بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
شحالكم....
وعلومكم....
عسااكم بخير....
••_•o•_•• !! .. من أساطير .. جنون الحب .. !! ••_•o•_••
في مسرحية “حلم ليلة منتصف صيف”، يقول شكسبير، إن الحب قد يكون أعمى، ولكنه يرى بالعقل لا بالعينين، أما جبران خليل جبران، فإنه يرى أن الحب لا عقل له، ورالف ايمرسون يؤكد، استنادا إلى إفادات شهود الحال، أن الحب ليس أعمى بالكامل، ولا فاقد العقل بالكامل، فهو يرى الأشياء التي يحبها في الشخص الآخر، ولا يرى الأشياء التي يكرا. وفي أمثالهم: يستغرب الانجليز من الذي يقول إن الحب دق باب قلبه، لأن الحب يجد القلوب مفتوحة ومشرّعة، ولا يشعر بالحاجة إلى دق على أبوابها.
وفي الأساطير الإغريقية يبدو كيوبيد بصورة طفل معصوب العينين يلقي سهامه على غير هدى، تصيب من تصيب، صدفة، وفي أسطورة تلقيتها بالبريد الالكتروني من صديقة رمزت لنفسها باسم “لمى” أن أكبر أوثان الأولمبي، زيوس، صنع الفضائل والشرور قبل البشر وأطلقها في العالم، وكانت الفضائل والشرور تطوف في العالم معا، إلى أن تملكها الملل، لأنها لم تجد ما تفعله، فالفضائل المطلقة لا تستطيع التأثير في الشرور المطلقة، والعكس صحيح أيضا، ولذلك تداعى الجميع إلى اجتماع من أجل التوصل إلى وسيلة لإبعاد الملل عن نفوسهم. وفي الاجتماع، اقترح “الإبداع” ان يلعبوا جميعا لعبة أطلق عليها اسم “الطميمة” أو “الغميضة”، وفي هذه اللعبة يغمض أحد المشاركين عينيه ريثما يختفي الآخرون، وعليه بعد ذلك العثور عليهم واحداً واحداً.
وأعجب الجميع بالفكرة، وخصوصاً “الجنون” الذي اقترح أن يكون هو البادئ بإغماض عينيه.
وأغمض الجنون عينيه، وبدأت الفضائل والشرور بالاختباء، فأخفت “الرقة” نفسها فوق القمر، وتوارت “الخيانة” في مجمع للقمامة، وطار “الحنين” في الفضاء واختبأ بين الغيوم، ومضى “الشوق” إلى باطن الأرض، وقال “الكذب” بصوت عال إنه يرغب في إخفاء نفسه بين الحجارة، ولكنه توجه إلى بحيرة قريبة وأخفى نفسه تحت مياا، أما الحب، فقد وقف حائراً لا يدري ما يفعل، إذ من الصعب عليه إخفاء نفسه، ولكنه في اللحظة الأخيرة وجد حلا، فتوجه إلى أكمة من الورد وأخفى نفسه بداخلها.
وعندما توارى الجميع، فتح “الجنون” عينيه وبدأ بالبحث عنهم، وكان أول من وجده منهم “الكسل”، لأنه لم يبذل أي جهد في الاختباء، ثم ظهرت “الرقة” المختفية في القمر، وشعر “الكذب” بالضيق من الاختباء في أعماق البحيرة، فخرج بنفسه وهو يلهث وقد كادت أنفاسه تنقطع، وغاص “الجنون” في باطن الأرض وأخرج “الشوق”، ثم قام بجولة فوق الغيوم عثر خلالها على “الحنين”، ولم يكن من الصعب العثور على الخيانة في مجمع القمامة، لأنها لا يمكن ان تختبئ إلا في ذلك المكان.
وعثر الجنون على المختبئين جميعاً، واحداً بعد الآخر، ولكنه لم يعثر على الحب، وكاد يصاب باليأس، إلى أن اقترب منه “الحسد” وهمس في أذنه قائلا: “الحب موجود في أكمة الورد” فالتقط الجنون سهماً طويلاً وبدأ يضرب به أكمة الورد بشكل طائش، على أمل أن يخرج الحب منها، ولم يتوقف عن طعن الأكمة بالسهم إلا بعد سماعه بكاء يكاد يمزق نياط القلب، وخرج “الحب” من الأكمة وهو يخفي عينيه بيديه بينما الدم يتدفق من بين أصابعه. وشعر “الحسد” بالنشوة، أما “الجنون” فقد راوده الندم، وقال للحب: “يا إلهي، ماذا فعلت!! وكيف أستطيع إصلاح غلطتي بعد أن أفقدتك بصرك؟ فقال الحب بأسى: لن تستطيع ذلك، ولكن هنالك ما تستطيع فعله من أجلي. فقال الجنون: إنني على استعداد لفعل أي شيء، فقال له الحب: كن إذاً دليلي”.
ومنذ ذلك الحين يمضي الحب أعمى، يقوده الجنون.
بقلم ... بعد غيبه
<< من بين الأساطير .. جذبتني هاي الأسطورة .. وأتمنى أن تعجبكم .. مثل ما عجبتني ..^^
الموضوع الاصلي
من روعة الكون