السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أسعد الله أوقاتكم بالمسرات .. لقد شاهدت مادار بين الاخت امال من جهة .. والاخ طلال من جهة أخرى
ولأن العزيزة آمال لم تقتنع بما طرحه ..الأخ طلال بخصوص خدمة المرأة زوجها .. والقيام على شؤونه
فلقد احببت بعد اخذ الاذن من .. صاحبة الموضوع ان ادلي بدلوي في هذا الموضوع الشائك .. أولاً ان
خدمة المرأة لزوجها هي من الواجبات .. وليس عائد الى العادات أو العرف .. لأن النصوص الشرعية
قد وضحت ذلك .. في كثير من المواضع كذلك بعض الاحاديث الواردة .. عن النبي عليه الصلاة والسلام
واليك هذه الأدلة الآمرة بوجوب .. خدمة الزوجة لزوجها حتى انها قدمت حق الزوج .. على حق والديها
اقتباس:
وأما حق الزوج على زوجه:
أ - أن تعرف له مكانته وحقه :
فهو بابها إلى الجنة للحديث: ((أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة))([7]).
ب- حقه مقدم وأعظم من حق أبيها وأمها للحديث: ((سئل الرسول من أعظم الناس حقا على المرأة؟ قال: زوجها))([8]).
ج- ولولا أن السجود محرم لغير الله لكان على الزوجة أن تسجد لزوجها للحديث: ((لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها))([9]).
د- وإن طاعة الزوج بمنزلة الجهاد في سبيل الله للحديث: ((جاءت امرأة إلى النبي فقالت: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك، هذا الجهاد كتبه الله على الرجال فإن يصيبوا أجروا وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون ونحن معاشر النساء نقوم عليهم فما لنا من ذلك؟ فقال رسول الله : أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج واعترافا بحقه يعدل ذلك وقليل منكن من يفعل))([10]).
الطاعة للزوج: الأسرة لا يستقيم حالها إلا بالطاعة للرجل، فهو المسؤول عن أسرته في الدنيا والآخرة، والمرأة المسترجلة ملعونة على لسان رسول الله : ((لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال))([11]).
وأخبر عن الصالحات فقال سبحانه: فالصالحات قانتات حافظات للغيب [النساء:33]. قانتات قال ابن عباس وغيره: (أي مطيعات لأزواجهن) حافظات للغيب قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله.
قيل لرسول الله : أي النساء خير؟ قال: ((هي التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره))([12]).
بلى إن طاعة الزوجة زوجها عبادة تتعبد الزوجة ربها بها، للحديث: ((إن المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي من أي أبواب الجنة شئت))([13]).
الطاعة أمر عام يدخل تحته كل أوامر الزوج، في غير معصية، ولو أدركت الزوجة لعلمت أن الزوج إذا رأى من زوجه الطاعة وحسن العشرة كسبت ثقته ومحبته فيعطي زوجته أضعاف أضعاف ما تعطيه بل يلبي لها كل رغباتها عن طيب نفس وخاطر.
ومن طاعة الزوج تلبيه ندائه إذا دعاها للفراش، ذلك حق للزوج على زوجته تمكينه من الاستمتاع فإذا تزوج امرأة أهلا للجماع وجب تسليمها نفسها إليه بالعقد إذا طلب([14]).
وإذا امتنعت الزوجة فالعقوبة عظيمة للحديث: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح))([15]).
بل عليها أن تترك ما يشغلها عن تلبية حاجة زوجها للحديث: ((إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور))([16]).
استئذانه في كل أمر ومنها:
استئذانه عند الخروج فلا تخرج إلا بإذنه للحديث: ((إن المرأة إذا خرجت من بيتها وزوجها كاره لعنها كل ملك في السماء وكل شيء مرت عليه غير الجن والأنس حتى ترجع))([17]).
ولا تصوم نفلا إلا بإذنه للحديث: ((لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد (أي حاضر) إلا بإذنه))([18]).
ولا تنفق إلا بإذنه للحديث: ((لا تنفق امرأة شيئا من بيت زوجها إلا بإذنه))([19]).
فإن كان الزوج بخيلا فقد قالت هذا امرأة أبي سفيان: يا رسول الله: ((إن أبا سفيان رجل شحيح ولا يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: خذي ما يكفيك وولده بالمعروف))([20]).
