اليك يا صاحب الهموم / أبشر بخيرٍ فإن الفارج الله
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليك يا صاحب الهموم
حينما يُنِيخ الـهَـمّ في ساحات أقوام وعندما يضرِب الكَرْب أطنابه في صدور آخرين
حينها تُخيِّم سحائب الْحُزن وقد تُمطِر العيون دَماً بعد دمع
وقد يَرى أُناس الليل فلا يَرون فيه إلاّ حِلْكَته وسَواده
قد يتنفّس أحدهم من ثُقب إبرة ! وقد يَنظر من خلال منظار مُغلَق !
فلا يَرى في الأُفُق أمَلاً يَلُوح ،، بل لعلّه إذا رام تفريجا رأى ضيقاً
وإن نَشَد الفَرَح صَفَعَه الْحُزن ،،وإن أراد أن يَضحَك عُبِس في وج
فهو ينتقل مِن هَـمٍّ إلى هـمّ ويَخْرُج من غمّ ويَدخل في آخر
إلا أنّ دوام الْحال من الْمُحال وربّ العزّة سبحانه أخبر عن نفسه بأنه (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)
قال عليه الصلاة والسلام : من شأنه أن يَغْفِر ذَنْباً ، ويُفَرِّج كَرْباً ، ويرفع قوما ويخفض آخرين . رواه ابن ماجه .
قال عبيد بن عمير : مِن شَأنه أن يُجيب داعيا ، أو يُعْطِي سائلا ، أو يَفُكّ عَانيا ، أو يَشْفِي سقيما .
وقال مجاهد : كل يوم هو يُجِيب داعيا ، ويَكْشِف كَرْباً ، ويُجِيب مُضْطَراً ، ويَغْفِر ذنباً .
وقال قتادة : هو مُنْتَهَى حاجات الصالحين وصريخهم ، ومنتهى شكواهم .
ومن لُطْف الله وفضله وعظيم مِنَّتِه أنه لا شِدّة إلا ويَعقبها فَرَج
وما من كَرْب إلا ومعه التنفيس
وقد يبتلي الله عباده ليَظهر منهم صِدق العبودية وليجأوا إلى الله بالدعاء
ومِن جُوده وكرمه سبحانه وتعالى أن هيأ لِعباده أسباب النجاة
وأنْ دلَّهُم على طُرُق الخيرات وجَعَل له نَفَحَات ، وأمَرَهم أن يتعرّضوا لِتلك النفحات
ففي الحديث : افعلوا الخير دَهركم ، وتَعَرَّضُوا لنفحات رحمة الله ، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، وسلوا الله أن يَستر عوراتكم ، وأن يُؤمِّن روعاتكم . رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في شُعب الإيمان .
وسبحانه وتعالى يُخاطِب عباده كل ليلة ، فيقول : هل من سائل يُعطى ؟ هل من داعٍ يُستجاب له ؟
هل من مُسْتَغْفِر يُغْفَر له ؟ حتى ينفجر الصبح . كما في صحيح مسلم .
وروى محارب بن دثار عن عمّه أنه كان يأتي المسجد في السحر ، ويَمُرّ بِدَارِ ابن مسعود ، فسمعه يقول :
اللهم إنك أمرتني فأطَعْتُ ، ودعوتني فأجَبْتُ ، وهذا سحر فاغفر لي . فسئل ابن مسعود عن ذلك ،
فقال : إن يعقوب عليه الصلاة والسلام أخَّرَ الدعاء لِبَنِيه إلى السَّحَر ، فقال : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ) .
فيا صاحب الهـمّ ..
