السلام عليكم جميعا
موضوعي اليوم طويل شوي بس ممتع واتمنى قرائته بالكامل وهو جزء من نشاط قمت بالبحث عنه
قال الله تعالى:(كَذَّبَتْ قَومُ لُوطٍ بالنُّذُرِ* إِنَّا أَرْسَلْناَ عَلَيْهِمْ حَاصِباً إلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ* نِّعْمَةً مِّنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِيْ مَنْ شَكَرَ* وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بالنُّذُر) (القمر: 33-36).
عاش لوط(عليه السلام) في نفس زمن إبراهيم عليه السلام مرسلاً إلى بعض الأقوام المجاورة لإبراهيم،
كان هؤلاء القوم يمارسون نوعاً من الشذوذ لم تعرفه البشرية قبلهم، وهو اللواط. وهم اول من قام به لقوله تعالى ((ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين))
فهو عمل مكتسب من عاداتهم السيئة وطبائعهم وليس وراثياً، لأنهم كانوا أول من مارسوه. فهم يتحملون وزر عملهم ووزر من عمل به إلى يوم القيامة
و لقد عاقب الله قوم لوط بعقاب شديد لم يعاقب قوما آخرين بمثله فقد خسف الله الأرض بهذه القرى فبعد أن كانت مرتفعة عن مستوى مياه البحر الميت أصبحت أسفل منه "فجعلنا عاليها سافلها".
ومع هبوط أرض هذه القرى تفجرت البراكين من الشقوق المحيطة بمكان الخسف فقذفتهم بالحمم البركانية من كل مكان "وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود"
ثم فاضت عليهم مياه البحر الميت لتملأ هذه الأرض المخسوفة لتصبح جزءا منه.
لقد كان مشهد العذاب مرعبا جدا بحيث أن الله أمر لوط عليه السلام وأهله أن لا يلتفت أحد منهم فيرى هذا المشهد المرعب فقال عز من قائل "فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم" هود 81.
وسيتضح لنا لماذا أمر الله لوط عليه السلام وأهله أن لا يلتفتوا إلى الوراء فقد خرجت امرأة لوط عليه السلام معهم رغم كفرها إلا أنها التفتت إلى الوراء عندما سمعت دوي الانفجارات البركانية (الصيحة) فتسمرت في مكانها فأصابها ما أصاب القوم من العذاب حيث قذفها الله بإحدى الحمم البركانية.
ولقد نجا الله لوط عليه السلام وابنتيه من هذا العذاب الأليم وكان من لطف الله بهاتين البنتين أن الله أمر أبيهما عليه السلام أن يمشي خلفهما ليمنعهما من الإلتفات إلى الوراء عند سماع صوت الإنفجارات المدوية.
وجه الاعجاز
ونتيجة لهذه الظاهرة الكونية وربما لموقعهم الجغرافي في حوض البحر الميت المنخفض والذي يُعتبر أخفض منطقة بالعالم عن مستوى سطح البحر بمقدار 400م وهذا الانخفاض في موقع الحدث له أهمية طبية وقائية كبيرة تدل على تحوطات الأمان التي اتخذها الله جلّت قدرته لوقاية البشر والبيئة من الجراثيم المعدية التي كانوا يحملونها في أجسادهم فتواجدهم بمستوى قريب من السطح قد يؤدي الى خروج الافرازات الجسميه بعد تحللهم الى المحيط او الى التربه السطحيه وانتقال هذه الجراثيم
إضافة إلى ذلك فقد غطى الله عز وجل بحكمته وتقديره العجيب مكان العقوبة ببحيرة من الماء شديد الملوحة (البحر الميت) والذي سمِّي (بالميت) لأن الأحياء لا تستطيع أن تعيش فيه كالأسماك والنباتات المائية وغيرها لشدة ملوحته وكثافته العالية بحيث أن الشخص الذي يسبح فيه لا يغطس وكما نعلم إن الماء شديد الملوحة لا تعيش فيه الجراثيم وإنما يُقضى عليها بسبب التركيز العالي للملح الذي يسحب الماء منها فيصيبها بالجفاف والموت
وبمقارنة بسيطة مع التعليمات حول دفن المرضى المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) الصادرة عن اللوائح الصحية الدولية ترى سبق القرآن الكريم للطب الحديث في الوقاية من أمراضٍ وبائية كهذه ومن بعض هذه الاجراءات
* سد كافة منافذ الجثة ويمنع تسرب الإفرازات منها مع لف الجثة بقماش مشبع بمحلول مادة (الفورمالين) مع التأكد إلى القائمين على العمل بالعملية بوجوب اتخاذهم كافة الاحتياطات اللازمة لمنع انتقال العدوى.
* توضع الجثة في تابوت معدني في قاعه طبقة خاصة من مادة كالفحم أو نشارة الخشب ومضاف إليه مادة مطهرة (الفورمالين) ويقفل جوانب التابوت وفتحاته باللحيم.
* يوضع التابوت المعدني في داخل صندوق خشبي بسمك (2سم) وجوانبه غير قابلة لنفوذ السوائل ويحكم إقفاله بواسطة المسامير اللولبية.
* يحفر القبر بعمق مترين مع إضافة المواد المطهرة إلى قاع القبر وإلى التراب بعد تغطية التابوت به.
واترككم مع بعض الصور
قامت الأقمار الصناعة الأمريكية بتصوير قاع البحر فكشفت الصور ست نقاط على شكل مستطيل هي عبارة عن قرى مغمورة تحت البحر الميت يعتقد أنها قرى نبي الله لوط عليه السلام
كما قامت إحدى الغواصات البريطانية الصغيرة بمسح قاع البحر الميت فكشفت وجود عدة بروزات كبيرة مغمورة بطبقة سميكة من الملح يعتقد أنها قرى نبي الله لوط عليه السلام
بقايا من الأشجار القديمة عليها ترسبات ملحية تمتد في إحدى أطراف البحر الميت الضحلة
صورة بالأقمار الصناعية للبحر الميت
وخلاصة القول:
أن العبرة النهائية والهامة من قصة قوم لوط ونوعية العذاب الذي وقع عليهم ومن قصص الأنبياء جميعاً أن العقاب في الدنيا والآخرة لكل من يخالف أوامر الله عز وجل وتعاليم رسله وأنبياءه في كل زمان ومكان
الموضوع الاصلي
من روعة الكون