&بسم الله الرحمن الرحيم&
عندما أظهرت النساء - هداهن الله - المحادة لله ولرسوله ولهثن وراء الموضة وتقليد الكافرات
، انتشر النمص الذي هو إزالة شعر الحاجبين لترفيعهما أو تسويتهما بين الفتيات في
الجماعات والمدارس والكليات مع أنه كبيرة من كبائر الذنوب كما قال أهل العلم .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
النمص من كبائر الذنوب ، لانه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (( لعن النامصة
والمتنمصة )) ويدل هذا الفعل على قلة الدين ، وعلى ضعف العقل ، أيضا .. وروى البخاري عن
عبد الله بن مسعود قال ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمات والمستوشمات
والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيّرات خلق الله تعالى )) .
وعن عاشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الواشمة والواصلة
والمتواصلة والنامصة والمتنمصة )) رواه أحمد
ومعنى اللعن الطرد والابعاد عن رحمة الله
والسؤال الذي يفرض نفسه لمــــــاذا النمص ؟؟؟
والجواب أن كثيرا من هؤلاء الفتيات يعتقدن أنهن يصبحن أكثر جمالا وفتنة مع أن شكل
الحواجب المنتوفة لا يتناسب مع شكل الوجهة الذي خلق الله أجزاءه بتناسب ودقة وإحكام ،
مما يجعل من نتفها إخلالا بهذا التناسق البديع في خلق الله ، قال تعالى (( لقد خلقنا الإنسان في
أحسن تقويم )) ( التين : 4 ) ولو تأملنا في وجه المتنمصة قبل وبعد النمص ، لوجدنا أن
وجا قبل النمص أجمل وأقرب للنفس منه بعد النمص حيث تبدو عندما تتنمص أكبر من
عمرها بالاضافة إلى ظهورها بمظهر النساء الفاسقات الماجنات ، ولكن الشيطان سول لكثير
من النساء لهن هذا الفعل القبيح .
ولتعلمي أختي أن الجمال شيء نسبي لا يمكن أن تضع له مقاييس وتحد له حدودا ، وأنه لمن
الجهل أن نحكم على إنسان ما بالقبح المطلق ، فقد يجد هذا ( القبيح الشكل ) من الناس من
يعجب به ويرى فيه مميزات ليست موجودة في غيره ، وأن جمال الشكل إلى زوال بينما يبقى
جمال النفس والخلق ، ولله در القائل
ليس الجمــــال بمئــزر فاعلم وإن دريـــت بــردا
إن الجمــــال معــادن و مناقب أورثـــن حمــــــدا
فلتعتبر المتنمصات فالجمال الحقيقي يكمن في الجوهر النقي لا القشور المزينة المزيفة
*·~-.¸¸,.-~*وهــــذه وقفــة تأمـــــــل*·~-.¸¸,.-~*
هل وفر التنمص وغيره من وسائل تغيير خلق الله حياة سعيدة رغيدة للمغيّرات خلق الله ؟
بالطبع لم يحدث ذلك ، فلماذا تخسر المرأة رضا الله وجنته من أجل تلك الإمور التي لا تنفعها
دنيا ودينا ، بل ضرتها وأورثتها الخسران المبين .
*·~-.¸¸,.-~*وقفــــة محـــاسبة*·~-.¸¸,.-~*
أختي المسلمة .... هل استشعرتِ عظم الذنب وفداحة الخطيئة ، فعزمتِ على التوبة بعد
المعصية والانابة بعد الغواية (( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )) ( النور :
31 )أما آن لقلبكِ أن يخشع لذكر الله وما نزل من الحق ؟ أما آن لك أن تنتهي عما أنتِ فيه
من الحرام ، أما تذكرتِ وقوفكِ في عرصات يوم القيامة بين يدي الملك الجبار ، أما تذكرتِ يوم
يقول العاصي والمذنب (( أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن
الساخرين )) ( الزمر : 56 ) أما تذكرتِ عندما يأتيك هاذم اللذات ومفرق الجماعات
فتتذكري عندها ما سلف ومضى وتقولين (( رب ارجعون ، لعلي أعمل صالحا فيما تركت ، كلا
أنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )) (المؤمنون : 100 )
فأنتِ الان في وقت المهلة فاستعدي قبل النقلة فنحن في دار عمل وغدا جزاء لا عمل .
--------------------------
تحياتي : المبدع
الموضوع الاصلي
من روعة الكون