~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~بسم الله الرحمن الرحيم~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~
في عيد الفصح الماضي (الذي وافق يوم الأحد 16 أبريل) مرت جورجيا بحالة رعب وترقب تختلف عن كل الأعياد الماضية.. ففي حين احتفلت جميع الدول المسيحية بهذا العيد سرت شائعة في جورجيا تفيد بأن الله - سبحانه وتعالى - اختار هذا اليوم موعداً لانتهاء الحياة وبدء القيامة. ولأن الشائعة تبلورت قبل الموعد المقرر بعدة أشهر اقتنع بها معظم الشعب - بل واقتنعت بها شخصيات دينية وسياسية معروفة - قبل أن ينتهي الموعد المذكور بسلام!!
.. هذه الحادثة الغريبة ذكرتني بحادثة مشابهة وقعت عام 2002 في مكان غير بعيد.. ففي الثمانينيات تأسست في أوكرانيا جمعية مسيحية تدعى «الأخوة البيضاء» امتد تأثيرها إلى أوروبا الشرقية. وكان أهم عنصر تؤمن به هو انتهاء العالم على يد المسيح بتاريخ (24 نوفمبر 2002).
وقبل الموعد بأيام تجمهر أعضاء الطائفة في الساحة الرئيسية في كييف انتظاراً لنهاية العالم. وحين غربت الشمس ولم يحدث شيء قامت أعمال شغب تم على إثرها اعتقال زعيم المنظمة وعدد من قادتها في شرق أوروبا!!
.. وغني عن القول أن شائعات كهذه لا ترتبط ببلد معين أو زمن محدد أو ثقافة خاصة.. فقبل عشرة قرون مثلا سرت شائعة مشابهة في بغداد قال عنها عماد الكاتب (في كتاب البداية والنهاية) :
... وقد أجمع المنجمون والعرافون على أن خراب العالم سيكون في منتصف شعبان القادم حين تجتمع الكواكب الستة في الميزان ويسبق ذلك ريح ساخنة تطوف جميع البلدان.. وقد صدق الناس ذلك وخافوا خوفا شديدا وتأهبوا بحفر المغارات في الجبال والسراديب في الأرض وأغلقوا على أولادهم فيها. فلما كانت تلك الليلة التي أشاروا اليها واجتمعوا عليها لم ير الناس ليلة في مثل سكونها وهدوئها كما شهد بذلك غير واحد من الموجودين في سائر البقاع!!!
.. وإشاعات ساذجة كهذه تظهر بين الحين والآخر نتيجة حسابات خاطئة أو اعتقادات واهية أو أكاذيب خرجت عن السيطرة (رغم محاولات البعض ربطها بأشراط الساعة).. وأذكر أنني كتبت مقالا - بمناسبة دخول العالم للألفية الثالثة - استعرضت فيه نصا محرفا في الإنجيل يدعي أن «الملائكة قيدت الشيطان الى قعر جهنم ولن تحل وثاقه قبل الف عام». ومن هذا النص فهم المسيحيون الأوائل ان القيامة ستقع بعد 1000 عام من ميلاد المسيح. وحين شارفت الالف الاولى على الإنتهاء توقع كثير منهم انتهاء الدنيا فهجروا ممتلكاتهم وخرجوا يجأرون ويستعدون (للانجراف نحو السماء). وحين لم يحدث شيء ومرت أول ألفية بسلام ظهرت تفاسير جديده تدعي ان القيامة أجلت الى عام ,2000. وحين اجتاز العالم أيضا هذا التاريخ ظهرت فرضيات جديدة تؤكد أن دمار العالم سيكون بنهاية عام 3000 (اعتمادا على ان المسيح توفي في عقده الثالث)!!
.. أيضا يخطئ من يظن أن «إشاعات يوم القيامة» تؤسس دائما على نص ديني أو معتقد إيماني أو وحي إلهي ؛ فهناك علماء طبيعة وفلك تنبأوا بدورهم بخراب العالم وقيام القيامة نتيجة معادلات رياضية أو حسابات فلكية بحتة.. فالعالم الانجليزي اسحق نيوتن مثلا (الذي اكتشف الجاذبية ووضع علم التفاضل ومات عام 1727) كتب 4500 صفحة استنتج في آخرها ان العالم سينتهي بعد 57 عاما من وفاته..
كما تنبأ عالم الفلك والمنجم الفرنسي المشهور نوستراداموس بأن كواكب المجموعة الشمسية ستضطرب (في يوليو عام 1999) وتتسبب بنهاية الحياة على الأرض.. أما عالم الرياضيات الياباني ايدو يتاكاوا (مؤسس معهد الرياضيات المتقدمة في طوكيو) فأعلن أن كواكب المجموعة ستنتظم خلف الشمس على خط واحد بتاريخ 19/8/1999.
وقال إن أمراً كهذا سيؤدى الى انتهاء الحياة على كوكب الأرض بسبب خروجه عن مداره المعتاد. ورغم أن اليوم الذي حدده يقترب من التاريخ الذي ذكره نستراداموس - وحدثت فيه الظاهرة فعلا - إلا أنه مر كغيره بسلام ودون مشاكل تذكر (... باستثناء تغيب 1,200,000 موظف عن أعمالهم في ذلك اليوم)!
^ تعليق ^
المهابيل بالدنيا ما في اكثر منهم
وقلة الايمان وفراغ العقائدي هي التي تؤدي لمثل هذه الخزعبلات
قال اللة تعالى:
{قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }الأنعام31
علم الساعة عند الله سبحانة وتعالى قال اللة تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }الأعراف187
وورد ذكر الساعة في القران الكريم خمسة وثلاثون مرة في كل مرة يرد الله فيها على من انكرها او يحاول ان يتنبا بها
والله اعلم
الموضوع الاصلي
من روعة الكون