السقف الحزيــن
جدران صامتة في ألفة الظلام ، إستلقى على فراشه يتأمل في أركان غرفته العابقة بذكريات سنين خلت ، يشعل لفافة من دخانه ، عيناه تنظران نحو نسمة الهواء الباردة التي تداعب دخان لفافته ، تزدحم الأفكار في مخيلته لتخترق الصمت
أحس بقشعريرة ، نقاط موزونة من الماء أجهضها سقف الغرفة تسقط على وجهه ، سيمفونية غور المياه في السقف المتصدع عادت لتعزف ألحانها مع بداية الشتاء ، هذا السقف ـ الحزين ـ عاد ليحرمه متعة التفكير في هذه الليلة وكل ليلة إن بقي على هذا الحال ، تتمادى المياه في سقوطها لتصل أطراف الفراش وبعضا من أرضية الغرفه
ويسرح به الخيال بعيدا الى ذلك اليوم الذي جاءت به السماء بكميات كبيرة من المطر، كان يعمل في ورشة لأحد البيوت ، في الطريق لم يكن سوى القليل من المارة بسبب شدة البرودة ، أحس بعروقه تتجمد ، قرع الجرس وفي الداخل أحس بنسمات أثيرية دافئة أعادت الحياة لعروقه ، عيناه تحتضن تلك المدفأة الملتصقة بالحائط ، نيرانها تناديه ليتأملها عن قرب ، شعر للحظه أن هذا دفء حزيران أو تموز وليس فصل الشتاء إلا أن حبات المطر المتساقطة من شعره جعلته يفيق من حلمه ، خلع حذائه ، إقترب من المدفأة ـ قبل البدء بالعمل ـ شعر بالسجادة تداعب رجليه من علوها ، عيناه تجولان بإتجاه كل شيء وكل ما في المنزل يبعث بالنفس الدفء الممزوج بالثراء الفاحش والمادة
مازالت نقاط المياه تتساقط من سقف الغرفة ، جلس القرفصاء يحاور السقف لمنع تساقط المياه مع أنها رحمه ، إلا أنها ما زالت تتساقط
* سألت صديقي عما جرى لسقف غرفته فقال أنه قد عمل ( روبه ) لمنع تسرب المياه إلا أنها ما زالت تتساقط
بقلمي
الموضوع الاصلي
من روعة الكون