تمر الحياة علينا ،، يتقلب الزمن بين رخاء وشدة ،وبين فرح وحزن ،، وبين سعة زمن وجمال وقت وكثيرا ً ما تدخل لنا المنغصات عليها
فتعكر لنا ذلك الصفو ،، وتشعرنا بضيق الصدر كضيق القبور حتى أنه قد يتراءى لنا أن النفق لا نهاية له ،، وأن النور لن يدخل من تلك الفتحة
الضيقة ، وأن الحياة قد توقف زمنها وتبدل الحال ...!
تختلف الأسباب وتتعدد لذلك الضيق فإن أردنا النظر بالمنظور الطبيعي له نجد أن من أهم تلك الأسباب الطبيعة هو نقص الأكسوجين الذي
يتحصل عليه الجسد ، فالتنفس ما هو إلا شهيق وزفير وخلال تلك الحركة يتم مدك عزيزي القارئ بالوقود اللازم للاحتراق لكي تتحرك
عجلة جسدك وفكرك فإن كان الوقود هو الغذاء فإن الهواء هو الأداة الضرورية لذلك التمثيل الحركي ، أنت قد يعيش جسدك بالقليل القليل من
الطعام لكنه من المستحيل أن تستمر حياتك في درجة تنعدم أو تقل فيها نسبة الأكسوجين عن النسبة المطلوبة ، لذلك فأنت كلما صعدت الى
أعلى كلما زادت حركة زفيرك وشهيقك وضربات قلبك ، فعند دخول الهواء يتسع صدرك وعند الزفير يضيق ، لذلك كلما ارتفعت عن سطح
الأرض كلما ضاق صدرك لذلك فإن الإنسان قد يتنفس إلى ارتفاعات معينة بينما في الارتفاعات الأخرى يحتاج إلى الأجهزة لتعينه على تلك
الحركة لذا فالطائرات التي ترتفع إلى علو شاهق يتم تعديل الهواء في كبائنها لكي يستطيع المسافرين التأقلم والتنفس ، حتى أنه قد وجد أخيراً
أنه متى تجاوزت الارتفاعات المطلوبة فإن الإنسان يتعرض لضيق شديد وكآبة نفسية وهذا ما يعانيه رواد الفضاء بعد قيامهم بتلك الرحلات
المكوكية ، يقول رب العزة في محكم كتابه بسم الله الرحمن الرحيم (( فمن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ
صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ((
كذلك هناك من الأمراض التي تؤدي إلى ضيق الممرات والشعب الهوائية التي يدخلها الأكسوجين وهؤلاء هم مرضى حساسية الشعب الهوائية
ممن يعانون من ذات إعراض الضيق لكن اقتضى طبيعة الموضوع الإشارة لهم ...!
من قصدت بهذا الموضوع أولئك الناس الأصحاء الأجساد ،، الذين يعيشون على هذه الأرض ويدبون عليها فلا هم متعرضين لارتفاعات
شاهقة ولا هم مرضى لكنهم يعانون من تلك الحالة ...!
قد يجد الإنسان من تعرض لتلك الحالة ضآلة الدنيا ،، وتنكر المجتمع وهم ينوء بحمله أولي العصبة أولى القوة ،، وقد يحملون أنفسهم فوق
طاقتها وتضيق بهم الزفرات وتتحشرج في نفوسهم الكلمات ويضنون بالله ضن الجاهلية ، تناسوا مزيل كل تلك الكر بات ،، لجئوا إلى أناس
أمثالهم يستجدونهم العون وتناسوا المعين المتعال فزادوهم رهقا ...!
أخي الكريم اختى الفاضلة هل تذكرون قولة سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ..))
لا احد سواه فالجئوا إليه فإنه اقرب إليكم مما قد تتصورون واحن عليكم ممن أرضعنكم فلا يجيب سوءاه فيسمع دبيب النملة ، ويرى حبة
الخردل التي خبأها الزمن في صخرة لا يمكن للعين أن تراها فهو يقول في محكم كتابه تصديقا ً لذلك بسم الله الرحمن الرحيم (( يا بنى إنها إن
تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأتي بها الله إن الله لطيف خبير)) .
الموضوع الاصلي
من روعة الكون