حين كنت أحمل خيباتي العشرون ..
وأقبل باب النسيان ..
زججت بين أمتعتي المرهقة .. شهقات ضياع ..
وبقدرِ ما أحتجتكِ ..
كانت ضجة لقياكِ ذلك النهار ..
لو أدركت عيناكِ يومها أبعاد نظرتي المتوترة ..
لما احتجت في هذه اللهفة .. لاحتضان صبري ..
تمسكين قدري مغلفاً برياحينكِ الخضراء ..
فأتخبط فيكِ .. مشتعل الشوق ..
ألملم بعضي على صدركِ ..
وتمعنينَ في اغوائي ..
متوشحة بالضباب ..
كيف لم تفضحي قصيدتي المرتجفة كشفتيكِ ..!
كيف لم تنتفضي مع كل هذا البلل ..!
لطالما كنتي قريبة .. تزاحمين بأنفاسكِ الهواء في رئتي ..
لتتوقف نبضاتي خارج الشعور ..
فاعتمر كفكِ غيمة ..
ولا اترك اخضراركِ حتى تجفل أناملي على صدرِ الورق ..
احتجت للهروب منكِ مؤقتا ً..
كنتي تختلطين بكل الحروف ..
كنتي تنتشرين في غاباتي كحريق ..
كنت أضعف من مقاومة هذا الجمال الباسق ..
فوليتكِ نسياني .. وركضت باتجاه نبضي الرتيب ..