جاءت سارة من المدرسة وهي تشعر بالضيق، وعندما سألتها
جدتها عن السبب، أجابت باستياء شديد: إنها ريم يا جدتي،
دائما تقلدنيفي كل شيء!
قالت الجدة: وضحي لي أكثر يا سارة.
ردت سارة: سألتني المعلمة ماذا تريدين أن تصبحي عندما
تكبرين؟ فقلت لها طبيبة، وعندما سألت ريم، قالت بأنها تريد
أن تصبح هي أيضاً طبيبة!
ضحكت الجدة وعلقت: وأين المشكلة يا سارة؟ فلربما أرادت
ريم فعلا أن تصبح هي أيضا طبيبة، ألا تمتلئ المستشفيات
والمصحات بالأطباء والطبيبات؟ وإذا تحققت أمنيتكما ربما
تعملان في المكان نفسه، أليس هـذا جميلا؟!
تضايقت سارة أكثر وقالت: لا يا جدتي، إنها تقلد دائما ما
أقول وأفعل، فعندما ذهبنا لقاعة النشاط الرياضي، اختارت أن
تلعب لعبة الحبل مثلي تماماً، وعندما اشتريت لي الحقيبة
الجديدة اشترت مثلها.
قالت الجدة: السوق يمتلئ بمثل حقيبتك الجديدة، وأغلب
التلميـذات يفضلنها لألوانها الجميلة، فهل في ذلك مشكلة يا
سارة؟
واحتجت سارة: إنها حتى تقلد قصصي التي أحكيها لتلميـذات
الفصل، فعندما قلت إن الفئران التي كانت تحتفل بوجبة من
الجبن استطاع الفأر الصغير منها أن يعلق في رقبة القط النائم
الجرس، وكلما اقترب الكلب كان الجرس يطن فتهرب القطط
قبل أن يهجم عليها..!
قالت الجدة: وما أدراك يا سارة، ربما ريم سمعت تلك القصة
من أمها أو أبيها بتلك الصورة أو ربما قرأتها هكـذا.
قالت سارة: لا يا جدتي، إنها فقط تقلدني!
فكرت الجدة قليلا ثم قالت لسارة: احكي لي حكاية يا سارة،
ألست تحبين الحكايات؟ فرحت سارة وأخـذت تحكي: كان هناك ثلاثة خراف،
بنى الأول بيتاً من ورق، وبنى الثاني بيتاً من خشب، وبنى الثالث بيتاً من حجارة، جاء الـذئب وهدد
الخروف الأول إن لم يفتح له الباب فسينفخ على بيته حتى
يطير، رفض الخروف فتح الباب فنفخ الـذئب وطار البيت
وهرب الخروف عند أخيه الثاني واختبأ، وجاء الـذئب وهدد
إن لم يفتحا له الباب فسينفخ حتى يطير بيت الخشب، لكنهما
رفضا، فنفخ الـذئب وطار البيت وهرب الخروفان عند أخيهما الثالث، واختبأوا
جميعاً، وعندما جاء الـذئب لينفخ لم يطر البيت الثالث لأنه كان قويا ومصنوعا من حجارة.
قالت الجدة: اسمعي هذه الحكاية يا سارة، كان هنالك ثلاث عنزات،
بنت الأولى بيتا من أوراق الشجر، وبنت الثانية بيتا من طين،
وبنت الثالثة بيتا من صخر، وعندما جاء الـذئب وهدد العنزة الاولى إن لم
تفتح له الباب، فسينفخ على بيتها حتى يطير، لكنها رفضت، فنفخ الـذئب وطار البيت،
فهربت العنزة عند أختها الثانية، وجاء الـذئب وهدد إن لم تفتح
له العنزتان الباب فسينفخ على الباب البيت حتى يطير، لكنهما
رفضتا، فنفخ الـذئب وطار بيت الطين، وهربت العنزتان عند
أختهما العنزة الثالثة، واختبأن جميعاً، وجاء الـذئب، ونفخ لكن
البيت لم يطر لأنه كان قوياً ومصنوعاً من الصخور.
احتجت سارة: جدتي أنت تقلدينني!
قالت الجدة: أنا لا أقلدك، من أين سمعت هـذه القصة؟
قالت سارة: هكذا سمعتها من أمي!
قالت الجدة: هكـذا سمعتها أنا من أمي عندما كنت صغيرة، إذن
أمك قلدت أمي!
ضحكت سارة وهمست: جدتي!!!
الموضوع الاصلي
من روعة الكون