|
|
|
|
تساءل الناس كثيراً فى القديم والحديث عن السر فى إخفاء وقت الساعة ونحن نقول هنا: أن إخفاء وقت الساعة له تعلق بصلاح النفس الإنسانية ، فوقوعها غيب والأمر العظيم الذى يستيقن المرء وقوعه ولكنه لا يدرى متى يفجؤه ويحل فيه بساحة – يجعل المرء مترقبا له منتظراً إياه باستمرار والمجهول عنصر أساسى فى حياة البشر وفى تكوينهم النفسى فلابد من مجهول يتطلعون إليه فى حياتهم ولو كان كل شئ مكشوفاً لهم وهم بهذه الفطرة لوقف نشاطهم وأسنت حياتهم فوراء المجهول يجرون، فيحذرونه ، يأملونه ، ويجربون ، ويتعلمون ، ويكشفون المخبوء من طاقتهم وطاقات الكون من حولهم وتعليق قلوبهم ومشاعرهم بالساعة المجهولة الموعد يحفظهم من الشرود فهم لا يدرونه متى تأتى الساعة فهم من موعدها على حذر دائم وعلى استعداد دائم . ذلك لمن صحت فطرته واستقام ، وأما من فسدت فطرته واتبع هواه فيغفل ويجهل ويسقط ومصيره إلى الردى ".
قال تعالى : ) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ(57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فى الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ( المؤمنون : 57 – 61 ) .
|
|
|
|
|
الموضوع الاصلي
من روعة الكون