......................... ......................
اطلي أناملي بلونٍ احمر قانٍ يشبهني حين أفكر فيك .انفخ فيها من روحي لتجف سريعا قبل فوات الوجد... وبزر الماوس الأيسر انقر (play) ليصلني عبر الـ(headphone) صوت (رود ستيوارت ) يهمس لي بنبوءةِ عشقٍ تخطف قلبي
(It had to be you ) .
تصعقني لثوان كوميض البرق .. وعلى الكيبورد اعزف لك :
عزيزي (مساعد)...
مرحبا...
استهل رسالتي بـ(عزيزي مساعد) عن عمد ،لأخبئ خلف الكلمات المغرقة في التقليدية الغرض الثوري الذي اكتب لك من اجله..
فما انوي أن أقوله عبر هذه الرسالة قد يعتبره آخرون ضرباً من عدم الحياء، وشكلاً صادماً من تفسخ الأخلاق، بل أكثر من ذلك علامةً من علامات الساعة تلك التي ينتظرها البعض لا ليسعدوا بخلودٍ رضيّ ،بقدر ما ينتظرونها ليسعدوا برؤية آخرين يشقون في جهنم وبئس المصير عقابا لهم على جرأتهم البالغة عندما اعتقدوا أن بإمكانهم اقتناص مسرات لم يملكوا (هم) الشجاعة اللازمة للحصول عليها !!
هل تعتقد بأني بدأت أهذي؟؟ انتظر حتى تقرأ بقية الرسالة لتتعرف على الهذيان بأكثر أشكاله وقاحة...أو جرأة.. أو ربما صدقا !
عزيزي (مساعد)...
بينما أنت هناك تفكر بغباء وسذاجة ،كيف يمكن أن تكونَ أفضلَ مني (!) وتتساءل بطريقةٍ طفوليةٍ للغاية حول الطريقة الأكثر تأثيراً للوصولِ إلى إعجابِ تلك الأنثى الساحرة، المثيرة، والمغرورة حد الصلف، الواقفة بكبر خلف سماعةِ تليفونٍ تردُ عليكَ أحيانا، وأحيانا تتجاهلك...اقضي أنا لياليّ أفكر بتوقٍ كيف يمكن أن يخطف أنفاسي مجرد تخيل شفتيك المفعمتين بكل حلم وهما تمران بعذوبة على شفتي...
كيف يمكنُ أن تبعثني من جديد أنفاس حارة ومزلزلة تطلقها في أذني وأنت تهمس بولع
(منى ..أبيك .. ) .
و كيف يمكن أن تخطفني من نفسي بأكثر الطرق بربريةً لمسةٌ ناعمةٌ وحميمة من أصابعك وأنت تلمسُ أعمق نقطة في روحي وأكثرها حساسية. وأيّ جنةٍ يعدني بها جسدك الجريء ،القاسي والحنون -كما أتخيله- وأنت تقتحم بجرأةٍ أرضا لم تعترف يوما بإمكانية أن يطلق (الرضوخ) في لحظةٍ سحريةٍ مهرجاناً من النشوةِ والجنون إلا بعد مرورك الواعد بالدهشةِ والشجن ..
هل علي أن أتصرف كعذراء خجولة لأحوز رضاً منافقاً وجباناً لمجتمعٍ يبررُ وبكلِ صفاقةٍ نفاقهُ المقيت والمكشوف باعتناقِ شعار (الخصوصية )؟ وكفاشيست نموذجي يفرضها على آخرينَ بدونِ الأخذِ في الاعتبارِ كونهم يملكونَ أجنحةً ؟؟! ؟ هل من المرضي أكثر أن اخطّ في دفتر يوميات ساذج وملون كلماتِ حبٍ عذرية أُخبئها كمراهقة نموذجية خلف ألف باب ثم أُسلّم جسدي ليمتهنه أول خاطب تحت دعوى الزواج ،يقتحمُ إنسانيتي بغباء ثم يغرق في النوم وهو يحاول أن يتذكر إن كان قد وقَّت المنبه على السابعة صباحاً !!
أيجعل مني ذاك امرأةً أكثر فضيلةً وأكثَر استحقاقاً لنيل شرف الأمومة المقدس ؟؟ من يفكر بالأمومة حين يخاتلنا بريقُ العشق بنبوءة إبصارٍ أكثر عمىً من ليلةٍ مقدامةٍ يقدمها شهرٌ عربيٌ قرباناً للوقت ؟؟!!!أيُّ شغفٍ مزيفٍ قد يسكنني لطفلٍ استقبلهُ في رحمي إن لم يكن طفلك أنت ؟؟ تغرسه في ليلة عرس تمطر ولعاً وأهازيج ؟ وأحبه لأنه يشبهك ؟؟
هل تصعقك اعترافاتي ؟؟ هل يذهلك حد الصدمة أن تكتشف وأنت تسترق النظر خلف نوافذ روحي الجموح والصامدة - رغم مداجن الغباء المنصوبة خلف كل زاوية - تلك الأنثى البدائية القابعة خلف جدران الاعتزاز المزيف تذوب عشقا لرجلٍ تعرف بيقين انه يخصها. وتقسمها أشلاءً مجرد فكرة مقاسمته الحب ؟؟
هل سيمنحك ذلك إقداما تزهو به أمام الجميع ويخذلك في حضرتي ! ، وشجاعة لطالما بددها ذلك الخوف الذكوري التاريخي الطابع من قوة تبديها أنثى ذات حضور طاغٍ قد لا تصمد أمامه كل مظاهر الرجولة المزيفة ؟؟
عزيزي (مساعد) ..
سأوقف الآن طوفان الزيف واكتب لك (حبيبي مساعد )، رَجُل حياتي ، سيدي.. ويقيني ...
اطلي عيني بماسكرا سوداء مضادة للماء اشكر كريستيان ديور عليها. أضَمّخُ جسدي برذاذ (hypnôse) ارشهُ من زجاجة ليلكية صممها (لانكوم) لي وحدي وسرقها العشاق .. امسك يدك الموعودة بخلود مخادع وقديم .أقودك عبر دروب الذنب كالمسحور. وعلى سحب الحلم المغري بصنوف الدهشة استلقي بدعة واترنم (هيت لك ).
منى ،،
الرياض
ربيع 2007
الموضوع الاصلي
من روعة الكون