بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماركوس الألماني الأصم الأبكم .. أسلم
"ماركوس" شاب ألماني من "فئة الصم والبكم"، نشأ كسائر الفتيان الألمان، حيث السهر واحتساء الخمور والممارسات اللا أخلاقية بين الشباب والفتيات. مات أبوه وتركه مع والدته، عقله سليم يستطيع تمييز كل شيء من حوله بذكاء، يتحدث بلغة الإشارة ويفهم جيداً اللغة الإنجليزية كتابة وقراءة ويحسن استخدام الإنترنت.
ويقول ماركوس عن إسلامه: "كنت أبحث عن راحة وتغيير لهذا الجو المفعم بالحرية الزائفة، وأرغب في بناء صداقة جديدة بعيدة عن الخمر والجنس، أريد الراحة النفسية.. وبعد فترة من البحث التقيت بأحد الشباب الكويتيين على الإنترنت وتم التعارف بيننا من خلال اللغة الإنجليزية، ولم يكن لدي من وسائل الاتصال البشرى للتعبير غير حاسة البصر والقراءة والكتابة فقط، في يوم من الأيام بعثت برسالة إلى صديقي لزيارة الكويت، ورحب صديقي بهذه الرسالة. وجئت إلى الكويت والتقيت صديقي لأول مرة.. ولكن للأسف الشديد دون نطق: السلام صامت والحضن حار يطفو عليه هياج القلوب.
كان صديقي مسلماً يصلي أحياناً أمامي، وكنت أترقبه بعيني.. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل كان يذهب لأداء الصلاة في المسجد، ويأخذني معي ويبقيني في السيارة إلى أن يفرغ من صلاته ويخرج من المسجد.
وهنا بدأت الرغبة تتوهج لدي في التعرف أكثر على مبادئ الإسلام وأركانه وفرائضه، وكشفت عن هذه الرغبة لصديقي، فبدأ بتجميع كل قواه ليوصل لي رحمة الإسلام، وجاء إلي بالكثير من الوسائل المترجمة بالإنجليزية والألمانية.
أخلاق الفطرة
وبدأت أتساءل: ما هذا؟ إن هذه المبادئ تختلف عن عبادتنا؟ وهذه الأخلاق تختلف عن أخلاقنا؟ فهم لا يشربون الخمور، ويتركون الإباحية الجسدية.. ونحن مغمورون فيها ولا حرج! الحق يقال: دينهم وأخلاقهم هي التي تخاطب فطرتي.. أنا أميل إلى ذلك..
ويضيف "ماركوس" قائلا: "كان صديقي يصطحبني في المناسبات كي أتعرف أكثر على المجتمع الكويتي. وكنت كثيراً ما أؤكد له أني سأكون رسول دعوة للإسلام في أسرتي وفي أصدقائي. ومن ثم زادت قناعتي والرضا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً. وعندما علم صديقي وأسرته برغبتي في دخول الإسلام فرحوا فرحاً شديداً، واصطحبني شقيق صديقي الأكبر إلى "لجنة التعريف بالإسلام" لأعلن إسلامي على مرأى ومسمع من الجميع بحضور الموظفين والدعاة.
نطق لساني
وأخذ يلقنني الشهادتين بلغة الإشارة، فرفعت يدي لأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، لكن العجيب حقاً في هذه اللحظات قدرتي على نطق كلمتي "الله، ومحمد" بلساني، وهذا هو نطق القلب.. فلا عجب من قدرة الله فكيف نطق لساني وأنا فاقد النطق...!
من ماركوس لسلمان
وهكذا صار "ماركوس" الألماني الجنسية مسلماً، ثم بدل اسمه إلى "سلمان" حباً في صديقه، وأصر على استخراج شهادة إشهار إسلامه من "لجنة التعريف بالإسلام"، لاعتمادها رسمياً في بلاده، حسب تغيير بياناته الجديدة، وأخذ على نفسه العهد والميثاق بأن يكون داعياً إلى الله تعالى في وطنه، من خلال ما وهب الله له من إمكانيات. وأشار إلى أن أول من يدعوه للإسلام هو أمه التي لم تمانع في سفر ابنها إلى بلاد الإسلام، ورضيت بدخوله لهذا الدين.
وتغيرت أحواله وغدا يهتم اهتماماً كبيراً بالدعوة إلى الله تعالى، وتميز بالحرص الفائق على دعوة غير المسلمين إلى طريق الهداية والإيمان، خاصة أصدقائه من الصم والبكم.
عن مجلة المجتمع ـ بتصرف
الموضوع الاصلي
من روعة الكون