بيروت والدم القانـي
الآن في بيروت تقتل العذرية … الآن في بيروت تنتهك العَفة ..الآن في بيروت تشنق شجيرات الأرز وتدق البراعم قبل أن تولد.. الآن بيروت جثث الأطفال وسوق اللحوم وقطع الغيار البشريه
أياد وأرجل ورؤوس تطير لتكتمل قلادة الجماجم في عنق كبير الأحبار ..
الآن بيروت تنتحر بحثا عن الزمن العربي .. بيروت تصرخ واعرباه .. ويأتي الصدى .. العربي مقدام العربي فارس العربي شجاع .. نعلن نحن حماة الضاد وأهل البلاغة أنا نشجب ونعلن أنا نستنكر ونعلن بعدها أن السهرة هذه الليلة في ملاهي لندن بعد صلاة العشاء بصحبة سيدنا السلطان ..
تتضارب الكؤوس وتظهر النشوة .. تحمل الرؤوس .. تحرق الجثث ويتطاير رمادها مع النسمة الباردة.. يحرق الأحياء ويشنقون بعد الحرق .. تزداد النشوة وتكسر الكؤوس .. فيزداد اللهيب وتتطاير الجثث ويتلبد الرماد في الرئة وتبدأ الأغنية :
( حماة الضاد عليكم سلام أبت أن تهد البيوت الخيــام )
ونرتشف القهوة القانية كل صباح عَلنا نصحو من سكرتنا .. آه يا تاريخنا العريق أمجادنا في المتاحف يملأها الغبار والصدأ والغبار والصدأ جيلا بعد جيل .. لاتنتحبي يا بلدي تركنا بيوت الَشعر وسكنا بيوت الِشعر وما زلنا نحتمي بأسلاك الحدود الشائكة .. سيوف المجد باتت مرودا للكحل أو سكينا لقطع الكعكة في الأعراس …
الأمة العربية تبرأت من رحمها والخيول الأصيلة تعانق العهد القديم على بوابة التاريخ… وحمامة السلام خاف الخرافات تلهث … بيروت تمِزق ثوبها وآعرباه ويرتد صدى الأسطورة العربية العربي شجاع العربي فارس العربي مقدام … ونصحو على صوت الرصاص لنجد بيروت قد إغتيلت حتى آخر طفل .. نصحو لنرى شوارع بيروت المضَرجة الحمراء وعلى أحد أرصفتها لعبة مقتولة ودماء قانية تفارق جسدها …
بيروت سامحي أبناء العمومة لقد خرجوا عن صمتهم إسمعيهم يصرخون ويلُبون نداء المخاض قبل أن تلدي حزنك ويلِوحون بغصن من زيتون .. شاهت الوجوه كل الوجوه التي لا تعنيها المسألة .. بيروت لا تشيحي وجهك عني ولا تشكي قهرك فلن تسمعي سوى الصمت وأنين خافت من حيفا .. بيروت ستسمعين ضجة القادمين من البعيد .. بيروت هذا عزائي لك فسامحيني .. سيرويك الزمان للزمان إني أنا المقتول وإني أنا الجاني ….
بقلمي
الموضوع الاصلي
من روعة الكون