مذكرات عاشق …
الذكرى الأولى :
لست ادري ما اكتب .. او لم اكتب .. ولكنني اشعر بشعور غريب يدفعني للكتابه ..
إنها اول مرة اكتب فيها .. والغريب في الأمر انني اريد ان اكتب لنفسي .. وليس ليقرأني أحد .. بل لأفرغ مايختلج بداخلي .. ولأتذكر كل ما سأكتبه هنا .. دوما .. ولكن .. ماذا اكتب ؟ ومن اين ابدأ؟! هل أبدأ بكتابة نبذة عن نفسي ؟! لا يهم .. فقد تقع هذه المذكرات في يوم ما في يد أحد الأشخاص ويقرأها .. ولذلك اريدها ان تكون اجمل مايمكن .. وبأكثر تفاصيل ممكنه ..
سأرتب افكاري قدر المستطاع وأدون مذكراتي بتسلسل مفهوم ومقبول .. وسأبدأها بالتعريف بنفسي اولا ..
ادعى سيف ..عمري عشرون سنه .. ادرس التمويل في احدى الجامعات الأجنبية العريقه .. في الغرب طبعا .. وانا الآن في سنتي الدراسية الثانيه .. قضيت 13 سنه في المدرسه .. وذلك لأنني كنت ادرس وفقا للنظام البريطاني في التعليم .. بالطبع لم انشأ في الغرب .. فقد ترعرعت ونشأت في بلدي الحبيب قطر .. ولكنني درست في مدارس اجنبيه هناك بناء على رغبة اهلي الذين يعتقدون بأن النظام البريطاني هو النظام الأفضل في التعليم .. وهكذا كان ..
تكلمت عن عمري .. عن دراستي .. والآن سأتكلم عن شكلي .. لست فائق الوسامه .. ولكنني اتمتع ببعض الجاذبيه .." على الأقل هذا ماتقوله لي المرآه " .. لا .. مهلا .. لست مغرورا .. فأصدقائي يقولون لي بأن لي حضورا طاغيا وهيئه ملفته … فأنا ابلغ من الطول 180 سم .. ولي جسم متناسق .. فلست نافر العضلات .. فأنا اكرا .. ولكنني ايضا لست مترهلا .. لأنني امارس الرياضة بانتظام لأحافظ على وزني الذي يبلغ 76 كج ..
اما بالنسبة لشخصيتي .. فأنا مرح .. احب الضحك والمزاح .. ولكنني في نفس الوقت هادئ ومتزن .. لا احب الوقاحه .. وقلة التهذيب .. واكره الصراخ والضجيج .. اميل للعزله والانفراد بنفسي في بعض الأحيان .. وقد كنت كذلك مذ كنت طفلا صغيرا .. وكبرت والكل يمتدح هدوئي واتزاني ورجاحة عقلي .. إلا انني كنت اعاني من الخجل الشديد لدرجة كانت تعجزني احيانا عن النطق .. وقد كنت طفلا انعزاليا نوعا ما .. ولكنني تغلبت على هذا الخجل والانعزال بعض الشيء مع تقدمي في العمر .. وأصبح لدي الكثير من الأصدقاء من مختلف الأعمار والجنسيات ..
اصدقائي .. بالرغم من انني تغلبت على خجلي وانعزاليتي .. وأصبحت اعرف الكثير من الناس الذين اعتبرهم اصدقاء لي .. إلا انني كنت متحفظا بعلاقتي بهم .. فصفتي الحذر والتحفظ تلازمانني .. ولا امنح ثقتي لأحد بسهوله .. لا أمنحها إلا لمن اشعر بأنه فعلا يستحقها .. ومن يستحقها اكثر من راشد .. هلا .. وعمر الذي اصبح يزعجني بعض الشيء مؤخرا .. ولا ادري لماذا تغير وابتعد عني هكذا .. ولكني سأعرف يوما ما ..
لقد تعرفت بهؤلاء الثلاثة حين كنت في الصف الخامس الإبتدائي .. وقد كبرنا سويا .. يوما بيوم .. وسنة بسنه .. ولازلنا مرتبطين ارتباطا وثيقا ببعضنا البعض .. ولا اتصور ان افترق عنهم في يوم من الأيام .. حين انهينا الثانويه .. قررنا الالتحاق بجامعات في نفس البلد .. لنظل معا ولا نفترق ابدا .. بالرغم من اختلاف ميولنا واختيارنا لتخصصات مختلفه وكليات مختلفه .. إلا اننا قررنا ان تكون وجهتنا واحده .. وها نحن نتقابل هنا .. بشكل اسبوعي واحيانا يومي ..
قد تكون هلا هي الأقرب إلي من راشد وعمر .. ربما لأنها تفهمني دون ان اعبر عما اشعر به بالكثير من الكلمات ؟! وربما لأنها تفكر بنفس الطريقة التي افكر فيها .. لا ادري بالضبط .. ولكنني اقول لهلا مالا استطيع قوله لراشد ولعمر .. وهي كذلك تقول لي كل شيء عنها .. كل ماتشعر به .. كل ما يزعجها .. كل مايفرحها .. وكنت ايضا اقرب اليها من راشد ومن عمر .. بالرغم من انها كانت مغرمة بعمر منذ ايام الثانويه .. ولكنها بالطبع لم تجرؤ على البوح بمشاعرها هذه له ..
حين كنت في المدرسه اغرمت بأكثر من فتاه .. ولكنه كان دوما حبا من طرف واحد .. دون علم الطرف الآخر .. فلم اجرؤ يوما على التقرب من اية فتاة اعجبتني .. ربما لأنني لم اكن اشعر برغبة في التعرف إليهن ؟ وربما لأنني كنت اظن بأن التقرب إليهن سيفسد حلاوة المشاعر التي اشعر بها .. فقد كنت دوما أؤمن بأن اجمل مافي الحب هو عذابه .. وربما .. لأكون صادقا .. يكمن السبب الحقيقي في خوفي وخجلي من التقرب إلى الفتيات .. فأنا لم اكن قد تغلبت على هذا الخجل كلية في ذلك الوقت .. فقد كان دوما يمسك بتلابيبي .. ويعوقني عن اتخاذ خطوات ايجابية تجاه اي فتاه اكن لها المشاعر .. بعكس راشد وعمر .. اللذان كانا دوما سباقان للتودد إلى الفتيات في المدرسه .. وكانا دوما محاطان بالكثير من الصديقات ..
لهذا السبب بالذات لم اكن لأخبرهما يوما بإعجابي بفتاة ما .. فأنا اعرف بأنهما سيدفعانني دفعا للتقرب إليها .. وانا لا اريد ذلك .. فكانت هلا هي الوحيدة التي تعرف عن اخبار قلبي .. ومن يسكنه بالضبط ..
لقد اغرمت ايام المدرسة كثيرا .. هذا صحيح .. ولكنه لم يكن ابدا غراما حقيقيا .. نعم .. لقد كنت في كل مره اظنه كذلك .. ولكنني اكتشفت مؤخرا بأنه لم يكن سوى إعجابا .. فما اشعر به الآن مختلف كليا .. لم يسبق لي ان شعرت بمثل هذه المشاعر من قبل .. لم يسبق لي ان ارتعش حين تمر بي فتاه .. ان يخفق قلبي بعنف حين تكون هذه الفتاه متواجده في المكان الذي اكون فيه .. ولم يسبق لي ان اشعر بهذه الرغبة الملحه في التعرف إلى فتاة ما .. ان اشعر بأنه يجب ان يكون لي دور في حياة هذه الفتاه ..
لن انسى ابدا اول مرة رأيتها فيها .. لا اعرف ما اصابني .. لقد كان شعورا غريبا ينتابني لأول مره .. لم استطع ابعاد عيني عنها .. ظللت احدق بها مشدوها .. فاغر الفم .. غير مدرك لما يحيط بي او لما يدور حولي .. حتى انني لم ادرك بأن راشد وهلا كانا يناديان علي .. وانهما كانا يقفان بقربي .. لم اشعر بهما حين اقتربا مني ..
لم ادرك وجودهما الا حين اختفت هذه الفتاة عن الأنظار .. ياإلهي ما اجملها .. كم تبدو رائعه .. لا ليست رائعه .. بل إنها خلابه .. لقد سلبت لبي .. ترى من تكون هذه الحوريه ؟! هذه الغادة الممعنة في الحسن والجمال ؟!
لقد رأيتها في جامعة هلا .. وقد كنا قد اتفقنا انا وراشد وهلا على الالتقاء هناك للذهاب للغداء .. فقد كان يوم الجمعه .. اي اخر ايام الأسبوع الدراسي .. وقد كنا نخرج دوما في هذا اليوم .. ولكنها كانت المرة الأولى التي ارى فيها الفتاه ..
وصفتها لهلا فيما بعد .. علها تعرفها .. إلا انها لم تستطع ان تعرف من اقصد بالضبط لأن وصفي لها كان مبهما وفيه الكثير من المبالغه كما تقول .. ولكنني كنت مصمما على معرفتها .. ولذلك قررت ان اتوجه إلى كليتهم يوم الأثنين .. الذي سيكون غدا .. فإلى الغد يامفكرتي العزيزه .. فربما اعرف غدا من تكون .. واخبرك بتفاصيل عن اجمل مارأت عيناي إلى الآن ..
|