مقبرة الأحلام
نظرت إلى انعكاس طيفها في المرآة، شعر طويل أبيض تتخلله شعيرات سوداء، ووجه رسم فيه الزمن أخاديـد عميقة و وشم فيه الحزن تضاريس العـذاب.
جلست على كرسي تسترجع شريط الذكريات والأحلام المحروقة، كان حلمها الأول أن تنهي دراستها لكن تدخل الأهل حال دون ذلك لتصبح مجرد خادمة..... حلمها الثاني كـان أن تهرب من جحيم حياتها، أن تهاجر إلى أوربا لكنها لم تكن تملك شجاعة فتاة تركب قوارب الموت، أو ربما ببساطة لأنها رفضت أن يكون قبرها بطن سمكة قرش........ و هكذا مات الحلم الثـاني . لم يتبقى لها سوى أن تنتظر فارس الأحلام على جواده الأبيض لينقذها من الألم والعذاب ،مثل سندرلا، لكنه لم يأت ربما لأنها لم تكن ذات مال أو جاه أو حتى جمال، و أصبح وجود طفل لها ضربا من المحال ...ودعت أحلامها جميعها، وأدتها في ذاكرتها المتعفنة.
تساءلت بحزن مرير
لم بعثت الذكريات من بوتقة النسيان؟
لم تستيقظ من جديد اليوم؟
ربما لأنها تحتفل بمرور نصف قرن على ولادتها، نصف قرن من المعاناة اليومية، تأوهت بحسرة تفحصت يديها المرتعشتين، ستحاول أن تتبنى حلما جديدا ربما يتحقق أو يدفـن فـي مقبرة الأحلام.
بقلمي
الموضوع الاصلي
من روعة الكون