مركبات فضائية صورت العديد من النيازك
سقط نيزك ضخم من الفضاء الخارجي مارا بالقرب من الأرض فيما كان فلكيون يراقبونه عن كثب.
وصنف النيزك الذي يبلغ حجمه حجم جبل بأنه "نيزك يحمل في طياته خطرا محتملا" ولكن العلماء اكدوا عدم وجود خطر الاصطدام بالأرض.
وقد توقع الفلكيون أن يتمكن من يملكون تلسكوب الهواة من رؤية النيزك.
وشوهد النيزك في أقرب نقطة له الى الأض فوق الساحل الغربي لأمريكا الشمالية في الساعة الخامسة الا ربع صباحا بتوقيت جرينيتش، وقدر العلماء انه كان يبعد أكثر من 268 ألف ميل عن الأرض في تلك اللحظة.
تحليل للنيزك
وكان العلماء يأملون بحساب الحجم الدقيق وتقدير شكله بارسال أمواج ذات تردد عالي بحيث ترتد عن سطحه، حيث كان من المفروض أن يساعد هذا على حساب دقيق لمقدار اقترابه من الأرض ومقدار كتلته وسرعته ممنا يسمح بتخمين تركيبه ومحتوياته.
وقد اكتشف النيزك في شهر ديسمبر/كانون أول عام 2004، حيث اكتشفه مركز فلكي يعمل بتمويل من وكالة الفضاء الأمريكية(ناسا) وسلاح الجو الأمريكي لمراقبة الأجواء بحثا عن نيازك قد تشكل خطرا على الأرض.
وقد ساد الاعتقاد في البداية ان هذا النيزك سيصطدم بالأرض في وقت لاحق من هذا القرن، ولكن الفلكيين عادوا ونفوا امكانية ذلك في المستقبل المنظور
تجرى حاليا دراسات بتمويل من وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) حول جدوى بعثة إلى الفضاء بهدف تدمير نيزك "مارق" .
وتنكب شركة (ديموس سبيس) الإسبانية على تصميم تفاصيل البعثة على أمل أن تقبل الوكالة الأوروبية بالمضي قدما نحو تنفيذ مشروع تدمير النيزك.
وقد وضعت الشركة خطة تحت اسم (دون كيشوت) تقوم على إطلاق مسبارين فضائيين على مسافة بعيدة من النيزك.
وحسب الخطة فإن أحد المسبارين واسمه (هيدالجو) سيرتطم بالنيزك بسرعة عالية ليحيد قليلا عن مساره.
أما المسبار الثاني ويسمى (سانتشو)، فيتولى مراقبة النيزك ويجري عمليات قياس غاية في الدقة لما يحدث له بعد الاصطدام.
والهدف من هذه البعثة هو إطلاع العلماء على القوة اللازمة لضرب نيزك مارق حقيقي متجه نحو الأرض لإلحاق الضرر بها.
وتهدف مؤسسة ديموس إلى إنهاء دراساتها في وقت مبكر من عام 2003 وإقناع الوكالة الأوروبية بضرورة إخراج المشروع إلى الواقع، في الفضاء.
ويقول القائمون على المشروع إنهم متفائلون بالمستقبل.
وقال خوسي أنطونيو غونزالث من الشركة، في تصريح لبي بي سي نيوز أونلاين:"إننا نعتقد أن نتيجة الرحلة ستعود بالنفع على العلم".
ومضى قائلا: "نحن نحاول أن نبرهن على جدوى الرحلة، ليس على صعيد حسابات النشاط الفلكي والمتطلبات التكنولوجية فحسب، وإنما أيضا على المستوى المالي".
وتأمل الشركة في أن يحظى المشروع باهتمام شعبي وعلمي.
وَقْع سرعة خارقة
وقال أنطونيو غونثالث "لهذا السبب نحن نتطلع إلى أن تمضي الرحلة قدما في المرحلتين المقبلتين، أو على الأقل القيام بدراسات أكثر تفصيلا حول الجوانب الأساسية في الرحلة".
وفي حال قبول المشروع فإنه سيجري اختيار نيزك ملائم يتولى المسبار (هيدالغو) الارتطام به بسرعة خارقة تصل إلى عشرة كيلومترات في الثانية.
أما المسبار (سانتشو) فسيدور حول النيزك على مسافة آمنة لمراقبة ما يجري.
وإذا سارت الأمور على ما يرام فإن النيزك سيحيد عن مساره في البداية ببضعة أجزاء من الميليمتر.
والهدف من ذلك هو أن يسجل (سانتشو) التحول المحدود للغاية وإرسال البيانات إلى الأرض.
ويمكن في المستقبل أن يكون الانحراف عن المدار أكبر بكثير، ولذلك فإن شركة (ديموس) ترغب في قياس مدى القوة اللازمة لتغيير النيزك المارق عن مداره.
إنذار مبكر
غير أن نجاعة هذه المقاربة في صد المخاطر التي يطرحها النيزك، تبقى رهنا لمدى الإنذار القائم.
إذ إن رحلة (سانتشو) (وهيدالجو) يمكن أن تستغرق شهورا قبل الوصول إلى هدفهما.
وأي مسبار شبيه بهيدالجو، يجب أن يصد الخطر في المكان المناسب وبالسرعة الملائمة.
وبلوغ هذه الغاية يتطلب دقة عالية، لكن وكما أشار غونثالث إلى ذلك، فإنها لا تحتاج إلى صاروخ نووي من النوع الوارد في قصص الخيال العلمي.
وإذا تلقى المشروع الضوء الأخضر، فإن رحلة (دون كيشوت) ستوفر معلومات قيمة حول مكونات النيزك المستهدف.
وعن ذلك يقول غونثالث "إن هذه البعثة ستقدم لأول مرة نظرة عن داخل النيزك".
ويمضي موضحا أن "نتيجة التجربة إما ستعطي المصداقية لاستراتيجيتنا المقترحة، أو قد تعني أنه يتعين علينا البحث عن حلول أخرى، مثل وضع شراع شمسي هائل على سطح النيزك لاستخدام الرياح الشمسية لتغيير مساره