إحتوينى
حدّثني أيها البحر و ادفن بين موجك المتلاطم آلامي ..
اطفىء لهيب التساؤلات في روحي ..
أما يستطيع هذا الموج الزاخر العاتي
أن يذيب جلاميد الحزن في قلبي ؟؟
أود لو أرتمي بين أحضانك أعانق أمواجك ..
أذوب بين حناياك .. يحتويني صدرك الكبير ..
تمسح عن فؤادي تراكمات السنين فيعود
غضاً غريراً يخفق كقلبِ الصبّ الذي اجتاحه لأول مرة ..
إحتوينى
بهذا القلب أناجيك ..
أحس به يضرب جوانب صدري لهفاً
يريد الفرار إليك .. ينحني الأفق على مداك البعيد
.. يقبّلك .. و لا تفترقان .. وما أحلى أن لا يفترق المحبّ عن حبيبه ..
أعشق هذا التململ في موجك .. أهواه .. يمس مني الشغاف ..
وهذا اللجين الذي يتضرع على صدرك بهمسٍ دافىء
إحتوينى
يضطرب قلبي بين يديك كما تضطرب صفحتك عند إلقاء حجرٍ فيها ..
و تتململ روحي أمامك كما يتململ موجك بين يدي الريح ..
كلاهما يعبث و كلاهما يُعذّب..
ايها البحر
مالى غيرك القى عليه همومى
هنا أكاد أذوب وجداً ..
أعبر مسافاتٍ زمنية واسعة فوق موجات الحالم ..
يأخذني هديرك إلى عوالم أثيرية حالمة كهذا الضباب الذي يلف أفقك المترامي..
ايها البحر احتوى المى
الموضوع الاصلي
من روعة الكون