اعلم أن الفَرَج مع الكَرْب وأن مع العُسر يُسْرا
يا صاحب الهم إن الهم منفرج = أبشر بخير فإن الفـارِج الله
اليأس يَقْطَع أحيانا بصاحِبِه = لا تيأسَنّ فإن الكـــافي الله
الله يحدث بعد العُسْر مَيسرة = لا تجزعنّ فإن الصَّـانِع الله
وإذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارضَ به = إن الذي يَكْشِف البلوى هو الله
والله ما لَك غير اللهِ مِن أحَدٍ = فَحَسْبُك الله .. في كلٍّ لكَ الله
وأصدق منه وأبلَغ قوله عليه الصلاة والسلام : واعلم أنّ في الصبر على ما تَكْرَه خيرا كثيرا
وأن النصر مع الصبر ، وأن الفَرَجَ مع الكَرْب ، وأن مع العسر يُسرا . رواه الإمام أحمد .
ويا صاحب الهـمّ ..
لا تَغْفَل عن القرآن ولا تُغفِل مصدر الفَرَج وأصل السعادة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أصاب أحداً قط هَمٌّ ولا حُزن ، فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمَتِك ، ناصيتي بِيَدِك ، ماضٍ فيّ حُكمك ، عَدْلٌ فيّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ؛ أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ،
وجلاء حزني ، وذهاب همي ؛ إلا أذهب الله هَمّه وحزنه ، وأبدله مكانه فرجا . فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها ؟
فقال : بلى ، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها . رواه الإمام أحمد .
ويا صاحب الهـمّ ..
لا تَجزعنّ لمكروه تُصَاب به = فقد يُؤدِّيك نحو الصِّحة الْمَرَضُ
ويا صاحب الهـمّ ..
اعلم أن الهـمّ أجرٌ وخير ففي الحديث : ما يصيب المؤمن من وَصَب ولا نَصَب ولا سَقَم ولا حَزَن ،
حتى الْهَمّ يُهَمَّه إلا كُفِّرَ به من سيئاته . رواه البخاري ومسلم .
ويا صاحب الهـمّ ..
الهـمّ رِفعة في درجاتك ،روى الإمام أحمد من طريق محمد بن خالد عن أبيه عن جده - وكان لِجَدِّه صُحْبَة - أنه خَرَج زائرا لِرَجُلٍ من إخوانه ، فبلغه شكاته . قال : فَدَخَل عليه ، فقال : أتيتك زائراً عائداً ومبشراً . قال : كيف جمعت
هذا كله ؟ قال : خَرَجْتُ وأنا أريد زيارتك ، فبلغتني شَكَاتُك ، فكانت عِيادة ، وأبَشِّرُك بشيء سمعته من رسول الله
قال : إذا سَبَقَتْ للعبدِ من الله مَنْزِلَة لم يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده
ثم صَبَّرَه حتى يُبَلِّغَه المنْزلة التي سَبَقَتْ له منه .
يا صاحب الهـمّ ..
ألا ترى أن الهـمّ والْحزن والكَرْب مِحَنٌ في طـيِّـها مِنَح ؟!
مر إبراهيم بن أدهم برجل وج ينطق بالهم والحزن…
فقال إبراهيم إني سائلك عن ثلاث فأجبني …
فقال الرجل : نعم .
فقال إبراهيم : أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله ؟
فقال الرجل : لا.
قال إبراهيم : أفينقص من رزقك شيء قدره الله ؟
فقال الرجل : لا.
قال إبراهيم : أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله ؟
فقال الرجل : لا .
فقال إبراهيم : فعلام الهمّ
{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ .... } {وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ ... }آل عمران141
ومن أدعية تفريج الكروب التي كان يدعوا بها الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قال
ما أصاب عبداُ هم ولاحزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ،
عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك
أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " .
إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححه الألباني.
واللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ".
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء
فلاش رائع هنــــــــــــا أتمنى من كل مهموم أن يسمعه ويعيه بقلبه لعل الله يُفرج همه
اللهم إنى أسألك باسمك الأعظم الذى إذا دعيت به أجبت و إذا سألت به أعطيت ان تفرج عنا الكروب
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنهـا لا تفرج
ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين
اللهم امين
منقول
الموضوع الاصلي
من روعة الكون