شاب يتعرض للاعتداء الجنسي من شقيقاته السبع
--------------------------------------------------------------------------------
كشف مسؤول في جمعية حقوق الإنسان بالسعودية عن اتجاه الجمعية حاليا للمطالبة بنزع الولاية عن الأب في حالة إدانته بجريمة زنى المحارم، مشيرا إلى استنجاد أسرة بالجمعية سجن والدها بتهمة الزنا بابنته، وتخوفها منه فور عودته للمنزل خاصة وأن الولاية مازالت بيديه.
وقال الدكتور حسين الشريف المشرف على مكتب حقوق الإنسان بجدة لـ"العربية.نت" إنه "من خلال القضايا التي مرت بنا والتي تجاوز عددها اثنتين، رأينا أنه من الضروري إذا ما ثبت للقاضي ارتكاب الجاني هذا الفعل يكون الحكم متضمنا نزع الولاية بجانب العقوبة التي يقدرها ويراها القاضي لأن الحكم فيها تعزيرا", مشيرا إلى أهمية تخصيص وإنشاء دراسة علمية، تتحدث حول زنا المحارم مستندة إلى حقائق وإحصاءات دقيقة، ومستوفية للآراء الشرعية والقانونية. وأشار إلى أهمية توبة والد الأسرة والندم على ما فات، ومحاوله تعويض ما افتقدته الأسرة من حنان ورعاية.
انتشار زنا المحارم في أوساط المعاقات
في المقابل اعتبرت سهيله زين العابدين حماد عضو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان السعودية زنى المحارم من الظواهر التي بدأت تنتشر في مجتمعات المنطقة وقالت: أرى إن زنا المحارم ظاهرة تستحق الدراسة، وفي حالة إنكار وتجاهل ذلك، فسيؤدي إلى زيادتها واستفحالها، مشيرة إلى انتشارها في أوساط المعاقات وخاصة إذا كانت في إعاقة النطق، وأرجعت أسباب انتشارها في أوساط المعاقات من خلال رؤيتها الواقعية لبعض مشاكل هذه الفئة، مشيرة إلى أن عدد من المشرفات على دور رعاية وإيواء المعاقات أكدن تردي حالتهن النفسية أيام الإجازات. وأنه بعد إجراء الكشف الطبي والاجتماعي والنفسي على المعاقة يتضح تعرضها للاعتداء الجنسي من المحارم.
انتحار الفتيات بسبب تعرضهن لاعتداء المحارم
وبينت حماد أن من ضمن أسباب إقدام الفتيات على الانتحار هو تعرضهن للاعتداء الجنسي من قبل محارمها، مؤكدة أن استعانة حالتين فقط بجمعية حقوق الإنسان لا يعني الاستغناء عن إجراء دراسات متخصصة للبحث في أسبابها، واستطردت: "لا يعني استعانة حالتين فقط بنا، أن هذه الحالات غير موجودة في المجتمع, هاتان الحالتان تعنيان استفحال الأمر لديهما، ووعيهما بأهمية هذه الاستعانة.
وطالبت الجهات المعنية بتطبيق أشد العقوبة بحق مرتكب هذه الجرائم، خاصة وأنه ارتكب جريمة الزنا وفي المحارم، مشيرة إلى ضرورة تطبيق عقوبة الرجم حتى الموت في المحصن وغير المحصن.
أمهات يفضلن تعرض بناتهن لاعتداء المحارم
وبينت أن بعض الأمهات و"المتصفات بالجهل" وعندما يلاحظن تعرض بناتهن للاعتداء من قبل المحارم "الأخ" مثلا يفضلنه عن الأجنبي معللات ذلك بأنه أفضل للوقاية من المرض, ودرءا للفضيحة. وعلى ذات الصعيد أشار المحامي الشرعي حسن داحش إلى أن نوعية هذه القضايا في المحاكم الشرعية تعد قليلة أو نادرة. وقال: وفي حالة ثبوت حالة الزنا على المحصن، فإن مصيره الرجم كما أوضحت ذلك الشريعة الإسلامية، ووفقا للمعايير والاشتراطات التي أشارت بها.
أما في حالة كونه غير محصن فيجلد ويغرب. وبين أنه في حاله الشبه، أي ثبوت ذلك الفعل بالتقرير الطبي أو قول وتلميح الضحية أو المجني عليه، ولكن ليس وفق المعايير والاشتراطات الشرعية، بأن يقر الجاني بفعله أو يراه ويشهد أربع شهود عدول وغيرها، فان الحكم يأتي بناء على رؤية القاضي للقضية، أي تعزيزا.
وأوضح أن سقوط الولاية عن الوالي تتم بناء على رؤية القاضي، وأيضا على طلب الأسرة ذلك، مع إيضاح نسبة الضرر التي تلحق الأسرة بناء عليه.
الأقارب يحتلون صدارة الاعتداءات الجنسية
وفي ذات الاتجاه أجرى الدكتور على الزهراني استشاري العلاج النفسي للأطفال والمراهقين بمجمع الأمل الطبي استطلاعا شمل أكثر من 82 فردا من طلاب الجامعات والكليات, أتضح من خلاله أن أكثر من 22.8 في المائة من حالات الاعتداء الجنسية، احتل الأقارب فيها الصدارة، يليهم الأصدقاء, ثم الإخوة والمعلمون, في حين احتل الاعتداء الجنسي من قبل الأب أو الأم المرتبة الأخيرة بنسبة 1 في المائة من المعتدين.
