأنباء في بث صورها.
هل هو قدر المرأة السعودية أن تظل متعبة من كل شيء.. وان تسرق منها ابسط اللحظات واقل الحقوق!
عودة لاختصاصيتنا الاجتماعية تلك.
بعد أن انتهى التحقيق معها وتم لفت نظرها واخذ تعهد عليها.. تساءلت:
هل يعرف ياسر القحطاني انه تسبب في أول ورقة سوداء في ملفي. ولو علم هل سيفعل شيئاً؟
على رغم ما تسبب به ياسر لها من ألم، إلا انها لا تزال تفرح لركضه وأهدافه وتحرص على أن تزدان غرفة ابنتها بأحدث الصور له!
منقول من جريدة الحياة
تحياتيـ للكلـ
عزووز
الموضوع الاصلي
من روعة الكون