حضارتنا حلقة في سلسلة الحضارات الإنسانية
‘سبقتها حضارات ‘وستتبعها حضارات‘وقد
تميزت حضارتنا بخصائص تفردت بها
عن سائر الحضارات قديمها وحديثها.
وأول هذه الخصائص:أنها قامت على أساس
الوحدانية المطلقة في العقيدة ‘ فهي أول حضارة
تنادي بالإله الواحد الذي لاشريك له في
حكمه وملكه ‘وهو وحده الذي يعبد ‘
وهو وحده الذي يقصد وهو الذي يعز
ويذل ويعطي ويمنع ‘وما من شيء
في السماوات والأرض إلا وهو تحت
قدرته وفي متناول قبضته.
وثاني خصائص حضارتنا: أنها إنسانية
النزعة والهدف ،عالمية الأفق والرسالة،
فقد أعلن القرآن الكريم وحدة النوع الإنساني
على الرغم من تنوع أعراقه ومنابته ومواطنه.
وثالث خصائص حضارتنا: أنها جعلت للمبادئ
الأخلاقية المحل الأول في كل نظمها ومختلف
ميادين نشاطها ، وهي لم تتخلَ عن هذه المبادئ
ولم تجعلها وسيلة لمنفعة دولة ، أو جماعة
،أو أفراد ،بل شاعتها في كافة ميادين الحياة
تشريعا" وتطبيقا" .
ورابع خصائص حضارتنا : أنها تؤمن بالعلم
في أصدق أصوله وترتكز على العقيدة في
في أصفى مبادئها ،فلقد خاطبت العقل والقلب
معا"، وأثارت العاطفة والفكر في وقت واحد
،وهي ميزة لم تشاركها فيها حضارة في التاريخ.
وآخر ما نذكره من خصائص حضارتنا : هذا
التسامح الديني العظيم الذي لم تعرفه حضارة
مثلها قامت على الدين.
هذا ما صنعته حضارتنا ، وهناك
عشرات الأدلة الدالة على صحة
هذه الحقيقة ، وحسبنا أن نعرف
أن حضارتنا تنفرد في التاريخ
بأن الذي أقامها دين واحد ،
ولكنها كانت للأديان جميعا".
منقول من كتاب(روائع حضارتنا )
للدكتور مصطفى السباعي.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون