لا توصد أبواب قلبك للسنونو الهارب من الصقيع
افتح له مواقدك المشتعلة بالحنين
وعلى أريكة الحزن دعه يغسل وجهك بالدّمع
في صخب الشارع الممتد أمام روحينا
يسير ظلي الأسود نحو بياض أعماقك
دعني أستحم بنور الحياة التي فيك
تزول الأوجاع عن نفسي
وتصفى
دع الصدأ يأكل هموماً بيني وبينك
اغسلها بملح وجودك
وماء حضوري
دع أحزان العمر تتآكل بالنسيان ..تمنحنا الحياة الذكرى
والأبد
ليس جنوناً أن تمتطي الريح نجمة لتسقط بعنفوانٍ في حضن الحبيب !
قالوا لي مرةً أن الحب طعنة تحافظ على نضارة أوجاعها القلوب
اليوم أدركت كيف ممكن أن تعشق امرأة الثلج
رجلاً من نارٍ ولهب
رجلاً علّمها آن تصبح أنثى
ترقص على حافة غيمة
بعد أن تخلع عن جسدها صقيع الماضي
وترتدي الدفء
إن كان العشق هذياناً يستوجب الدواء
ثمّة نبةٌ تزيد من حدّة الشوق
وتخفّف من قلق الغياب
سأصعد نحو جبال حنانك الزاخرة بالبهاء....
أقطف من تربة حبك زهرةً للشمس
أحتفظ بها في جيب أقداري
للحظةٍ
تضيق فيها بصدري الأرض
ويتسع بحبي المكان
أدري أن لك روح أوصدت نعشها على الخلود
ولي حظ بنفسجةٍ ارتوت من ضفّة الجرح لترطب الغصة
وما بين قلبينا كواكب ونيازك وأقمار
تتألق حين تشتد في أوقاتنا عتمة الأحزان
وتنحني لمرور طيفينا في لحظة صلاة
ظلّلني بيديك
تشقّق ظلي من قسوة العمر وصيفه الحارقة
اعبرني نسمة
أروّض بها أشجاري على الرياح القادمة
اتركني
أعتّق ظلك في عمري الذي لا ظلّ له سواك
خابيةً ألتجئ لها كل صباح
ارتّل مع هطولك سورةً فوق أوجاعي لأشفى
امسح عن عمري الآه وأمضي
كأساً شربناه سويةً
ثم سكبتني فيه وفيك
بك أحيا
معك
أموت
هكذا ترقرقت كل قطرة حبّ عبرت منك إلي
وهطلت فوق تربتك أشواقي
مطراً وفرحاً وأسراب حنين
الموضوع الاصلي
من روعة الكون