احببت ان اناقش معكم قضيه قد تكون ليست بتلك الخطيره بقدر ماهي مؤلمه
كثير من الاشخاص كتب لهم القدر ان يكونوا أسرى للوحـــده بلا اي ذنب يذكر
ولكن هو القدر وماشاءه الله عز وجـل لهم .. ولااعتراض على ذلك
ولكن ماجعلني اكتب عن هذه القضيه المؤلمهـ .. نفسياً وذهنياً ومن ثم عضوياً
هو انني سمعت بقصـة فتاة .. هي من واقعنا فعلا .. وليست من المريخ او عطارد
قصـة هذه الفتاة والتي روتهـا لي صديقتي ..
انها فتاة تبلغ من العمر 21 عاماً .. توفي والدها قبل اربع سنين .. ولحقت به امها وتوفت بعده بسنتين
وتلك الفتاة لديها من الاخوان ثلاثاً واحد متزوج واثنان لازالا شابين في مقتبل العمر
واما عن اخواتها فهـن اثنتان كلتاهما متزوجتان
إذن تبقى هذه الفتاة واخواها الاثنيان يسكنان معاً بلا اب ولا ام ولاخوات
حالتهم الماديه جيده جدا .. منزلهم من المنازل التي لاغبار عليها
متوفقين ماشاء الله في دراستهم ووظائفهم
ولكـن هنا ماردت ان اسلط الضوء عليه هي معاناة تلك الفتاة
التي اصبحت تعاني الأمرين في ظل غياب اباها وفي المقابل امها
امها التي لطالما غمرتها بالحنان والطيب وكانت كما لو انها صديقتها المقرربه
هذه الفتاة تقدم لخطبتها اثنان ورفضتهما .. والآن هي في هذ المننزل وحدها
تعاني الوحدهـ تعاني الفراغ .. تعاني قسوة الايام والليالي ..
تقول :: اذا بكيت لااجد امي التي كانت تمسح دمعاتي
اذا شكوت :: لااجد ابي الذي كان يسمع لشكواي ببلا ملل
اذا ارهقتني قسوة الايام افتقد احضان امي الدافئه فانهارر باكيه شاكيه لااحد يسمعني ولاحد يشعر بي
كم تعرضت لمشاكل بحياتي .. لم اجد احداً يقف بجانبي بها ..
اذا شكوت لاخواتي وجدتهم يسمعوني بضجر او ملل ولا ألومهن فهن مشغولات بازواجهن واطفالهن ووظائفهن
كثيراً مااستيقظ من نومي فجأه وبذعر تام فاتذكر انني وحيده في هذا المنزل الكبير فابكي وانهار بالبكاء
لدرجة ان صراخي قد يسمعه من يمر من باب غرفتي .. ولكنني متيقنه ان لااحد في المنزل سوى اخواني
اللذان لهما غرفتهما البعيده عن غرفتي ..
تقول كم حلمت ونعمت بالاحلام فهي كانت تجمعني بأمي خاصة لانها توفت قريبا
ولكن سرعان ماافيق من حلمي وانا ابكي اصبح البكاء رفيق دربي
وتكمل الفتاة : كم اصبحت اعود حزينه من الجامعه الى المنزل فانا لم اعد انا
حينما انتهي من محاضراتي وابدأ بالاستعداد للذهاب الى المنزل
ترتسم على محياي التعابير الحزينه
واحيانا تصل لدرجة البكاء !! لاني فقط تذكرت انني ساعود للمنزل
الذي ليس به الا انا ..!!!
فلا ام حنون تستقبلني .. ولااب يبهجني بابتسامته
ولا اخــت تخبرني واخبرها بما دار في يومنا ..
كم تمنيت ان امي من الامهات القاسيات الخشنات في التعامل
المهم انها تعود لي وتكون معــي .. وانعم بحضنها الددافئ
انتهى كلام الفتاة التي تعاني من وحدتها
** سردت ماقالته بالتفصيل تقريبا **
فقد اثرت فيني كثيراً والله العظيم .. لم اتردد في وضعها نموذج لموضوعي
لعل وعسى ان تلقى لها حلاً .. او كلمة طيبه حنونه .. تنعش ماتنعش من روحها
* اعزائي *
الكثير منا يعاني من الوحده .. وليست الوحده هي ان تكون وحيداً
بل هناك الوحده بالمشاعر .. الوحده في العلاقات .. الوحده في االتفكير
وغيره وغيره .. ولكن دعونا نتحدث عن الوحده التي عاشتها الفتاة التي سردت لكم شكواها وانينها
ونناقش ما يمكننا ان نناقشه في هذا الموضوع الجدير بنزف اقلامكم ..
دمتـــم بـ سعادهـ
الموضوع الاصلي
من روعة الكون