القمة الطبية العليا للديانات السماوية لعملية الذبح والرفق بالحيوان
كشف علمي طبي كبير يبشر بالقضاء على أمراض جنون البقر والحمى القلاعية وانفلونزا الطيور
ها هي حضارة القرن العشرين تشهد ذرى تقدُّم البشرية بالابتكارات العصرية، ورغم أنها تحمل بين طيَّاتها أعداداً هائلة
من السكان ما عهدت الأرض أمثالها، غير أنها تحمل بأمراضها أيضاً ألواناً من الهلاك الجماعي فتكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثاً.
ولو أنها أرادت تقديم تطُّـورٍ، فإن المســائل والتحديات التي تواجهها تغطيها بحيث لا تسمح لها مجالاً أكثر من دراسة الموضوع مع العجز عن أن تقدِّم له حلاًّ مرضياً.
يدعي بعض المستشرقين بأن الموت هو الموت للذبائح من أبقار وخرفان وطيور، والحيوان الأعجم المشرف على الموت هل يفهم باللغة العربية أم بغيرها حتى يُذكر عليه اسم الله عند ذبحه، بل ولا يُؤكل ما لم يُذكر اسم الله عليه.
ويقولون إننا معشر الشرقيين لنوغل ونغرق في أمور غريبة لا مردود لها، غيبيات لا ندركها ولا نعلمها.
فما فائدة ذكر اسم الله على الذبيحة التي ترزح تحت آلام الذبح وهي لا تعي ولا تدرك؟!
هل ذكر اسم الله تعالى
على الذبائح مجرد شعائر وطقوس دينية، أم أن له أثراً كبيراً، وأسساً وقواعد علمية دقيقة يستند إليها غفل الناس عنها فتركوه!!
ارتباط التكبير على الأنعام والطيور بالشرائع السماوية
إن أمر التسمية والتكبير على الأنعام والطيور عند ذبحها مرتبط بالشرائع السماوية والأوامر الإلهية التي ينقلها الأنبياء والمرسلون إلى أممهم.
وبما أن أصل الدين واحد، كما أن أبانا آدم عليه السلام واحد بدليل الآية القرآنية {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}: لم يكن إذ ذاك ملحد أو منكر لكتاب الله، بل منهم الطائع والعاصي {فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ}: الطائعين {وَمُنذِرِينَ}: العاصين.
والآية التالية أيضاً تثبت أن أصل الدين واحد بقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} الشورى (13).
وما تكرار الآيات القرآنية الخاصة بالتكبير بثماني مرات إلا خير دليل على وجود أمر هام.
إليك أخي القارئ جميع الآيات التي ورد فيها الأمر الإلهي بذكر اسم الله على الذبيحة:
{وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} سورة الأنعام (121).
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة البقرة (173).
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة النحل (115).
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة المائدة (3).
{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} سورة الحـج (34).
{وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} سورة الحـج (36).
أما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «..وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحهْ، ولْيُحدَّ أحدكم شفرته ولْيُرِحْ ذبيحته»( صحيح مسلم (1955/57).).
وأيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: «والشاة إن رحمتها رحمك الله»( كنز العمال /15613/.) .
وكم من آية في القرآن نوَّهتْ وذكَّرتْ هذا الإنسان بذكر اسم الله على ذبيحته سواء كانت طيوراً أم أنعاماً، وكم من حديث أَمَرَ وحَثَّ على ذلك كقوله صلى الله عليه وسلم «ما أُنهر الدمُ وذُكر اسم الله عليه فكلوا..»( كنز العمال /15602/.) .
وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا سميتم فكبروا» أي: يعني على الذبيحة.
فلماذا هذا الاستهتار.. أفهل بذكر اسمه تعالى وهو العزيز العظيم في علاه، وهو الجليل في بهاه وما أرحمه،
الخالق الكبير السميع الخبير البصير مالك الملك المحيِ المميت.
أَفَهل ذكْر اسمه تعالى يُورث ذلك الإنسان منقصة!. أم يراه ذلاًّ وعاراً حتى يهمله وينساه عن قصد إرادةٍ وتصميم.. فما أعجب أمره أيستكبر على خالقه الذي خلقه من ذرة، نطفة لا حول لها ولا قوة، أنشأه فسواه!!.
{..وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ..}( سورة الأنعام: الآية (121) .. وأنَّى لفاسق أن يُستجاب دعاه أو أن يُرفع عمله إلى السماء. وإتماماً للفائدة نذكِّر، إذ أن الذكرى تنفع المؤمنين.
هذا ديننا الذي يحاربوننا عليه يالله كم أنت رحيم بعبادك ولاترضى لهم إلا الخير والسعادة
فماذا ننتظر ؟ لماذا لانتمسك بتعا ليم ربنا وننال ماأعده لنا من الخير العميم
الموضوع الاصلي
من روعة الكون