شك أن ما تتعرض له دولة لبنان الشقيقة عدوان غاشم لا يفرق بين العسكريين وبين المدنيين ولا يتراجع عن قتل الاطفال والنساء والشيوخ ويهدم البيوت على رؤوسهم دون ان تتحرك الدول الكبرى بفعل واقعي على الأرض وكذلك الدول العربية التي صمتت ولم تتخذ مواقف فعلية تنقذ لبنان من الدمار الذي تعرضت له..
«الوطن» رصدت كلمات الفنانين التي تقطر دماً على هدم باريس العرب كما يقولون فماذا قال هؤلاء الفنانون عما يحدث الآن في لبنان وما هو الدور الواجب على الفنان القيام به في مثل هذه الظروف؟ التفاصيل في هذا التحقيق.
نانسي... باقية
الفنانة اللبنانية الرقيقة والجميلة نانسي عجرم اكدت تواجدها حاليا في لبنان بين جبال جونيه على الرغم من انها كادت ان تغادر بلادها ليلة القصف الا انها اصرت على البقاء بين اشقائها وابناء شعبها منوها الى انها الغت جميع حفلاتها في الاردن وباقي الدول بسبب الاوضاع المتردية التي وصلت اليها لبنان وقالت: «الضرب جعلني بحالة حزن وتفكير».
واشارت نانسي عجرم في تصريح لـ «الوطن» الى انها سجلت اغنية وطنية قبل فترة بسيطة تحمل اسم «لبنان حبيب العمر» وهي تذاع حاليا في كل القنوات الاذاعية بلبنان بمعدل نصف ساعة.
ما زالوا يدعون أنهم شعب حضاري
الفنانة القديرة حياة الفهد (أم سوزان) أعربت عن عميق حزنها ووصفت ما يحدث على الاراضي اللبنانية بأنه مأساة بكل المقاييس سيذكرها التاريخ وأكدت انها مصابة بالذهول من هول ما يحدث فليس من المعقول او خطر على بالنا ان يتم هدم دولة بكاملها وبنيتها التحتية خلال أيام معدودة بطريقة بشعة وهمجية بعيدة كل البعد عن الرحمة والانسانية على الرغم من ان هؤلاء الناس يدعون انهم شعب حضاري ديموقراطي متقدم وها هي الايام تثبت همجيتهم واسلوبهم الوحشي في قتل الاطفال وتشريد العائلات الامنة التي ليست لها علاقة بالحرب او الامور العسكرية هم مدنيون كانوا يعيشون في امان وكان في امكانهم اعطاء فرصة للحوار ومهلة للتفكير ربما يحدث تراجع او ايجاد حل سلمي بعيدا عن المعارك العسكرية.
وابدت الفهد حزنها لما آل اليه حال لبنان وهدم النهضة الكبيرة التي صارت له في السنوات الاخيرة وكأن اسرائيل لا تريد ابدا لهذا البلد ان يتقدم او يعيش في امان وللاسف الشديد ايضا ان الامور لاتزال معقدة وعدد الضحايا يتزايد يوميا والدول الكبيرة لا تحرك ساكنا، مجرد كلمات جوفاء لا تجد صدى على ارض الواقع الفعلي او توقف المجازر التي تحدث وانا كفنانة اتمنى ان يكون لنا دور ونحن مستعدون لذلك لكن للاسف لا نملك الا الدعوات ان يفرج الله كربة لبنان الشقيق ويكشف عنه هذه الغمة التي ألمت به.
محنة لبنان محنتنا كعرب
الفنان القدير جاسم النبهان رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الشعبي ابدى شديد اسفه لما يحدث للشعب اللبناني الشقيق مؤكدا ان الكويت تدين بالكثير لهذا الشعب الطيب ومحنته هي محنتنا جميعا كعرب، واشار النبهان الى انه يجب ان يرتفع صوت الفنان العربي في كل مكان وتتوحد كلمتنا في مؤتمر ضخم تتضافر فيه جهودنا لكي تصل كلمتنا الى الدول الكبيرة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي لكي نشكل ورقة ضغط حتى يتحركوا نحو وقف العمليات العسكرية وانقاذ هذا الشعب الذي يموت تحت الانقاض بفعل القصف الهمجي والوحشي الذي يصدر عن الدولة العبرية.
الفنان الكبير احمد الصالح اشار الى ان الفنان الخليجي والعربي بالطبع يأسف لما يحدث للابرياء من الشعب اللبناني الشقيق وما نشاهده يوميا من دمار للاسف يتابعه الشعب العربي وكأنه يشاهد مباراة وهذا شيء محزن ومؤسف ولا اقول الا: كان الله في عون المجاهدين امام الآلة العسكرية الاسرائيلية والتي لا نملك امامها الا الدعاء الى الله و الابتهال اليه ان ينصرنا عليهم والشعب اللبناني الشقيق صامد وسندعمه بكل ما اوتينا من قوة ونقول له نحن من خلفك والنصر حليفك ان شاء الله.
