كتب فيصل الحمراني: دمعتها مثل ضحكتها... بلسم. لهجتها ونكهة لهجتها مثل نكهة خوفها... فيها البراءة الممزوجة دلعاً وخوفاً. إنها الحاجة حليمة بولند التي اعتراها الخوف امس.فدم الحاجة حليمة سال خفيفاً مثل خفة دمها وروحها ...
سال في كيس حفظه بنك الدم حتى يستعان به في وقت شدة .
الحاجة حليمة التي «جت برجليها» كما يقول اخواننا المصريون -
إلى بنك الدم استجابة لحملة التبرع، دهم قلبها الخوف، عندما راحت تخاطب الطبيبة :
« الله يخليج دكتورة أنا أول مرة أجرب الإبرة.وبصراحة أنا خايفة ».
جلست حليمة والخوف في عينيها بين يدي الطبيبة التي راحت تطمئنها
قائلة: «حليمة... حبيبتي لا تخافين... ترى عادي نغزة صغيرة » ،
وترد عليها حليمة «أمبيل... أمبيل... دكتورة خايفة من الإبرة ».
وكطفلة صغيرة تناجي أمها راحت حليمة تناجي الدكتورة :
« الله يخليج لا تعوريني ».
وبرشاقة وخفة الأيادي البيضاء تسللت يد الطبيبة إلى معصم حليمة
وغرزت فيها ابرتها... التي قالت «آي... آي... آي »
ثم انشرح صدر حليمة مبتسمة .
الفحص التمهيدي لمعرفة فصيلة الدم، أظهر انها تتطابق مع العسل الذي
يتقطر من فم حليمة اثناء تقديمها لبرامجها... إن دمها من فئة
«+a». والـ «+a»
هو الزائد الذي لا يبخل في الانصهار مع أي فئات دم أخرى .
وسبق عملية سحب الدم سؤال طرحته الحاجة حليمة على الدكتورة
مفاده «ها دكتورة... موافقين على سحب دمي» وردت عليها الدكتورة
قائلة: «أصلاً منو سعيد الحظ... اللي راح يأخد دمج» لتطلق حليمة
ضحكتها ذات الماركة المسجلة .
وخلال فترة التريث لمعرفة فصيلة الدم، لعب مصور «الراي» أبو صلعة أو مرهف حورية لا فرق... دوراً إرهابياً في تخويف حليمة، حيث ترك لعدسته العنان ان تصطاد حليمة في كل اللحظات حتى شهيقها وزفيرها،
وما انفك على سؤال ممرضة
« هل صحيح انه فيه كثير ناس بيغمى عليهم اثناء سحب الدم وخاصة انكم بتسحبوا نصف لتر ».
كلام «أبو صلعة» أقلق حليمة وعبق وجا بالاحمرار ما دفع بالممرضة
إلى توجيه تحذير شديد اللهجة اليه، بأن يكف عن تعليقاته، والا سيكون
مصيره سحب دمه الثقيل بالكامل .
«ما بي... مابي... خلاص... عافيه خلاص» راحت تردد حليمة على صدى
كلام «أبو صلعة» أنا خايفة يغمى عليّ واموت... خلوني اتهنى بحجتي ...
وخلوني اتهنى بها الطلعة هاذه أول مرة بطلع فيها من البيت من رديت من
مكة... مابي أموت».
حتى وصلت الممرضة فاطمة البصيري التي مارست سحراً طبياً على حليمة وجعلتها تمد ذراعها بكل طواعية وتغرس الإبرة في وريدها وتتمكن من
سحب نصف لتر دم «حليماوي».
بنك الدم في الخامسة من مساء امس كان بمثابة استديو لحليمة عندما
استقبلها طاقم ادارته الدكتور نبيل سند والدكتورة، والممرضة فاطمة
البصيري، ومن العلاقات العامة خالد الشمالي ومنى علي، واستغرق
الأمر قرابة الساعتين امضتهما الحاجة حليمة بولند بقراءة سور من
القرآن الكريم والتشجيع الطبي وتخويف المصوراتي «أبو صلعة »
مرهف حورية .
وفي نهاية المطاف، خرجت حليمة مرتاحة البال، منشرحة الصدر، لتلقي
بلائمة خوفها على من أخافها، ولتدعو الجميع إلى التنادي للتبرع
بدمائهم، ومنحت شهادة من بنك الدم «وهبت دمك وأنقذت حياة ».
شرايكم بالحجية حليمة وهي تتبرع بالدم؟؟
الموضوع الاصلي
من روعة الكون