بعد رواية "بنات الرياض" التي أثارت اهتمام النقاد والأدباء في السعودية ودول عربية أخرى ، تطل علينا رواية أخرى وهي «الآخرون» للكاتبة السعودية الشابة "صبا الحرز". في هذه الرواية يبرز السرد الفضائحي يستشكف الخفي والمجهول. وصبا الحرز اسم مستعار وقناع لروائية في العشرين من عمرها، كما أفادت دار الساقي، ناشرة الرواية.
وفي عرض مقتضب في صحيفة "الحياة" اللندنية أن البطلة والتي يمكن وصفها بـ «الراوية» أو «الساردة» تتحكم بالأحداث والوقائع والشخصيات، وتنطلق من تجربتها الذاتية، هي المصابة بمرض «الصرع» أو «النقطة»، والتي تعرضت لـ «إغتصاب» مثلي على يد صديقتها ضيّ. لكن «الفريسة» أو الضحية تعجز عن التكيّف مع واقعها الجديد على رغم مضيها في اللعبة واستسلامها لها. فهي تظل في حال من الاضطراب والخوف والقلق، تبكي وتندم وتصف نفسها بالمسخ: «كنت بنتاً فصرت مسخاً». وتشعر أحياناً بقذارتها التي لا يغسلها الماء والصابون، كما تعبّر.
تنطلق وقائع الرواية من احدى بيئات القطيف في السعودية وتتوزّع بين كلية البنات و"الحسينية" والمنازل والمزرعة. الشخصيات الرئيسة فتيات بل طالبات في مقتبل العشرين وأكثر قليلاً، حياتهن في غرفهن المنزلية تختلف عن حياتهن المعلنة أو العائلية والجامعية.
وتقول "الحياة" إن هذه الرواية مأسوية، لا تعرف السخرية إلا قليلاً، وترسم معالم حياة سوداء تقوم على هامش الحياة نفسها. وإن بدا حضور الرجل طفيفاً فيها ومقتصراً على اسمين فإن حسن، شقيق الراوية، يحضر بشدة عبر غيابه، فطيفه لا يغادر مخيلة الشقيقة المريضة ولا ذاكرتها، على رغم مضيّ سنوات على موته.
الصابئة واليهود
"اصول الصابئة – المندائيين – ومعتقداتهم الدينية"، الصادر عن دار المدى، هو اول دراسة حديثة تظهر باللغة العربية عن هذه الطائفة التي نشأت في وسط وجنوب وادي الرافدين قبل ظهور المسيحية . المؤلف عزيز سباهي ، وبسبب اعتماده المصادر الاجنبية وكتابات المستشرقين لا يستطيع ان يجزم فيما اذا كان الصابئة قد ظهروا في وادي الرافدين ام انهم جاءوا من فلسطين.
ومع ان هناك الكثير من المعطيات التاريخية التي تؤكد الاصل الرافديني للصابئة المندائيين الا ان المؤلف يكتفي بعرض هذه المعطيات دون ان يقدم رأيا قاطعا "انه ليصعب القطع بأن المندائية تلقت التأثيرات اليهودية من فلسطين وحدها حين يكون مثل هذه التأثيرات قد وجدت في جنوب مابين النهرين ايضا وبقوة لا تقل عما هي عليه في فلسطين" ، وفق عرض جريدة "كتابات" .
وتتابع "لقد تخلفت في جنوب وادي الرافدين مجموعات كبيرة من اليهود بعد ان سمح الملك الفارسي الاخميني كورش بهذه العودة ، والواقع ان القلة من اليهود الذين سباهم (بختصر) قد عادوا الى فلسطين .. اذ آثرت الاغلبية ان تواصل عيشها في بلاد الرافدين . وفي العهد البارثي كانت هناك مجمعات لليهود في جميع المدن البابلية " .
ووما يرد في الكتاب أيضا ان المندائيين الذين عاشوا الفي سنة في ميسان العراقية وحدها كانوا يكتبون اسم المدينة مجزأ هكذا – مي – وتعني بالمندائية الماء و – شان – وتعني القصي اشارة الى وجودها في اقصى الجنوب الرافديني ، ويكتب الاسم بالطريقة نفسها باللغة السريانية ، اما بالعبرية فيكتب ميشين وبالفارسية ميشيون والعربية ميسان .