ثمن مبادرة صاحب السمو
الفنان الكوميدي طارق العلي تغيب ابتسامته وغشمرته التي تعودنا عليها وتحاول دموعه ان تتسلل على وجنتيه عندما طرحنا عليه تساؤلنا مشيرا الى ان لبنان من البلدان التي زارها كثيرا وصور فيها الكثير من البرامج وكانت من اوائل الدول العربية التي استنكرت الغزو على الكويت ولها مواقف طيبة لا يمكن ان ننساها والحقيقة تأثرنا كثيرا مما يحدث ولابد ان ندعم المقاومة اللبنانية لانها هي التي تقف الان في وجه اسرائيل واسرائيل لا تحتاج الى مبررات لكي تدمر لبنان بل فعلت ذلك عندما سنحت لها الفرصة من خلال العملية التي قام بها حزب الله وأتمنى ان يتوقف هذا الهجوم التتاري اللاإنساني الذي يستهدف المدنيين وحياة المواطن اللبناني العادي، ونحن نعرف ان لدى اسرائيل كل شيء وهي لا تحتاج ان ترينا قوتها او ما لديها من اسلحة وللأسف نحن كعرب ومسلمين لم نستطع عمل شيء حتى الان في وجه هؤلاء المغتصين فهم ليسوا دولة بل عصابة ويعجز اللسان عن وصفهم بألعن الاوصاف التي يستحقونها ومن اجل معاقبة حزب الله ليس لديهم مانع من تدمير الدولة بكاملها هل هذا معقول او يقبله منطق او عقل او دين او اية أعراف دولية.
وأتمنى ان يقف هذا النزيف الدموي ونقف جميعا خلف المقاومة بصرف النظر عن ان ما فعله كان خطأ او كان يحتاج دراسة اكثر لكن في هذه المرحلة الحساسة يجب أن تتوحد كلمتنا في وجه هذا الوحش الكاسر.
وأوضح العلي ان المظاهرات التي تحدث هنا وهناك تعبيرا عن الآراء امر طيب وهو نوع من المؤازرة لكن بالنسبة للكويت وضعها حساس وأرى انه ليس هناك داع لحرق العلم الأمريكي بل نحرق علم اسرائيل لان امريكا كانت الدولة الاولى في تحرير الكويت فيجب الا ننسى هذا.
وثمن العلي مبادرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ صباح الاحمد حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه بتقديم المعونات الانسانية والطبية العاجلة للشعب اللبناني المنكوب.
وتقدم العلي بأحر التعازي لأسرة الشهيدين من آل بن نخي وتحسرنا على عيال الكويت الذين استشهدوا بلا ذنب اقترفوه وهذا الهجوم الاسرائيلي يذكرني بالهجوم الصدامي على الكويت.
والله ينصر حزب الله كمسلمين وينصر الاسلام في وجه هذه العصابة.
عام الأسير
المخرج نادر الحساوي اكد انه كان من المفروض على قادة الدول العربية والاسلامية ان يقفوا مع لبنان بصرف النظر عما سوّاه حزب الله انهم لم يستأذنوا احداً او يستشيروا احداً وبحسب معلوماتي والتقارير الاخبارية التي استمعت اليها ان حزب الله لم يكن يخفي نواياه ويقول انه لا سبيل للافراج عن الاسرى اللبنانية سوى اسر جنودهم لكي يتم التفاوض والتبادل فهذه النية كانت معلنة وقبل ان هذا العام هو عام الاسرى وعندما سنحت له الفرصة نفذ عمليته لانه اذا لم يستغل الفرصة فقد لا تتكرر او تسنح له الظروف بها مرة اخرى واذا كانت الدول العظمى تقف مع اسرائيل بهذا الشكل الا يجب ان نقف نحن كعرب ومسلمين مع لبنان ونحن كبرنا ونعلم ان اسرائيل دولة عظمى طلعت ولا شيء يعني حزب الله لاعنده سلاح جوي ولا بحري ومجرد اسلحة خفيفة واطار النوم من عين اسرائيل وسبب لسكانها الرعب والفزع فماذا لو هجمت دولتان او ثلاثة على اسرائيل اتصور انهم يقضوا عليها في ايام معدودة فما يحدث في لبنان حرام حرام عوائل تستشهد امام اعيننا وسوف يحاسبنا الله على هذا الصمت ويسألنا ماذا فعلنا وقدمنا لاخواننا العرب والمسلمين ولا نساندهم حتى بأضعف الايمان البعض يقول مالنا شغل خلهم يولون هل هذا معقول.. ما يحدث في لبنان مسؤولية القادة العرب.. شنوعقد مؤتمر قمة وما السوالف هذا الحكي راح عليه خلاص فيه ناس بتموت كل دقيقة، يعني اسر جندي واحد جعلهم يشبون على غزة واسر جنديين شبوا على لبنان فهل عندهم كرامة ونحن العرب ليس لدينا كرامة وين العرب ياعالم انصروهم بالكلمة وتعاتبوا فيما بعد وتحاسبوا بعد انتهاء الازمة لانهم محتاجين دعمنا ولا اقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل والله ينصرهم ان شاء الله على عدوهم.
تاريخ النشر: الاربعاء 19/7/2006
م
ن
ق
و
ل
من جريدة الوطن
الموضوع الاصلي
من روعة الكون