((صيفاً بلااااا معاصي))
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم...
أخي المسلم : إن الإجازة جزء من عمرك وحياتك ترصد فيها الأعمال وتسجل الأقوال ، وأعلم أنك موقوف
للحساب بين يدي ذي العزة والجلال ، فإن الدنيا دار اختبار وبلاء، قال صلى الله عليه
وسلم : " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه
فيما أبلاه وعن ما له من أين اكتسبه وفيما أنفقه "..
واستشعار ذلك – عباد الله - يجعل للحياة قيمة أعلى ومعان أسمى من أن يحصر المرء همه في دنيا
يصيبها أو امرأة ينكحها أو منصب يطلبه أو رفاهية ينشدها أو مال يجمعه حتى إذا انتهى راح يطلب المغريات
الكاذبة، كلا ليس الأمر كذلك فالله عز وجل يقول :
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
، ويقول سبحانه وتعالى "
" أفحسبتم انما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون" ..
عباد الله : إن من الأمور التي تساهم وتساعد على استثمار الإجازة: العناية بالقران الكريم
والاشتغال به حفظاً وتلاوةً وتعلماً وتعليماً قال صلى الله عليه وسلم :
" خيركم من تعلم القرآن وعلمه ".
فيأخي المسلم إذا أخذت قسطك من النوم والراحة ، وتنعمت بأنواع الطعام ، وحققت شيئاً
من السعادة ، فلا تنس غذاء قلبك بقراءة القرآن طلباً للحسنى وزيادة ، لا تبخل على
كتاب الله بساعة من أربع وعشرين ساعة.
- والسفر إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
قال رسول الله :
( صلاة في مسجدي افضلُ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجدَ الحرام وصلاة في
المسجد الحرام أفضلُ من مائة ألف صلاة فيما سواه )
رواه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني.
- وكذلك السفر في بر الوالدين وصلة الأرحام وزيارة العلماء والصالحين في الله تعالى
وعيادة المرضى وإجابة دعوات الأفراح والمناسبات التي ليس فيها منكرات
قال صلى الله عليه وسلم : " من لم يجب الدعوة فقد عصى
أبا القاسم ".
- وكذلك السفر لأجل الدعوة إلى الله على علمٍ وهدىً وبصيرة
قال تعالى :
" ومن أحسن قولاً ممن دعا الى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين "
وقال صلى الله عليه وسلم : " فوالله لن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم "
- ومن الأمور المعينة على استغلال الإجازة وشغل الفراغ وهذا نوصي به الناس بعامة
والشباب بخاصة طلب العلم وتحصيله والسفر لأجله
قال صلى الله عليه وسلم :
" ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة "
رواه مسلم .
كان السلف يرحلون في طلب العلم والمعرفة فهذا ابن مسعود رضى الله عنه يقول :
لو أعلم مكان أحد أعلم مني بكتاب الله تناله المطايا لأتيته " ،
وقال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه : " رحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر
إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد " وقال الشعبي رحمه الله : لو سافر رجل من
الشام إلى أقصى اليمن في سبيل كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى ما كان سفره ضائعاً "
- وبحمد الله أننا في هذه البلاد المباركة المعطاءة وفرت محاضن تربوية وبرامج نافعة
للشباب المسلم من حلق ومدارس لتحفيظ القران الكريم وهاهي المراكز
والنوادي الصيفية تأتي لتحفظ فلذات الأكباد من الضياع ولتملأ الفراغ وتحرك الطاقات
وتستثمر القدرات ...ألخ فهي فرصة لإلحاق البنات والشباب بها.
- ومن البدائل المتاحة والمتيسرة بحمد لله السياحة النقية والنزهة البريئة إلى
ربوع البلاد الإسلامية المحافظة التي تنعي أبناءها الذين هجروها، ويمكن للمسلم
أن يجمع بين الراحة والعبادة فيزور مكة ويذهب للطائف ومن ثم إلى جدة.
ختاماً نريدها إجازة في طاعة الله ليس فيها أمرأة تتبرج ، أو شهوة تتهيج أو نزعة إلى الشر تتأجج..
إجازة على مايرضي الله لا على ما يسخطه.. إجازة تبني الجسم وتغذي العقل وتروح عن النفس..
والله من وراء القصد.
اللهم اصلح الراعي والرعية والأمة الإسلامية ، اللهم آمنا في الأوطان والدور وأصلح الأئمة وولاة الأمور
واعصمنا من الفتن والشرور اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الموحدين ..
خطبة للشيخ محمد بن إبراهيم السبر
جامع الأميرة موضي السديري بالرياض
دمتم في حفظ الله ورعايته:icon_mn:
الموضوع الاصلي
من روعة الكون