الأطـــــــــــــــــــلال
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى
اسقني واشرب على أطلاله
وارو عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمس خبراً
وحديثاً من أحاديث الجوى
وبساطا من ندامى حلم
هم تواروا أبداً وهو انطوى
.............
.......
يارياحا ليس يهدا عصفها
نضب الزيت ومصباحي انطفا
وأنا أقتات من وهم عفا
وأفي العمر لناس ما وفى
كم تقبلت على خنجره
لا الهوى مال ولا الجفن غفا
وإذا القلب على غفرانه
كلما غاربه النصل عفا
.........
ياغراما كان مني في دمي
قدراً كالموت أو في طعمه
ما قضينا ساعة في عرسه
وقضينا العمر في مأتمه
ما انتزعي دمعة من عينه
واغتصابي بسمة من فمه
ليت شعري أين منه مهربي
أين يمضي هارب من دم
لست أنساك وقد أغريتني
بفم عذب المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي كيدٍ
من خلال الموج مدت لغريق
آه ياقبلة أقدامي إذا
شكت الأقدام أشواك الطريق
وبريقاً يظمأ الساري له
أين في عينيك ذياك البريق
لست أنساك وقد أغريتني
بالذرى الشم فأدمنت الطموح
أنت روح في سمائي وأنا
لك أعلو فكأني محض روح
يالها من قمم كنا بها
نتلاقى وبسرينا نبوح
نستشف الغيب من أبراجها
ونرى الناس ظلالاً في السفوح
أنت حسن في ضحاه لم يزل
وأنا عندي أحزان الطفل
وبقايا الظل من ركب رحل
وخيوط النور من نجمٍ أفل
ألمح الدنيا بعيني سئم
وأرى حولي أشباح الملل
راقصات فوق أشلاء الهوى
معولات فوق أجداث الأمل
ذهب العمر هباء فاذهبي
لم يكن وعدك إلا شبحا
صفحة قد ذهب الدهر بها
أثبت الحب عليها ومحا
انظري ضحكي واقصى فرحا
وأنا أحمل قلباً ذبحا
ويراني الناس روحاً طائراً
والجوى يطحنني طحن الرحى؟
كنت تمثال خيالي فهوى
المقادير أرادت لا يدي
ويحها لم تدر ماذا حطمت
حطمت تاجي وهدت معبدي
ياحياة اليائس المنفرد
يايبابأ ما به من أحد
يا قفاراً لافحات ما بها
من نجي .. ياسكون الأبد
أين من عيني حبيب ساحر
فيه نبل وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكاً
ظالم الحسن شهي الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربى
ساهم الطرف كأحلام المساء
مشرق الطلعة في منطقة
لغة النور وتعبير السماء
أين مني مجلس أنت به
فتنة تمت سناء وسنى
وأنا حب وقلب ودم
وفراش حائر منك دنا
ومن الشوق رسول بيننا
ونديم قدم الكأس لنا
وسقانا فانتفضنا لحظة
لغبرآدمي مسنا
قد عرفنا صولة الجسم التي
تحكم الحي وتطغي في دماه
وسمعنا صرخة في رعدها
صوت جلاد وتعذيب آله
أمرتنا فعصينا أمرها
وأبينا الذل أن يغشى الجباه
حكم الطاغي فكنا في العصاه
وطردنا خلف أسوار الحياة
يا لمنفيين ظل في الوعور
دميه بالشوك والصخور
كلما تقسوه الليالي عرفاه
روعة الآلام في المنفى الطهور
طرد من ذلك الحلم الكبير
للحضوض السود والليل الضرير
يقبسان النور من روحيهما
كلما قد ظنت الدنيا بنور
أنت قد صيرت أمري عجباه
كثرت حولي أطيار الربى
فإذا قلت لقلبي ساعة
قم نغرد لسوء ليلي آبى
حجبت تأبى لعيني مآربا
غير عينيك ولا مطلبى
أنت من أسدلها لا تدعي
أنني أسدلت هذي الحجبا
ولكم صاح بي الياس أنتزعها
فيرد القدر الساخر : دعها
يالها من خطة عمياء لو
أنني أبصر شيئاً لم أطعها
ولي الويل إذا لبيتها
ولي الويل إذا لم اتبعها
قد حنت رأسي ولو كل القوى
نشتري عزة نفسي لم أبعها
ياحبيبا زرت يوما أيكه
طائر الشوق أغني آلمي
لك أبطاء الدلال المنعم
وتجني القادر المحتكم
وحنيني لك يكوي أعظمي
والثواني جمرات في دمي
وأنا مرتقب في موضعي
مرهف السمع لوقع القدم
الموضوع الاصلي
من روعة الكون