تأثر صحة الجنين بغذاء الأم في أيام الحمل الأولى
ساد في الماضي اعتقاد بأن غذاء الام وصحتها لا يؤثران على صحة الجنين وبأن تاريخ صحة الطفل تبدأ بعد ولادته وتعتمد على كمية الطعام الذي يتناوله ونوعيته طبعا
قد اثبت العلم فيما بعد عدم صحة هذا الاعتقاد وبينت الدراسات المتكررة والابحاث المتخصصة ان غذاء الام الكامل والصحيح اثناء الحمل يعتبر شرطا اساسيا لتكوين الجنين الصحيح بكامل اعضائة ولنموه الطبيعي فيما بعد.
ولا بد لبناء الجسم من لبنات اساسية اصطلح على تسميتها بروتينات،دهنيات كربوهيدرات،املاحا معدنية وفيتامينات ولا سبيل للجنين للحصول عليها الا من جسم الام الذي يحتاج اثناء الحمل الى كميات اضافية،من هذه المركبات لا يغتني بها ولا يصبح قادرا عن تامين حاجة الجنين الا اذا توافرت هذه العناصر في الطعام الذي تتناولة الام الحامل.
وقد لاحظ الباحثون ان الكثير من الحالات المؤسفة كالاسقاط والولادة المبكر وولادة الاطفال المشوهين والمعامقين له علاقة بسوء تغذيةالام اثناء الحمل.
وفي الحالات التي تلجا فيها النساء الحوامل الى الافراط في تناول الاطعمة الدسمة ينتج ايضا ضرر على الام التي تتعرض لسمنة وعلى الجنين الذي يزيد وزنه عن حده الطبيعي ويتمثل الضرر في خطر على الطفل وفي معاناة صحية متكررة عند الطفل الذي يعاني من زيادة الوزن اثناء الولاده.
فان الظروف التي تمر بها المرأة الحامل خلال البدايات الأولى للحمل أو حتى قبل ذلك، هي التي تسهم في حدوث نقص وزن الطفل عند الولادة، كما تزيد من مخاطر ولادة أطفال خدج، وهذا على عكس ما كان يعتقد الأطباء بأن التفاوت في وزن الأجنة عند الولادة تتحدد خلال النصف الثاني من فترة الحمل.
واستطاع الباحثون التوصل إلى هذه النتيجة الهامة بعد أن درسوا 4200ملف طبي لحالات حمل خلال عشر سنوات، واستخدموا أجهزة إلكترونية عند دراسة صور الأشعة التي تم إعدادها بالموجات فوق الصوتية للأجنة وذلك لقياس طول جسم الجنين ورأسه، كما قاموا بمتابعة كل حالة حمل حتى لحظة الولادة.
فتبين أن احتمال ولادة أطفال خدج يعانون من نقص خطير في الوزن عند الولادة، يتحدد في مرحلة مبكرة للغاية من الحمل، وبالتالي فإن أي إجراء تقوم به الحامل بعد ذلك لا يفيد في تحسين الوضع، أي أن ما تقوم به الحامل بعد اكتشاف الحمل من أجل تحسين صحة جنينها، لا يفيد كثيراً إذا كان غذائها فقيراً في بداية الحمل.
كما أن الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ذات أهمية قصوى، والأجنة التي تتميز بالصغر بالنسبة لأعمارها خلال هذه الفترة تتضاعف مرتين احتمالات ولادتهم كمواليد خدج، وأيضاً تتضاعف خمس مرات احتمالات أن يكونوا بين أصغر المواليد عند الولادة.
وأشار أحد الباحثين بأن النمو الهزيل للجنين ربما يتحدد قبل أن تدرك المرأة أنها حامل، أو قبل أن تلجأ إلى الاستشارة الطبية، وهذه النتيجة يمكن أن توضح أحد أسباب ولادة أطفال خدج التي لا يعرف الأطباء عموماً سبب واضح لها.
وأيضاً يعمل هذا الاكتشاف على تفسير الأسباب التي تجعل برامج التغذية الإضافية للسيدات اللواتي يتوقعن أن يرزقن بأطفال يعانون من نقص في الوزن، لا تزيد أوزان الأجنة إلا بمقدار أوقيتين أو ثلاثة أوقيات فقط.
الموضوع الاصلي
من روعة الكون