السلام عليكم
العالم العربي..ذلك الكيان الهزيل الذي تتوالي عليه الصدمات والضربات القاصمه مع اطلالة كل يوم..يشهد في الفترة الاخيره موجة من التيارات ولامواج والمد السياسي الامريكي..تحمل في ثناياها الكثير من عوامل التغيير والهدم بالمعنى الاصح..ولعل المراقب للمشهد العربي المتسارع..يدرك ان هناك الكثير من الاهداف والخطط المرسومه لتغيير ورسم خارطة المستقبل لهذه المنطقه واعادة تشكيلها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودينيا بالدرجة الاولى..على يد الادارة الامريكيه..
ولم يعد التغيير بمنطق القوه العسكريه هو الوسيله الوحيده المتاحه..بل تعدى الامر ذلك الى نواحي كثيره..ومتنوعه ولعل من اهمها كما قلنا في اعلاه..
التغيير الديني:
وهو الركيزه الاساسية التي تحاول امريكا الانطلاق منها..ابتداء بالمناهج الدراسية ومحاولة فرض التغيير بالقوه على الدول العربيه..وحشدها لهذا الامر الكثير من الحجج الواهيه..التي جعلتها وسيلة للمرور من خلالها لهدف اكبر هو اضعاف هذا الدين وتمييعه وجعله امر ثانوي لدى المسلمين..وانتهاء بوجوب تغيير الخطاب الديني والغاء بعض المصطلحات التي تعتبر اساس في عقيدتنا الاسلاميه الجهاد ..تحريم الربا..الولاء والبراء.. تعدد الزوجات ..الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ..وغيرها الكثير
الايحاء بعدوانية المسلمين..ومسالمة وتسامح الاخرين:
وهذا النهج الغريب العدواني الذي تسلكه الولايات المتحدة الامريكه في سياستها الخاريجه وتحاول الترويج له..انما هو وسيله لزرع الاحساس بالعزله..وحصر المسلمين في زاويه ضيقه..وذلك لخلق صوره نمطيه تنسحب على الاسلام والمسلمين بانهم اهل عداء وكراهيه للاخرين.. وغيرهم اهل تسامح ..بينما الواقع مغاير لذلك تماما فامريكا هي التي تعادي الاسلام ولديها روح عدوانيه شريره وتنتهج في سياستها على القمع والسيطره وعدم احقية الاخر بالاحتفاظ بدينه او خصوصيته الثقافيه وعاداته وتقاليده..فهي تري ان كل شي غير المسيحيه والثقافه الامريكيه انما هو هراء يجب تحطيمه والتخلص منه..
تغيير الخارطه السياسيه للمنطقه:
الكل يتذكر المشورع الامريكي " مشروع الشرق الاوسط الكبير " والذي يضم افغانستان والباكستان وايران الى جانب دول الشرق الاوسط ..هذا المشروع الذي تهاوى على ارض الواقع ولم يصمد..انما كان الهدف منه هو خلق خارطه سياسيه جديده للمنطقه تلبي متطلبات واهداف السياسه الامريكيه التي تريد تنفيذها..تحقيقا لمصالحها ومطامعها اولا وثانيا محاولة كسر العزله السياسة التي تعيشها دويلة اسرائيل السرطان الخبيث...الذي يوشك ان يختنق نتيجة لعدم قدرته على التطبيع مع دول الجوار رغم المحاولاة المتعددة وما تمليه البنود السريه لاتفاقت السلام منذ مؤتمر مدريد الى يومنا هذا..
الاختراق الثقافي:
لم تدخر الولايات المتحده الامريكيه اي نوع من الوسائل المشروعه وغير المشروعه الا واستخدمته لزعزعة المسلمين..فهاهي باجهزة مخابراتها تتفنن في اختراق المجال الثقافي سواء عن طريق وسائل الاعلام وذلك بتمرير افكار وتكريسها وجعلها من المسلمات التي يحب ان تؤخذ في الاعبتار مثل الحريه الدينيه..وحرية الاعتقاد..حقوق المراه..حقوق الانسان..حقوق الطفل..وغيرها الكثير والتي جعلت لكل منها نموذج مصمم سلفا يناسب سياستها واهوائها وتطلعاتها في المنطقه..فهي على سبيل المثال تفصل موضوع حقوق الانسان حسب مزاجها ورغبتها فعندما تحاول الظغط على دولة ما تلجاء الى النبش في موضوع حقوق الانسان وجعله وسيلة للضغط لتحقيق اهدافها القذره..والا فالعقل والمنطق يقول اين الويالات المتحدة من حقوق الانسان في معتقل غوانتنامو!!!ولم يقتصر الامر ذلك عند هذا الحد من الاختراق بل تعداه الى دور النشر التي تعتبر مصدر غذاء الفكر.. وهذا مثال على الاختراق لدور النشر العربيه نصه يتحدث عن الكاتبه العربيه احلام مستغانمي ونصه " أتيح لأحلام أن تنشر "إنتاجها" عبر دار نشر قويه ومعروفه ومنتشره في العالم العربي: دار الآداب البيروتيه للنشر التي أسسها سهيل إدريس , وهي الدار التي تعرضت لهجوم مطول ومكثف بسبب ما قيل عن شبهة في علاقات مباشره لها بالمخابرات الأميركيه , في ضمن سلسلة من العلاقات التي أسستها الوكاله الأميريكيه لإختراق المجال الثقافي العربي ,بضخ تمويلات متعاظمه للفنون والكتابات التي تؤدي الى محو الثقافة العربيه بالتدريج , خصوصاً
تلك الثقافة التي كانت على تماس مباشر مع الفكر اليساري بأطيافه الماركسية والقومية والدينيه, وهي قصة تعرضت لها بالتفصيل الممل الكاتبه البريطانيه " فرانسيس ستونر " في كتابها المعروف ب" الحرب الباردة الثقافية " والذي يحمل عنواناً جانبياً أكثر دقه " المخابرات الأمريكية وعالم الفنون والآداب " وهذا شاهد حي على الاختراق الحاصل لبعض دور النشر العربيه من اجل زعزعة الثقافه العربيه وتمييع معالمها وجعلها اكثر خضوع وخنوع لافكار ونظريات امريكا التي طموحها العدواني بلا حدود..
شكرا لكم..
الموضوع الاصلي
من روعة الكون