لاتكون الكلمات مؤثرة إذا خلت من الصدق ومن حسن النية
وأيضا طاعة المرء في نفسه وصلاحه من جهة أخرى
والإنسان بطبعه تأثر فيه الكلمات الطيبة ، ويعجبه الإطراء والمدح
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم عن الرجل الممدوح : (( تلك عاجل بشرى المؤمن ))
أي أن ثناء الناس له إنما هو نابع عن شهادتهم له بالخيرية ، والناس شهود الله في أرضه .
&&&
وأنفع كلام وأشده تأثيرا بعد كلام الله وكلام رسوله هو الدرر المنثورة من كلام سلفنا الصالح
ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .
قال أحدهم : ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟ فقال:
لأنهم تكلموا لعز الإسلام ، ونجاة النفوس ، ورضا الرحمن
ونحن نتكلم لعز النفوس وطلباً للدنيا ورضا الخلق !
فتأمل هذا يا رعاك الله .
&&&
مالك بن دينار يرى أن لتأثير الكلمة شأنا ، فيأكد على مبدأ الصدق فيقول :
الصدق يبدو في القلب ضعيفاً ، فيتفقده صاحبه ، ويزيده الله تعالى حتى يجعله الله
بركة على نفسه ، ويكون كلامه دواءً للخاطئين .
وأين نحن من الصدق ؟؟
&&&
لنبحر بعيدا .. في عمق تلك الكلمات ، ونسوق بعضا من هذه الدرر
التي تجسد تأثير الكلمة على النفوس :
روى الحافظ الذهبي عن نفسه :
أنّ أحد مشايخه رأى خطه فقال له : إنّ خطك يشبه خط المحدثين .
فقال : فوقع حب الحديث في قلبي .
كلمة صادقة من مربي مخلص تحمل إشاراة وإلماحات يفهمها الأريب
جعلت من الذهبي إماما في الحديث !!
&&&
مثال آخر على تأثير كلمات المخلصين :
رجل غارق في ملهيات هذه الدنيا الفانية .. خمر ومزمار وغناء ورقص
كان سبب توبته كلمة واحدة !!
وإليك قصة توبته ، كما يرويها هو عن نفسه قائلاً :
كنت غلاماً حسن الصوت ، جيد الضرب بالطنبور ، فكنت مع صاحب لي وعندنا نبيذ وأنا أغنيهم
فمر ابن مسعود فدخل فضرب الباطية (الإناء) فبددها وكسر الطنبور ، ثم قال :
لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت ، ثم مضى ، فقلت لأصحابي : من هذا؟
قالوا: هذا ابن مسعود ، فأُلْقِيت في نفسي التوبة ، فسعيت أبكي ، وأخذت بثوبه ، فأقبل عليّ فاعتـنـقـني
وبكى وقال : مرحباً بمن أحبه الله ، اجلس، ثم دخل ، وأخرج لي تمراً .
&&&
ولاننسى قبل كل شيء أن (( الكلمة الطيبة صدقة )) .
&&&
الموضوع الاصلي
من روعة الكون