الرجـــــــــــــــــــال
الدعوة إلى الجهاد ليست للرجال فقط و إنما كتب الجهاد على الأمة عامة رجالهم و نساءهم "فإنما النساء شقائق الرجال" إلا من عذره الله مثل الأعمى والأعرج والمريض، فهؤلاء ليس عليهم حرج. ولكن على من كتب القتال في أرض المعركة وميادين القتال؟ الرد على هذا السؤال جاء بالإجماع أنهم هم الرجال. إذا الرجال عليهم العامل الأكبر في النصر بإذن الله، فما تعريف كلمة "رجل"؟ و ما الصفات التي نعرف بها الرجال؟
- هل نعرف الرجل من تركيبه العضلي؟ أما نعرفه من تركيبه البيولوجي؟ أم كيف نعرف الرجل؟
لا، لا يعرف الرجل من تركيبه العضلي لأنه يوجد رجالا نحيفة مثلا أو أنه يوجد نساء رافعات أثقال يبدو بنيانهم أقوى من الرجال. ولا يعرف الرجل أيضا من تركيبه البيولوجي لأنه على سبيل المثال، قال الله تعالى في سورة الأعراف على قوم لوط: ( إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ )..
إذاً وكما هو موجود حاليا من الشواذ في كل مكان حتى في أرض الإسلام، فالشكل البيولوجي لا يعرّف الرجل أو المرأة. وأيضا لا يعرف الرجل من شاربه أو لحيته، لأنه لا يوجد لدى بعض الرجال شعر على الوجه ويوجد لدى بعض النساء شعر على الوجه وذلك نتيجة اختلال هرموني في الجسد.
* عند البحث ومن ألسنة علماء الدين الإسلامي، وجد التعريف من القرآن في الآيات التالية:
- ( لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) التوبة..
- ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ(37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) النور..
- ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) الأنبياء..
- نلاحظ وجود حرف الجر "في" في كلا الآيتين، مما تدل على وجود شئ داخل شئ. وفي معنى الآيتين، أن الرجال داخل بيوت الله.. هكذا عرف الله الرجل.. أي أن الرجل هو من أسس بنيانه على تقوى من الله.. الرجل هو من أحبه الله.. الرجل هو من يضع الله في حساباته وواجباته وقبل أي شئ.. الرجل هو من يستطيع رفع راية الله عالية خفاقة.
* وليس كل المؤمنين رجال من قوله تعالى:
- ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) الأحزاب.
وقوله تعالى:
- ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ) الأحزاب.
[color=006600
]* وإليكم بعض الصفات التي وصف الله بها الرجال كما وردت في الآيات:[/color]
- يكفي أن الله تعالى شهد لهذا الإنسان أنه رجل.
- شجاع: لأنه ما كان الله ليوحي لإنسان بأن يحمل الرسالة إلا أن يشهد الله تعالى له بالشجاعة. وذلك من قوله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ )..
- بالغ: أي أن الرجل هو من بلغ الحلم (أي سن 11 أو 12)، و ذلك من قوله تعالى: ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالْكم )..
لأن إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه و سلم مات وعنده 16 شهر و في قول آخر و عنده 18 شهر. وبالفعل ما كان سيدنا محمد أبا أحد من الرجال.
- صابر: وذلك لأن الرجل تحمل الصبر على الطاعة حتى شهد الله له، بل ويحبه الله.
- قوى البنية: وذلك من قوله تعالى أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ... وفيه تشبيه بأن الجسد كأنه بنيان يؤسس، وحيث أن الأساس في حياة المهندسين هو أصل القوة في أي مبنى، لذلك فإن جسد الرجل يكون قوي كالبنيان وأساس قوته تقوى الله.
- مُحب: وذلك من قوله تعالى: ( رِجَالٌ يُحِبُّونَ ).
- رقيق القلب: وذلك من قوله تعالى يَخَافُونَ يَوْماً..
- لا يخاف أحدا إلا الله: وذلك من قوله تعالى: ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ) كلنا يعلم ما في التجارة من مشاكل ومشاكسات ومكسب وخسارة وأُناس يتقون الله وأُناس غير ذلك، ولكن الرجل هو من لا يلتفت لذلك، ويضع الله فوق أي اعتبار.
- مضئ الوجه: و ذلك من قوله تعالى: ( وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ ) وذلك أن رجل حل عليه رضوان الله تعالى، بالتالي حلت عليه رحمة الله، وبالتالي تحقق فيه قول الله تعالى في سورة آل عمران: ( وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ).