الغيرة على زوجها:
فلا تسمح لأحد أن يستخدم أشياءه الخاصة للحديث: ((فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم))([21])، ألا تسمح لأحد أن يتمتع بالأمور الخاصة بزوجها كالسرير واللحاف والملابس([22]).
ولا تسمح لأحد أن يدخل بيته ممن يكره دخولهم للحديث: ((ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون))([23]).
فلا يجوز لها أن تدخل أحدا من محارمها إذا كان رافضا لدخوله وما سواهم فهو حرام أصلا: كابن العم وابن الخالة أو أخو الزوج أو صديقه لما في ذلك من فتح لباب الفتنة والفساد والعياذ بالله.
أن تتزين لزوجها: فالزوجة العاقلة هي التي تحرص أن يراها زوجها وقد تزينت له وتعطرت وقد نظفت بيتها، وهيأت نفسها لاستقبال زوجها بالكلمة الحلوة التي تمسح عنه متاعب الحياة لعموم الحديث: ((إن نظر إليها سرته))([24]). سواء كان بتجملها لزوجها أو نظافة بيتها، وكثير من النساء يدخرن زينتهن فلا يظهرنها إلا عند خروجهن ولا يظهرن أمام أزواجهن إلا في صورة منفرة أو أنها تنام الساعات الطوال ولا تقوم إلى عملها إلا في وقت مجيئه من العمل مما يدخل الملل وفقدان الرغبة في المجيء إلى البيت لأنه يعلم مسبقا ما ينتظره من منظر كريه ووضع غير مريح.
ومن وصايا العرب: وصية أم لابنتها (واحفظي أنفه وسمعه وعينه فلا يشمن منك إلا أطيب ريح ولا تقع عينه منك على قبيح والتفقد لوقت طعامه ومنامه فإن تواتر الجوع ملهبه وتنغيص النوم مغضبة).
وأما موقف المسلم:
إن طاعة الزوجة لزوجها فيما لا معصية لله فيه، فإذا أمرها بمعصية فلا سمع ولا طاعة.
وفرائض الله سبحانه المرأة والرجل فيها سواء، ففرائض الله سبحانه من صلاة وصيام (صيام شهر رمضان) وحجة الإسلام الفريضة على المرأة أن تؤديها رضي الزوج أم أبى وليس له منعها بخلاف التطوع من صلاة وصيام وحج فللزوج منعها منه. ويلحق بالفرائض ما فرضه الله على المرأة المسلمة من حجاب وابتعاد عن الجلسات المختلطة ومجالسة الفاسقين فإذا أمر الزوج زوجته بخلاف أمر الله سبحانه فلا تطعه أبدا.
خدمة المرأة زوجها فقد ذهب الجمهور أنه ليس على المرأة خدمة زوجها من العجن والخبز والطبخ ونحو ذلك لأن المعقود عليه من جهتها هو الاستمتاع فلا يلزمها ما سواه.
والمذهب الصحيح ما ذكره ابن القيم رحمه الله من لزوم خدمة الزوجة زوجها فيقول: (هذا أمر لا ريب فيه ولا يمنع التفريق بين شريفة ودنيئة، وفقيرة وغنية، فهذه أشرف نساء العالمين كانت تخدم زوجها وجاءت الرسول تشكو إليه الخدمة فلم يشكها (أي لم يسمع شكايتها)([27]). إشارة إلى فاطمة رضي الله عنها أنها أتت رسول الله تشكو إليه ما تلقى من الخدمة فقال: ((ألا أدلكما على ما هو خير لكما مما سألتما: إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا الله ثلاثا وثلاثين، وأحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم))([28]) .
وقد حكم رسول الله بين علي بن أبي طالب وبين زوجته فاطمة بنت النبي ، فجعل على فاطمة خدمة البيت، وجعل على علي العمل والكسب([29]) .
وقد ذكرت لنا كتب الأدب أن امرأة توصي ابنتها فتقول: انزعي زجّ رمحه فإن سكت فكسري العظام على ترسه فإن سكت فقطعي اللحم بسيفه فإن سكت فامتطيه فإنما هو حمارك فإذا ما فسح الزوج للزوجة المجال في التطاول والجرأة امتد الأمر إلى ما لا تحمد عقباه.
|
وفي الختام .. آمل ان اكون قد افدتك في هذا الأمر .. مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد .
بقايا حلم
|