والملاحظة الاخيرة التي نود طرحها في نهاية المطاف هي ان الصابئة المندائيين كانوا يكتبون اسم مدينة اورشليم مجزأ ايضا هكذا ( اور – شليم ) فهل هناك علاقة من نوع ما بين مدينة اور الرافدية وبين اورشليم الفلسطينية – القدس _، وفق جريدة "كتابات".
البعث والعسكر
صقر أبو فخر، المؤرّخ والمفهرس والمؤرشف، يحاور المناضل الدمشقي التاريخي نبيل الشويري عن "عفلق والبعث والمؤامرات والعسكر" في "سورية وحطام المراكب المبعثرة"، في 511 صفحة قطعاً كبيراً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، مع مراجع وصور نادرة.
ووفق "صدى البلد" اللبنانية عرف نبيل الشويري مؤسس حزب البعث ميشال عفلق منذ يفاعته الأولى وتدرّج على يديه في مدارج السياسة وفي معارج الفكر السياسي، وتفتح وعيه على القومية العربية كما صاغها ميشال عفلق بنفسه، ولطالما تعلق به وبصورته كساحر وقديس معاً، لكنه لم يلبث ان تمرّد عليه وانخرط في التآمر السياسي والانقلابات العسكرية مع سليم حاطوم وحكم بالاعدام فغادر سورية الى بيروت ثم الى باريس.
وحوار صقر أبو فخر مع نبيل الشويري خلاصة تجربة عاصفة ومديدة، وأهمية هذا الحوار لا تكمن في انه يؤرخ لحقبة من التاريخ المعاصر لسورية وللبعث معاً فحسب، بل في انه أيضاً محاولة لاعادة قراءة الأحداث في ضوء التجربة الشخصية.
يعود المحاور أبو فخر بالشويري الى البدايات الأولى، فصاحب السيرة ولد في حي الميدان في دمشق العتيقة في 1933 وكانت طفولته في حارة النصارى أي في باب توما والقصّاع. ثم انتسب الى حزب البعث في 1947 والتحق بالجيش بين 1956 و1958، وفي الحوار معلومات جديدة وطريفة عن تاريخ تأسيس حزب البعث.
فإلى رواية قصة سورية في العهود المضطربة، من انهيار حكم حسني الزعيم إثر إعدام سعادة في بيروت ومجيء سامي الحناوي فأديب الشيشكلي ثم سقوطه فبداية العصر الذهبي لحزب البعث في سورية وتكوّن فروعه في لبنان والأردن وفلسطين والعراق واليمن.
ويسرد الشويري تفاصيل الوحدة مع مصر فالانفصال 1958 ــ 1961 ويخوض في مجريات تصفية الحزب السوري القومي إثر اغتيال المالكي. فإلى سورية في ظل البعث بدءاً من 8 آذار 1963، فحركة 23 شباط 1966 وسليم حاطوم والتجربة اللبنانية، فالحركة التصحيحية، فالمنفى فالعودة الى دمشق.
والى الشق السياسي للحوار المطوّل الذي يعقده صقر أبو فخر مع نبيل الشويري، هناك مادة هائلة بين طيات الحوار عن الثقافة والفكر والمدن، فصاحب السيرة عاش بين ثلاث مدن هي دمشق وبيروت وباريس، دمشق السياسة وبيروت الحرية وباريس الثقافة، أحبها جميعها لكن تبقى دمشق منبته ومكان نشأته.
"ابو غريب" في كتاب جديد مصوّر
يستعد الكاتب النروجي" إيفه دي فيكويريدو" لطرح كتاب خاص للشباب مليء بالصور التي أخذت من سجن " أبو غريب" بعنوان " أطلقني" .
ويؤكد الكاتب، بحسب "الوطن" السعودية، أنه يريد من هذا الإصدار إرسال "رسالة إلى الشباب عن أساليب التعذيب التي تستعملها الدول التي تدّعي الديموقراطية وتريد إرساء الحريات في العالم ولكن على طريقتها" ويقصد بها الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال: إن الكتاب عبارة عن رواية تاريخية للشباب وفضلت أن أرويها بالصور بدل الكلمات وأعددت بعض الملاحظات عليها وتركت للشباب الحكم عليها وعلى من نفذها بهذه الطريق البشعة.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون