جاءت دعوة فرح علي منزلي من أحد الأصدقاء ، يدعوني علي حضور زفاف أخته الصغيرة ، الواجب حتم عليّ الذهاب بغض النظر عن وصول الدعوة ، فحتى لو لم تأتيني الدعوة كنت سأذهب وأبارك قبل أي شيء .
فأنا ذهاباً من أجل مجاملة صديقي في المقام الأول لا من أجل شيء أخر ، هذه هي الأصول التي تعلمناها ونشأنا عليها منذ الصغر حتى كبرنا ! ، جاءتني دعوة بعدها بأيام قليلة لحضور حفل تخرج أحد الأصدقاء من كلية الطب وكُتب في الدعوة أن الفنان عمرو دياب سيحضر الحفل ، سارعت بتحضير ملابسي و كاميرتي كي أذهب لأصور أبن دياب ، فهل هذا يعني أنني ذاهباً لأجل عمرو دياب لا من أجل صديقي الطبيب ؟
سأهتم بملابسي في كلتا الحالتين وسأجهز كاميرتي أيضاً لتصوير اللحظات التاريخية لصديقي الطبيب ، فهذا هو الواجب الذي تعلمناه سواء كان أبن دياب موجود أو حتى أبن سينا ، الواجب واجب !!
أصحاب العقول الصغيرة يقولون أن الحضور الجماهيري الأكبر في تاريخ الكرة المصرية لمباراة احتفالية لاعتزال أبن النادي الأهلي المصري وليد صلاح الدين كان سببه تواجد النجم الفرنسي تيري هنري لاعب نادي الأرسنال الإنجليزي للقاهرة للاحتفال مع وليد صلاح الدين برحيله عن الملاعب ، فحضور النجم الفرنسي أجتذب محبي فنه الراقي داخل المستطيل ، لكن هنري مصاب بعرق النسا منذ فترة طويلة وبكل تأكيد عشاقه يعلمون انعدام مشاركتـه ولن ينثر ألحانه العذبة في أرجاء إستاد القاهرة ، فلماذا جاء عشاق هنري طالما هنري لن يلعب .. هل جاءوا من أجل رؤيته والتملي في جمال بسمته .. ، الحضور الجماهيري الكبير لم يأتي من أجل هنري .. فالفرنسي لن يلعب لإصابته و حتى لو لعب المباراة فمنذ متى والجماهير الأهلاوية المصرية تعرف هنري ، هل يعرفونه من سنة 1994 عندما كان ناشئ في موناكو .. هل استمتعوا علي الهواء مباشرة ً بتمريراته السحرية كما استمتعوا بمهارات وليد صلاح الدين .. هل أحرز هدفاً أو مرر تمريرة توجت الأهلي بطلا ً لأفريقيا أو للعرب أو لمصر ؟
سيرد أصحاب العقول الصغيرة :
لقد جاءوا من أجل الجميلة اللبنانية هيفاء وهبي .. والفنان الموهوب تامر حسني والمطرب الشعبي سعد الصغير !!
هل هذا يعني أن ال 100 ألف متفرج الحاضرين في نهائي دوري أبطال أفريقيا موسم 2001 بين الأهلي وصان داونز الجنوب أفريقي حضورا لأن المطرب الشهير محمد فؤاد حضر المباراة .. هل هذا يعني أن الـ 100 ألف متفرج في نهائي كأس أمم أفريقيا 2006 حضروا لأن رئيس الجمهورية " محمد حسني مبارك وزوجته حضروا في المقصورة الرئيسية لإستاد القاهرة .. أم لأجل الأهلي .. أم لأجل مصر ..!؟
في برنامج الرياضة اليوم علي قناة دريم الأولى .. قالها أحد المحللين الزملكاوية لا أريد ذكر أسمه لأن أحمد شوبير مقدم البرنامج شاطره الرأي .. عندما قال :
لم يأتي العشاق الحقيقيون لوليد صلاح الدين يوم رحيله عن عالم كرة القدم بل سارع البعض لقطع تذكرة المباراة عند معرفته أن هنري وهيفاء و تامر وسعد سيحيون مهرجان الاعتزال .. !
هل هذا كلام محللين محترفين ..
إنها الغيرة يا وليد .. لم يجدوا طريقة أخرى ينتقصوا بها مهرجان اعتزالك سوى هذه الطريقة القذرة .، فدائماً ما تفشل مهرجانات اعتزالية لأشهر الأسماء ، فهم لا يريدون لك النجاح سواء و انت تلعب الكرة أو وأنت تعتزل .. فوقت يعجز فيه اللسان عن وصف حلاوة تمريراتك في المباريات التي تشارك فيا بأخر الدقائق تسمع كلام غريب عن اللياقة وجلوسك علي دكة الاحتياط .. وهو يعتزل لا يعجبهم الحضور الجماهيري فقد اعتادوا علي خلو المدرجات وقت اعتزال اللاعبين حتى ولو كان نجم النجوم .. لكن أعزروني وليد ليس كأي نجم .. أنه خليفة محمود الخطيب ، خليفة أمهر وأفضل لاعب في تاريخ مصر كلها ، فكيف يرفض هنري المجيء ولماذا يفكر تامر وهل تجرؤ هيفاء أن تتردد .. ، أنه وليد صلاح الفتي الطيب المدلل الذي يحبه الجميع من أول نظرة .. ولا يقدر أحد علي أن يرد دعوته .. فالنجوم لم يترددوا علي حضور المهرجان فكيف يتردد العشاق الحقيقيون .. ..؟ .
الموضوع الاصلي
من روعة الكون