لا نزال جميعاً كجهات رسمية أو شعبية نتعامل مع مرض نقص المناعة المكتسبة »الإيدز« باعتباره مرضاً سيىء السمعة نتحاشى الخوض فيه، وإن تحدثنا في شأن يعنيه فإن الأمر لا يعدو أكثر من حديث يخالجه الخجل.
بل أكثر من ذلك فإن الكثيرين يعتبرون الحديث عن هذا المرض وكأنه حديث في السياسة التي لا ينبغي الاقتراب منه أو كأنه اقتراب من الخط الأحمر الذي يجب تحاشيه.
فتلك الخادمة الإفريقيةاو الاسيوية التي تهرب من كفيلها قبل انهاء إجراءات تسفيرها، ولا تزال طليقة كان من الممكن ألا تصل الأمور إلى هذا الحد وكان من الممكن حماية المجتمع من شرها، لو كان إحساس الجميع بخطر الخادمة واحداً.
ولو كان تحمل الجميع للمسؤولية كبيراً عند اكتشاف أمر الخادمة ريثما ينهي الكفيل إجراءات تسفيرها التي لا يكون في مثل هذه الأحوال بتأمين تذكرة السفر وحسب.
و أن تجنب المجتمع شر إنسانة يائسة قد لا تتوانى في إتيان أي تصرف يضر بالناس، فهذه ليس لديها ما تفقده، ولكن هو الروتين، وتلقيف المسؤولية هنا وهناك بين السلطات والإدارات. .
قصور تتحمله الجهات الرسمية وإهمال لا بد من الاعتراف بحدوثه ورفض لأي تبرير يقدمه أي طرف تحت أي حجة، بل أن مسلسل الإهمال لم يتوقف عند ذلك بل استمر، فلم يحدث ان كلف أحد نفسه »مشقة« الإعلان عن هروب خادمة .
ونشر صورتها في وسائل الإعلام حتى يأخذ الآخرون حذرهم ويمتنعوا عن التعامل معها، ربما لعدم رغبة تلك الجهات في خلق بلبلة بين الناس ونشر الذعر بينهم، لكن المعروف أن كل الخادمات الهاربات.
لا يتركن العمل لدى كفلائهن لينكفئن نادبات حظهن بل هناك ألف باب وباب يجدنه مفتوحاً أمامهن للعمل بنظام الساعات لدى أسر عربية وأجنبية وبدخل أكبر مما يحصلن عليه من العمل لدى كفلائهن، ناهيك عن الحرية التي يتمتعن بها لا تكون متاحة لو رضين بالنظام والقانون.
ولكن يبدو أنه لا إحساس بذلك الخطر انتاب المسؤولين خاصة أهل الطب المعنيين بصحة المجتمع ومن فيه، وتركوا الأمر لرجال الأمن الذين ننتظر منهم على الدوام إيجاد الحلول لكل ما يعترينا
الموضوع الاصلي
من روعة الكون