السهل الممتنع.......
................................
سهل جدا أن نعيش في الماضي السعيد "جدا" الذي كان.......
فالأمر مريح حقا، فأنت لا تفعل شيئا، بل ولا تقول شيئا....فكل شيء قد قيل، ولم
يبق ثمة ما يمكن اختراعه....
الخلافات العقائدية، والخلافات العقائدية المذهبية، والخلافات المذهبية الأقل
حدة...كل أبطال هذه الخلافات الحاليون...مجرد صور بالية للسابقين...
يجترون نفس الكلام......وحتى بنفس الأساليب...!!!
سياسيا متى يعود عمر؟ أو متى يعود على الأقل صلاح الدين؟....
أو متى يخرج صاحب السرداب؟؟؟!!!.....
كل الجماهير في المدرجات.....مستعدة للتضحية لأجل القادمون من الخلف،
والهتافات لم تتوقف منذ الماضي السحيق........
فأهل الأمس الذين ماتوا اليوم كانوا بانتظار الماضي الأقرب إليهم، ونحن بانتظار
الماضي الأبعد.......
لله درنا....
وسياسيا أيضا.....ماتزال البطولات الماضية القريبة التي حققها أبطالنا الوهميون...
"تلاك" على الأقل شعريا، وعلى المستوى العام....
ولايزال الأمن والأمان.......حجة الحجج!!!!
واجتماعيا نتحدث عن ذلك المجتمع التقي النقي الطاهر، الذي يتقطر أخلاقا
وتعاونا، وعزة.......
واقتصاديا......مازالت الطرق هي المثال، ومازال فسادنا لا يذكر مقارنة
بالآخرين...والموجود بسبب البطانة لعنها الله........أصلحها الله!!!
حتى أن الحمقى وما أكثرهم.....لا زالوا يعقدون المقارنات...بين البعارين في
الماضي.....والتطور الذي حدث بعدها.....ولكن أيضا في الماضي!!!!
واليوم، وهذه اللحظة بالذات....."نلعب حطة يابطة ونتنطط تنطيط"
وكله تمام يافندم..........
أعتقد أن المشكلة تكمن في الضعف......
في الضعف عن عيش الحاضر حقا رغم المظاهر، بل عدم القدرة على مواجهة
الحاضر ........
والخوف من الرمي بالجهل......
والخوف من السلطة........والخوف مما نسميه "المجتمع" ........
والخواء الفكري.........
وربما هنالك تتمة..........................
بقلم
غدير المشاعر
الموضوع الاصلي
من روعة الكون