وقال الزهراني لـ"العربية.نت" إن الاستبيان تم توزيعه على 2000 طالب وطالبة، ولم يستجب له غير 823 فردا، مشيرا إلى أن الدراسة تم تقسيمها إلى ثلاثة أقسام هي: خبرات الطفولة, والمعلومات الشخصية "المعتدي عليه, والأسرة" ووقت الاعتداء والوضع الحالي للفرد، مرجعا أسباب الاعتداء من قبل الأقارب "أبناء الأخ والأخت, والجد" وكل فرد يمت له بصلة إلى الفقر وتدني المستوى الاقتصادي, وزيادة عدد الأطفال لدى الأسرة, حيث أنه كلما ترافق الفقر مع زيادة عدد الأطفال، ازدادت بالتالي نسبة الاعتداء من قبل الأطفال, كما أن الفقر يدفع أحيانا الأب إلى دفع الأطفال لممارسة البغاء, بالإضافة إلى أن حالات الاعتداء الجنسي ترتفع في القرى عن المدن.
حالات الاعتداء على الذكور أكثر من الإناث
وبين الزهراني أن حالات الاعتداء على الذكور أكثر من الإناث وذلك من خلال نتائج الاستبيان، مرجعا أسباب ذلك لقلة الإناث المشاركات والتي لا يتجاوز عددهن 34 فتاة, وأيضا للحالة الثقافية والتقاليد الاجتماعية في المجتمع, والانفتاح الإعلامي والتكنولوجي, والاضطراب الجنسي في ممارسة الجنس مع الأطفال, وترويج الصور والأفلام الخليعة الخاصة بممارسة الجنس مع الأطفال, والإدمان على الكحول والمخدرات، والمرض النفسي رغم أنه يشكل 10 في المائه فقط .
وقال الزهراني: من خلال المترددين على العيادات النفسية "نجد تكرر الحالة مع المعتدي عليه، أي عندما يتعدى عليه مرة، يكرر الاعتداء عليه لأن بعضهم يستحسنه بعد الاعتداء عليه, أوان يكون ذلك مرتبطا بالاستغلال والتهديد أو الخوف من الفضيحة".
تشريع خاص لحماية الأطفال من الاعتداء
وأشار إلى أن الجهات المعنية انتهت مؤخرا من وضع التشريع الخاص بحماية الأطفال من الإيذاء وسوء المعاملة، وذلك قبل عرضه على الجهات العليا لإقراره وتطبيقه في المحاكم السعودية، مبينا أنه ينص على أن أي فرد يعرض أو يتعرض لطفل بالإيذاء أو العنف أو التوبيخ "تحت سن 18عاما "سيحاكم وذلك مثل ضرب الآباء لأبنائهم , مبينا أن وزارة الشؤون الاجتماعية وعبر إدارة الحماية الأسرية والتي أنشئت مؤخرا، اتجهت حاليا لأخذ أي طفل من أبيه أو آقاربه في حالة تعرضه منهم للعنف أو الإيذاء، ولا يعود إلى ذويه أو أبويه، قبل أن يقدموا إقرارا منهم بحسن معاملة الطفل، والتأكد من ذلك عن طريق المتابعة من قبل المشرفين والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين.
اعتداء من سبع شقيقات
وداخل العيادات النفسية وجدنا عددا من الحالات، ومنها كما يقول الدكتور علي الزهراني إن شابا سعوديا يبلغ من العمر 22عاما استعان به مؤخرا لحل مشكلته حيث أنه يتعرض للاعتداء الجنسي من شقيقاته السبع، بشكل مستمر وذلك منذ طفولته، مبينا أن هؤلاء الشقيقات ورغم تجاوز بعضهن سن الثلاثين عاما، مازلن يمارسن ذلك معه. وأرجع أسباب استعانته بالطبيب النفسي إلى تدهور حالته النفسية الرافضة لذلك.
وأشار الزهراني إلى أن علاجه قد يستغرق عامين متتالين، كما أنه لابد من خطة لعلاج جماعي لأخواته، خاصة أن المريض عادة يرغب في معاقبة من يعرضه للأذى. وبين الزهراني أن عمة إحدى الأسر السعودية تعمدت وضع فلفل حار في المناطق الحساسة لطفلين بعدما تكفلت برعايتهما بعد طلاق والدتهما، مما تسبب في إصابتهما بنزيف,واستمرت في ذلك فترة من الزمن حتى اكتشف الأب ذلك.
وداخل إحدى العيادات النفسية بمدينة الرياض تستعين فتاة - تحتفظ "العربية.نت" باسمها و تبلغ من العمر 22 عاما- بالعيادة النفسية لإنقاذ أخواتها الإناث من والدها والذي راودها عن نفسها منذ أن كان عمرها 9 أعوام، مما دفع بها إلى معاملته بقسوة والدعاء عليه.
وقالت إن أمها ترى ذلك لكنها لا تتحدث أو تعترض، وعند استفسار الطبيب النفسي المعالج للأم عن أسباب صمتها شعر الطبيب من أن الأم تخشى من شي يعرفه الزوج ويهددها به.
تحيـاتـي
الموضوع الاصلي
من روعة الكون