هذه القصة أو بامكاني القول هذه الخاطرة كتبتها ودخلت بها في مسابقة قبل مدة قصيرة ولم أعرف النتيجة بعد ...
مذ نام الضمير ... ومع شجن العصافير ... ومع دمعة تتلألأ في عيون طفل صغير ...ومع قسوة الزمان من يعُدُ نفسه أمير ... ومع كلمات خرجت من قلوب أطفال فعادت إلى قلوبهم كالأسير ... ومذ سيطر الصمت على شفاه الكبير ! فبات النطق يخرج على شفاه الطفل الصغير ... طفلة !! بكل تفاهة سئلت كيف تحيا ! طفلة رمت الحياة على أكتافها حملا ثقيل ...
يقال : طفلة هي !! عاشت حياة عجوز كبير ...!؟!
ذاقت المر طويلا ولم تذق السعد يوما صغير ...!؟!
كان اسمها حنان ... وفي كل يوم يذبحها معنى اسمها ... كيف لا وهي طفلة ! فقدت الحنان ؟! كيف لا وقد جرحها الزمان ؟! فأصبحت بين صدوع الأرض تخفي دموعها بكتمان !؟!
مع شلال الدموع الحزين ... ومع صدى الأنين ... ومع يوم كانت تنتظره حنان بكل يقين ... تنتظر فيه أن تنتهي من حياة العيش بين أطياف النيران وضحايا الهجران بل وأشواك الاستيطان ... بكل عزم ومن غير خوف صرخت أنـــا طفلة ! بين ملايين ... أنا وبكل فخر ابنة زينب في فلسطين ...
عاشت بين من يعانون بقسوة الحياة عليهم ... ينتظرون بترقب أن تُغرد العصافير ... وتنشر لحنها ليُحلق نحو علم فلسطين ...
حنان فقدت والديها بنيران الغدر والاستيطان ... عاشت حياتها متنقلة بين جمعيات إيواء اليتامى والمساكين ... لتحمل على مر الأيام لقب اليتيمة ... فحرمت من أبسط حقوقها ...
حُرِمت من أغلى ما في الوجود ... فبعد أن كانت تعيش وسط عائلة متحابة ... أصبحت تعيش بين عائلتين من المحرومين ... إحداها لليتامى والأخرى للمساكين ...
ولكن الحياة لم تكتفي ! .
فقد حرمتها الحياة من حقها في التعليم ، لتعيش حياتها بين لقبين :-
لقب اليتيمة ولقبٌ يحمله الأميون ...
رسمت همومها على سطور أصبحت تعاني النزيف ... حتى اكتوى بالأسى قلبها الجريح :-
" مذ طغت أرواح عالمي ... وتجبرت نفوس ساكني كوني ... لم أعد أستطيع بفيضانات الدموع أن أبر عن ألمي ... فوضعت قيودا من حديد على قلبي ... "
صرخت وبأعلى صوت قالت :-
" مالِ هذا العالم بدأ يضيق !؟!
ومالِ قلبي الصغير يتحمل قسوة الزمان والضيق !؟!
ومالِ هذا العالم لم يعُد يٌميز فيه من العدو ومن الصديق !؟! "
قالتهــــا :::
" أنا طفلة !!! وعلامات تعجب عند اسمي ...
أنا طفلة !!! فأين حقوقي وأين من هو لي نصير !؟!
أنا طفلة !!! فكيف أعاني ما يعانيه الرجل الكبير !؟! "
صرخت وعلى جدران الصمت كتبت ...
صرخت وصوت بكائها يُكبت ...
كتبت كلمات عبقت التاريخ برائحتها ... عبرت بها عن قسوة زمانها وظلم واقعها ...
" أنا طفلة !!! ولا زلت أكتب علامات تعجب عند اسمي ... حملت لقبي ولم أعرف يوما معناه ... كيف لهم أن يقولوا هي طفلة تعيش مع الأحلام ؟! وأنا بقسوة الزمان أرى حتى الأحلام ... "
طفلة !!! بكل براءة الأطفال نطقت حروفها ... وبأشعة الشمس نقشت كلماتها ... وبلون الزهور لونت ماضيها ... وبكل معاني الحب طوت صفحات كتاب ذكرياتها ... بعد أن سجلت في بداية هذه الصفحات عنوانها :-
" طفلة !؟! وأعوام الأحاسيس الخائبة "
هكذا بدأت كتابها ،,،, وختمته ببراءة طفولتها التي لم تعشها ،,،, وبكل يقين قالت :-
إن لم أعش ماضيا سعيد ... فبكل عزم سأسعى لأعيش حاضرا ومستقبلا يشعرني أن لي وجود ...
الموضوع الاصلي
من روعة الكون