ما للقلم يصمت بين أناملي ؟ ..
يحترق كما أحترق بصمت ؟
أو جفّ مداداه كما جفت في روحي كل ينابيع الأمل؟ ..
لم تموت الزهرة و هي ما زالت غضة في غصنها تفوح بالشذى ؟
و لم يجف الروض و الربيع الخصب ملء الوجود يشع بالسنى ؟
لم يذوي الأمل و ما زال في العمر بقية ؟؟ ..
أي كيان هذا الذي يتلاشى و يفنى تحت مطارق اليأس و ضربات الوجع الأبدي ؟ ..
هل انتهيت يا ترى ؟ هكذا ؟
و قبل أن تفارق الروح الجسد ؟
هل مات كل شيء فيَّ و لم يعد سوى هذا الجسد المنهك و الكيان المتداعي ؟!
أهو خسوف الشمس في عزّ النهار و انطفاء البدر في الليلة القمراء ؟ ..
حياتي غدت كروضٍ هجرته طيوره
و ذبلت أوراده و زهوره ، و جفت ينابيعه و غدرانه
و جفاه أهله و خلانه.. حياتي بيداء قاحلة غاض فيها الماء
و انتحر الظل و تجنت الهاجرة ..
إلامَ نظرة الحزن في عينيّ
و دمعةُ الأسى في مقلتيّ تنطق بلا حروفٍ و تُترجم بلا معان ...
إلامَ يتردد صوتي عبر متاهاتٍ بعيدة
و أعماق سحيقة فلا أسمع لترجيعه صدى و لا لوقعه استجابة ؟
إلامَ تبحر سفن آمالي في بحار العدم فلا هي تدرك شاطئاً و لا هي تلقي مراسيها ؟ ..
إلامَ يمور الألم في أعماقي و يحترق الوجد في صدري و تنطفىء في عتمة الليل
كل الشموع فلا أجد لحيرتي سلوى و لا ألتمس عبر طبقات الدجى و مضة أو شعاعاً ..
الموضوع الاصلي
من روعة الكون