- جاد: وذلك من قوله تعالى: ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ ).
- حذر: وذلك من قوله تعالى: ( يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ).
- شهم: وذلك من قوله تعالى: ( فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ).
- نظيف: وذلك من قوله تعالى: ( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ ).
- محبوب عند الناس: وذلك من قوله تعالى: ( َاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ). ومن يحبه الله حبب الله فيه خلقه وذلك من الحديث القدسي الصحيح ( إذا أحب الله عبدا ، نادى جبريل: إني قد أحببت فلانا ، فأحبه ، قال: فينادي في السماء ، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض ) ، فذلك قول الله: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) ، وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل: إني قد أبغضت فلانا ، فينادي في السماء ، ثم تنزل له البغضاء في الأرض.
- طموح: وذلك من قوله تعالى: ( وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ). إذا لابد أن يكون هذا الرجل آخذا بأسباب الرزق وساعيا فيها حتى يزيده الله من فضله.
- نشيط: لأن من حافظ على صلواته الخمس في المسجد، هذا دليلا على نشاطه، وليس ذلك وحسب، وإنما أيضا يسعى في رزقه حتى أن الله يزيده من فضله.
- حسن الخلق: وذلك من قوله تعالى: ( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ). إذا فالأولى أن يكون الرجل حسن الخلق مع الناس، لأنه كان حسن الخلق مع الله تبارك و تعالى.
- صادق: وذلك من قوله تعالى: ( رِجَالٌ صَدَقُوا ).
- مقدام: وذلك من قوله تعالى: ( فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ).
- أمين: لأنه في الأصل حافظ على الله وفروض الله وحدود الله وبيوت الله، فلابد أن يكون محافظا على حرمات الله.
- ثابت و موزون: وذلك من قوله تعالى: ( وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ).
- مخلص: وذلك من قوله تعالى: ( رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ).
- كريم: وذلك من قوله تعالى: ( وَيَزِيدَهُم ). ومن قوله تعالى: ( وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ).
- رحيم: وذلك من قوله تعالى: ( وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ). إذا فيه خصلة الرحمة بالضعفاء ذوي الحاجة.
- ذكي: وذلك من قوله تعالى: ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ). فمن كانت له القدرة على إحضار الذهن في وقت ذكر الله، ثم إحضار الذهن وقت السعي، فهو بذلك ذكى يعرف كيف يوظف عقله جيدا.
- حساس: وذلك من قوله تعالى: ( وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ). وكذلك أثبت إحساسه بالضعفاء.
- متواضع: وذلك من قوله تعالى: ( وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ).
- عادل: وذلك من قوله تعالى: ( لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ ).
- عزيز النفس: وذلك من قوله تعالى: ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ ).
- منظم: وذلك لأن الرجل حافظ على وقت ذكر الله ، ووقت التجارة للتجارة. فكذلك في جميع حياته هو منظم.
- أخيرا الرجل يكون فيه أكثر صفات الأنبياء والمرسلين وذلك من قوله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ ).
- يا أخي في الله.. أنظر إلى نفسك الآن واسأل نفسك.. هل أنت ذلك الرجل الذي عرفه الله ثم وصفه بتلك الصفات الجميلة؟ إن كنت كذلك، فنعم الرجل أنت. وإن لم تكن كذلك، فماذا تنتظر لتكون رجل يحبه الله؟ رجل خليفة لله؟ رجل يدافع عني وعن أمه وأخته وابنته وأخواته المسلمات وأطفاله وأطفال إخوانه وأخواته وسائر محارم الله ودين الله والدعوة إلى الله؟
- يا أختي في الله.. هل يوجد في بيتك رجل يدافع عنك؟ فإن وجد ذلك الرجل فذلك خير لك ولطفلك، ولكن لو لم يكن عندك ذلك الرجل الذي يدافع عنك؟ أين فطنة المرأة المسلمة التي تستطيع أن تجعل من زوجها وأخيها وأبيها وابنها رجالا يدافعون عنها وقت اللزوم ويحملون راية الإسلام ويجعلونها عالية خفاقة؟
- يا أختي الملتزمة، لا تأخذي الرجال أعداء لك، فإنما هؤلاء الرجال هم من يدافعون عنك، ويا أختي غير الملتزمة، لا تفتني الرجال، فأنت أول خاسرة من فتنتهم، ذلك أن بعض ضعاف النفوس سيتحولون بسببك إلى وحوش يبحثون عن شهواتهم فقط، وبدلا من أن يدافعوا عنك، سيكونون هم أول من يهتكون عرضك.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون