زمان وفي حارتنا الجميله الهادئه وبأهلها الطيبين سكن بأحدى البيوت مجموعه من العمال الباكستانيين التابعين لاحدى الشركات .. والبيت ياجماعه يكفي 20 شخص ... لكن اللي كانوا ساكنين فوق ال 100 .. حتى بالحوش تلاقيهم نايمين ... وطبعا في تلك الايام الجميله لم يكن يوجد لدينا تسليه سوى الكوره او زبرقه السياكل بالشطرطونات الملونه ... المهم يا جماعه وبعد ما سكن الباكستانين ذلك المنزل وجدنا شيء جديد نتسلى به .. ففي كل عصريه يأتي باصين من الصفر مثل باصات المدارس مليئه بهؤلاء العمال منهكين من اعمالهم وتافلين العافيه .. فنتركهم حتى يدخلون ونبدأ برمي الحجاره عليهم وبعد المغرب نشعل ليفه مواعين منقعه بقاز ونرميها على النايمين بالحوش ... ونردد بصوت عالي باكستاني حراااامي باكستاني هرااااامي ( لا تهاوشون عيالكم بكره يعقلون ) ... وفجاءه تلاقي طلع لنا كم واحد والشرر يشر من اعينهم وركض ورانا .. بس يمسكون مين ياباااااا ( الله يرحم ايام اللياقه لو لعيبة منتخبنا هالايام كلهم يركضون وراي ما لحقوني) ..و يعني لو يلف الباكستاني جدة كلها وراي عشر مرات ما تعبت واذا شفتهم تعبوا اسوي نفسي باني خلااااص ما عدت اقدر اركض فيستغلون الفرصه للقبض على المدعو محسوبكم ولكن اول ما يوصلون لي الا وانا كني ذاك اللي يقول بيب بيب بافلام الكرتون ( ااايه ماخرب عيالنا الا المكدونلدز الواحد كنه فقمه) ... وعلى هالمنوال كل يوم لمدة شهرين .. جنناهم وجبنا لهم الصمرقع لدرجه انهم ودهم يشتغلون ليل ونهار ولا يقابلون هالبزارين السمرمد اللي اقلقوا راحتهم واقضوا مضاجعهم ... وبعد ان يأس القوم منا او اشفاء نار غليلهم في احدنا قاموا بعمل اجتماعات فيما بينهم للخروج من مأزق بزارين الحاره ( طبعا عرفنا بعدين انهم قاموا بتلك الاجتماعات ) ... وخرجوا بنتيجه رائعه تطبقها معظم الادارات الناجحه الان .. حيث انهم يعملون في احدى مجمعات الخواجات .. وتعرفون عيال الخواجات ذيك الايام عندهم بطره ويرمون العابهم وهي توها جديده .. فبدأ الباكستانين بجمع ما يجدونه من العاب وتضبيطها وعند رجوعهم من العمل وعلى باب الباص يقف احدهم ويرفع يده باحدى اللعب فنتجمع عليه وكل واحد يترجاه ان يكون هو صاحب الحظوه لديه للحصول على تلك اللعبه .. وبدأت الحجاره تخف عليهم طمعا في الهدايا .. وبدأنا ننتظر باصهم على احر من الجمر لدرجه اني كنت اسنتر من الظهر عند بيتهم واحيانا من المدرسه مباشره عند بابهم هذا اذا ما لقيت عشر بزارين حاجزين قبلي .. تقول شمس وحر ورطوبه اقولك ولااااااا همني المهم ان اكون صاحب السبق عند حضورهم ... وهكذا كبرنا في تلك الحاره واصبح الكثير من اولئك الباكستانين من اصحابنا حتى اني بعد ان دخلت المتوسطه كنت اجلس مع بعضهم لالعلمهم اللغه العربيه وانتهت حقبه زمنيه كانت مليئه بالشد والجذب والنرفزه وكل طرف يحاول فرد عضلاته على الاخر دون نتيجه ... والسبب هديه بسيطه كسبوا بها قلوبنا ومحبتنا فتبدلت طباعنا تجام من العنف الى الحب .. وانتهت محبتنا للهدايا وبقيت محبتنا لهم
... وهكذا نجد ان الهديه هي مفتاح القلوب
وليس بالضروره ان يكون ثمنها غالي .. الاهم ان تشعر الطرف الاخر بأنك تهديه لمكانته بقلبك وخاصة بين الزوجين .. فكم من هديه بسيطه وصغيره يقدمها الزوج لزوجته تشعرها بان لها مكانه كبيره بقلب زوجها
وبالتالي تقدم له كل ما تستطيع تقديمه انثى لرجل ( مو دايماً ترى بعض النسوان ما ينفع معهم .. هذا للاحاطه فقط الله يثيبكم وجب التنويه ) ...
يعني باختصار لا تقعد تتشرط وتقول سوي كذا واعملي كذا .. بل وأنت راجع من دوامك مثلا وعند الاشاره وبدون محد يشوفك وكنك قطو المطابخ اقطع ورده من الشارع صحيح بتكون ريحتها مجاري بس ما عليه المهم انها هديه ..
وبالمقابل الوليه سوف تقدم لك كل ما تستطيع لارضائك وتوفير كل السبل لراحتك
بس الله يثيبك مو كل يوم ورده من الشارع ترى المصاخه شينه وانا اخوك...
والنصيحه للزوجات ايضاً الله يثيبكن .. اذا جاب لك زوجك هديه لا تركنيها ( يا انسه ) بل اشعريه انها اغلى واثمن هديه تلقيتها بحياتك... مو يجيب لك عطر مثلا وتفتحينه وتقولين يلعن اااااام الذووووووق كان خليتني اطلع معاك واشتري بنفسي !!!!!
ولا يجيب لك قميص ( محد قال حق نوم بلاش افتراءات ) وتقعدين تسوين نفسك اتيكيت يعني اني عجبتني هديتك بس يعني لو كانت مقلمه ولا مخططه ولا مبطخه ..
( يا ااااااااانسه ) خلاص هو جابها حمراء ويبي الدنيا كلها تصير حمراء فلماذا حضرتك تبين تحطين خطوط مقلمه امام عينيه لتزيغ الى حيث لا تستطيعين ارجاعهما الى اماكنها ..
وترى بعض الرجال وربي على طريف وبقلوبهم ثغرات مزمنه تحتاج الى هدايا من نوع خاص لسد تلك الثغرات
... وقد اعذر من انذر ... وانني من هنا ومن مكاني هذا .... ( اقول ورا ما تنثبر الله يثيبك )
... عموماً تهادو تحابوا ... ازواج ... و ... اصدقاء ... اباء ... و... ابناء ...
وكل واحد يصلح سيارته
وسلامتكم
الموضوع الاصلي
من روعة الكون